الظاهري في ليلة تكريمه بالشرقية: هنا استمعت لأم كلثوم
فكر – الدمام:
كرم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف الأديب محمد بن عقيل الظاهري في حفل نظمه نادي الشرقية الأدبي بفندق الشيراتون أمس الأول.
وقال رئيس النادي محمد بودي في كلمة ألقاها بهذه المناسبة «نتطلع لتقديم كل ما بوسعنا لخدمة الأدب والثقافة في المنطقة على مختلف الصعد، ولكل فئات المجتمع، وعبر شراكات مع الإدارات الرسمية والقطاع الخاص لتضيء مدن الشرقية فكرا وشعرا وثقافة».
بعد ذلك قدّم الشيخ الظاهري كلمة بدأها بشكر سمو الأمير لتكريمه إياه بالحضور رغم مشاغله الكثيرة، وأشار إلى أنه كان قد عمل في المنطقة الشرقية قبل سنوات طويلة في عام 1380، وتربطه بأهلها ألفة وعلاقة قوية، وكان يذهب إلى حي المنيرة بالظهران لمشاهدة أفلام السينما والاستماع إلى أغاني الراحلة أم كلثوم.
وتحدث الشيخ الظاهري في كلمته عن بني إسرائيل وافعالهم وقتلهم الأنبياء، وتناول ثلاث آيات تحدثت عن غضب الله على بني إسرائيل، ثم تطرق إلى المؤامرة الإسرائيلية والأممية ضد الإسلام والمسلمين، وتناول ما يحدث في العالم الإسلامي خاصة في سوريا، حيث لا يتحرك أحد لنصرتهم، مؤكدا أن الصهيونية العالمية هي التي تنتفع بما يحدث، مشيرا إلى وقوف أمريكا مع إسرائيل.
تلت كلمة الشيخ ابي عبدالرحمن بن عقيل مجموعة من المداخلات أجاب عنها الشيخ ومنها مداخلة الكاتب عبدالعزيز كزان المتعلقة ببعض التراجعات من أفكار وكتابات في حياة الشيخ والتي أجاب عليها بقوله: "إن من توفيق الله أن يتراجع الإنسان عن بعض أفكاره الخاطئة"، وأضاف: "أسرني وأنا في ريعان الشباب أسلوب ابن حزم البياني البليغ وروعة عباراته وجزالة أسلوبه في كتابه "طوق الحمام" وفي غيره من الكتب وجنح بي بأفكاره وأسلوبه، وعرضه أدلة جواز الغناء في حدود معينة وبأدوات دون أخرى، مبينًا أن المؤذنين القدامى كانوا يستخدمون المقامات العراقية في الأذان بالسليقة ففي الأمر فسحة ومجال"، وأنشد الشيخ مقامة بصوته نالت اعجاب الحضور.
وداخل مفتي المنطقة الشرقية الشيخ خلف المطلق مبينًا أن بعض الأغاني الإسلامية لا اعتراض عليها، إلا أن البعض يحاول تمرير المجون من خلال غطاء شرعي، ليعلق الشيخ الظاهري عليه قائلاً: "لو كنت من أهل الطرب لما استمعت إلى ما يسمى الأغاني الإسلامية؛ لأنها ليست جيدة ولا ممتعة"، وأضاف: "أتفق معك علمًا أن ترك الغناء أفضل، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن مغنيًا".
وداخل الإعلامي عبد العزيز القاسم مثنيًا على كتابات الشيخ الظاهري الأدبية التي ترعرع على قراءتها وقال: "كنت في المرحلة الثانوية حين كنت أستمتع بقراءة إخوانياتك مع غازي القصيبي".
وقد عرض في بداية الفعاليات فيلم وثائقي عن حياة الشيخ الظاهري ومما جاء في الفيلم وعبر عنه عضو مجلس إدارة أدبي الشرقية الكاتب عبدالله الملحم في النشرة المصاحبة: أن الشيخ كان يقضي معظم أوقاته في مكتبته العامرة بأمهات الكتب، فلا يرى إلا قارئًا أو باحثًا أو كاتبًا، متعته في القراءة سياحته بين الكتب، وكتبه ليست في تخصص بعينه بل في مختلف العلوم والفنون والآداب، أي أننا إزاء موسوعة تمشي على الأرض، وبإزاء كاتب متفنن صاحب القلم السيال، والأديب الناثر صاحب الأسلوب الآسر، يمسك بإزميل ليؤرخ للحدث كنقش سومري، وفي النقد ناقد إذا كتب أبان عن قيمة ما يكتب عنه. وفي المنطق إذا حاجج أسمع، وإذا نازل أوجع كما في معاركه الأدبية التي خاض غمارها، تلك التي رغم سخونتها ولهيب قذائفها كانت مفعمة بفرائد الفوائد، تثري نهم قارئها للمعرفة.
تغريد
اكتب تعليقك