مقتنيات إسلامية نادرة للمزاد في لندن

نشر بتاريخ: 2016-04-20

فكر – الرياض:

احتفلت دار سوذبيز للمزادات في لندن بالذكرى الأربعين لأول مهرجان عن العالم الإسلامي يقام في بريطانيا، وتصدرت صالة المخطوطات قطعة لآية قرآنية نادرة مكتوبة بالخط الكوفي وأصلها من إيران، وهي واحدة من بين ست قطع صمدت في وجه الزمن رغم مرور أكثر من عشرة قرون على خطها، وهي تتضمن أربعة سطور فقط مما يعني أن المصحف الذي جاءت منه كان كبير الحجم، حسب مدير قسم الشرق الأوسط في الدار سوذبيز بنيديكت كارتر.

ويضيف أنها تؤرخ للحقبة التي كان المسلمون فيها سبّاقين لاستخدام الورق، بينما كان الغرب ما زال يستخدم جلد الماعز، متوقعًا أن يفوق سعر هذه القطعة نصف مليون دولار.

ومن بين المقتنيات النادرة تشكيلة من قطع الشطرنج المصنوعة من العاج والبلور والخزف المنحوت، وهي من بين مقتنيات بطل الشطرنج الألماني لوثار شميث، حيث تكشف تلك القطع أن جذور اللعبة تعود إلى الهند والشرق الأوسط، وكل قطعة منها تحمل أهمية كبرى، ومنها قطعة من البلور الخالص تعود للحقبة الفاطمية في مصر خلال القرن الحادي عشر.

وفي المزاد أيضًا تشكيلات من المجوهرات وأواني السيراميك العثماني والنحاس والفضة المرصعة بالأحجار الكريمة والسجاد الحريري، وكلها قطع تعكس براعة وتفاني الصانع المسلم وذوقه الرفيع في اختيار المواد والألوان، كما تبرز أسلوب الحياة التي كان يعيشها النبلاء المسلمون لأنها كانت بالعادة تصمم خصيصا لهم.

ولا تخلو عروض سوذبيز من لوحات لمستشرقين سحرهم الشرق فانجذبوا إليه باحثين عن أسرار الجمال في منطقة الشرق الأوسط. وبحسب الخبير في الفن الاستشراقي كلود بينينغ فإن هؤلاء الفنانين - ومنهم النمساوي لودفيغ دويتش والبريطاني ديفد لويس- تمكنوا من نقل صورة العالم الإسلامي بدقة.

ويضيف كلود أن صلاة المسلمين كانت من الأشياء التي فتنت دويتش، ويتجلى ذلك في لوحة له بعنوان "صلاة الصبح"، حيث ركز الفنان على المصلي الذي استقبل القبلة بخشوع في مسجد بمصر، لكنه لم ينس إبراز الأثاث من السجاد الصوفي إلى شكل العمارة بطريقة مثيرة للانبهار. ويتوقع أن تتجاوز قيمة اللوحة مليون دولار.

وتعرض في المزاد مكتبة كاملة للمعماري العراقي محمد مكية وزوجته الراحلين، وهي تضم نحو ثلاثة آلاف كتاب متنوع من ثقافة المنطقة والعراق خصوصًا، وتشمل فنون التصميم وعلم الآثار والسفر والتاريخ والأدب والهندسة المعمارية.

جمع مكية تلك الكتب على مدى عقود، وكان يستفيد منها مرتادو قاعة الكوفة في لندن، وهي تضم مجموعة نادرة من الوثائق والخرائط  المعمارية التي تعود لفترات متقدمة من تاريخ العراق، مع أرشيف من الصور الفوتوغرافية.

يذكر أن المقتنيات الإسلامية المعروضة في المزاد هي ملك لعشاق الفنون الإسلامية ومعظمهم غربيون، لكن كلود وبينيديكت يقولان إن عددًا من المتاحف الإسلامية وأثرياء العرب والمسلمين بدؤوا يهتمون باستعادة هذا الموروث الثقافي الذي لا يقدر بثمن.

ومنذ أن افتتحت الملكة إليزابيث الثانية عام 1967 دار سوذبيز للمزادات شهد سلسلة عروض فنية وثقافية، ومنذ ذلك الحين والدار تحرص على مواصلة هذا التقليد السنوي لتعرض في مزاد علني هذا العام تشكيلة من المأثورات الإسلامية والشرقية توثق ألف عام من الحضارة.


عدد القراء: 2542

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-