مَجْمَعُ الملكِ سلمان العالمي للغة العربية: سيادةٌ، وريادةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2021-01-30 19:07:25

د. فهد إبراهيم البكر

جامعة حائل

ديباجة:

يقول لألماني (مارتن هايدغر): "إِن لُغتِي هِي مسكنِيٌّ، وَهِي موطِنِيّ، ومُستقِرِّيٌّ، وهِي حُدود عالمِيّ الحمِيمِ ومعَالِمِهِ وتَضَارِيسِه، ومِن نوافذِها ومِن خِلال عُيُونِهَا أَنظر إِلَى بقِّيَّة أَرجاء الكونِ الواسِع".

تمهيد:

يأتي (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية) ليكون إضافةً كبيرة، وصرحًا عظيمًا تتجلى من خلاله ريادة المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية؛ وليترجم هذا المجمع حب القيادة الحكيمة لهذه اللغة الأصيلة، وحرصها على أن تكون شامخة وسامقة؛ فهي جزء كبير من العراقة والأصالة، وهي لغة الآباء والأجداد، وسيخلّد هذا المجمع أثرها حاضرًا ومستقبلاً – إن شاء الله - في تفعيله لمبادرات دعم اللغة محليًا، وإقليمًا، وعالميًا، وترسيخ جذور هذه اللغة، بالإضافة إلى فتح نافذتها على أفق جديد من التطبيقات الحديثة، والبرامج المتطورة التي سيكون لهذا المجمع – إن شاء الله – أثره في صياغتها، وتفعيلها؛ سواء على مستوى نشر الأبحاث والكتب، أو على مستوى إقامة المعارض، والمؤتمرات، أو على مستوى المراكز التعليمية، والمبادرات الذكية المواكبة؛ ومن غير شك فإن رقعة المستفيدين من هذا المجمع ستكون كبيرة ومتنوعة، ليس للمتخصصين في اللغة العربية، بل حتى من يعملون في مجالات محاذية، كالشريعة، والسياسة، والتربية، وتقنيات التعليم، والإعلام، والناطقين بغير العربية.

ويمكن أن ننطلق في هذه الورقة من تحديد مظاهر الريادة والسيادة التي سيحققها هذا المجمع العالمي إن شاء الله على النحو الآتي:

أولاً – لو أمعنا النظر في المجامع المهتمة باللغة العربية لألفيناها كثيرة، وذات مكانة علمية متميزة، وقدمت للغة العربية خدمة جليلة، ويمكن أن نشير إلى أشهرها من قبيل: مجمع اللغة العربية بدمشق (1919م)، والمجمع العلمي اللبناني (1927م)، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة (1932م)، والمجمع العلمي العراقي ببغداد (1947م)، ومجمع اللغة العربية الأردني (1976م)، والمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون المعروف بمؤسسة بيت الحكمة (1983م)، ومجمع اللغة العربية بالخرطوم (1993م)، ومجمع اللغة العربية الليبي (1994م)، ومجمع اللغة العربية بحيفا (2007م)، ومجمع اللغة العربية الافتراضي بالمدينة المنورة (2012م)، ومجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية بمكة المكرمة (2012م).

كما تأسست بعض المكاتب، والمجالس، والمعاهد، والأكاديميات المهتمة باللغة العربية في بعض البلدان العربية، على غرار: (مكتب تنسيق التعريب) التابع لأكاديمية المملكة المغربية (1970م)، والمجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر (1996م)، ومعهد اليمن للغة العربية (2007م)، ومجلس اللسان العربي بموريتانيا (2017م)؛ وكل هذه المجامع، والمؤسسات إنما نهضت وتأسست لتكثيف الاهتمام باللغة العربية، وعلومها، وآدابها، وغرس الهوية اللغوية، والانتماء الثقافي العربي.

واليوم يأتي مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الذي تأسس في هذا العام (2020م) ليكون متمّمًا لهذه المجامع والمؤسسات، وليصبح ذروة سنام الاهتمام باللغة العربية، وتتويجًا للجهود التي كانت تبذلها المجامع العلمية الأخرى في العالم العربي، بل في العالم أجمع؛ فمن خلاله – إن شاء الله - ستتحقق الرؤى المكتملة في دعم لغتنا الغرّاء، والمرجو والمتوقع أن يخطو هذا المجمع خطوات مباركة في سبيل دعم اللغة العربية والاهتمام بمعظم جوانبها، وبخاصة التي يتطلع إليها العصر، كالعلاقات البينية للغة العربية، والهموم الرقمية، والتطور الحاسوبي، وتحديات الذكاء الاصطناعي.  

ثانيًا – يأتي هذا المجمع ليعيد إلى العربية ثقلها، وليعلي من قيمتها، وليسهم في إعادة توازنها، ولا سيما في الوقت الذي أضحت فيه اللغة العربية من بين أقوى اللغات في العالم، وأشهرها، وأكثرها استعمالاً؛ وبحسب دراسةٍ أعدها (المنتدى الاقتصادي العالمي) عام 2018م أشار إلى أن اللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم تحدثًا، وكثرةً، وانتشارًا؛ وهذا يعني أننا مقبلون على مرحلة يتطلب فيها إنزال هذه اللغة منزلتها التي تليق بمكانتها الحضارية، والعالمية؛ وبخاصة في ظل التطور الإلكتروني، والتكنولوجي المتزايد اليوم.

لذلك يتوقع أن يسعى هذا المجمع المبارك إلى نشر الوعي اللغوي، وبيان قيمته، وأهميته، وتربية الذوق السليم، ومحاربة التلوث اللغوي، والنهوض بالفصحى، وتقريبها، وتبسيطها، وجعلها أكثر مواكبةً؛ إضافة إلى خدمة الثقافة العربية، ودراسة مراحل النمو اللغوي، والتطور اللهجي، وتعريب المصطلحات الجديدة، والمتنامية، وبالغة الصعوبة، واقتراحات الموضوعات البِكر لدراستها وتطويرها، وتقديم الاستشارات اللغوية، والأدبية، والبلاغية، والعروضية، والنقدية، وكل ما له صلة بهذه اللغة العظيمة، وهو ما يجعل من المجمع فرصة كبيرة للانفتاح على العقل اللغوي العالمي وتحولاته المتنامية؛ وبذلك يشكّل مبادرةً ثقافية وحضارية عالمية؛ ولعل أوضح دليل على ذلك هو تفعيل دور الذكاء الاصطناعي.

ثالثًا – كان للمملكة العربية السعودية أثرها الواضح في اعتماد اللغة العربية ضمن لغات الترجمة الست في الأمم المتحدة، والاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في (اليونسكو)، هذا إضافة إلى إنشاء المعاهد والمؤسسات التي ترعى العربية وهمومها في الداخل والخارج؛ ويأتي هذا المجمع العظيم عطاءً فوق عطاء، وغيثًا على غيث؛ ليكمل مسيرة الأيادي البيضاء التي تمتد نحو خدمة هذه اللغة ورعايتها بوصف مملكتنا العظيمة معقل العروبة، وموئل العربية.

رابعًا – تحدث مثقفون ومفكرون وأكاديميون كثير عن مشاعرهم وتوقعاتهم وتطلعاتهم تجاه هذا المجمع العالمي الذي ستكون له الريادة والسيادة إن شاء الله، ومن الطبيعي أن يكون التفاعل الأول ملموسًا من قبل السعوديين بوصفهم مصدر هذا المجمع، وموطنه الأول، كما عبر كثير من الإخوة العرب عن ردود أفعالهم المتحمسة مع هذه المبادرة العالمية؛ ولهذا يمكن أن نشير إلى أبرز تلك الأصوات المتفاعلة مع هذا المجمع على النحو الآتي:

أ - السعوديون:

- ألمح الدكتور عبدالله الغذامي إلى قيمة هذا المجمع التي تتجلى في كونه مجمعًا عصريًا متجددًا.

- توقف الدكتور عبد الرزاق الصاعدي عند بيان مكانة هذا المجمع، وفصل القول في الملامح الأولى لما قبل المجمع، وصولاً إلى تأسيس هذا المجمع العصري الجديد.

- أشار الدكتور معجب الزهراني بأن هذا المجمع سيشكل هويةً جديدة بجناحي: الحوار والتجديد.

- توسع الدكتور صالح الغامدي في وصف هذا المجمع بأنه فرصة للتواصل الحضاري والثقافي بين الأمم، وتبادل المصالح والقيم الإنسانية المشتركة، والحوار والتعايش بين الثقافات.

وقد أجمع أكثر السعوديين على أن هذا المجمع يشكل ريادةً لمملكتنا العظيمة في خدمتها للغة العربية، فهي منبع العُروبةِ والعربية، والمصدر الأصيل للهجاتِها وشعرِها وآدابِها، وعاداتِها، وتاريخِها، وحضارتِها، ويكفي أنه من أرضِها جُمعتِ اللغةُ في عصورِ الاحتجاج، وانطلقت منها ثقافة العربية، ولغتها، وحضارتها.

ب - الخليجيون والعرب:

- يقول الإماراتي د. علي بن تميم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية: "إن إنشاء هذا المجمع قرار تاريخي بامتياز؛ لأنه سيعزز دور المملكة الثقافي العالمي".

- يقول الدكتور محمود السليمي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي بسلطنة عمان: "إن المجمع يعبر عن إدراك الملك سلمان لواقع الحال، ومتطلبات النهوض الحضاري".

- يقول الدكتور التونسي شكري المبخوت أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، والحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة والأدب العربي: "هذا المجمع أمل خير للخروج بالعربية من ضيق التصورات المحافظة، والشواغل القديمة".

- تقول الناقدة المغربية الدكتورة زهور كرّام: "أهمية مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تتأتّى من بناء تصوّر استراتيجي جديد لجعل اللغة العربية قلب التحدي العالمي، وتمكينها من فرص تسويق هذا التصور الحضاري العربي، بجعله حاضراً في المنافسة التكنولوجية العالمية".

خامسًا – هناك أهداف يسعى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية إلى تحقيقها، ومن أهمها مثلاً:

أ – هذا المجمع يشكل مبادرة مهمة من مبادرات الاستراتيجية الوطنية لوزارة الثقافة.

ب – مرجع مهم للباحثين والمهتمين بعلوم العربية قاطبةً.

ج – سيشكل هذا المجمع نشاطًا إبداعيًا فعّالاً ينعكس على الأبحاث، والدراسات، والأعمال المتصلة بالعربية، وعلومها، وآدابها، وفنونها.

د – نشر اللغة العربية، وحمايتها، وتصحيح الأخطاء الشائعة، وتقويمها.

هـ – ترجمة الإنتاجات والإصدارات اللغوية، والأدبية، والنقدية، والمعرفية عموماً بشكل تبادلي يجعل اللغة العربية أكثر تواصلية على مستوى العالم.

و – تعريب الألفاظ والمصطلحات الجديدة، وابتكار ظواهر جديدة، واختراع استعمالات متصلة باللغة العربية، وذات مرونة وتطور وقابلية.

ز – دراسة اللهجات المتصلة باللغة العربية، والبحث عن عوالمها التاريخية، والجغرافية، والاجتماعية، وتعميق أثرها في خدمة اللغة العربية.

ح – تعزيز الهوية اللغوية، والثقافية، وربطها بالهوية الوطنية، والعربية، والإسلامية، بوصف اللغة العربية لغة البلاد الرسمية، وهي لغة القرآن، ولغة المكان أيضاً، وهي المنبع والأصل والجذر الأقوى والأغلى والأقدم.

ط – دعم تطبيقات اللغة العربية الحديثة المتجددة، كتوظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية، وإبراز مكانة اللغة من خلال ذلك محليًا، وإقليميًا، وعالميًا.

ي – إثراء المحتوى العربي

سادسًا – هناك أهداف أخرى نرجو أن يحققها هذا المجمع، وأن تكون من ضمن اهتمامه وأولوياته، ويمكن إجمال بعضها فيما يأتي:

1 – إصدار لائحة لغوية منظِّمة، تنطلق من المجمع بشكل رسمي بصفته هيئة عليا، وتُعنى بضبط الاستعمالات اللغوية المنطوقة والمكتوبة، سواء في المحافل الرسمية، أو المؤسسات التعليمية، والثقافية.

2 – إصدار الرخص اللغوية، والأدبية، والنقدية في مختلف الفروع، والتخصصات؛ كأن تكون هناك رخصة لغوية نحوية، وأخرى صرفية، أو رخصة أدبية شعرية، وأخرى سردية، أو رخصة نقدية روائية، وقصصية، ومسرحية، ومقالية، وسينمائية، ورحلية، ونحو ذلك، ويمكن أن يستفيد منها كل مهتم، أو مبدع، أو مثقف.

3 – تصميم شعار للمجمع ينطلق من أرض الحرمين، ويعبّر عن هوية أرض المملكة العربية السعودية، أرض الرسالة، ومهبط الوحي، ومنبت العروبة، وأصلها، على أن يكون هذا الشعار معتمداً وموحداً، ومتداولاً لدى الجهات ذات العلاقة اللغوية، والأدبية، والثقافية عموماً، بالإضافة إلى الجهات الرسمية الأخرى.

4 - التركيز على ما يمكن أن نسميه (مركز الاستقبال اللغوي)، ويكون عمله الإجابة بشكل رسمي عن الاستفسارات المتصلة بشأن اللغة في مختلف أشكالها، وتفاصيلها، وأن يسعى المجمع من خلال هذا المركز مثلاً أن يُنشِئَ فروعًا أخرى تتحدر منه، يمكن أن نصطلح عليها (مراكز العلاج اللغوي) وتُعنى بتقويم اللغة، وتحسينها، وتطوير دروبها، ومساراتها.  

5 – تأسيس (مركز الأمن اللغوي) على غرار ما هو معمول به في (مركز الأمن الفكري)، (ومركز الأمن المعلوماتي)، والهدف من هذا المركز الأمني اللغوي هو رفع مستوى الوعي بلغتنا العظيمة، وحمايتها مما يخرّب جوهرها، أو يشوّه منظرها، أو يحاول الإساءة إليها؛ ويمكن أن يتبع ذلك مثلاً تأسيس مراكز فرعية أخرى، كمركز الأمن الثقافي، أو مركز الأمن الأدبي، أو النقدي، أو الفلسفي، أو الفني، أو الشعري، أو نحو ذلك؛ فتأسيس مثل هذه المراكز الأمنية من شأنه حراسة اللغة وحياطتها من العبث الذي قد ينالها، أو التطرف الذي قد يجتاحها.

6 - إنشاء مراكز اختبار للقدرات، والقياس، وتحديد المستوى، وتكون منوعة بحسب المتقدمين طلاباً، أو موظفين، ويمكن التنسيق في ذلك بين المجمع ومركز القياس الوطني؛ وأعتقد أن إجراء مثل هذه الاختبارات المهمة في نطاق اللغة العربية وآدابها، من شأنه قياس أداء المتقدمين على مختلف الجهات، سواء التعليمة، أو الثقافية، أو الحكومية.

7 – تصميم الجوائز التشجيعية في فروع مختلفة من علوم اللغة العربية وتنبعث من المجمع، وأقترح أن يُطلق عليها (جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية)، وتكون فروعها مثلاً مشتملةً على: فرع الأدب، فرع النحو، فرع الصرف، فرع البلاغة، فرع العروض، فرع النقد، وهكذا، على غرار ما تقوم اليوم وزارة الثقافة مشكورةً من إطلاق مبادرة (الجوائز الوطنية الثقافية).

خاتمة:

أخيرًا نتوقع أن يكون هذا المجمع – إن شاء الله - واجهة حضارية، ومعرفية، وسياحية، وأن يعد صرحًا عالميًا شامخًا يشهد لمملكتنا العظيمة بالتميز والتفوق، كعادتها في تصدر كل شيء، دائمًا، فوجود مثل هذا المجمع العظيم هو فرصة كبيرة لأن تقوى شوكة اللغة العربية في المحافل العالمية، وبخاصة في هذا التوقيت الذي بات فيه حضور المملكة واضحاً في (اليونسكو)، والمنظمات العلمية، والثقافية، كما لا ننسى أن قيام هذا المجمع في الوقت الذي أصبحت فيه المملكة إحدى دول العشرين يعد فرصة أخرى لفرض قوة اللغة، والثقافة، وبخاصة أن المملكة هي الدولة العربية الوحيدة اليوم في قائمة الدول العشرين، فتأسيس مثل هذا المجمع يعد قوة ناعمة أخرى تضاف إلى مصادر القوة الناعمة، وهذا من دون شك سيقوي من لغتنا العظيمة، وهويتنا الثقافية في المشهد المحلي، والإقليمي، والعالمي.

وأخيرًا شكرًا من الأعماق مع الدعاء بطول العمر والتوفيق إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أيده الله – وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - على الدعم المتواصل الذي يلقاه الوطن، والمواطن، وتلقاه اللغة العربية على يديهما؛ وما أجمل كلمة خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله – حين قال: "هذه البلاد هي منطلق الإسلام في أنحاء العالم، وهي أيضًا منطلق العروبة في أنحاء العالم؛ والعرب تشرفوا - كما قلت - بأن كتاب الله نزل بلغتهم؛ وهنا شرف لهم، ولكنه مسؤولية"؛ نعم إنها شرف، ومسؤولية في آن، وعلينا أن نحافظ عليها, ونعتز بها، وندعمها بكل ما نستطيع. 


عدد القراء: 2923

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-