قراءة في الرواية الفرنسية «بلد صغير» للروائى غايل فاييالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2021-01-31 11:38:40

د. أميرة سامي محمود حسين

مصر

الكتاب: "بلد صغير" 

المؤلف:  غايل فايي

الناشر: جراسيت  GRASSET 

اللغة: الفرنسية 

عدد الصفحات: 224 صفحة

تاريخ النشر: 8 سبتمبر 2016

الرقم المعياري الدولي للكتاب: ISBN: 9782246857334

تتناول أحداث رواية «بلد صغير» الصراعات المريرة التي شهدها تاريخ وسط إفريقيا في العصر الحديث وتحديدًا جمهورية بوروندي في عام 1992. وقد نُشرت الرواية في عام 2016، وحصلت على جوائز أدبية عديدة وأصبحت من أشهر الكتب مبيعًا في الوقت الحالي وترجمت إلى عشرات اللغات. وقد كتب غايل فايي روايته هذه لاستعادة عالم منسي، لإحياء ذكريات جميلة عاشها في بوروندي، فأعاد رسم الشوارع والناس، وحاول من خلال صوره أن يسترجع الأوقات الجميلة ويتنشق عطر الليمون في الشوارع والنزهات المسائية والقيلولة بعد الظهر والنقاشات في المقاهي…

بطل الرواية هو غابرييل فتى عمره 10 سنوات يقيم في بوروندي وسط عائلة مؤلفة من والد رجل أعمال فرنسي ووالدته الرواندية، وشقيقته الصغيرة آنّا، وكانوا يقنطون في حي الأجانب والدبلوماسيين في عاصمة بوروندي.

سنوات غابرييل العشر الأولى، حفلت بأوقات سعيدة ومرحة، قضاها متنزهًا في الشوارع وفي اللعب مع أصدقائه، ومراقبة الناس يتسامرون في المقاهي وسط أجواء من الطمأنينة والحياة الممتعة، إلى أن دقت الحرب الأهلية الأبواب، فاقتلعت الناس من منازلهم ومن طمأنينتهم وسلبت غابرييل براءة طفولته، في وقت تزامن أيضًا مع طلاق والديه وابتعادهما عن بعضهما البعض. هكذا انهار في لحظة عالمه الذي كان يعيش سعيدًا في وسطه، وحل محله الخوف والرعب والتساؤلات التي لا تنتهي حول الغد والمصير المجهول، وبلمح البصر تتضح أمامه رؤيته لنفسه التي لم يكن ينتبه لها سابقًا، أنه توتسي (نسبة إلى جماعة التوتسي) وقد وصف غايل فايي هذا بقوله: "كان أهالي البلدة يستعدون بحماس لأول انتخابات ديمقراطية. ولكن يجد غابرييل صعوبة في فهم سبب قرار والدته الآن بمغادرة المنزل. لأنه عندما تم اغتيال الرئيس المنتخب، تدهورت البلاد إلى الفوضى وهذا يعكس ما يحدث في رواندا. يحاول غابرييل الالتزام بروتينه وحلمه في أن يعود والديه للعيش معًا، ولكن في النهاية تأتي اللحظة التي يدرك فيها أنه أيضًا محكوم عليه باختيار أحد الجانبين"1 .

ويتتبع غايل فايي بكلمات بسيطة تشرع للقارئ جنة الطفولة المفقودة من خلال عيون الطفل غابرييل "لا أعرف حقًا كيف بدأت هذه القصة. أبي شرح لنا في الواقع مرة واحدة، عندما كنا في الشاحنة. "انظروا، في بوروندي مثل رواندا. هناك ثلاث مجموعات مختلفة، تسمى الجماعات العرقية. سألت مثل دونسيان؟ لا، إنه زائير، هذا شيء آخر مثل الأقزام الذين يتعرضون للاغتصاب هناك فقط عدد قليل، هم حقًا لا يعولون. وهناك التوتسي، مثل والدتك إنها طويلة ونحيفة ذات أنوف دقيقة، ولا تعرف أبدًا ما يحدث في رأسك. وقال مشيرًا أنت يا غابرييل: "من التوتسي الحقيقيين، لا تعرف أبدًا ما تفكر فيه، ولا تعرف أبدًا ما يجري في رؤوسهم." الآن لم أكن أعرف فيما كنت أفكر، وعلى أي حال لذلك سألت، ما رأيك في كل هذا؟ "الحرب بين التوتسي والهوتو، هل لأنهم ليسوا من نفس البلد؟"

لا، هذه ليست النقطة، فهم يعيشون في تلك البلدان. "

"إذن ... ألا يتحدثون نفس اللغة؟"

"نعم، يتحدثون نفس اللغة."

"إذن هم لا يؤمنون بالله نفسه؟"

"إنهم يؤمنون بنفس الإله".

"لذا ... فلماذا يقاتلون؟"

"لأنهم لا يملكون ذلك".

 ويبدأ الروائى في تصوير ما يدور في عقول هذه الأطفال بعدما دار هذا الحوار بينهم وبين أبيهم وهو كما وصفه غايل فايي: "منذ ذلك اليوم، بدأت أنظر إلى الأنف وارتفاع الناس في الشارع. عندما ذهبت أنا وأختي الصغيرة إلى وسط المدينة للقيام ببعض التسوق، حاولنا سرًا أن نخمن من هو الهوتو ومن هو التوتسي. همسنا: "الهوتو ذو السروال الأبيض القصير وذو الأنف الواسعة". نعم، وهذا الشخص الذي يحمل القبعة ضخم ورقيق وله أنف لطيف، لذا فهو على الأرجح من التوتسي "وهذا هناك الذي يرتدى القميص المقلم هو الهوتو." فجأة، يظهر شخص طويل القامة ورقيق. "نعم، ولكن لديه أنف واسع!"

لذلك بدأنا نشك في قصة المجموعات العرقية. لا يريد أبي منا أن نتحدث عن ذلك على أي حال. لقد اعتقد أنه لا ينبغي أن يشارك الأطفال في السياسة. لكن لم نتمكن من مساعدته فقد نما هذا الجو الغريب يوما بعد يوم. حتى في المدرسة، بدأ الأصدقاء يقاتلون طوال الوقت ويدعون بعضهم البعض إلى الهوتو أو التوتسي. عند عرض فيلم Cyrano de Berzac لسيرانو دي بيرزاك2  صاح أحد الطلاب قائلاً: "انظروا إلى أنفه، إنه من التوتسي!" تغير شيء عميق في الهواء، على الرغم من أنه لم يكن لديه ويستطيع رؤية هذا3.

عالم منسي

أراد فايي من خلال هذه الرواية أن يصرخ في وجه العالم بأن الروانديين كانت لديهم حياة بسيطة وجميلة، وسعوا إلى الحفاظ عليها قبل أن يتشتتوا في أصقاع الأرض ويتحوّلوا إلى جماعات من المنفيين والمهجرين.

بحس روائي فريد، تطرّق غايل فايي إلى الاضطرابات التي اجتاحت الشوارع وحصدت الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، وإلى تساؤلات طفل وجد نفسه وسط دوامه جعلته يكبر بشكل سريع، وإلى شخصيات تحاول البقاء على قيد الحياة رغم عنف المأساة. وهكذا يصور الروائى غابرييل الذي أصبح يبلغ الآن 33 عامًا، وهو يعيش في أوروبا، لكنه لا يجد أي غرض في حياته حتى يحصل على السبب الذي يقنعه بالذهاب إلى بوروندي، كما يقول "فكرة العودة لا تعطيني الراحة. لا يوجد يوم لا تذكرني فيه الأرض بوجودها. ضجيج عابر، تلميح من الرائحة، ضوء بعد الظهر، بعض الحركة، في بعض الأحيان الصمت، كافية لإثارة ذاكرة الطفولة. "لن تجد شيئًا هناك، فقط أشباح وأطلال"، وقد أخبرتني التي لا تريد أن تسمع أبدًا عن ذلك "البلد الملعون" مرة أخرى. وأنا أستمع لها وأصدقها، لأنها دائمًا أكثر وضوحًا مما كنت عليه. لذلك أنا أخذ هذه الفكرة بعيدا عن رأسي. وأقرر مرة وإلى الأبد أنني لن أعود مرة أخرى. حياتي هنا في فرنسا."4

جنة مفقودة

غابرييل في رواية «بلد صغير» ليس انعكاسًا لطفولة غايل فايي، فالأخير لم يعش الظروف المأساوية التي واجهها بطل روايته، لكنه رسم هذه الشخصية بالتحديد ليحمّلها كثيراً من التساؤلات التي سيطرت على عقله ووجدانه، وهو يشاهد رواندا تغرق في آتون الحرب الأهلية، ومن خلاله استعادة ذكريات جميلة في هذا البلد الإفريقي، أو بالأحرى في هذه الجنة المفقودة. وهذا ما أكده غايل فايي في مقابلة عبر الهاتف من فرنسا "إن هذا ليس كتابا عن السيرة الذاتية، فالشخصيات خيالية ولكنها تستند على أناس موجودة وحقيقية أصدقاء وجيران"5.

وعلى الرغم من تأكيد الروائى أنها ليست سيرة ذاتية  الا أنها تحمل ميراث هذا القريب وبعض من أحلامه التي لم تتحقق، ومشاعر لازمته، ورغبات شغلته وشكلت تاريخًا كان الروائي وريثًا لها وقد ظهر هذا من خلال أقواله:

"أنا لا أعيش في أي مكان آخر. الحياة تعني المزج مع تضاريس المكان، ومنحنيات المناطق المحيطة. لا يوجد أي أثر لذلك، أنا مجرد أحد المارة. مجرد مستأجر لمسكني ووظيفتي، ومكان للنوم. شقتي لها رائحة الطلاء الجديد ومشمع جديد. إن جيراني غرباء تمامًا، ونتجاهل بعضنا بعضًا حتى على الدرج. أنا أعيش وأعمل في منطقة باريس. لى حياة جديدة، مثل الحياة بلا ماض. استغرق الأمر مني سنوات لأتأقلم معها، كما يقولون بدءًا من العثور على وظيفة دائمة، شقة، أماكن الترفيه، صداقات. أحب التعارف عبر الإنترنت. والفتيات اللاتي يخرجن معي مختلفات، أكون في حالة سكر من خلال الاستماع إليهم يتحدثون عن أنفسهم، ولا ينسى أي منهم أن يسألني نفس السؤال، ودائمًا في المقابلة الأول "من أين أتيت؟" سؤال غامض. متفق عليه للانتقال الضروري تقريبًا إلى المرحلة التالية من العلاقة، حيث يتطلب من بشرتي الكرمل مرارًا تقديم جواز سفر وتحديد الأنساب. "أنا إنسان." جوابي يزعجهم. لكنني لا أقول هذا بشكل استفزازي. ولا لتقديم انطباع دقيق أو فلسفي. فقررت أن أعرّف نفسي مرة أخرى ليستمر المساء. ولي طريقة تعمل مثل آلة جيدة وهم يتحدثون. إنهم يحبون أن أستمع إليهم. وأنا أرطب نفسي وأغرق نفسي في كحول قوي وأتخلص من الصدق. فقد أصبحت صياد مرعب. حيث أجعلهم مضحكين. إغراء لهم. من أجل التسلية، ثم أعود إلى مسألة الأصل. وأنا أستمتع بزراعة اللغز. فنحن نلعب القط والفأر. أجب ببرود أن هويتي يتم وزنها في الجسم. وقتها لا يواصلون التحقيق. إنهم ينظرون إلي مع ظبية. وأنا أتوق لهم. وفي بعض الأحيان يقدمون أنفسهم لي. ويعتقدون أنني شخصية خاصة، وأروق لهم، ولكن فقط لفترة من الوقت6.

أراد غايل من خلال روايته التأكيد على أن المجازر والحروب التي شهدتها رواندا وبوروندي فاقت بوحشيتها كل وصف، وحتى الأدب يعجز عن إعطاء صورة حقيقية للعنف الذي حصد الأخضر واليابس وترك في الذاكرة وفي القلب جروحًا لا تندمل، خصوصًا لدى الأشخاص الذين رزحوا تحت ويلاتها؛ رغم ذلك حرص غايل على أن يضع مسافة للعنف في روايته الأولى ولم يسمح بأن تغرق أحداثها كلها فيه، الا أن الحرب أقدر على تحطيم أحلام الإنسانية  في الأمن والاستقرار  والطمأنينة والسلم وصفها الروائى عندما:

"يغطي ضجيج التلفزيون لفترة قصيرة مجرى تفكيري. وتبث قناة إخبارية بالتتابع صورًا لأشخاص فروا من الحرب. أشاهد قواربهم المتداعية تصل إلى شواطئ أوروبا. إن الأطفال الذين ينحدرون منهم يرتعدون من قسوة البرد، ويتضورون جوعًا وجفافًا. إنهم يلعبون من أجل حياتهم في عالم الجنون. أشاهدهم، جالسًا مريحًا في البار مع كوب من الويسكي في يدي. ويعتقد الرأي العام أنهم فروا من الجحيم ووصلوا إلى الدورادو. (ميسيونيس هي منطقة سكنية تقع في الأرجنتين) هراء! لن يتم الإخبار عن أي شيء عن معانتهم. ولكنه الشيء الوحيد الذي بقي للإنسان إقراره على وجه الأرض. أنا أبحث بعيدًا عن الصور. هم يصففون الحقيقة وغير الحقيقة ربما سوف يكتب هؤلاء الأطفال الحقيقة يوما ما. ولكنى أشعر بالحزن كمحطة خدمة مهجورة في يوم شتاء، على حافة الطريق السريع. إنه دائمًا ما يكون هو نفسه في عيد ميلادي، الحزن الثقيل الذي ألقي في وجهي مثل المطر الاستوائي عندما أفكر في أبي، ماما، الأصدقاء، الاحتفال الأبدي حول جثة التمساح الفارغة في الجزء الخلفي من الحديقة7..

إن الرواية بها جزء كبير من الخيال الذاتي التي تمتزج فيه الوقائع الحقيقية بأحداث من روايات سابقة، وقد تركت علاماتها على حياة الروائي وشكلت وعيه ومشاعره الحزينة التي لازمته وظهرت في الوقائع التي يعرفها الكاتب ويريد حكايتها وبين التخييلي الذى ينسج به ما غاب عنه من وقائع وقد أتيحت له حرية الحركة والابداع في روايته بعيد عن شرط التقيد بما حدث والتي صبها الروائى في فكرة العودة ويصفها كما يلى:" فكرة العودة لا تعطيني الراحة، أرفضها بعد ذلك، مرارًا وتكرارًا، دائمًا في موعد لاحق. خائف من العودة واكتشاف الحقائق المدفونة، الكوابيس التي تركتها على عتبة داري. منذ عشرين عامًا أعود ليالي الأحلام، والتفكير في أحلام اليقظة، العودة إلى الشارع الصغير الذي لا نهاية له حيث عشت حياة سعيدة مع عائلتي وأصدقائي. أعطتني طفولتي إشارات وعلامات أنني لا أعرف ماذا أفعل. في الأيام الجيدة، أخبر نفسي أنني من هناك أستمد القوة والحساسية. عندما أكون في الجزء السفلي من زجاجة فارغة ولا أجد سبب لهذا،

فحياتي تشبه مطاردة طويلة بلا هدف. كل شيء مثير للاهتمام بالنسبة لي. وفي بعض الأحيان أقرص نفسي. وانظر إلى نفسي في الشركة، في العمل، مع زملائي في المكتب. هل حقًا هذا أنا؟ الرجل الذي في المصعد؟ الشخص الذي يقف بجانب آلة القهوة ويحاول الضحك؟ أنا لا أعرف نفسي. لقد قطعت شوطًا بعيدًا، ما زلت مندهشًا لأنني هنا. يتحدث زملائي في العمل عن الطقس والبرامج التلفزيونية. لم أعد أستمع إليهم. من الصعب على التنفس. أطلق قليلا الياقة البيضاء للقميص. جسدي ملفوف من الرأس إلى أخمص القدمين. أشاهد حذائي المصقول أنه لامع، وهذا انعكاس لي بأنه كاذب. ماذا حدث لقدمي؟ انهم يختفون ولا يتجولون في الهواء الطلق بحرية أذهب إلى النافذة. السماء منخفضة. والأمطار رمادية ولزجة، ولا توجد شجرة مانجو في الحديقة الصغيرة، التي تقع بين المركز التجاري ومسارات السكك الحديدية.

في ذلك المساء عندما غادرت العمل، هربت إلى مقابل محطة القطار. وكنت أجلس على طاولة وأطلب مشروبًا للاحتفال بعيد ميلادي الثالث والثلاثين. أحاول الاتصال على آنّا على هاتفها المحمول، فهي لا تجيب. وأنا لا أستسلم. أطلب رقمها مرارًا وتكرارًا. في النهاية، أتذكر أنها كانت في رحلة عمل إلى لندن. أريد التحدث إليها، وأخبرها عن المكالمة الهاتفية التي تلقيتها هذا الصباح. يجب أن يكون علامة على مصير. يجب أن أعود إلى هناك، ولو لمرة واحدة و لهذه القصة التي تطاردني. أغلق الباب ورائي، إلى الأبد. وأطلب المزيد من المشروب. وهكذا أصبح التاريخ الموروث الذى سلكه الكاتب في روايته وريثًا له لمعرفه أفضل بذاته.

 

الهوامش:

1 - لقد ترجمت هذه الرواية إلى العديد من اللغات ومنها اللغة العبرية

https://www.e-vrit.co.il/Product/7436/%D7%90%D7%A8%D7%A5_%D7%A7%D7%98%D7%A0%D7%94

2 - هركول سافينيان سيرانو دي بيرجيراك، هو كاتب قصص ومسرحي فرنسي سيرانو هو ابن أبيل دي سيرانو سيد إقطاعية دي موفير إي دي بيرجيراك، وولد في باريس في 6 مارس 1619 أو 1620. وتلقى تعليمه الأول من كاهن ريفي، وكان من بين زملائه التلاميذ كاتب سيرته المستقبلي، هنري لوبريه. ويكيبيديا.

 - 4https://www.haaretz.co.il/gallery/literature/1.4591850

 - 5https://www.haaretz.co.il/gallery/literature/1.4591850

 - 6https://www.haaretz.co.il/gallery/literature/1.4591850

 - 7https://www.haaretz.co.il/gallery/literature/1.4591850


عدد القراء: 2173

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-