تفاصيل غير مهمة.. قصص قصيرة جدًا الباب: نصوص

نشر بتاريخ: 2021-05-29 13:10:31

ماهر طلبة

مصر

مقدمة تاريخية

الصالة التي كانت تزهو بالألوان صارت قاتمة، والساعة التي كانت تملأ البيت حركة وضوضاء ماتت ودفنت على الجدار.. كل شيء أصابته القتامة.. حتى هو الذي اعتاد أن يفتح شباكه كل صباح لتدخل إليه حرارة الشمس وأنغام الطيور ونسمات الهواء المغمسة بالندى.. انعكست فجأة صورته على مرآته، ثم على حائطه والأثاث شبحًا لشيخ مهدم.. فصار غير قادر على الحركة وسط هذا الزحام الخانق من الصور والتزم الفراش.  

 

تفاصيل غير مهمة

دخل الرجل يومًا الغابة.. فشاهد الأسد أسدًا، وشاهد الفأر فأرًا.. رغم أنه في الحالتين كان يقف أمام المرآة.

 

شمس جديدة

يومًا..  أرادت أن تسبق النهار، فخرجت إلى الدنيا عارية..

قالت أمها يومها.. أن السماء قد شقها ضوؤها فصارت طريقًا منبسطًا لعبور دعوات الأهل والأصدقاء، وأن الأرض قد زلزلت فانهارت جبال من الحزن كانت في داخل أبيها.. أما هي – أمها- فالدهشة التي تملكتها – لحظة الميلاد وعند الرؤية- منعت صراخات الميلاد، فظلت داخلها حبيسة طوال عمرها، تُخرجها أنغامًا مع كل موقف تخشى عليها فيه من غدر الزمن والصحاب.

سبب كافي

لأنى أحب أحلامي –الكبيرة- كثيرًا، أنام عميقًا.. حتى أن أمي قالت أني لم استيقظ حين ولدت فاضطر الطبيب إلى قلبي رأسًا على عقب وضربي بكف يده الغليطة على ...

 

خبيئة

في محاولة منها لاقناعه أنه حبها الأول والأخير.. أخرجت أمامه قلبها وفتحته ليفتش داخله بنفسه...  كان القلب خاليًا بالفعل، لكنه لاحظ آثار أقدام تذهب به إلى الطرف القصى في قلبها.. هناك.. اكتشف سردابًا صغيرًا.. قاده إلى حجرة صغيرة مخبئة جيدًا في الرئة، حيث يخرج منها النّفَسُ الذي يجعل القلب ينبض. 

 

إثر حادث أليم

في اللحظات القليلة التي كان يستفيق فيها من غيبوبته، كان يراها هناك في آخر الحجرة -في ركنها الضيق- مستندة على الحائط برأسها تبكى "قلقًا عليه"، فيشير إليها أن تقترب.. "ولم تقترب" .. ويشير إليها أن تتوقف عن البكاء.. "ولم تتوقف عن البكاء".. فيشير إلى أقرب الواقفين حول سريره طالبًا منه أن يأتي بها، أن يمنع دموعها.. لكن الآخرين ما كانوا ليروها في قبرها الضيق.

 

المجهول

مطر الشارع يعرفنى، أنا الرجل الجالس على (ناصية) الشارع، احتل الرصيف المواجه لمحل (الموبيليا) الشهير الذي تأتيه دائمًا العربات الفارهة، تختار الأثاث المناسب للقصور التي يسكنونها...  يتركون يدي المعلقة في الهواء فارغة، بينما تمتلئ عربات النقل خلفهم بالأثاث. 

 

حالة أرق

حين فتحت صندوق أحلامها ووجدته فارغًا تملكها القلق، طار النوم من عينيها، حط على الشجرة المقابلة لبيتها وسكن هناك، فظلت الليالي الطوال تراقبه من نافذة حجرة نومها – لعله يطير عائدًا لعشه – دون أن يغمض لها جفن.

 

غسل عار

حين تعرت أمام المرآة، ندهت لها أباها، في البداية كان شعاع ضوء مغمس بالدم فقط هو من نقل الخبر، لكن بعد قليل توصل التراب إلى الحقيقة، هنا تسكن جثتها، ثم نقلت الخبر ديدان الأرض إلى فئران (الغيط) حتى وصل إلى الصحف المسائية -خبز طازج- مانشتات باللون الأحمر مع إغلاق القضية دون متهم أو جناة.

 

عقوق

لأنها (مسمعتش) كلام أمها من صغرها، واعتادت ترمي كل أحلامها الكبيرة والقديمة من دولابها، صابها الخرس لما قابلته، انسحبت (لأوضتها) ساكتة.. فتحت دولابها (تدور) عليه في أحلامها المتعلقة، (ملقتهوش) ولا (لقت) قصة حبهم، (اللي) كانت متأكدة إنها عاشتها في حلم قديم (زي فيلم سيما) أبيض وأسود.


عدد القراء: 2050

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-