قصص لنجيب محفوظ لم تنشر تثير جدلاً واسعًا
فكر – الرياض:
في الذكرى العاشرة لرحيل عميد الرواية العربية نجيب محفوظ، تظهر للوجود مجموعة من القصص القصيرة التي لا يعرفها أحد، ومن ذلك الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب "قصص نجيب محفوظ التي لم تنشر"، وهذا الكتاب سبق أن رفض الكاتب يوسف القعيد من قبل نشره في سلسلة "نجيب محفوظ" بالهيئة، لعدم تمكن كاتب مقدمة الكتاب محمود علي من الحصول على حقوق النشر من ورثة نجيب محفوظ. لكن الهيئة نشرته في خطة النشر العام قصص نجيب محفوظ التي لم تنشر.
ويتضمن الكتاب 40 قصة من بدايات محفوظ، وكان نشرها يتطلب موافقة أسرة محفوظ التي اعترضت أثناء حياته على نشر قصص البدايات، معتبرة أنه تجاوز، ويمكن للباحثين فقط دراستها في المجلات التي نشرتها في حينه، إذ كان محفوظ اعترض أثناء حياته على نشر الكثير من هذه القصص في مجموعتين أصدرتهما "مكتبة مصر" دون الرجوع إليه.
لهذا تنوي أسرة محفوظ - وفق تصريح أحد أصدقاء العائلة المقربين منها- رفع دعوى قضائية ضد هيئة الكتاب مطالبة بتعويض مالي كبير، ووقف توزيع الكتاب الذي يُعدّ نشره جريمة من وجهة نظرهم.
وفي الطريق نفسه قدم الكاتب محمد حامد، في كتابه "نجيب محفوظ بنية السرد الأولى" 12 قصة تنشر لأول مرة معًا في كتاب واحد لمحفوظ. والكتاب الصادر عن دار قلمي، يقول محمد حامد في مقدمته "عن أديب العربية الأشهر نجيب محفوظ يسعدنا أن نلملم شعار المنثور الراقي في بنية القص المحبوك والمكثف الذي يتخذ الاختزال عنوانًا ثابتًا أو كسر أفق التوقع بنية إبداعية خلاقة. عبر صفحات هذا الكتاب سيجد القارئ اثنتي عشرة قصة قصيرة متنوعة البناء والمضمون مع طائفة متنوعة من الشخوص والتداخل الزمني والمكاني المحكم.. للقارئ الحق في أن أخبره أن أول قصة في هذه المجموعة قد نشرت سنة 1940 أما القصة الأخيرة في المجموعة فقد نشرت سنة 1945” .
وفي هذا الكتاب نجد بعد مقدمة عرض لنجيب محفوظ وتاريخه الإبداعي "سوسيولجية القصة عند نجيب محفوظ" يرى فيها محمد حامد أنه إذا ألقينا نظرة على مجمل الآثار القصصية لمحفوظ نلاحظ أن كتاباته الأولى "همس الجنون" و"دنيا الله"، وكتاباته الثانية "تحت المظلة"، و"خمارة القط الأسود"، لا تحمل اختلافًا في المضمون فحسب، بل إن هذا الاختلاف يشمل الشكل أيضًا، فأغلب كتاباته الأولى تعبر عن أزمة الفرد في لحظات مواجهته للعالم، أما كتاباته الثانية فتعبر عن رؤية للعالم تتعلق بفئة معينة من الشخصيات تواجه أنماط التصدع في قيمها وفي أيديولوجيتها، نتيجة لتحولات اجتماعية وتاريخية معينة.
أما القصص الـ12 المنشورة في هذا الكتاب فقد قام الكاتب بذكر العدد ويوم النشر وشهره وسنته، ويبدو من طريقة التسجيل هذه أن هذه المجموعة القصصية قام بنشرها محفوظ في مجلة الرسالة، لكن محمد حامد لم يقل ذلك صراحة، وهذا ما يؤخذ على الكتاب.
تغريد
اكتب تعليقك