«الكتب السوداء» لكارل غوستاف يونغ
المحرر الثقافي:
الكتاب: "الكتب السوداء"
المؤلف: كارل غوستاف يونغ
المترجم: سلام خيربك
الناشر: دار الحوار للنشر والتوزيع
تاريخ النشر: 2024
صدر عن دار الحوار الجزءان الأول والثاني من "الكتب السوداء" من تأليف كارل غوستاف يونغ وترجمة سلام خيربك.
وجاء في تقديم الجزء الأول: يحوي هذا الكتاب على الأجزاء 1 - 2 – 3 – 4 من مؤلف يونغ "الكتب السوداء".
كتب يونغ في "الكتاب الأحمر": "لقد حققت كل ما تمنيته لنفسي. حققت الشرف والسلطة والثروة والمعرفة وكل سعادة بشرية. ثم توقَّفَتْ رغبتي في زيادة هذه الزخارف، وأخذَتْ تتراجع مُخْليَةً محلها للرعب شيئًا فشيئًا". حدث هذا التحول عبر استكشاف يونغ للمخيلة الرؤيوية التي رسمها في "الكتب السوداء". ليست هذه الكتب مذكرات شخصية، لكنها سجلات لتجربة ذاتية فريدة أطلق عليها يونغ "مواجهته مع روحه" و"مواجهته مع اللاوعي". لم يُسَجِّل الأحداث اليومية أو الأحداث الخارجية فيها، بل تخيلاته النَشِطة، وتصوراته عن حالته العقلية، وتأمّله فيها. ومن تخيلاته فيها، قام بتأليف مسوَدة "الكتاب الأحمر"، الذي نسخه بعد ذلك بخطّ يده، وملأهُ باللوحات.
ترتبط اللوحات الواردة في الكتاب الأحمر، باستكشافات يونغ اللاحقة المستمرة في الكتب السوداء. وبالتالي، فإن "الكتاب الأحمر" و"الكتب السوداء" متشابكان بشكل وثيق.
لقد وُلِد الكتاب الأحمر من الكتب السوداء. ومن وجهة نظر يونغ: لم يكن دافعه إلى مبادرته تلك نتاج اهتمامه بنفسه فحسب، بل كان للآخرين سهمهم فيه أيضًا. فقد أخذ ينظر إلى تخيلاته ورؤاه كنتاج لطبقة أسطورية عامة من النفس، أطلق عليها اسم: "اللاوعي الجمعي". ومن دفاتر التجريب الذاتي، قام بتأليف عمل نفسي في قالب أدبي وديني.
وجاء في تقديم الجزء الثاني:
يحوي هذا الكتاب على الأجزاء 5 – 6 – 7 من مؤلف يونغ "الكتب السوداء".
كتب يونغ: كل شيء أمامي معتمٌ ومظلِم. هي بوابة الظلام. من يدخل هناك، يجب أن يستشعر طريقه من جحر إلى جحر. ففي عالم الظلام هذا، كل قيمةٍ تُعَلَّق. وفي هذا العالم: يتساوى الجبل بأصغر الأشياء، وتحتوي حبة الرمل فيه العالم بأسره.
يجب أن تتخلى عن كل حكم قيمي، وتتخلى معه عن كل حكم منطقي وذوق شخصي أيضًا. تخلَّص من كل معرفتك، وَضَحِّ قبل كل شيء بغطرستك. من يدخل هنا، يدخل كفقير أو غبي، لأن ما نسميه المعرفة هنا هو الجهل، ورؤية العمى، وسماع الصمم، والشعور بالبلل.
ادخل من تلك البوابة فقيرًا تمامًا، متواضعًا، جاهلًا. ولكن لا تكن حتى في فقرك وجهلك وتواضعك جشعًا أو متغطرسًا، ولا تتوقع خبزًا ولا حجارة، بل انظر بلا رغبة أو عاطفة. حوّلْ كل غضبك ضد نفسك.
ومع ذلك، دع أملك (الذي هو خيرك الأسمى وقدرتك الأعظم) يسبقك ويخدمك كقائد في عالم الظلام، إذ هو من ذات جوهر مخلوقات هذا العالم. دع أملك يمتدُّ نحوها بلا نهاية.
هذا الكتاب هو رحلة في مواجهة مَجاهِلِ الذات وألعاب اللاوعي وأقنعته التي لا تنتهي.
تغريد
اكتب تعليقك