وفاة الأديب السوري محمد محيي الدين مينو

نشر بتاريخ: 2016-09-20

فكر – الرياض:

توفي القاص والناقد السوري محمد محيي الدين مينو أمس الاثنين عن 60 عاماً إثر نوبة قلبية في أحد مستشفيات مدينة دبي بدولة الإمارات حيث عاش السنوات الأخيرة من حياته.

ولد مينو في الرابع من يوليو/تموز عام 1956 في حمص وحصل على إجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1980 ودبلوم الدراسات الأدبية في 1981 ثم ماجستير في الآداب عام 1988. وعمل معلّماً ومدرّساً، فمعيداً بقسم اللغة العربيّة وآدابها في كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في جامعة البعث في حمص، ومنذ عام 1992 عمل مدرّساً للغة العربيّة في إحدى مدارس دبيّ الثانويّة، كما عمل موجّهاً للغة العربيّة في منطقة الشارقة التعليميّة.

نال جائزة مجلس مدينة حمص الأولى للقصّة القصيرة 1998، وجائزة غانم غباش الأولى للقصّة القصيرة 1998 والتقديريّة 2001، وجائزة قصّة الطفل العربيّ الثانية 1999. وهو عضو اتّحاد الكتّاب العرب في سورية، وعضو اتّحاد كتّاب وأدباء الإمارات.

الفقيد ليس كاتباً وقاصاً وناقداً أدبياً فحسب، وإنما هو رجل تربوي عمل في التدريس قرابة ثلاثين عاماً، توزعت بين سوريا موطنه الأصلي والإمارات، قدم خلالها إسهامات عديدة على الصعيدين التربوي والثقافي.

وقد تميز محمد محيي الدين مينو بجهوده التوثيقية على صعيد البحث، وبجهده النقدي على صعيد القراءات الأدبية الخاصة بفن القصة القصيرة، التي يقول عنها:

«ظلّت القصّة القصيرة حتّى عهد قريب عالةً على النقد الأدبيّ، وكأنّها فنّ هجين، لا نظريّةَ له، تتعامل بوضوح مع معطياته ومنجزاته، فهي في منظورنا النقديّ التقليديّ حكاية Fabula فحسب، تستوي فيها مختلف أنواع السرد القصصيّ الأخرى من رواية وقصّة وخرافة ونادرة ومقامة وأسطورة.. ولعلّ الطبيعة اللدِنة للقصّة القصيرة – وهي طبيعة لا تستقرّ على شكل فنّيّ واحد – قد أسهمت في هذه البلبلة النقديّة، وربّما أوقعتها في شَرَك الرواية وأهلها بطريقة أو بأخرى، وصار هؤلاء ينظرون إليها نظرة صَغَار، ولا سيّما الناقد المجريّ جورج لوكاتش Georg Lukacs الذي عدّها شكلاً من الأشكال الملحميّة الثانويّة Minor epic forms. وهذه النظرة إلى القصّة القصيرة لا تكاد تختلف عن النظرة القديمة إلى القصّ عموماً، إذ عدّه بعضهم – وهو ينظر إلى طبيعته الخلاّقة - بدعةً كاذبةً، وازدرى أهله، واتّهمهم بالغفلة والحمق تارةً وبالضلالة والكذب تارةً أخرى».

وللراحل رأي مقدر في ما يخص تقنية كتابة القصة القصيرة التي يرى أن «بناءها الفني يتميّز من البناء الفنّيّ للرواية، فلكلٍّ منهما تقنيّته، ولكلٍّ منهما طبيعته ووظيفته، وإنّ اتّفقتا في العناصر، والتقتا في الأهداف. وقد تنبّه بعضهم – ولا سيّما الكاتب الأمريكيّ إدغار ألن بو (1809 – 1852) إلى ضرورة تمييز هذه من تلك، فسعى إلى تقنين القصّة القصيرة كشكل فنّيّ يخالف الرواية في بنائه وشكله وهدفه، ورأى أنّ قِصرها لا يعني روايةً مبتورةً أو موجزةً، بل يعني نوعاً وشكلاً مختلفاً، ولكنّ نقدنا العربيّ الحديث ظلّ يعامل القصّة القصيرة معاملةً مهينةً، وكأنّها سرد Narration فحسب، وراح يحلّل بناءها السرديّ أفقيّاً وعموديّاً، ويقلّبه على صفيح ساخن، بل ينظر إلى عناصر البناء الفنّيّ للقصّة القصيرة من خلال علاقة كلّ منها بالسرد وحده، فإذا كنّا يوماً تحت سطوة الرواية ونقّادها، فنحن اليوم أسرى السرد ونظرياته ونقّاده».

له عدة مؤلفات أهمها: الدائرة: قصص قصيرة، 1981، العالم للجميع: قصص للأطفال، 1995- شعر عمرو بن أحمر الباهليّ: دراسة وتحقيق، 1999- أوراق عبد الجبّار الفارس الخاسرة: قصص قصيرة، اتحاد الكتّاب العرب في دمشق 1999- قصّة الطفل العربيّ: دراسة (مشترك)، الهيئة العليا لقصّة الطفل العربيّ في أبوظبي 1999- الغوّاصون السبعة: قصّة طويلة للأطفال، الهيئة العليا لقصّة الطفل العربيّ في أبوظبي 1999. فنّ القصّة القصيرة: مقاربات أولى، منطقة دبي التعليميّة 2000 و2007 - مملكة الكراسي الخشبيّة: قصص للأطفال، اتحاد الكتّاب العرب في دمشق 2001 و"تجارب جديدة في القصّة السوريّة القصيرة" في جزأين: الأول، عالم عبد الحليم يوسف التعبيريّ 2004. والثاني، عالم خطيب بدلة السرديّ 2005.

وفي المجال التربوي أصدر عدة كتب منها:

- كتب اللغة العربيّة للصف الرابع الابتدائيّ (مشترك)، وزارة التربية والتعليم في الإمارات 2006/‏ 2007.

- كتب اللغة العربيّة للصف الخامس الابتدائيّ (مشترك)، وزارة التربية والتعليم في الإمارات 2007/‏ 2008.

- القصّة القصيرة في الإمارات: الأصوات الجديدة (مشترك)، دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة 2006.

- يوم تعرّى النهر: قصص قصيرة، اتحاد الكتّاب العرب في دمشق 2008.


عدد القراء: 3273

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-