جدل في أروقة نوبل للآداب: حول الفائز بالجائزة
فكر – المحرر لثقافي:
تحبس الأوساط الثقافية في العالم أنفاسها في انتظار الخميس الذي سيشهد الإعلان عن الفائز بجائزة نوبل للآداب، ويفسر البعض وقت الانتظار الطويل هذا بالمعايير المتشابكة لاختيار الفائز، بين القيمة الأدبية والموقف السياسي.
وقد أوضحت الأكاديمية السويدية المانحة لهذه الجائزة في نهاية أيلول/سبتمبر أنها لن تعلن عن الفائز بجائزة نوبل للآداب خلال الأسبوع عينه الذي سيتم فيه الإعلان عن الفائزين في الفئات الأخرى، لأسباب متعلقة بجدولها الزمني.
وقال العضو في الأكاديمية بير فوسبرغ على سبيل المزاح في تصريحات لوكالة فرانس برس "يفسح ذلك المجال أمام مزيد من التكهنات" حول هوية الفائز.
ورأى محللون كثيرون في هذا الإخلال بالتقاليد دليلاً على خلاف حول اختيار الفائز.
واعتبر بيورن فيمان المسؤول عن الصفحة الثقافية في صحيفة "داغنز نيهيتر" أن "المسألة لا تتعلق في نظري بالجدول الزمني... بل إنها تعكس عدم توافق في مسار منح الجائزة".
ويثير ماتياس بيرغ الصحفي المتخصص في الشؤون الثقافية في الإذاعة العامة "اس ار" فرضية أن يكون أعضاء الأكاديمية قد اختلفوا بشأن "فائز مثير للجدل على الصعيد السياسي، مثل الشاعر أدونيس" السوري الأصل والحائز الجنسية الفرنسية الذي صب جام غضبه على الثقافة العربية والإسلامية الراهنة في كتابه الأخير.
ولفت فيمان إلى "احتمال أن يفهم قرار من هذا القبيل على أنه انحياز إلى موقف ما".
وفي حال حرصت الأكاديمية على مكافأة مصنفات تتداخل فيها القيم الأدبية بالمواقف العقائدية، فيمكنها أيضًا اختيار البريطاني سلمان رشدي. فهي لم تندد بالفتوى الصادرة في حق كاتب "آيات شيطانية" في العام 1989 إلا في آذار/مارس الماضي، أي بعد حوالي ثلاثين سنة من رفضها اتخاذ أي موقف في هذا الشأن بحجة التمسك باستقلاليتها.
وقبل يوم من الإعلان عن صاحب اللقب، جل ما نعلمه هو أننا لا نعلم شيئًا، على حد قول مادلين ليفي الناقدة الأدبية في صحيفة "سفينسكا داغبلاديت".
وغالبًا ما يتم تداول أسماء الكيني نغوغي وا ثيونغو والأمريكيين دون ديليلو وجويس كارول أوتس والياباني هاروكي موراكامي، لكن ذلك يبقى في إطار التكهنات.
وبالنسبة إلى بيورن فيرمان، أوفر المرشحين حظا للفوز بجائزة العام 2016 هم النرويجي يون فوسه والإسرائيلي دافيد غروسمان والإيطالية إيلينا فيرانته.
وتلتزم الأكاديمية الصمت في وجه التكهنات كلها وهي لفتت على لسان مستشارها العام أود شيدريش إلى أن "البعض يريد معرفة ما تحويه هدايا عيد الميلاد والبعض الآخر يريد الابقاء على عنصر المفاجأة. ونحن نريد مفاجأتكم".
وتحافظ الأكاديمية على منهج عمل ثابت كالصخر، فهي تعد في شباط/فبراير لائحة بكل الترشيحات التي قدمت لها قبل أن تختصر هذه اللائحة بخمسة أسماء في أيار/مايو تجري مداولات بشأن أصحابها طوال الصيف قبل الإعلان عن الفائز في تشرين الأول/أكتوبر.
وفي العام 2015، أحدثت الأكاديمية مفاجأة "من دون أن يفاجئ قرارها" باختيار البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش التي كانت أعمالها الوثائقية الأوفر حظًا في الأوساط الأدبية ومواقع المراهنة الإلكترونية التي تكثف رهاناتها على هذه الجوائز العريقة.
ويتوقع المحللون هذه السنة عودة أعمال الخيال، سواء في النثر أو النصوص المسرحية أو الشعرية.
ولا يتوقع فوز موراكامي المفضل لدى المراهنين والجمهور، إذ أن الأوساط الأدبية تعتبر أعماله جد سطحية.
ولفت ماتياس بيرغ "ما من مجال لفئة أدباء لم تكرم بعد"، كما كانت الحال مع أليس مونرو وقصصها القصيرة وأليكسييفيتش ومنشوراتها الوثائقية الأدبية.
وهو أثار احتمال فوز الروائية الأمريكية جويس كارول أوتس، مع العلم أن الروائيين هم الأكثر حصدًا لجوائز الأكاديمية.
ومن المرجح أيضًا أن تمنح الجائزة إلى امرأة، في سياق المساعي التي تبذلها المؤسسة العريقة للمساواة بين الرجل والمرأة. فهي لم تكرم سوى 14 امرأة، في مقابل 98 رجلاً، وذلك منذ العام 1901.
وقد تكون جائزة نوبل للآداب للعام 2016 من نصيب كاتب من الولايات المتحدة التي منحت آخر جائزة لأحد مواطنيها في العام 1993. وأقرت ليفي "مضى وقت طويل من دون تكريم كاتب أمريكي ولهذا السبب بالتحديد ليست الرواية الأمريكية ممثلة كما ينبغي".
لكن المستشار العام أود شيدريش حرص على التذكير بأن الاعتبارات الجغرافية وتلك المرتبطة بالنوع الاجتماعي هي بعيدة كل البعد عن الأكاديمية.
وختم قائلاً إن "الأمر الوحيد الذي يهم الأكاديمية هو معرفة إن كان الكاتب موهوبًا بالفعل وإن كانت كتاباته أفضل من منشورات المرشحين الآخرين".
تغريد
اكتب تعليقك