رحيل جمال قطب الذي قدم بريشته الأنيقة روائع الأدب
فكر – القاهرة:
غيب الموت، مساء الأحد، الفنان التشكيلي ورسام البورتريه ومصمم الأغلفة، الفنان المصري جمال قطب، عن عمر ناهز الـ86 عاماً. اشتهر جمال قطب بتصميماته البصرية الزاهية لأغلفة كتب أشهر المؤلفين والروائيين المصريين لأكثر من نصف قرن، مثل توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وثروت أباظة وعشرات غيرهم.
الفنان الراحل جمال قطب من مواليد محافظة الغربية عام 1930، عمل رساماً بمؤسسة دار الهلال وهو لا يزال طالباً بكلية الفنون الجميلة، ثم أصبح الرسام الأول لمجلات دار الهلال بعد تخرجه، كما عمل مستشاراً فنياً لمؤسسة دار الهلال، بموازاة عمله أستاذاً لمادتي التذوق الفني وتاريخ الفن بأكاديمية الفنون بالقاهرة.
أقام عدة معارض فنية، منها معرض بعنوان "اللمسة المبدعة في الثقافة والصحافة والإعلام" في المكتب الثقافي المصري بطوكيو يوليو 2007، ثم في باريس، كما شارك في صالون أتيليه القاهرة الأول للبورتريه بأتيليه القاهرة سبتمبر 2005، وصالون الأتيلية "السابع والخمسون" بأتيليه القاهرة سبتمبر 2009، والملتقى الدولي لبصمات الفنانين التشكيليين العرب الحادي عشر بأتيليه القاهرة في يوليو 2016. من أبرز أعماله لوحة للملكة إليزابيث ملكة بريطانيا تحتفظ بها في مجموعتها الخاصة.
اشتهر "قطب" بأسلوبه الخاص في رسم الغلاف لمعظم كتب كبار المؤلفين على مستوى الوطن العربي ومن أهمهم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس ويحيى حقي وأمين يوسف غراب، كما اشتهر برسومات الحرب واللوحات الحركية والأحداث الساخنة، ويعد من أشهر رسامي المجلات في الوطن العربي، وتبدو في أعماله روح المصرية والتي تعكس انتماءه وارتباطه بالجذور، كما أن تعامله الوثيق مع كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين من خلال رسومه المصاحبة لأعمالهم قد خلق نوعاً من التآلف والانسجام والتواصل الإنساني العميق واللانهائي ما أثر في شخصيته وأسلوبه في النقد الفني والسرد التاريخي والتحليلي لأعمال الفنانين وسيرتهم الذاتية والذي يتسم بالحبكة الفنية والقوة والحس البلاغي.
تميز إنتاج جمال قطب الفني بالغزارة في شتى مناحي الإبداع، من شعر وكتابة مسرحية وقصة ورسم وتصوير ونقد فني وتاريخ لمشاهير الفنانين والمبدعين، وربما يرجع السبب الرئيسي لقلة معارضه إلى تعدد اهتماماته وعكوفه منذ سنوات إبداعه المبكرة على إبداع الرسوم الصحفية وأغلفة الكتب.
كما اشتهر قطب برسم الحرب واللوحات الحركية والأحداث الساخنة، وأسس المرسم الحر في الدوحة، حيث تخرج على يديه المئات من الفنانين القطريين، وحصل على الجائزة الأولى الممتازة من وزارة الثقافة المصرية عن لوحاته لكتب الأطفال خلال الأعوام 1988-1989-1990. ومن أهم الأعمال الفنية التي قام بها، تسجيل التراث الخليجي في اللوحات البانورامية الضخمة، ورسم لوحات مجلد "انتصار بورسعيد" الذي أصدرته مصلحة الاستعلامات في أواخر الستينات بلغات عديدة.
الجدير ذكره أن مؤسسة العويس الثقافية استعانت بجمال قطب في وقت سابق لرسم لوحات بورتريه لعدد من الفائزين بجوائزها وهم: يوسف القعيد، السيد ياسين، رضوى عاشور، أمين معلوف، يوسف الشاروني، عز الدين المدني، محمد مفتاح، مصطفى عبده ناصف، أدونيس، محمد البساطي، عبدالوهاب المسيري، شكري عياد، أحمد عبد المعطي حجازي، جابر عصفور، زكي نجيب محمود.
تغريد
اكتب تعليقك