«شجرة الحياة».. أكبر لوحة فسيفساء متصلة في العالم
فكر – الرياض:
تقع أكبر لوحة فسيفساء متصلة في قصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بمدينة أريحا شرقي الضفة الغربية وتبلغ مساحتها 827 مترًا مربعًا، وقد أزاحت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية الستار عنها يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2016.
تقع اللوحة في أرضية حمام القصر، وتعرف باسم "شجرة الحياة"، وهي عبارة عن شجرة على يسارها غزال يفترسه أسد، وعلى يمينها غزالان يعيشان بسلام، وتلخص اللوحة الحياة في السلم والحرب.
وقد بني قصر هشام بن عبد الملك بين عامي 743 و744 للاستجمام في فصل الشتاء. وفي عام 749 ضرب زلزال القصر أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، بينها سقف الحمام الذي توجد فيه اللوحة.
واكتشفت اللوحة - التي تتوسطها أعمدة حجيرة ذات زخرفة إسلامية- مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، وطوال السنوات الماضية احتفظ بها تحت الرمال خشية عليها من عوامل الطقس، وكشف عنها لبعض الوقت عام 2010 ثم أعيد طمرها ثانية.
وستبدأ الوكالة اليابانية للتنمية الدولية (جايكا) بأعمال ترميم وبناء سقف خاص للوحة لحمايتها من العوامل البشرية والطبيعية.
وعلى هامش حفل أقيم بهذه المناسبة وحضره مسؤولون فلسطينيون وسياح قالت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة "تعد هذه اللوحة واحدة من أكبر لوحات الفسيفساء المتصلة في الشرق الأوسط وربما في العالم، حيث تبلغ مساحتها 827 مترًا مربعًا".
وأضافت أن "اللوحة تتشكل من 38 سجادة متصلة، بأشكال هندسية غاية في الدقة والجمال، بها تدرج ألوان جميل، بنحو 21 لونًا".
ويعود أصل اللوحة لبداية إنشاء القصر الأموي سنة 720 ميلادية، وتمتد على أرضية قاعة الاستقبال الواقعة بين ديوان الخليفة المعروف بـ"شجرة الحياة" حيث يستقبل كبار الزوّار وبين الحمام الكبير بمساحة تقدر بـ827 مترًا مربعًا وتحوي 38 سجادة فسيفسائية تبرز مجتمعة مناظر وأشكالاً زخرفية وهندسية مختلفة، وتظهر بعضها دوائر مركزية ودائرة الإشعاع ومنها أيضا سجادة المائدة.
"كل سجادة تظهر منفردة الجمال أكثر وتقدم نموذجًا لعمل فني متقن يصعب وصفه أو منافسته" وتبرز الحجارة الملونة بشتى أشكالها في اللوحة، ويعد الأسود والأحمر والأبيض والأصفر أبرزها، حيث جمعت هذه الحجارة من مناطق مختلفة.
وجرى التنقيب بالقصر في ثلاث حقب زمنية، أولاها خلال الانتداب البريطاني في ثلاثينيات القرن الماضي، والثانية في الستينيات من القرن نفسه أثناء الحكم الأردني، والثالثة في عهد السلطة الفلسطينية عامي 2006 و2011.
وكانت أعمال التنقيب تلك تعقبها أعمال ترميمية للوحة الفسيفسائية، ثم "تطمر بالرمال" لحمايتها من أشعة الشمس وعوامل الجو المختلفة والأيدي العابثة.
وتمتاز مدينة أريحا - التي تقع في أخفض بقعة عن مستوى سطح البحر في العالم- باعتدال الطقس شتاء وتعتبرا مشتى.
تغريد
اكتب تعليقك