فيتو أكونسي.. نهاية كل قواعد اللعبة
فكر – الرياض:
في سبعينيات القرن الماضي، كان شاب أمريكي يسخر من معظم ما يكتبه نقاد الفن في المجلات والصحف النيويوركية. كان فيتو أكونسي يقول لهؤلاء وللفنانين الذين يتحدّثون عنهم، "انتهت كل قواعد اللعبة" ويتساءل بتهكّم "إذن كيف يمكننا أن نكتب عن الفن؟" ومن هناك ينظّر لأن يصبح نقد الفن مستقبلاً عملاً فنياً لا مقالاً في جريدة. كل ذلك جزء من راديكالية طبعت مسيرة الفنان الأمريكي الذي رحل عن عالمنا أوّل أمس عن 77 عاماً.
ولد أكونسي سنة 1940 في نيويورك من أسرة ذات أصول إيطالية. في بداية الستينيات، بدا الشاب مهتماً بالشعر دون غيره من الفنون. ولكنه في منتصف العقد نفسه سيركّز على التصوير الفوتوغرافي الذي جلب له الأضواء خصوصاً أن جسده كان موضوعاً شبه دائم الحضور في أعماله.
هذا الاهتمام بتصوير الجسد الشخصي يبدو مثل مرحلة جنينية للعرض الأدائي؛ المجال الذي سيقدّم فيه أعمالاً ستصعد باسمه درجات في سلالم الشهرة الفنية. كان أكونسي يصمّم العروض الأدائية ويجسّدها بنفسه، أحياناً عبر عروض مبرمجة وأخرى كان يقدّمها في الشارع من دون أي تنظيم.
ثمة مجالات أخرى أقل شهرة تحرّك فيها الفنان الأمريكي، مثل فن الفيديو وتصميم المناظر الطبيعية كما أصدر مجلة بعنوان "من 0 إلى 9" مع بيرناديت ماير عرفت نجاحات في الأوساط الأدبية.
هكذا كان أكونسي حالة من التنقل المستمر، بين الفنون والتيارات، وقد كان بعض متابعي مسيرته يعتبرونه نموذجاً للفنان الحديث الذي تمثّل مسيرته حالة من التطوّر غير المنتظم.
تغريد
اكتب تعليقك