عودة الروائي جون لو كاريه وجواسيسه
فكر – الرياض:
يعرف عشاق أدب الجاسوسية اسم جورج سمايلي جيداً، هذه الشخصية ظهرت عام 1961 على يد الروائي البريطاني جون لو كاريه، الذي أعلن، وهو يقارب التسعين أنه سيعيدها إلى الحياة في عالم الأدب، بعد أن فاجأ قراءه برواية جديدة بطلها سمايلي.
وصفت الصحف البريطانية ظهور لو كاريه المتوقّع في الخريف المقبل، بأنه سيكون حديث الوسط الأدبي لهذا العام، حيث سيعقد الكاتب جلسة مع سمايلي، في واحدة من الأمسيات الأدبية الفريدة من نوعها، حيث تحضر الشخصية مع صانعها في الـ "رويال هول" في لندن في أيلول/ سبتمبر المقبل.
لو كاريه صرّح للصحافة بأنه متحمّس لمناقشة حياة سمايلي مع من أحبّه من القراء والمشاهدين، إذ تحوّلت الكثير من روايات لو كاريه إلى أفلام سينما وإلى مسلسلات درامية تلفزيونية، كما أعلن عن أن الرواية المقبلة تشكّل فصلاً جديداً في حياة الشخصية.
ولمّا كان لو كاريه نادر الظهور، كان مستغرباً أن يُعلن ناشره "فايكنغ" عن الأمسية والرواية الجديدة، فقد كان الكاتب أعلن منذ سنوات أنه لن يعود إلى هذه الشخصية فقد فرغ منها تماماً.
لكن ربما أصاب الروائي الحنين إلى بطل أعماله، الذي عاش معه عدّة عقود وكان سبباً في ولادة عشرات الروايات. المفارقة أن العمل الجديد يدور حول سمايلي العجوز الذي سيعود ماضيه ليطارده، ويبدو أن سمايلي بوصفه ماضي لو كاريه قد عاد ليطارد صانعه هو الآخر.
كان الظهور الأول لهذه الشخصية في رواية "دعوة للموتى"(1961) وهي قصة لجواسيس من ألمانيا الشرقية يمارسون نشاطهم في بريطانيا. ثم توالى حضوره في روايات أخرى مثل "الجاسوس المستجير من البرد" (كما ترجم العنوان إلى العربية) وغيرها، حتى أصبح سمايلي حالة مشابهة لشخصية هيركل بوارو عند أغاثا كريستي أو شخصية جيمس بوند التي اخترعها إيان فلمينغ وظلّت حيّة وتوالت أسماء روائية أخرى على كتابة قصص بطلها بوند.
في السياق العربي، فإن أدب الجاسوسية يقع ضمن أدب الإثارة وقلما برع فيه كاتب عربي، إلى جانب ندرة التجارب فيه، رغم أنه نوع سردي مغرٍ لما يحمله من إمكانيات وما يتسع له من معلومات تاريخية وتخيليية وتوثيقية، نظراً لاستجابة هذا الشكل الأدبي لإدخال الكثير من التفاصيل فيه حتى وإن كانت غامضة.
من جهة أخرى، لم نعرف في تاريخ الأدب أو السينما العربية شخصية بوليسية أو جاسوسية جرى الاشتغال عليها عدّة مرات وفي عدّة روايات قد لا يكون كاتبها هو الخالق الأول للشخصية.
يبدو أن للأمر علاقة بمفهوم الصناعة الثقافية، وكذلك الحكم على أن كلّ ما يمكن تعريفه بالتجاري فلا بد أن يكون هابطاً فنياً أو ثقافياً أو أنه يعتمد على وسائل الإثارة فقط، بعكس الأدب الرفيع أو السينما الراقية.
لكن ثمة سؤال ممكن أيضاً: هل كلمة تجاري تعني بالضرورة منتجاً رديئاً؟
تغريد
اكتب تعليقك