الوحدة 180 .. من هنا ينطلق قراصنة كوريا الشمالية

نشر بتاريخ: 2017-05-22

فكر – المحرر:

بين حين وآخر نسمع عن عمليات قرصنة تقع ضحيتها في الغالب مؤسسات مالية تتعرض لسرقة أموالها، وآخر تلك العمليات التي أثارت ضجة في العالم هي ما عرف باسم "فيروسات الفدية" التي أصابت قبل نحو أسبوع أكثر من 300 ألف جهاز كمبيوتر في حوالي 150 دولة.

وتوجه أصابع الاتهام في بعض هذه الهجمات إلى كوريا الشمالية التي لديها سوابق كثيرة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بسرقة أموال.

واتهمت الولايات المتحدة، حسب وكالة رويترز، كوريا الشمالية بالوقوف وراء عمليتي سرقة 81 مليون دولار من البنك المركزي في بنغلادش العام الماضي، وكذلك الهجوم على شركة سوني بيكتشرز عام 2014.

وبينما لم تؤكد الإدارة الأمريكية وجود دليل على تورط بيونغ يانغ بشكل مباشر في الهجوم الأخير، إلا أن مسؤولاً أمريكياً تحدث لرويترز شريطة عدم ذكر اسمه أكد أن ذلك لا يغير حقيقة أنها "مصدر تهديد حقيقي".

الوحدة 180

ونقلت رويترز في تقرير لها حول أعمال القرصنة الكورية الشمالية شهادات خبراء ومسؤولين ومنشقين أشاروا إلى تورط بيونغ يانغ في الهجوم الأخير من خلال "الوحدة 180"، وهي أحد أذرع جهاز الاستخبارات هناك وتوكل إليها مهمة التخطيط لعمليات قرصنة في الخارج.

ومن بين المنشقين الذين تحدثوا لرويترز كيم هيونغ كوانغ، أستاذ علومم الكمبيوتر السابق في كوريا الشمالية. وقال إن "الوحدة 180" هي التي نظمت "فيروسات الفدية".

وتتبع "الوحدة 180"، حسب كيم، مكتب الاستطلاع العام في جهاز الاستخبارات الكوري الشمالي، وتقوم باختراق الحسابات البنكية للمؤسسات المالية وسحب الأرصدة المالية منها.

ويسافر أعضاء الوحدة إلى الخارج لتنفيذ عملياتهم تحت غطاء العمل كموظفين في شركات.

ويشير جيمس لويس، الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أن النظام في السابق كان يستخدم القرصنة لأغراض التجسس أو الابتزاز السياسي، لكن بعد عملية "سوني" قرر توجيه أنشطته نحو توفير العملات الصعبة، وذلك باختراق المؤسسات المالية.

ويرى أن خطة القرصنة الإلكترونية الكورية الشمالية نجحت تماما مثل تجارة المخدرات والتهريب والتزوير وغيرها من الأنشطة التي تقوم بها بيونغ يانغ.

ويقول مايكل مادين، الخبير في الشأن الكوري الشمالي، إن "الوحدة 180" هي واحدة من أهم الوحدات المتخصصة بالقرصنة في الاستخبارات الكورية الشمالية.

ويشير إلى أنها تستقطب الطلاب وتعطيهم تدريبات متطورة في أرقى مؤسساتها التعليمية. ويتمتع عملاء هذه الوحدة بقدر من الاستقلالية، ولديهم القدرة على التحرك من عدة أماكن في العالم.

الاستعانة بدول أخرى

وربما تستخدم كوريا الشمالية أراضي دول أخرى لتنفيذ هجماتها، وهذا ما أشار إليه تقرير وجهته وزارة الدفاع الأمريكية إلى الكونغرس العام الماضي، وما أكده نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي آن شونغ غي.

ويشتبه في أن بيونغ يانغ استهدفت المفاعل النووي لكوريا الجنوبية عام 2014 انطلاقاً من الصين. ويقول سيمون تشوي، الباحث الكبير في شركة تقنية بصول، إن الهجوم نفذ من قاعدة صينية، ويرى أن الكوريين الشماليين نفذوا الهجوم من هناك لإبعاد الشبهات عن أنفسهم.

ماليزيا أيضاً تعتبر نقطة انطلاق لعمليات القرصنة، حسب يو دونغ ريول، الباحث الكوري الجنوبي الذي درس "الجاسوسية في كوريا الشمالية" لأكثر من 25 عاماً.

ويقول يو إن عملاء كوريا الشمالية ينشطون في ماليزيا تحت غطاء العمل كموظفين في شركات كمبيوتر أو شركات تجارية.

وتقول رويترز إن تحقيقاً أجرته حول نشاطات كوريا الشمالية في ماليزيا بين وجود علاقة بين شركتي كمبيوتر تعملان هناك وبين الاستخبارات الكورية الشمالية، لكنها لم تجد أي دليل على تورط الشركتين في أعمال قرصنة.

 

المصدر: رويترز


عدد القراء: 3667

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-