8 مبادرات عربية فريدة للحصيلة المعرفية والثقافية

نشر بتاريخ: 2017-07-01

فكر – المحرر الثقافي:

خلال السنوات الخمس الماضية ظهرت موجة جديدة من المبادرات العربية، تنوعت بين الداعم، والمؤثر، والمساهم في زيادة الحصيلة المعرفية والثقافية لدى العرب عمومًا والجيل الشبابي على وجه الخصوص.

بداية، لا نخفي سرًا، في أنّ المحتوى الإعلامي عبر الإنترنت، أصبح منتجًا مستهلكًا إلى حد كبير، مهمته الأساسيّة إشباع حاجات القراء، الراغبين في تلقي المعلومة بتفاصيلها أحيانًا، ودونها في أوقات عديدة، ومع ذلك فإن تعرضهم للأخبار والمقالات وحتى الوسائط المتعددة، لم يضُف إلى ثقافتهم العامة الكثير، مقارنة بحجم التعرض الكثيف لوسائل الإعلام.

من هنا، بدأت العديد من المواقع الإلكترونية العربية والمؤسسات التعليمية، الاتجاه أكثر نحو تقديم محتوى نوعي، بأسلوب مبتكر، يلبي حاجات الراغب في اكتساب المزيد من المعارف، أو حتى الطالب، وكذلك الباحث.

ونستعرض معكم بعض المبادرات العربية، التي استطاعت حفر اسم لها في الفضاء الرقمي، فحملت كل منها توقيعًا خاصًا، وبصمة مختلفة عن الأخرى، لكن جميعها يشكل لوحة عربية متكاملة.

مبادرة "كتاب في دقائق"

تمثل مبادرة كتاب في دقائق صحوة جديدة، تهدف إلى تشجيع العرب على القراءة وإغناء حصيلتهم المعرفية عبر مجموعة من الخلاصات لأشهر الكتب العالمية كذلك العربية، وأكثرها تأثيرًا عبر التاريخ.

تركز هذه المبادرة، التي تحمل توقيع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ليس فقط على تلخيص المؤلفات العالمية، بل تتعدى ذلك إلى ترجمتها ونقلها إلى اللغة العربية، وبذلك تسهم بشكل مباشر في تعزيز المحتوى العربي على الإنترنت، فضلًا عن كونها تقدم فائدة كبيرة للعرب مقارنة بالفترة الزمنية القصيرة التي تستغرقها عملية قراءة الملخصات.

ويُعد الموقع الإلكتروني، ببساطته ومرونته، بمثابة مكتبة إلكترونية تضم مجموعة متنوعة من الملخصات، وهي متاحة وبشكل مجاني للقراءة والتحميل مباشرة وبشكل سهل وسريع لجميع الراغبين في اقتنائها.

مُترجم

تسعى منصة مترجم الإلكترونية، وبجهود تطوعية كبيرة، إلى إثراء المحتوى العربي. وتضم المنصة مجموعة ضخمة من المقالات والقصص المترجمة إلى اللغة العربية، كما تعد تجربة مميزة تضاف إلى قائمة التجارب العربية الهادفة.

ما يميز منصة مترجم، عن غيرها من المواقع الشبيه، هي تحفيزها الأفراد على التعاون فيما بينهم بهدف تطوير المحتوى العربي، وهي بذلك تزيد من روح التطوع والمشاركة في المجتمع، فضلًا عن كونها تساهم بشكل فعال في إثراء المحتوى الرقمي العربي.

وبالرغم من ضآلة المحتوى العربي على الإنترنت، لكنه أثبت تعافيه تدريجيًا، ويشكل استعراض هذه المبادرات دليل عمل للمشاريع القادمة، ومحفز نحو الرياديين العرب للتوجه نحو تنفيذ أفكار ذكية وتحويلها إلى مبادرات فعّالة تخدم المجتمع.

السعودي العلمي

منظمة علمية سعودية محايدة تسعى إلى إيصال العلم للجميع.

يشرف على هذه المنظمة مجموعة من المتخصصين الذين يقومون بمتابعة أهم وأحدث الاكتشافات العلمية الموثقة، ليقوموا بعدها بنشرها باللغة العربية بدقة وحيادية ترقى إلى مستوى هؤلاء المتخصصين وتجعل كل ما يصل من هذه الصفحة غير قابل للشك نظرًا لوروده من مصادر موثقّة بالإضافة إلى السمعة العلمية الطيبة التي تتمتع بها هذه المؤسسة.

ومن أهداف "السعودي العلمي" نشر المعرفة والثقافة العلمية من مصادرها الموثوقة والمتخصصة بشكل مباشر وبمستوى مفهوم لغير المتخصص، ومواكبة الحركة العلمية الغربية بنقل وترجمة الأبحاث بشكل سريع ودقيق، وإثراء المحتوى العلمي العربي، ورفع مستوى الثقافة العلمية في العلوم الأساسية في المجتمع السعودي بدايةً والمجتمعات العربية على المدى البعيد.

منصة "أريد"

كواحدة من أبرز المنصات الإلكترونية الفريدة من نوعها في المنطقة، انطلق موقع أريد، بوصفه أول موقع إلكتروني مخصص لدعم الباحثين الناطقين باللغة العربية، ويهدف إلى دعم مسيرة الباحث العربي، وتعزيز تواجده الافتراضي بشكل منظم ومتقن.

تجسد هذه المبادرة خطوة متقدمة نحو تطوير واقع البحث العلمي العربي، كما تشكل حافزًا للباحثين العرب، يدفعهم إلى تنظيم ظهورهم على محركات البحث، كذلك يضمن لهم حفظ مسيرتهم المهنية، والأكاديمية على حد سواء، ضمن موقع إلكتروني واحد، يتيح لهم نشر أبحاثهم الأكاديمية أيضًا، والاطلاع على تجارب غيرهم.

مؤسسة "عبد الله الغرير للتعليم"

تُعد مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم نموذجًا عربيًا صرفًا يحاكي من حيث فكرته النماذج العالمية، التي تسعى نحو الاستثمار في الطاقات الشابة، لكن ليس في العمل، وإنما بالعلم.

خلال فترة وجيزة، تمكنت المؤسسة، الإماراتية الهوية، العربية التوجه، تقديم الدعم الكامل للعديد من الطلبة العرب، واستطاعت تحقيق نتائج مذهلة، كما ساهمت في جعل طموحات العديد من منهم حقيقة، من خلال تخصيص برامج دعم كامل تستهدف الراغبين في استكمال دراستهم الأكاديمية، وزيادة حصيلتهم المعرفية.

مكتبة "ضاد الإلكترونية"

بالرغم من انتشار الكتب الإلكترونية، وسهولة الوصول إليها وتحميلها، لكن العديد من الأشخاص يجدون في الكتب الصوتية متعة أخرى، ومن هنا انطلقت فكرة مكتبة ضاد الإلكترونية الصوتية، التي سرعان ما تحولت إلى مشروع ناجح، جمع العديد من المؤلفات المكتوبة وحولها إلى كتب صوتية، من السهل اقتنائها والاستماع إليها في أي وقت ومن أين مكان حول العالم.

تشكل ضاد وسيلة تثقيفية وتعليمية مناسبة للأشخاص ممن فقدوا قدرتهم البصرية، حيث توفر لهم جميع الكتب والمؤلفات بلغة عربية صرفة ومميزة.

أنا أصدق العلم

أكبر تجمع علمي عربي، يهدف إلى اطلاع المتحدثين باللغة العربية على أحدث  التطورات في عالم العِلم والتكنولوجيا. يغطي هذا المشروع العديد من فروع العلم مثل الفيزياء والفلك والكيمياء والأحياء والتاريخ الطبيعي وغيرهم من العلوم المتنوعة بكل حيادية ومهنية تامة.

مبادرة "الباحثون السوريون"

مبادرة سورية تهدف إلى نشر العلم والمعرفة. قام بإطلاق هذه المبادرة الباحث السوري الدكتور مهند مالك بالتعاون مع بعض الشباب السوريين ومجموعة من الشباب العربي.

يقدر عدد أعضاء الفريق بـ 300 شخص، مقسّمين إلى 24 مجموعة إدارية وتخصصية يقومون بنشر العلوم والمعرفة في جميع المجالات.

المثير أن هذه المبادرة ليست قاصرة على العلم والفِكر فقط بل ستجد أيضًا العديد من الأقسام المعرفية المتنوعة مثل الموسيقى والإعلام والتاريخ والاقتصاد وغيرها من كافة نواحي المعرفة.


عدد القراء: 5055

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-