أرشيف آل رومانوف.. هل هو استرجاع للوثائق أم للروح الإمبراطورية؟
فكر – المحرر الثقافي:
يصادف هذا العام الذكرى المئوية للثورة الروسية (1917) والتي امتدّت وقائعها إلى السنة التي تليها، وكان انتصارها النهائي مرتبطًا بفصل من أكثر الفصول دموية في التاريخ مع سلسلة إعدامات لأفراد أسرة رومانوف التي حكمت روسيا لقرنين في منتصف 1918.
ضمن هذا السياق، تتوالى في روسيا منذ فترة الإعلانات عن كشف أجزاء من أرشيف الأسرة الإمبراطورية وعرضه في المتاحف، كان آخرها في الأسبوع المنقضي حين أَعلن "متحف ومحمية القرية القيصرية تسارسكوي سيلو" في مدينة سان بطرسبورغ (عاصمة روسيا القيصرية) تسلّم جزء ضخم من أرشيف أسرة رومانوف، يتضمّن مجموعة من الوثائق الشخصية والرسمية والصور الفوتوغرافية والمقتنيات المختلفة، ضمن جهود المتاحف الروسية في استرجاع كل التراث الروسي.
تضيء المواد المسترجعة سير عدد من الشخصيات التاريخية مثل الإمبراطور ألكسندر الثالث، والإمبراطورة ماريا فيودوروفنا، والدوقة كسينيا ألكساندروفنا، والدوق ميخائيل ألكساندروفيتش، والإمبراطور نيقولاي الثاني، آخر قياصرة روسيا.
جرى استعادة هذا الأرشيف من خلال متابعة عدد من المشرفين على المتاحف بدعم من الدولة الروسية لكثير من جامعي المواد الأرشيفية خصوصًا في العاصمة البريطانية لندن التي كانت في الفترة الموالية لسقوط آل رومانوف السوق العالمية للمزادات. وحسب الصحافة الروسية فإن هذا الجزء من الأرشيف يعدّ أكبر عملية استعادة من الناحية الكمّية للوثائق (قرابة 200 قطعة).
من زاوية أخرى، لا تخلو مسألة استعادة الأرشيف من دعائية، وهو ما تقوم به العديد من الأنظمة، حتى في العالم العربي، فالأرشيف إلى جانب كونه قضية وطنية يظهر أيضًا كورقة سياسية ودعائية في آن. كما أن الأمر لا يعدو أن يكون أيضًا جزءًا من تصالح روسيا مع تاريخها الإمبراطوري، وهو ليس بتصالح عفوي بقدر ما هو محاولة عودة إلى الروح الإمبراطورية نفسها، وهو ما أظهرته تحرّكات روسيا في الساحة الدولية في السنوات الأخيرة من قضية القرم إلى التدخل العسكري في السورية؛ أو حلم المياه الدافئة الذي كان يداعب جفون الإمبراطور بطرس الأكبر.
تغريد
اكتب تعليقك