«الإنسان الحائر بين العلم والخرافة» كتاب يسرد نشأة الخرافة في المجتمعات البشرية
المحرر الثقافي:
الكتاب: "الإنسان الحائر بين العلم والخرافة"
المؤلف: د. عبدالمحسن صالح
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
يشبه عبدالمحسن صالح في كتابه "الإنسان الحائر بين العلم والخرافة" المجتمعات البشرية في نموها وإدراكها بطفل جاء إلى الحياة ليمر بمراحل عديدة فيتطور فيها نموه، وتزيد تجاربه، وتتسع مداركه، وتصقل معارفه، إلا أن الاختلاف بين المجتمعات وبين الإنسان، هو أن الإنسان يولد وينمو ويتعلم ويتزوج ويهرم، ثم يموت، لكن المجتمعات لا تندثر ولا تموت، فهي دائمًا تجدد نفسها.
يؤكد المؤلف في كتابه على أن الدارس لنشأة المجتمعات البشرية وأنماط سلوكها، وضروب أفكارها سوف يضع يديه على حصيلة هائلة من الأفكار الريبية والتقاليد المثيرة التي نبعت في المقام الأول من التفاعل بين الإنسان وبين البيئة التي يعيش فيها، حيث رأى الإنسان القديم من الظواهر الطبيعية أمورًا حيرته أشد حيرة، فأثارت مخاوفه وشحذت خياله، ومن ثم فقد بدأ في استنباط تفسيرات تتلاءم وإدراكه البدائي أو البسيط، ومن هذه التفسيرات الخاطئة للظواهر نبتت الخرافات وانتشرت الأساطير في كل المجتمعات.
ومن بين هذه الخرافات التي تأثر بها الإنسان على مدار عصور قديمة، فكرة العلاج الروحي، وهي مزاعم تعود بالإنسان إلى عصور الشعوذة والخرافات والدجل، وحيث تروج هذه الفكرة لطرق علاج ترفضها كل الأوساط العلمية رفضًا تامًا، ولكن مع ذلك لا يزال بين الناس من يؤمن بوجود طرق فاعلة للعلاج الروحي حتى في المجتمعات المتقدمة في الغرب.
ويشير المؤلف إلى انتشار العلاج بالخرافات في البلدان العربية، حيث يسري مثلاً اعتقاد بإمكانية استخدام تعويذة للعلاج عن طريق طرد العين الشريرة وغيره. ووفقًا لهذه الطرق من العلاج بالخرافة توجد ثقة مطلقة بين المريض وبين المعالج، وهو ما يمكن معه تفسير حالة الرضا النفسي أو الراحة التي تنتاب المريض.
إن معظم المعتقدات التي تؤسس للعلاج بالخرافة تعود إلى الأفكار التي راودت الإنسان البدائي قبل آلاف السنين، وهي المعتقدات التي تزعم أن ما يصيب الإنسان من أمراض وأضرار قد يكون بسبب العين الحاسدة أو الأرواح الشريرة، أو مس من الجان أو سحر سفلي، أو حتى انتقام من الآلهة بسبب ذنوب وأعمال ظالمة، أو نتيجة اختلال في طالع النجوم أو عدم توافق في أفلاج البروج والنجوم، أو أي قوة خفية. والغريب أن مثل هذه الاعتقادات لا تقتصر على الأشخاص من ذوي الثقافة المحدودة في المجتمعات غير المتقدمة مثل البلدان العربية، بل تشمل أيضًا أشخاصًا على درجة كبيرة من المعرفة والحاصلين على أرقى الشهادات العلمية في بلدان غربية متقدمة.
تغريد
التعليقات 1
رائع
اكتب تعليقك