كيف يصبح الدين شرّاً: نظرة موحَّدة للعنف في تاريخ الأديان الثلاثة «المسيحيون والعنف»

نشر بتاريخ: 2024-02-23

المحرر الثقافي:

الكتاب: "كيف يصبح الدين شرّاً: نظرة موحَّدة للعنف في تاريخ الأديان الثلاثة.. المسيحيون والعنف"

المؤلف: منير العكش

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر

تاريخ النشر: 1 فبراير 2024

عدد الصفحات: 224 صفحة

في كتابه "اليهود والعنف"، الذي صدر عن "المؤسَّسة العربية للدراسات والنشر" نهاية العام الماضي، حاول الباحث والأكاديمي منير العكش رسْم صورة تاريخية كاملة للذهنية اليهودية، التي ذهب إلى أنّها ليست ديناً، بل هلوسةٌ أيديولوجية أو "برنامج سياسي"، وأنّها صِيغت في وقت متأخّر على مقاس حاجات مجتمعها الصحراوي القاسية، وعبّرت عن روحه وأسباب عنفه وعبادة ذاته، وعن أحلامها في وراثة بلاد الآخرين واستباحتها، مستعرضاً كيف تحوّلت فكرة "إسرائيل" إلى ما يسمّيه حاضنةً للوحوش في السياسة والفكر والفلسفة الغربية.

الكتاب هو الأوّل ضمن ثلاثية بعنوان "كيف يصبح الدين شرّاً: نظرة موحَّدة للعنف في تاريخ الأديان الثلاثة"، صدر الكتاب الثاني فيها، حديثاً، عن الناشر نفسه تحت عنوان "المسيحيّون والعنف".

يتضمّن العمل خمسة فصول تتناول ألفَي سنة من تاريخ المسيحية؛ بدءاً من مسيحية المشرق التي يؤكّد الباحث أنّها "انتصرت على أعظم إمبراطوريات عصرها من دون أن ترفع في وجهها خنجراً أو عصا أو حتى شوكة"، وانتهاءً بـ"الدين المدني الأمريكي" الذي "طرد السيّد المسيح من ملكوته، وأجلس على عرشه الإلهَ المُحارِب'".

ينطلق العكش، في الكتاب، من أنّ المسيحية ظاهرةُ مدنيةٌ مشرقية فلسطينية قامت ممالك أوروبا البربرية بتحريفها، ليستعرض جناية هذه الممالك على المسيحية وكيف قرصنتها وعسكرتها وحوّلتها "من ضحية إلى جلّاد"، ويسرد العديد من الأدلّة على أنّ الممالك الأوروبية، حين لم تجد في تعاليم المسيح ما ينسجم مع حياتها وتوحشها، تجاهلتها وانصرفت إلى عناق "أخلاق الإله المُحارِب"، الذي يقول العكش إنّه "سما ببربريتها إلى مصافّ الدين، وأطلق سكاكينها الطويلة في رقاب أُمم العالم الجديد والقديم".

ويقول العكش إنّ "أخلاق الإله المُحارِب"، وكما في فكرة "إسرائيل التوراتية"، أتاحت للأوروبيّين أدلجة حقّ التضحية بالآخر، وتفوّقهم العرقي، وتوسُّعهم في الأرض، وتساميهم على القوانين الأخلاقية الإنسانية، وأنّ معاملتهم للآخرين يحكمها ما نسجه العبرانيّون من أساطير عن تجربتهم مع الكنعانيّين.

وهذا التشويه الغربي المضاعف للمسيح وأخلاقه، وصل إلى اتّهام صليبه بأنّه كان سبباً في عذابات اليهود حتى في أوشفيتز، وأنّ على المسيحيّين أن ينبذوه. وهذه الخلفية البربرية تُمثّل، وفق الكاتب، القاعدة التي تأسّست عليها مسيحية الغرب التي أبرمت قطيعة أخلاقية ودينية مع مسيحية المسيح الفلسطيني، ومع المسيحية المشرقية بمختلف كنائسها، ثمّ بشّرت شعوب أوروبا بأدمى صنوف العنف والإبادات، ثمّ أطلقت حملتها الصليبية الأُولى، وجنّدت لها حتى الرهبان.

وبالوصول إلى الدين المدني الأمريكي، يوضّح العكش انسلاخه عن تعاليم المسيح وأخلاقه، مبيّناً كيف أنّ تبنّي الموجات الاستعمارية الأُولى لديانة العهد، وإيمانها بضرورة العمل من أجل "عودة" اليهود إلى "بلاد أجدادهم"، يُشكّلان المصدر الأوّل والأعمق لهذا الدين المدني، بل وللروح الوطنية الأميركية. و"هذا ما يفسّر لماذا كان صانع القرار الأمريكي، بمجرّد أن يسمع بكلمة فلسطين أو فلسطيني، يتحوّل ضميره إلى جيفة منتنة".

صدر لمنير العكش أكثر من عشرين كتاباً بين تأليف وتحرير وترجمة. ومن مؤلّفاته: "أمريكا والإبادات الجماعية: حقّ التضحية بالآخر"، و"أمريكا والإبادات الثقافية: لعنة كنعان الإنجليزية"، و"أمريكا والإبادات الجنسية: 400 سنة من الحرب على الفقراء والمستضعفين في الأرض"، و"تلمود العم سام: الأساطير العبرية التي تأسّست عليها أمريكا"، و"دولة فلسطينية للهنود الحمر".


عدد القراء: 2594

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-