تقنية حديثة قد تمكننا من القراءة «بسرعة فائقة»
المحرر الثقافي:
إذا تمكنا من اختصار الوقت الذي نقضيه في تحريك أعيننا أثناء القراءة، فسوف نتمكن من أن نقرأ نصوصًا أكثر، وبسرعة كبيرة.
تتطلب قراءة أي نص، كما في اللغة الإنجليزية مثلاً، نفس الخطوات المعتادة، فأنت تبدأ بالنظر إلى أعلى الصفحة، وتحرك بصرك من اليسار إلى اليمين، وتنتقل من كلمة لأخرى، ومن سطر إلى آخر بنفس الطريقة.
لكن المشكلة تكمن في أن حركة العين من كلمة إلى أخرى تستغرق بعض الوقت، وبالتالي يكون هناك تباطؤ في عملية القراءة.
فهل إذا تمكنا من التغلب على هذه المشكلة، من خلال تقليص الوقت الذي تستغرقه العين في الحركة من كلمة إلى أخرى، سيتمكن القراء من زيادة سرعة القراءة؟
للمساعدة في الإبحار في عالم تتضاعف فيه المعلومات دون توقف، تعاونت "بي بي سي" مع شركة ناشئة لاختبار تقنية حديثة قد تساعد مستقبلاً في تمكين المستخدمين من قراءة المحتوى على الإنترنت بسرعة أكبر من المعتاد.
ورغم أن هذه مجرد تجربة داخلية، لكنها قد تلقي الضوء على طريقة تبدو ممتعة للقراءة.
يقول سيراس سايهان، مدير قسم الشراكة الرقمية في "بي بي سي"، إن أعداد الرسائل الإلكترونية والرسائل النصية والأخبار التي نقرأها تتزايد بسرعة كبيرة، فالشخص البالغ في المملكة المتحدة على سبيل المثال أصبح يقضي وقتًا على الإنترنت وفي مطالعة حجم أكبر من المعلومات يوميًا على وسائل الإعلام المختلفة، أكثر من الوقت الذي يقضيه في النوم.
ومن أجل البدء في هذه التجربة، عملت "بي بي سي" من شركة "سبريتز" الناشئة من أجل التعرف على الطريقة التي قد تساعدنا بها التكنولوجيا الحديثة في زيادة سرعة القراءة، وبالتالي في تسهيل حياتنا اليومية.
الطريقة التقليدية التي اعتدنا عليها عند القراءة هي أن يكون النص في وضع أفقي، وتتحرك أعيننا بين الكلمات والسطور لقراءة جملة تامة، ثم التي تليها، وهكذا.
لكن في كل مرة تقرأ فيها كلمة واحدة، تبحث عيناك بشكل تلقائي عن نقطة محددة داخل تلك الكلمة، وبعد أن تجد تلك النقطة، يبدأ الدماغ في استيعاب هذه الكلمة، وتفسير معناها، وذلك قبل أن تنتقل عيناك إلى الكلمة التالية.
وبحسب بعض التقديرات، فإن حركة العين المطلوبة عند انتقالك من كلمة إلى أخرى، ومن سطر إلى آخر لإكمال قراءة الجمل، يمكن أن تستغرق منك ما يصل إلى 80 في المئة من الوقت الإجمالي الذي تقضيه في القراءة.
وفي الطريقة الجديدة التي تختبرها "بي بي سي"، يظهر النص بطريقة مختلفة، إذ تظهر وسط الشاشة كلمة واحدة فقط في كل مرة، وتتبعها بسرعة كلمة أخرى في نفس المكان وسط الشاشة، وهو ما لا يتطلب تحريك العين يمينًا أو يسارًا، كما هو معتاد في القراءة التقليدية للانتقال بين الكلمات والسطور.
كما تظهر كل كلمة في هذه الطريقة وبها حرف واحد فقط مظلل باللون الأحمر، وذلك لجذب انتباه القارئ إلى تلك العلامة المحددة داخل الكلمة، وهو ما يسهل على الدماغ التقاط الكلمة كوحدة واحدة، وبشكل أسرع، مع أقل حركة ممكنة للعين خلال التقاط تلك الكلمة.
وتعتمد تلك الطريقة على نظرية مفادها أنه من خلال إظهار كلمة واحدة فقط على الشاشة في المرة الواحدة، يمكن لعينيك أن تبقى في وضع ثابت، ولن تكون في حاجة للتحرك بشكل مستمر أثناء القراءة.
ونتيجة لذلك، يمكن للمعدل الذي تستغرقه في القراءة أن يزيد بصورة مدهشة.
وفي المتوسط، يقرأ الشخص العادي بمعدل 200 كلمة في الدقيقة الواحدة، لكن القراءة من خلال هذه الطريقة تمكن القارئ من أن يتخطى هذا المعدل بسهولة.
وسيكون من المفيد لكي يعتاد المرء على هذه الطريقة أن يبدأ بمعدل بطيء أولا، حتى يتدرب جيدًا على ذلك، ومع الوقت يمكنه أن يزيد من هذا المعدل، وسيشعر بعدها بتحقيق تقدم ملحوظ.
لقد أصبحنا نقرأ المزيد والمزيد من النصوص عبر هواتفنا المحمولة، وهو ما يجعلنا نقرأ هذه النصوص بأحجام أقل مما اعتدنا عليه سابقًا في قراءة الكتب أو المجلات.
ولذا، سيكون من شأن هذه التقنية الجديدة أن تجعل الأمور أكثر يسرًا بالنسبة لنا عند قراءة النصوص المختلفة عبر الهواتف المحمولة.
ومن المتوقع أيضًا أن تكون هذه الطريقة مفيدة عند القراءة من الساعات الذكية، والتي تستخدم شاشات أصغر حجمًا من شاشات الهواتف المحمولة.
قد تساعدنا تقنية القراءة السريعة هذه كثيرًا في قراءة أحدث الأخبار عبر هواتفنا المحمولة أو ساعاتنا الذكية عندما نكون وسط الزحام في حافلة أو قطار، ونحن في طريقنا إلى العمل أو المنزل.
ومع تزايد أعداد رسائل البريد الإلكتروني، ورسائل المحادثات أو الدردشة، والقصص الإخبارية، التي نطالعها كل يوم، فإن كم المعلومات الذي نتعامل معه عبر الأجهزة الرقمية الحديثة يتزايد بصورة مستمرة، ولذا، سيرحب الجميع بأي اقتراح من شأنه تيسير هذه المهمة علينا.
وبجانب تسهيل مهمة القراءة، يمكن من خلال تكبير حجم الكلمات أن تساعد هذه الطريقة الأشخاص الذين يعانون من ضعف الإبصار، على قراءة النصوص على الإنترنت عبر هواتفهم المحمولة.
لقد أصبحت الهواتف المحمولة اليوم قادرة على تمييز الوجوه، وتمييز حركة العين، ومع مرور الوقت، ربما نصل إلى مرحلة نشاهد فيها كل كلمة ننظر إليها وهي تتحرك على هواتفنا المحمولة مع حركة أعيننا على الشاشة.
تغريد
التعليقات 1
جميل
اكتب تعليقك