الخطاب والمعرفة: الرحلة من منظور السرديات الأنثربولوجية
المحرر الثقافي:
الكتاب: "الخطاب والمعرفة: الرحلة من منظور السرديات الأنثربولوجية"
المؤلف: إبراهيم الحجري
الناشر: المركز الثقافي العربي
يؤصل الباحث المغربي إبراهيم الحجري، في كتابه الجديد "الخطاب والمعرفة"، الصادر عن المركز الثقافي العربي في بيروت، تعميق التأمل في إمكانيات رفد النظرية السردية بمفاهيم ومقاربات منهجية جديدة، منفتحا بذلك على المنهج الأنثروبولوجي ومفاهيمه الأساس، ومعتمداً على المدونة الرحلية، بوصفها متناً سردياً أقرب إلى العمل الإثنوغرافي، الذي هو فرع من فروع الأنثروبولوجيا، بعد أن سبق له تجريب هذه المقاربة على السرد الروائي في كتابه المتخيل الروائي العربي".
يقول الباحث في مقدمة كتابه الجديد: «لقد راهنت، لأجل بلوغ المرمى المنشود؛ على مقاربة منهجية تنطلق من السرديات أساسا، لتعرج على مجال الأنثروبولوجيا، استلهاماً لأدواتها ومفاهيمها الإجرائييين، موضحاً كيفية الانتقال من السردي إلى الأنثروبولوجي بشكل يجعلهما يخدمان بعضهما بعضا، حيث إن «باب الخبر» سمح لي باقتحام عالم الأسماء والأزياء والصحة والمرض والزواج والطعام وغيرها من الظواهر التي تميز الإنسان عن غيره من الكائنات.
كما قادني الفضاء السردي إلى تعرف عالم العمران بتجلياته المختلفة في عالم القرون الوسطى، وما يحيل إليه كل نموذج عمراني وفق ما يوحي به من رموز وجماليات وأشكال لها صلة وثيقة بالمتخيل الذهني البشري في كل مجتمع على حدة. في حين أن عنصر «التبئير» أحالني إلى محاورة المتخيل الرمزي للمقدس والفلكلور والغناء والرقص والموت والسحر والألعاب، وغيرها من البنيات الذهنية، وتعرف ردود الأفعال الواعية واللاواعية ضدا على عوامل الطبيعة، وكذا تجاه الظواهر القاهرة للإنسان، ما يدل على أن كل هذه التمظهرات ما هي سوى انعكاس وامتداد لثقافة المجتمع ورؤاه وتمثلاته للكون والطبيعة والحياة».
يقول سعيد يقطين في تقديمه لهذا العمل: «تكمن خصوصية «الخطاب والمعرفة» لإبراهيم الحجري في أنه حاول مقاربة هذا الخطاب الرحلي العربي بالانطلاق من كونه أولاً خطاباً سردياً. لذلك التمس السرديات، باعتبارها علماً للسرد، فسعى إلى البحث أساساً في تحديد «سردية» هذا الخطاب. فتوقف على جوانب تتصل بـالشخصية، وصيغ الحكي، والتبئير، والفضاء. وبعد تناوله لهذه الجوانب المتصلة بالرحلة، عمل على توسيعها في الباب الثاني الذي كرسه للرؤية التي تحكم صاحب الرحلة لمعرفة كيفية اشتغال نسق التفكير والقيم لديه، فاتحا، بذلك، مجال البحث على الأبعاد الأنثروبولوجية للمتن الرحلي».
ويضيف يقطين أن «الباحث وفق في اختيار المتن موضوع الاشتغال بجعله رحلة ابن بطوطة محور دراسته. ولا جرم أن هذه الرحلة تعتبر من أهم الرحلات ليس العربية فقط، بل العالمية أيضاً. وخير دليل على ذلك ترجماتها المتعددة والدراسات الأجنبية الكثيرة حولها، ثم انطلاقه من رحلات مغربية وأندلسية باعتبارها متناً محيطاً. لقد يسر له هذا التوجه معالجة الرحلة معالجة دقيقة ومتأنية، سواء في الباب الأول أو الثاني».
تغريد
اكتب تعليقك