عالم المواد: المواد الأولية الستة التي تشكل الحضارة الحديثة
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو
الكتاب: "عالم المواد: المواد الأولية الستة التي تشكل الحضارة الحديثة"
المؤلف: إدموند كونواي
الناشر: Knopf
تاريخ النشر: 25 أغسطس 2023
اللغة: الإنجليزية
عدد الصفحات: 512 صفحة
الرمل والملح والحديد والنفط والنحاس والليثيوم تلك المواد الأساسية التي شكلت الإمبراطوريات ودمرت الحضارات وغذت إبداعنا وطمعنا على مدار آلاف السنين وبدونها لن يكون عالمنا الحديث ليوجد على هذه الصورة البهية وسيحدد معركة الصراع عليها شكل مستقبلنا.
لا تزال حياتنا في القرن الواحد والعشرين متجذرة بتلك المواد من كوابل الألياف البصرية التي تنسج الشبكة العنكبوتية العالمية إلى العروق النحاسية في شبكات سياراتنا الكهربائية إلى رقاقات السيليكون إلى بطاريات الليثيوم التي تمد هواتفنا وسياراتنا بالطاقة وكما لو أننا نعيش في عالم من المعلومات بلا وزن أو ما يسميه إدموند كونواي "العالم الأثيري".
ويضيف: قمنا في عام 2017 باستخراج مواد من باطن الأرض تفوق كل ما استخرجناه في التاريخ البشري لغاية عام 1950. ومقابل كل طن من الوقود الأحفوري نستخرج 6 طن من المواد الأخرى من الرمل إلى الحجر إلى الخشب إلى المعادن. يجوب كونواي في هذا الكتاب رحلة ماتعة عبر القارات والثقافات والعصور لكشف ركائز الحياة الحديثة على الأرض-ويتنقل من أعماق المناجم القائظة في أوروبا إلى مصانع رقاقات السيليكون الفائقة النظافة في تايوان إلى البحيرات الخضراء الغريبة حيث يتواجد الليثيوم.
يحتفي هذا الكتاب بالبشر والشبكات البشرية والعمليات المذهلة والشركات المجهولة التي تتحد جميعاً لتحول المواد الأولية إلى أشياء معجزة. هذه هي قصة الحضارة الإنسانية من منظور جديد كلياً: من الهاوية فصاعداً.
يفتتح كونواي المحرر الاقتصادي في شبكة سكاي نيوز وهو الساكن في "العالم الأثيري" حيث تباع وتشترى الأفكار والخدمات تصويره بزيارة ملفتة لمنجم ذهب في ولاية يوتا الأمريكية حيث يُزال جبل كامل بحثاً عن المواد الثمينة. وتبدو الحفرة العميقة المدمرة والكبيرة مجرد خدش بالمقارنة مع منجم النحاس التشيلي الذي يستطيع" انتاج كمية من النحاس كل عام تفوق ما أنتج من الذهب في العالم على مر العصور".
فالذهب ليس مهماً إلى حد ما بالمقارنة مع أهمية النحاس للإلكترونيات. ويسري الأمر ذاته على الرمل أحد السلع الستة التي يتفحصها كونواي في هذا الكتاب بتفاصيل ثرة دون أن ينزلق سرده الأنيق في مزالق العلم الكئيب. يحتوي الرمل على السيليكون والذي ينتج رقاقات الحواسيب و"الألياف البصرية التي ينسج منها الانترنت " يخلط السيليكون مع الاسمنت والاسفلت لتشييد المباني والطرقات ويوفر الحديد البنية التحتية لبناء العالم المادي وينتج الملح كلوريد الهيدروجين وهو مكون آخر لرقاقات الحواسيب والألواح الشمسية ويدخل النفط في كل شيء تقريباً وحتى في انتاج الخضار في البيوت المحمية التي تطعم العالم. وحتى في نظام المادة والطاقة المفطوم عن الوقود الأحفوري يلعب ذلك الوقود دوراً مهماً في انجاز ذلك الفطام ويضيف" سيعني ذلك بناء مقدرات طاقة جديدة عبر العالم: ألواح شمسية وتوربينات هوائية ومفاعلات نووية بمعدل لم يشهده الجنس البشري من ذي قبل." ويضيف في ختام هذا الاستكشاف الرائع والذي يشرح فيه طريقة تفاعل تلك المواد مع بعضها البعض وذلك ليس بمستحيل بتوفر العنصر السادس: الليثيوم وهو الأساس للبطاريات التي ستقودنا إلى مستقبل الطاقة المتجددة بالإضافة إلى النحاس والزجاج.
المؤلف:
إدموند كونواي: المحرر الاقتصادي في سكاي نيوز وكاتب في التايمز اللندنية وحائز على جائزة وينكوت للصحافة عام 2018.
من مؤلفاته:
- عالم المواد (2023)
- القمة (2015)
- 50 فكرة اقتصادية يجب أن تعرفها (2022)
تغريد
اكتب تعليقك