وفاة بندر الدوخي صاحب (صور الأمس وغرشة عطر)
فكر – الرياض:
غيّب الموت فجر أمس الإعلامي والشاعر بندر الدوخي، الذي يعد من أنجح معدي ومقدمي البرامج الشعبية التي كانت سر شهرته، إضافة إلى صوته المميز عن بقية الشعراء، إذ استمر نجاح الدوخي وتألقه الإعلامي والشعري لما يقارب 30 عاماً.
ونقلاً عن صحيفة الحياة يقول الناقد الفني يحيى زريقان:«إن بندر الدوخي - رحمه الله - قامة إعلامية وشعرية مختلفة، ومن أكثر الأشياء الملفتة فيه تواضعه، فمن يراه لا يمكن أن يتخيل ولو للحظة أن الذي يقف أمامه هو بندر الدوخي، إذ كان يقوم بركن سيارته بعيداً، ويدخل إلى مبنى الإذاعة مشياً على الأقدام، ويقدم بطاقته التعريفية، على رغم الصلاحيات الممنوحة له، والاسم والهيبة».
وأضاف «كان يحمل أوراق مادة البرنامج في يده ويراجعها مع نفسه في الممرات، أو في زوايا إحدى الغرف أو المكاتب داخل مبنى الإذاعة، كان فناناً ولد وعاش ليسعد الناس، ومات حزيناً مهموماً».
وأشار إلى أن من أهم البرامج الإذاعية التي قدمها الدوخي «غرشة عطر»، و«صور الأمس»، و«بقايا الليل»، و«همس القوافي»، وهي من البرامج التي اشتهر من خلالها، وكانت مختلفة بتقديمها من خلال صوته المميز الدافئ، فهو فنان، وشاعر مرهف، ولغوي مبدع، وفصيح اللسان كان يضفي على الجمال جمال.
وأوضح أن من أجمل ما تميز به هذا الإعلامي أنه رفض مغادرة الإذاعة إلى التلفزيون رفضاً مطلقاً، إذ إنه لم يكن يحب الشاشة، بينما كان يعشق الميكروفون الذي يعطيه نوعاً من التوحد مع ذاته، وقدرة على تفريغ الطاقة الإيجابية الموجودة بداخلة، إذ كان منحازاً للأثير، وللمسموع، وللميكروفون، ورفض كل المحاولات والعروض التي قدمت لاستضافته على شاشة التلفزيون.
ووصف وفاة بندر الدوخي بأنها خسارة إعلامية كبيرة، وقال: «إن المحزن في الموضوع هو تساقط الرائعين الذين لا نشعر بفداحة غيابهم إلا عندما يرحلون، هؤلاء كانوا يستحقون كلمة شكر، أو تكريم، ولكننا لا نكرم سوى الأموات، ونحتفل بهم، ولا نقدر من هم على قيد الحياة، وبندر الدوخي لن يتكرر بطبيعة الحال لأنه مدرسة مستقلة في الأداء، والمعطيات، والإمكانات، وهو نموذج للإعلامي المهني الاحترافي، الذي يعرف قيمة الالتزام المهني، وما يجب أن يكون عليه الإعلامي».
وبيّن أن الدوخي كان من شعراء التفعيلة، حرفه مختلف، وحضوره غير عادي، إذ كان يمتلك صوتاً مذهلاً في الإلقاء خصوصاً إلقاء الشعر.
تغريد
اكتب تعليقك