شيرّي تيوركل وكتاب: «استئناف ممارسة المحادثة»
فكر – المحرر الثقافي:
غيّرت التكنولوجيا الرقمية الكثير من مظاهر الحياة اليومية وفي سلوكيات البشر على مختلف الأصعدة في الحقبة الراهنة. وهناك العديد من الكتّاب والباحثين الذين جعلوا من العلاقات الإنسانية في هذا العصر الرقمي، رغم قصر عمره الزمني، موضوع اهتمامهم الرئيسي.
ومن بين هؤلاء «شيرّي تيوركل»،الباحثة والأستاذة الجامعية، التي كرّست دراساتها ومؤلفاتها لدراسة العلاقة بين الإنسان والآلة في هذا العصر الرقمي وأصبحت إحدى المرجعيات العالمية فيما يتعلّق بـ «الخطاب الراهن حول التكنولوجيا». وبعد أن كرّست كتابها السابق «معاً ووحيدون» لدراسة العلاقات الإنسانية في العصر الرقمي تعود عملياً إلى الموضوع نفسه من زاوية «استئناف ممارسة المحادثة»، كما جاء في عنوان كتابها الأخير.
الصفة الأولى التي تطلقها المؤلفة على أن طريقة الاستخدام اليوم للآلات ــ الأدوات ــ الرقمية من هواتف وحواسيب وغيرها لم تعد خاضعة «للقنونة والرقابة»، بل هي غدت ذات «غرائزية وخارجة عن السيطرة» حيث إنها تجري تحت «تأثير سلطان العادة» وبعيداً عن «ممارسة المحادثة ــ التواصل بين البشر».
تشير المؤلفة إلى التحوّل عن الإنسان الذي له «حساباته دائماً» إلى «الروبوت» الذي يوفّر قدراً أكبر من «السلامة» و«الحيادية» و«الأقل تطلّباً». وفي مقدّمة الدروس التي تستخلصها المؤلفة من مثل هذا السلوك أنه نوع من «التفضيل»، الواعي أو غير الواعي، للعالم الافتراضي كبديل لـ «العالم الحقيقي» وانفعالاته الإنسانية.
وتكرّس المؤلفة العديد من الصفحات لشرح مدى الأهمية الكبرى للجوء إلى ممارسة المحادثة الرامية لـ «التواصل».
لكن المؤلفة تشير بالمقابل أنه إلى جانب واقع «التآكل على صعيد القدرات والقيم الإنسانية» الذي سببته التكنولوجيات الرقمية ومسالبها العديدة خرجت من المحادثات «عبر الهاتف والحاسوب» التي أجرتها أن هناك «بوادر بروز وعي جديد» لدى المعنيين بنقص قدرتهم الذاتية على التأمّل والتفكير وما أنتج لديهم نوعاً من «الميل الخجول» نحو الرغبة في تأكيد «هويتهم الشخصيّة» والتصرّف كـ «بالغين».
تغريد
اكتب تعليقك