معرض الكتاب يُبرز التمازج بين الثقافتين اليونانية والعربية
فكر – الرياض:
أتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2016 النقاش الفكري بين المثقفين العرب واليونانيين خلال أمسية ثقافية أقيمت في قاعة المحاضرات الرسميّة على أرض المعارض بالرياض تحت عنوان (الثقافاتان اليونانية والعربية.. أسئلة في التأثر والتأثير)، وأدارها الدكتور أحمد آل مريّع.
واستهلت الباحثة اليونانية باراسكيفي كيفالا في ندوة الحديث بالقول: إن العرب حافظوا على الحضارة اليونانية التي كانت معرضة للاختفاء وأسهمت في إثراء الحضارة البشرية، متناولة ما حققه العرب على مر التاريخ من علوم مفيدة كعلم الجبر، وتطوير علم الدواء والعقاقير، والكيمياء، وعلم التشريح والرياضيات، والعديد من الفنون الأدبية.
وأضافت: إن الحضارة تشكل أساساً مهماً للتطور الاجتماعي، وتتلاءم مع الظروف التاريخية، لذلك تزدهر يوماً تلو الآخر، وإن المتميز منها تستمر علومها على مر الزمن كقيمة مضافة.
ومن جهته بين أستاذ الدراسات العليا في الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور حمد بن ناصر الدخيّل أن الثقافة اليونانية تأثرت بالحضارات التي نشأت في الشرق، مضيفاً أن الحضارة اليونانية نضجت في العصر الأثيني، وتوّجت بفتوحات الإسكندر المقدوني في الشرق الذي تتلمذ على يد الفيلسوف اليوناني آرسطو.
ورأى الدخيل أن اليونانيين استفادوا من الحضارات القديمة في بلاد الفرات خلال عهد البابليين والآشيوريين والكنعانيين، واهتموا بفن العمارة، متأثرين بالمفاهيم الهندسية في ذلك الوقت، مبيناً أن جغرافيي اليونان القدامى قسموا الأراضي العربية إلى ثلاثة أقسام: العربية الصحراوية، العربية الصخرية، العربية السعيدة، بينما أسهم الإسكندر في تعلّم اللغة اليونانية في جميع البلاد التي يغزوها مثل: آسيا وبلاد الشام، ونشر ما تحمله من ثقافات حتى أسس الإسكندرية التي أسس فيها مكتبته الشاهدة على الحضارة اليونانية حتى يومنا هذا، وتحتفظ بكثير من المخطوطات والمؤلفات اليونانية.
وأوضح أن تأثر العرب في الماضي بالشعر اليوناني لم يكن ملحوظًا وذلك لصعوبة ترجمته كما يرى الجاحظ وغيره، ولأن ترجمة الشعر لا تجعله في بلاغة لغته الأصلية إلى جانب أن الشعر اليوناني سلط الضوء على رموز أسطورية خرافية وأدبية لا أهمية لها.
أما الدكتور عبدالرحمن الحبيب فقد تناول في مشاركته بالأمسية أثر الفلسفة اليونانية في الفكر العربي، وقال: إن الآراء الفقهية اضطرت للدخول في فلسفة اللغة لتفسير وتأويل وشرح النص المقدس، ثم دخلت في تفرعات فلسفية أخرى، وربما كان ممهداً لدخول الفلسفة اليونانية وتأثر الفكر العربي بها.
وقال الحبيب: إن الأعمال الفلسفية اليونانية ترجمت إلى اللغة العربية، وبلغت ذروتها في العصر العباسي الثاني، وأثرت على الفكر العربي من خلال ترجمة التراث اليوناني.
وبين أن موقف المفكرين العرب من فلاسفة وفقهاء ومؤرخين وأدباء تجاه الفلسفة اليونانية تقسم إلى ثلاثة مواقف: الأول موقف جمهور الفلاسفة العرب المؤيد والمرحب بدراسة وتعليم الفلسفة اليونانية، وبعضهم يعدها ضرورة عقلانية للتعامل مع النص التي تتطرق إلى العلوم الدينية، فضلاً عن التعامل مع الحياة، أما الموقف الثاني فهو نقيضه تماماً إذ يرى أنه لا حاجة لهذه الفلسفة بالجملة، ومن أشهر القائلين بذلك ابن تيمية وابن قيم الجوزية، أما الموقف الثالث فيرى التمييز بين أجزاء هذه الفلسفة من خلال علوم المنطق والطبيعة (الفيزياء، والطب، والكيمياء، والزراعة)، بل يجب تعلمها عند بعضهم، مثل الغزالي وابن حزم الأندلسي.
تغريد
اكتب تعليقك