كيف شكلت الصالونات الثقافية الحراك الأدبي والثقافي؟


خاص - مجلة فكر الثقافية:

نهض المجتمع العربي منذ أواسط القرن الماضي في مجالات الثقافة والذوق الأدبي الرفيع وكانت أوعية الثقافة من مجلات ثقافية وصالونات أدبية ودور نشر تزخر بالأعلام ومنارات الفكر الذين يستخرجون من أعماق الإبداع الدرة تلو الأخرى.

غير أنَّ هذا اللون مِن الحَراك الأدبيِّ قد اشتهر منذ القدم برقَّة النَّقْد؛ حيث تَسود المجاملات والإطراء، في حين لا يتحدث عن العيوب والأخطاء إلا في إيماء وتورية، وخيرُ دليل على ذلك ما قاله الدكتور عمر الدسوقي في معرض حديثه عن شعر إسماعيل صبري: "إنه شاعر "صالون" وشاعر "الصالون" كما علمت يُراعي دائمًا غيره قبل أن يُراعي نفسَه، وقلَّما يفرغ إلى شعوره ووجدانه، وفي "الصالون" يسود الذكاء، والنكتة، وحُسْن التعبير، والمجامَلة".

الصالون الأدبي في السعودية

تعد الصالونات الأدبية في السعودية كثيرة ومتنوعة. وعلى الرغم من انتشار الأندية الأدبية التي غطت معظم مدن المملكة فإن الصالونات الخاصة ظلت تشكل ناظمًا لعلاقات الأدباء والمثقفين، وإن لم تشكل تيارات فنية أو فكرية محددة فإنها ظلت تؤدي وظائف متعددة وتحقق غايات مهمة إضافة إلى المهمات الثقافية.

وقد حظيت الرياض بنصيب وافر من تلك الصالونات الثقافية نظرًا لما تحتضنه من كنوز علمية وثقافية كبرى وما يقطنها من لفيف الأدباء والعلماء والمثقفين والمفكرين.

خميسية الرفاعي

 كان لعضو المجمع العلمي العربي بالقاهرة عبدالعزيز الرفاعي، ويسمى «خميسية الرفاعي» في الرياض.

وتُعد خميسية الرفاعي من أقدم وأشهر الندوات في المملكة، إذ أنشأها في منزله عام 1959، وأتاحها لجميع الأدباء والمثقفين السعوديين والعرب.

وكانت الخميسية تجمع الأدباء والشعراء من كل قُطر عربي، حتى صارت ملتقى رجال الفكر والأدب في العالم العربي، لم يكن للندوة في أيام مؤسسها الشيخ الرفاعي موضوع معين، بل تأتي موضوعاتها عفوية، غير أن الموضوع إذا طرح استأثر بجل الوقت. وأحيانًا يكون هناك ضيف زائر فيعطى الفرصة للكلام عن الاتجاه البارز فيه ويعقب ذلك الأسئلة فالحوار والتعليق، ويبدأ الحوار بتعريف يقوم به عميد الندوة ثم يتتابع الحديث وإن كان شاعراً ألقى بعض قصائده، بيد أن صاحب الندوة درج على جعل الثلث الأخير منها للشعر حيث يدعو الشعراء لإلقاء قصائدهم، وإلقاء الشعر هو نهج ثابت في كل ندوة. وقد استمرت الندوة في منزل الشيخ "أحمد باجنيد" خمس سنوات بهذا النهج نفسه.

ثم رأى عدد من أبرز روادها أن منهج الندوة بحاجة إلى تغيير، فأصبح في كل أمسية متحدث رئيس يعد موضوعًا في حدود نصف ساعة، ثم يتم الحوار والمداخلات حول الموضوع، ويخصص ما بعد الضيافة للشعر. وتعلن الندوة برنامجها في بداية كل فصل دراسي يوضح فيه عنوان الموضوع واسم المحاضر وتاريخ الأمسية.

كان الرفاعي كثير السفر في السنتين الأخيرتين قبل وفاته، مما يؤدي إلى انقطاع الندوة فترة غيابه، وفي ذلك يقول الشيخ أحمد باجنيد الذي يتولى إقامة الندوة إلى اليوم: استأذنت الشيخ عبدالعزيز أن تكون الندوة في بيتي أيام سفره وتنتقل تلقائيًا إلى بيت الرفاعي إذا حضر، فشعرت بفرح وسرور يغمر الشيخ الرفاعي، ثم أعلن ذلك للرواد الكرام، وقد كان الكثير من الرواد أكبر مني سناً وفضلاً، فكأنه قد قيل: سبقك بها عكاشة.

ثم يتوفى الرفاعي ـ رحمه الله ـ وتستقر الندوة بدار الشيخ أحمد باجنيد ويصبح اسمها "خميسية الوفاء" هو الاسم الذي عرفت به مؤخرًا؛ لتكون امتداد ووفاء للندوة الرفاعية، أقدم الندوات بالسعودية، وهي تسير بشكل منتظم مساء كل خميس في منزل رجل الأعمال السعودي الشيخ أحمد باجنيد.

سبتية حمد الجاسر

سبتية وضحوية حمد الجاسر، وبعد أربعين عامًا على عقدها أيام الخميس في الرياض تغيرت إلى سبتية حمد الجاسر، وتعد خميسية حمد الجاسر الانطلاقة الثانية للصالونات الأدبية في الرياض، وأسسها الراحل حمد الجاسر عام 1972م، في منزله القديم بحي الملز، حيث دأب «علامة الجزيرة» على تخصيص ضحى كل خميس (على اعتبار أنه يوم إجازة) للقاء محبيه وطلابه في منزله، ويحرص على استضافة العلماء والأساتذة العرب ممن يزورون مدينة الرياض لتبادل النقاش معهم والتحاور حول القضايا والمجالات التي تثير الاهتمام، وكانت تلك اللقاءات تثري الضحوية، وتبني علاقات علمية مع العلماء في الوطن العربي، ولم تكن لها آنذاك مواضيع محددة، بل كانت تنطلق من جو الجلسة وحسب تخصص الحاضرين واهتمامهم. وفي الغالب يبدأ أحد الحضور بطرح فكرة معينة ثم يدور حولها النقاش، وقد يأتي أحدهم مستفسراً عن مسألة معينة، وتكون تلك المسألة هي محور الحديث، وكان الجاسر يُصغي للجميع ويشاركهم الحديث ويبدي رأيه فيما يُطرح إن كانت للموضوع صلة باهتمامه.

وانتقلت الخميسية إلى منزله «دارة العرب» في حي الورود عام 1982م، وظلت مستمرة طوال حياة الجاسر، وبعد وفاته في 16 رجب 1421هـ، إذ رغب محبوه وطلابه أن تستمر الخميسية.

واستمرت علاقة عدد من أولئك العلماء مع مركز حمد الجاسر الثقافي، وهم الآن أعضاء فاعلون في مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية وفي الأنشطة السنوية التي يقوم بها المركز، الذي أنشأ بدعم من الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، أمير منطقة الرياض آنذاك، الرئيس الفخري لمؤسسة حمد الجاسر الخيرية، وصارت الخميسية من أبرز الأنشطة التي ينهض بها المركز، وأصبح لها تنظيم وفق برنامج زمني في كل موسم ثقافي، يبدأ مع بداية العودة إلى المدارس، ويتوقّف في فترة الإجازة التي تفصل بين الفصلين الدراسيين، ويعود النشاط مع بداية الفصل الثاني حتى نهاية الاختبارات، ثم تتوقف الخميسية فترة الإجازة الصيفية.

اثنينية عثمان الصالح

تعد اثنينية عثمان الصالح 1414هـ إحدى الفعاليات الثقافية الهامة على مستوى المملكة العربية السعودية وذلك لما تتميز به ندواتها من رصانة في الطرح والحوار الهادف الهادئ البناء وحسن تنظيم وتفاعل مع الأحداث التي يمر بها الوطن والأمة وكذلك حُسن اختيار الضيوف من ذوي الاختصاص، يحرص على حضورها عدد كبير من الشخصيات القيادية والعلمية والأدبية، والاقتصادية والثقافية في البلاد.

ويعود بدايات هذه الاثنينية إلى السبعينيات من القرن الميلادي الماضي حيث كان بعض الأدباء والمفكرين يلتقون من حين لآخر في منزل عثمان الصالح يتطارحون الرأي في شؤون الفكر والأدب والثقافة إلا أن تلك اللقاءات قد ازداد حضورها وأصبحت شبه منتظمة بعد وفاة الأديب الكبير الأستاذ عبد العزيز الرفاعي رحمه الله، الذي ترك برحيله فراغًا ثقافيًا وأدبيًا كبيرًا، وأصبحت الاثنينية مستمرة بصورة منتظمة مرتين كل شهر وتحديدًا يوم الاثنين موعدًا لهذه اللقاءات.

وقد اهتمت الاثنينية بالنواحي الفكرية المختلفة وإسهامًا منها في تنشيط الحركة الثقافية والأدبية والفكرية من خلال الحوار الهادف والمناقشة البناءة مع الشخصيات البارزة في هذا المجال ورموز القيادة والفكر والثقافة والأدب في هذه البلاد.

وقد حققت عثمان الصالح، هذه الاثنينية تميزًا واضحًا في حضورها من خلال تركيزها على جانبي "الاحتفاء" و"الحوار المفتوح" حيث نجحت في استضافة عدد كبير من الفاعلين في الساحة الداخلية ومكنت روادها من حوار مفتوح.

في عام 1421هـ تابعت الاثنينية نداوتها نصف الشهرية كالمعتاد حيث استضافت بعض الشخصيات ورموز المجتمع السعودي وبعض كبار المسؤلين في ندوات متنوعة شملت النواحي الدينية والثقافية والاقتصادية.

اثنينية عبدالمقصود خوجة

تأسست اثنينية  عبدالمقصود خوجة الثقافية الأدبية في مدينة جدة عام 1982م الذي يحضرها الأدباء والمفكرين والصحفيين من داخل السعودية وخارجها، وتم من خلالها تكريم 500 عالمًا ومفكرًا وأديبًا في مجالات الثقافة والفكر والأدب وكان أول المكرمين في الاثنينية رائد الصحافة السعودية عبدالقدوس الانصاري، وتوالى بعده المكرمون من كل أنحاء الوطن العربي والإسلامي مثل زكي قنصل من الأرجنتين، ومن الهند الشيخ أبو الحسن الندوي، والشيخ أحمد ديدات من جنوب أفريقيا، وألكسي فاسيليف من روسيا، وأوليق بريسيسلين، والسفير بنيامين بوبوف والدكتور مصطفى محمود. وكرمت اثنينية عبدالمقصود خوجة أيضًا عبدالعزيز المسند، إبراهيم العواجي، محمد خير البقاعي، حسن عبد الله قرشي، محمد بن الحبيب بن الخواجة، محمد مهدي الجواهري، سمير سرحان، مصطفى الزرقاء، كما احتفت بالشخصيات النسائية البارزة مثل: صفية بن زقر، حياة سندي، مريم البغدادي، وخولة الكريع. ومن خلال هذه التكريمات يتم توثيق اللقاءات مع الشخصيات المكرمة وطباعتها في سلسلة، وبلغ مجموع إصدارات الاثنينة أكثر من 185 مجلدًا، كما اهتم بجمع وتوثيق الأعمال الأدبية للأدباء السعوديين القدامى، وقدمها للقراء المهتمين مجانًا، حيث أن جميع إصدارات الاثنينية مجانية لا تُباع.

في المقابل حصلت «الاثنينية» على نصيبها من التكريم، سواء على الصعيد الاجتماعي في منتديات ثقافية وأدبية مثل اثنينية الشيخ عثمان الصالح بالرياض، ومنتدى الشيخ علي حسن أبو العلا بمكة المكرمة، ومنتدى بوخمسين في الأحساء. وكذلك على المستوى الرسمي إذ حصلت «الاثنينية» على جائزة مكة للتميز، تسلمها خوجه في 2010 من الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم الحالي أمير منطقة مكة المكرمة آنذاك، ثم تقليده وسام الثقافة من الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام ضمن فعاليات معرض الكتاب بالرياض في 2010.

خميسية الوفاء بمنزل السيد أحمد باجنيد

تتميز هذه الخميسية بأنها تحتفي بـ"الشعر"، وتمنحه وقتاً محدداً في نهاية كل أمسية من أمسياتها، حتى انها عرفت بهذه الميزة، وعرف بعض الشعراء من خلالها، لذا نجد أن أصحاب المواهب الواعدة من الشعراء الشباب يحرصون على حضورها ويتنافسون في إلقاء قصائدهم في أماسيها الجميلة، خاصة وان خميسية الوفاء التي هي امتداد وفائي جميل لندوة الاستاذ عبدالعزيز الرفاعي رحمه الله تحظى بحضور عدد من الأكاديميين والنقاد الذين يحرص هؤلاء الشباب على سماع آرائهم والأخذ بها لاكتمال موهبتهم الشعرية خاصة وان الاستاذ محمد أحمد باجنيد صاحب الخميسية يتميز بعلاقاته الطيبة في المشهد الثقافي المحلي.

أحدية الدكتور راشد المبارك

تتميز بأنها تطرح برنامجها الثقافي لكل فصل دراسي، بشكل مجدول مع بداية كل موسم، مما يسهل على روادها اختيار الموضوع المناسب ومن ثم حضوره، كما انها تتميز بان هناك تناوبًا على إدارتها من قبل حضورها.

بدأت أحدية راشد المبارك عام 1402هـ في الرياض، وتقام الندوة بعد صلاة العشاء من مساء كل أحد، وهي فصلان: الأول في الخريف والثاني في الشتاء والربيع، ولا تتوقف إلاّ في إجازة الصيف أو الإجازات الرسمية.

ومن أبرز الرواد والمكرَّمين في أحدية راشد المبارك من أول قيامها أو ترددوا إليها الدكتور بدوي طبانة والدكتور حسين مؤنس وكل من فضيلة الشيخ محمد الغزالي ومصطفى الزرقاء ومناع القطان، والدكتور محجوب عبيد، عمر بهاء الدين الأميري والدكتور كامل كيلاني -رحمهم الله جميعًا- ومن الأحياء الدكتور محمد مكي، ومحيي الدين صابر، وعبد الرزاق القدوة، وعبد الهادي بو طالب، ورجاء جارودي، وجيمس زغبي، والشيخ عبدالله المطلق، وناصر الدين الأسد، وعبد العزيز الخياط، الشيخ محفوظ نحناح، الدكتور حسن الترابي، الأستاذ رفيق النتشة، المستشار الدمرداش العقالي، الشاعر سليمان الأحمد العيسى، الأستاذ إبراهيم ابن الوزير، والأستاذ قاسم بن الوزير، وغيرهم الكثير، لذلك فإن "ندوة الأحد" بما يُطرح فيها من موضوعات - تتعدد وتتجدد إذ بلغت عدة مئات على مدى أكثر من عشرين عامًا أو أكثر حيث تمثل نمطًا فريدًا في محيطها.

ثلوثية المشوح

بدأت الثلوثية متأخرة بعض الشيء في مدينة الرياض عام 1421هـ، لكنها استطاعت أن تأخذ مكانًا متميزًا بين تلك الصالونات من خلال نوعية الحضور وجودة الموضوعات المطروحة وحسن اختيار المشاركين ويبذل صاحبها د. محمد المشوح ما في وسعه لإمدادها بالمتميزين من الشباب لإدارتها.

وتعقد ثلوثية المشوح كل أسبوعين، وقد كانت الفكرة في بدايتها مجرد مجلس ثقافي عام تستضاف فيه إحدى الشخصيات الثقافية والفكرية المعروفة ممن لهم اهتمام أو مشاركة في العلم والأدب والفكر والثقافة متحدثًا عن تجربته العلمية أو سيرة حياته الشخصية أو يتم اختيار موضوع سهل التناول والاستماع إليه من قبل الحضور. ثم عني المجلس بالمستجدات الثقافية العامة والشأن والحدث الاجتماعي وسعت إلى استضافة بعض من لهم مشاركة أو إسهام في تلك الشؤون، كما نحت منحى آخر يتضمن رمزية الاحتفاء والتكريم للشخصية الضيف عبر تقديمه للحضور وبيان سيرته الذاتية وجهوده العلمية وفي نهاية اللقاء يتم تقديم درع تذكاري بهذه المناسبة وتناول طعام العشاء، كما دأبت الثلوثية على مراعاة أهمية وضرورة الحضور وإتاحة أكبر قدر ممكن من المداخلات والتعليقات من قبلهم، إضافة إلى الاستماع إلى الأسئلة وعدم التردد في الطرح الجاد والمفيد.

ومن أبرز من استضافتهم ثلوثية المشوح: د عبدالعزيز السبيل، ود. حسن بن فهد الهويمل، ود. منصور الحازمي، والشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري، والشيخ عبدالكريم الجهيمان، ود. عبدالرحمن الشبيلي رحمه الله، وتركي بن عبدالله السديري رحمه الله، ود. سعيد السريحي، ود. عبدالله الغذامي، والشيخ عبدالله بن خميس، والشيخ محمد العبودي.

الصالونات الثقافية في بقية مدن المملكة:

ظهر في مكة المكرمة منتدى الدكتور عبدالله باشراحيل 1401هـ، وفي المدينة المنورة ندوة الثلاثاء للدكتور نايف الدعيس 1395هـ، وفي الأحساء أحدية الشيخ أحمد المبارك 1411هـ، وبعدها سيل من المنتديات الأسبوعية التي عرفتها أهم مدن المملكة في السنوات العشر الأخيرة مثل ندوة (النخيل) لمحمد بن سعد بن حسين، و (اثنينية) عثمان الصالح و (اثنينية) ناصر القحطاني، وبعد صلاة أول جمعة من كل شهر (جمعة) لسعود المريبض و(ثلوثية) عمر باحسون و (أحدية) أبو عبدالرحمن بن عقبل الظاهري، وأول اثنينية من كل شهر لدى محمد أبابطين وللفنان التشكيلي ناصر الموسى صالونه. ومساء كل (جمعة) يقام منتدى معتوق شلبي، والندوة الأحدية (المحمدية) بمنزل المحامي إبراهيم المبارك وملتقى الشاعر حمد العسعوس أول اثنين من كل شهر، وكل هذا بمدينة الرياض، وندوات أخرى في الأحساء مثل النعيم والعرفج والمبارك وأبو خمسين والعفالق والمحيش وأبو حنية، ومنتدى نجيب الخنيزي بالقطيف ومثله لجعفر الشايب بالدمام، وفي حائل (ملتقى السيف الثقافي) لصاحبه محمد عبدالكريم السيف والذي يقام مساء الثلاثاء في الأسبوع الثالث من كل شهر، ويتفرع منه ملتقى نسائي في أيام الأحد من أول كل شهر هجري. وللدكتور جميل اللويحق منتداه الشهري بالطائف وندوة الدكتور أنور عشقي. وفي المدن الأخرى، مثل عنيزة إذ يقيم الراوية والعلامة عبد الرحمن إبراهيم البطحي جلسة- تتحول إلى ملتقى أدبي له رواده الدائمون ومن يزور عنيزة من خارجها- بعد مغرب كل يوم في مزرعته (مطلة) بعنيزة وبصبيا بجازان صالون عبدالرحمن موكلي و(اثنينية) أبو ملحة بأبها وغيرهم كثير.

وقد بدأ مؤخرًا الأستاذ سعد بن عبد الرحمن الدريهم منتدًا شهريًا في مدينة الدلم بالخرج. وهناك دواوين أو مجالس مفتوحة يومًا في الأسبوع بشكل دوري ثابت طوال العام مثل اللقاءات الأسبوعية التي يتم فيها التواصل والحديث بما يستجد في الساحة وقد يقرأ بها قصائد أو مقالات وغيرها مثل الذي يتم أسبوعيًا وقد يكون اللقاء في يومين في الأسبوع مثل: ما يقام بمنازل أصحاب المعالي الدكتور حمود البدر عصر كل جمعة، وبعد مغرب كل جمعة بمنزل الأستاذ عبدالعزيز السالم والدكتور عبدالعزيز الخويطر رحمه الله مسائي الخميس والجمعة، وبعد مغرب كل سبت الأستاذ تركي بن خالد السديري والأستاذ عبدالله العلي النعيم رحمه الله مساء يومي الثلاثاء والجمعة والدكتور أحمد محمد الضبيب بعد صلاة الجمعة، والأستاذ محمد العبدالرحمن الفريح مغرب يومي الاثنين والخميس، وبعد المغرب من كل اثنين للأستاذ عبدالكريم الجهيمان رحمه الله، ومنزل المرحوم الدكتور عبدالله الناصر الوهيبي مساء الأربعاء والخميس والذي كان يلتقي بزواره بعد مغرب كل يوم في حياته، وبعد مغرب الجمعة بمنزل المرحوم الأستاذ فهد العلي العريفي استمرارًا لما كان والدهم ملتزمًا به، وأبناء المرحوم محمد السلمان مساء يومي الأحد والثلاثاء وضحى كل خميس بمنزل الشيخ حمد البراهيم الحقيل وملتقى الاثنين بمنزل معالي محمد بن جبير رئيس مجلس الشورى سابقًا واستمراره بعد وفاته. وهناك اجتماعات دورية تضم مجموعة متجانسة تتفق فيما بينها على اللقاء الأسبوعي أو الشهري كل لقاء بمنزل أحدهم، وفي الفترة الأخيرة كثرت الاستراحات.

الصالونات الأدبية النسائية:

وقد ظهرت مجالس أدبية وصالونات نسائية منذ أكثر من ربع قرن، ولا تزال تنعقد بشكل دوري، رغم توقف بعضها مع ظهور التقنيات الحديثة، أو وفاة مؤسسيها مثل "صالون الأربعائية" لصاحبته (سارة الخثلان) بالمنطقة الشرقية الدمام، الذي بدأ بأمسيات شعرية، أو نقاش حول كتاب معين، أو محاضرة تربوية، وصالون (سلطانة السديري) بالرياض 1422هـ، ورواق بكة النسائي المهتم بحراك المرأة المكية والقضايا الاجتماعية والثقافية، ومثلها منتدى نون الثقافي النسائي، وملتقى المها الأدبي (مها أحمد فتيحي) التي قدمت المرأة السعودية المثقفة، وصالون صفية بن زقر بجدة، وصالون الدكتورة وفاء المزروع (أحدية المنتدى النسائي الثقافي بمكة) 1423هـ، وصالون سارة الخزيم الثقافي في محافظة الخرج 1434هـ.


عدد القراء: 5091

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-