الوسطية في (إلى ولدي) لأحمد أمينالباب: مقالات الكتاب
وانغ آن تشي كلية اللغات الشرقية، جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، شنغهاي- الصين |
أحمد أمين إبراهيم الطباخ (1886 - 1954)، أديب ومفكّر ومؤّرخ مصري، ممثّل لتيار الوسطية، هو أيضًا والد المفكّر المعاصر جلال أمين. لم يدخّر أحمد أمين جهوده في التفكير والكتابة مدى حياته، فقد ترك للخلف مؤلفات خالدة في مجال التاريخ والأدب والتعليم وغيرها يمكننا الإفادة منها بشكل كبير، من أهمها: «كتاب الأخلاق»، «فيض الخاطر»، «الشرق والغرب»، «النقد الأدبي»، «حياتي» وغيرها. فلم يكن يهتمّ بتسميد عقله هو فحسب، بل يعتني بتربية الأولاد أيضًا، بعد ما توصّل إليه أنّ الإنسان قابل لأن يكتسب بالتربية صفات نفسية وسلوكية كثيرة، فيحرص على تربية ولده حرصًا شديدًا، حيث إنّه يمرّر نظرته المعتدلة والمصبغة بلون الوسطيّة تجاه الحياة إلى ولده جليل أمين في رفق وهوادة مرور الجدول الهادئ، عن طريق الرسائل المتّصفة بالدقة في التعبير والعمق في الأفكار والبعد عن التعقيد والنفاذ إلى الظواهر.
1. مفهوم الوسطية المعاصرة
أمّة الإسلام أمّة مثلما وصفها الله عزّ وجل هي أمّة وسط، لا غلو ولا تطرّف فيها. فالفكر الوسطي والمعتدل في الإسلام يضرب جذوره في العصور القديمة، أما تيار فكريّ قائم على الوسطيّة، فهو من قراءة العلماء المسلمين الإيجابيّة للأفكار الإسلاميّة الكلاسيكيّة التقليديّة، بمعنى أنّها ترمي إلى تحقيق التوازن بين الفرد والجماعة، بين الدين والدنيا، والعقل والقوة، والمثالية والواقعية وبين الروحية والمادية وغيرها. حيث إنّ النزعة الفكرية على اختلافها تنشأ واحدة تلو الأخرى- كما يقول نحن الصينيين - نشأةَ البامبو في الربيع بعد العبث الحميد، في منطقة آسيا الغربية وأفريقيا الشمالية وجنوب آسيا الشرقي منذ النصف الآخر من القرن التاسع عشر، وهذا بذاته هو الطقس العصري الذي ظهرت ونضجت فيه الوسطية الإسلامية.
بعد انتهاء الحرب الباردة، شهد العالم التغيرات العميقة هيكليًا، كما قد تأثّر بها العالم العربي الإسلامي أيضًا. فدعا بعض العلماء المسلمين مجدّدًا إلى نشر الروح الإسلامية التقليدية المتمثّلة في الوسط والاعتدال، والتخلُّص من تأثير أفكار التطرّف المتباينة، وإلى إذكاء الروح الإسلامية التقليدية المتّصفة بالتسامح والحب والاعتدال والسلام، وفي الوقت نفسه، يردّون على نظرية "صدام الحضارات" بكلّ جسارة، وعارضوا التطرّف الإرهابي معارضةً قاطعةً، مما يهدي حركة النهضة العربية الإسلامية إلى طريق معتدل.
فإنّ لفظ "الوسط" من حيث الاصطلاح الشرعي أُستُخدِم في وصف ميزة من الميزات للأمة الإسلامية، كما قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (سورة البقرة، الآية: 22). أما من حيث اللغة، فهو اسم يعبر عن ما بين طرفي الشيء، وأوسط الشيء أفضله، كما قال ابن الأثير إنّ كل خصلة محمودة لها طرفان مذمومان فإنّ السخاء وسط بين البخل والتبذير، والشجاعة وسط بين الجبن والتهور. أما الوسطية في العرف الشائعة في زمننا فهي تعني الاعتدال في الاعتقاد والموقف والسلوك والنظام والمعاملة والأخلاق، وهذا يعني أنّ الإسلام دين معتدل غير جامح ولا مفرط في شيء من الحقائق، ولا تطرف ولا شذوذ ولا مغالاة في الاعتقاد، ولا استبكار ولا خنوع ولا ذلّ ولا استسلام ولا خضوع وعبودية لغير الله تعالى، ولا تشدّد أو إحراج، ولا تهاون، ولا تقصير ولا تساهل ولا تفريط في حق من حقوق الله تعال وحقوق الناس، وهو معنى الصلاح والاستقامة. في صدد الدين، إنّ الوسطية تدعو إلى فهم الإسلام من جميع نواحيه والتجديد في الدين والثقافة، بالإضافة إلى الحوار الصادق بين المذاهب الدينية المختلفة باتخاذ الاحترام المتبادل قاعدتها. وفي صدد السياسة، تذهب الوسطية إلى تحقيق التطوّر للدول العربية الإسلامية وإلى تجديدها الذاتي عن طريق الإصلاح النظامي المعتدل بصورة تدريجية، وتأكّد أهمية تعزيز تعليم الناشئين والمراهقين أيديولوجيا، الأمر الذي يحقّق تصفية المنبع للأفكار التطرّفية، ويضع حدًّا لها منذ نشأتها. وفيما يتعلّق بالمجتمع، تدعو الوسطية إلى التعايش السلمي بين الناس وبين الطبيعة والمجتمع، وتهتمّ بالفضيلة والآداب، فمن ثم توفّر أجواء أخلاقية جيدة في المجتمع الإسلامي، علاوةً على تعزيز بنية ترابط العائلة وتحقيق الإصلاح الاجتماعي بالاعتماد على تعليم الأولاد وتنمية الأكفاء من قبل العائلة. أما فيما يتعلّق بالثقافة، فهي تحترم تعدُّدية الحضارة والثقافة وتؤيّد القيام بالحوار الحضاري على أساس الاحترام المتبادل، إلى جانب التمسّك بالاعتدال بين ما هو حديث وما هو تقليدي بلا إفراط ولا تفريط، كما هي تعتني بدور الشباب المهمّ في عملية تجديد الثقافة، إذ أنّها تطرح موضوعًا متمحور حول تنمية التعليم للشباب تدريجيًا، حتى تصفية الظروف التي تنشأ فيها فكر التطرّف الديني الإرهابي.
2. الوسطية في(إلى ولدي)
فلا يخفي على أحد أنّ ضوء الوسطية يشعّ في كتاب "إلى ولدي" من ألفه إلى يائه، نظرًا لأنّه تُجمع فيه 19رسالة كُتِبَتْ في الفترة التي يسافر ابن أحمد أمين جليل أمين إلى بريطانيا للدراسة 1949م، وتشمل نواحي الحياة المختلفة بما فيها من سلوك الفرد ومسئوليته تجاه الأسرة والوفاء للوطن، إلى جانب حب الإعتدال والسكينة والموَّدة. فمن الظاهر أنّ الأفكار التربوية الكامنة في هذه الرسائل تروي حبّ أب لابنه وتطلّعاته عليه، والروح الأصلية في الإسلام المتمثّلة في التسامح والمحبّة والإعتدال، فمن هذا المنطلق، لا نغالي في القول إنّ أحمد أمين أدخل الوسطيّة الإسلامية إلى التعليم التربوي، من حيث ثلاثة محاور:
(1) سلك الطريق المستقيم بدون التحريف والتزام الاعتدال بدون التحيُّز
إنّ الوسطية الإسلامية المعاصرة تأمر بالخير وتنهّي عن الشرّ، وتسعى إلى بناء دولة تسود فيها العدالة والديموقراطية والحكم وفق القانون، مما يتطلّب من الأفراد ﻗﻮلَ اﻟﺤﻖ واﻟﺘﺰاﻣﻪ، وﺗﺤﺮي اﻟﻌﺪل وﻋﻤﻠﻪ، والاعتصام بالصدق وتنفيذه، هذا هو ما يقصّ أحمد أمين على ابنه بالضبط في إحدى الرسائل. كما قال تعالى: (وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (سورة النساء، الآية: 68)، كان أحمد أمين يأمل أن يكون ابنه رجلاً مستقيمًا ويسلك صراطًا مستقيمًا، إلى أن يضحي كمن "ﻳﻨﻔﺮ ﻣﻦ أن ﻳﻈﻠﻢ أو يُظلم، ﻳحب أن ﻳﻌﺪل وﻳﻌﺪل ﻣﻌﻪ"، ويلعب دور ناتف جذور الظلم وناشر حبوب العدل. كما أنّه يعلّم ابنه بما رأى وسمع في حياته: "وﺟﺪت في أوﺳﺎط ﻛﺜيرة وﻋﺎشرت زﻣﻼء ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺮﺿﻮن رؤﺳﺎءﻫﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺮﺿﻮنُ ﺿﻤﺎﺋﺮﻫﻢ، وﻳﻘﻮﻟﻮن ما يعجب الناس لا ما يعتقدون أنه الصدق ويرتكبون الظلم في طلب الجاه أو العلو في المنصب، مع هذا فقد ربح قليلاً وخسر كثيرًا."
(2) المحافظة على الوسط بين الطرفين في كلّ شيء
إنّ صفة الوسط هي إحدى الصفات الأساسية للثقافة الإسلامية، حيث إنّ الوسطية الإسلامية المعاصرة تولي عنايةً خاصةً بالحفاظ على التوازن بين الحق والواجب، والتمتع بالنعم وتمالك النفس، والجدّ والهزل، واللذة والألم. أما انعكاس هذه الأفكار في "إلى ولدي"، فيتمثّل في الجوانب الثلاثة التالية.
في مجال الحياة، إنّ الإنسان مكوّن من جسد ونفس، ونفسه ذات مطالب دنيوية أرضية من الحياة الدنيا، ولها مطالب سماوية موصولة بالحياة الباقية الخالدة، فيتطلّب أحمد أمين من ابنه المحافظة على الاعتدال في اللذات والشهوات وعدم التهافت على كسبها، ويعارض الإفراط في اللذائذ ولا يدعم الزهد، بل يفضّل الطريق المعتدل بينهما. فيعترف أمين بشهوة المرء، لكن في الوقت نفسه يدعو إلى الاعتدال بين الإفراط والتفريط فيها، ويأمل أن يكون ابنه صاحبًا لإرادته ونفسه ولا يبيت فريسةً لأهوائه. إلى ذلك، قال له: "ﻟﺴﺖ أرﻳﺪك أن ﺗﻜﻮن راﻫﺒًا، ﻓﻤﺘﻰ ﺧﻠﻘﺖ لا ملكًا، فلتكن إنسانًا له ملذاته وﺷﻬﻮاﺗﻪ في ﺣﺪود ﻋﻘﻠﻪ وﻣﻨﻔﻌﺘﻪ وﻣﻨﻔﻌﺔ أﻣﺘﻪ." كما أنّ الإسلام تبرز وسطيتُه على قمة، إذ يدعو إلى ابتغاء الدار الآخرة من خلال استبغاء النفس حظوظها من الحياة الدنيا ضمن ما أباح الله وأذن به، إلى عدم إهمال مطالب النفس والجسد من لذات الحياة الدينا المباحة.
أما في مجال الحقّ والواجب، كما قال الله عزّ وجلّ: (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (سورة الحديد، الآية: 24)، يتطلّب الإسلام من المسلمين تحمّل الواجبات حين التمتّع بالحقوق، فبناءً على ذلك، إنّ التربية الإسلامية هي منهج معتدل، إذ هي توصي بإعطاء الحرية بقدر، وباتخاذ وسائل التهذيب بالمسؤوليات بحذر. كما تتأكّد الوسطية أيضًا عدمَ التحيّز بين الحقوق والواجبات. كان يشير أحمد أمين في رسالته إلى ولده إلى فكرة خاطئة سادت في جيله، أي شدّة المطالبة بالحقوق، من غير التفاتٍ لأداء الواجبات، ويعتقد أنّ ﻣﻘﻴﺎس رﻗﻲﱢ اﻷﻣﺔ إﻧﻤﺎ ﻫﻮ في أداء أﻓﺮادﻫﺎ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ واﺟﺒﺎت، فنظرًا لذلك، كان يكتب لابنه:" فعلى كل إنسان أن يؤدي واجبه دائمًا كما يطالب بحقوقه، والإنسان في هذه الحياة لا يعيش لنفسه فحسب وإنما يعيش له وللناس، ولسعادته ولسعادة الناس، وأداء الواجب، يؤدي إلى تحقيق السعادة."وإلى ذلك، كان يبيّن في" كتاب الأخلاق": الإنسان لا يعيش وحده في هذا العالم، وهو مضطرّ في معيشته إلى التعاون مع أبناء جنسه، فليس من الحق إذن أن يبحث فقط وراء سعادته هو."
في مجال التعامل مع المال، كان أحمد أمين يطلب من ولده أن يلتزم بمبدأ الاقتصاد ويحقق الاتزان بين الدخل والصرف. كما قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا) (سورة الفرقان، الآية: 67) لذا، كان يتطلب من ابنه أن يعيش عيشة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻻ إسراف ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﺗﻘﺘير، حيث قال له في إحدى الرسائل: "أن ﺗﻜﻮن ﻣﻌﻴﺸﺘﻚ ﻣﻨﻈﻤﺔ وﺑﻤﻘﺪار ﻣﺎ ﺗﻜﺴﺐ: "ﻻ حرمان وﻻ ﺑﻬﺮﺟﺔ، واﻋﻠﻢ أن اﺿﻄﺮاﺑﻚ وﻓﺴﺎد ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻚ ﺷﻬﺮًا واحدا يجر عليك فساد العمر كله، وإذا فسدت ميزانيتك وأنت لم تتزوج بعد فأولى أن تفسد بعد الزواج."
أما في مجال التعامل مع العلاقة بين ما هو جديد وما هو قديم، ما هو حديث وما هو تقليدي، وما هو روحي وما هو مادي، فكان يأمل أحمد أمين أن يحافظ ابنه على الاتزان بينهما ويتأقلم مع العالم المستجدّ ليساير التيار العصري، ويكون متفتح العينين والأذن ويطلب الحق من حيث كان. حينما يتحدّث عن السبب الذي يثير الاضطراب النفسي لدى الجيل الجديد، كان يشير إلى أن مردّه هو الخضوع للمدينة الحديثة وترك المبادئ والعقائد والعادات والتقاليد وعدم إنشاء ما سدّ مسدّها في مكانها، مما يظهر فراغ لم يملأ. كما أن أحمد أمين يثق بألا يتمسّك بالتقاليد كلّها أو يتركها كلّها، ولا يخضع للأشياء الحديثة بشكل تام أو يرفضها بشكل تام، لذا، كان يطلب من ولده "لا تأبه للجديد لجدته، ولا تنفر من القديم من لقدمه." كان أحمد أمين يحث إلى عدم نسيان التاريخ والحرص على الحاضر والتطلّع إلى المستقبل.
(3) الدماثة والرحمة والسكينة والتسامح
إنّ قيمة الوسطية على صعيد المعاملة الاجتماعية متجسّدة في التعايش السلمي بين الفرد الجماعة والمجتمع، كما يُعَدُّ الحلمُ فضيلةً حميدةً في الإسلام تقع على قمة مشرقة، إلى أن ينحدر عنها من ذات اليمين التهاون، وينحدر عنها من ذات الشمال سرعة الغضب وسرعة الاستجابة لمطالبه. فكان يتمنّى أمين أن يكون ولده رجلاً هادئًا لطيفًا يبتعد عن العنف والغيظ، ويتجنّب الاحتكاك مع الآخرين قدر استطاعته، فيعلّمه بقول شوقي بك رحم الله عليه "شابٌ قُنَّعٌ لا خير فيهم، وﺑﻮرك ﻓﻲ اﻟﺸﺒﺎب اﻟﻄﺎﻣﺤﻴﻨﺎ"، ثمّ ينصح له مصارحة صاحب العزيمة بصدر واسع هادئ والتمتّع بالصداقة بينهما، وعدم مجالسة من هو مستسلم للراحة ومن هو مخلد للنعيم.
كما قال درويش (2006) إنّ الوسطية سلاح التصدي للغلو والتطرف في المجتمع الإسلامي، ربما عُد من أسباب ذلك أنّها تحتلّ مكانة مرموقة بما فيها من عدل ورحمة وإحسان والنهي عن الظلم والجور والطغيان، فتعّد الوسطية الإسلامية المعاصرة إجراءًا إستراتيجيًا تتّخذها العالم العربي الإسلامي لمواجهة التهديدات الخارجية والداخلية، من أجل تحقيق طموحه في التنمية والرقي، فلا شكّ أنها وصفة ناجعة لتحقيق التجديد الذاتي للعالم العربي الإسلامي والقضاء على التطرف والإرهاب، ولها تأثير إيجابي لإزالة الخلافات وذوبان النزاعات بين الدول عربيا وعالميا، حتى لصون الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي.
الخاتمة
إن التطرف الإسلامي، تشيع النظرة المتطرفة وتتّخذ الوسائل المتطرفة تحت التزعّم الديني، وقد تفشيت في أنحاء العالم وتزداد عنفةً، الأمر الذي تهدّد أمن العالم واستقراره، حتى أنه قد أصبحت ورمًا سميًّا تفسد المجتمع العالمي المعاصر. لكن في واقع الأمر، إنّ الوسطية لم تكن روح الإسلام التقليدية فحسب، بل سبب امتداده وانتشاره في نطاق واسع، إذ إنّه لها دور عظيم في إزالة النزاعات الخلافات والتخلي عن التطرف الإرهاب وكذلك في تعزيز التضامن داخل العالم الإسلامي.
فمن المعروف أنّ التربية الإسلامية ذات منهج وسط حكيم، فحينما نقرأ «إلى ولدي» لأحمد أمين، لا يعوزنا ملاحظة قيمة الوسطية المتمثّلة في الاعتدال ومبدأها المتجسّد في عدم التحيز، فلا نبالغ إذا قلنا إنّ أحمد أمين كان يدخل دعوة الوسطية إلى التعليم التربوي، مما يساعد على الشباب في نصب نظرتهم تجاه الحياة على نحو صحيح قبل أن يخرجوا من عائلتهم ويلعبوا دورهم في المجتمع. يجمع معظم المعلّمين والمربيين المشهورين على أنّ التعليم التربوي من قبل العائلة هي الدليل الأساسي والأوّلي الذي يدلّ على الشباب إلى المسلك المستقيم والطريق اللاحب، حتى لا يُغَوَّون ويُستغَّلون بالفكر المتطرِّف، فانطلاقًا من ذلك، إنّ إعادة قراءة أفكار التعليم التربوي في «إلى ولدي» لأحمد أمين لها أهمية بالغة بالنسبة إلى الوضع الماثل أمام العالم العربي حتى العالم ككلّ.
تغريد
اكتب تعليقك