الشاعر الملحمي: عنترة ومقاومته الشعريّةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2021-05-28 22:31:31

وانغ آن تشي

كلية اللغات الشرقية، جامعة شنغهاي للدراسات الدولية، شنغهاي- الصين

يذهب معظم المؤرخين إلى أنّ عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة وُلد في عام 525م في الجزيرة العربيّة، وشهد بدء حرب داحس والغبراء واشترك فيها حتى نهايتها. وكانت أمّه أميرة حبشية، أُسرت في هجمة على قافلتها وأعجب بها شداد فأنجب منها عنترة الذي يعدّ عبدًا بحسب ما للعرب في الجاهليّة يتمثّل في أنّ رجل وُلد من أمّ مستعبدة يحمل هويّة العبيد ولن يكون حرًّا إلاّ بعد إظهار فطنته ونباهته وجسارته وشجاعته. فمن ثمّ قضى عنترة ضخم الجسم أسود البشرة عبوس الوجه ملفوف الشعر كبير الشدقين مشقّقة الشفتين فترة من الزمن عبدًا من بين العبيد، إلاّ أنّ العبوديّة تلك لم تنف عنه استعداده الأصيل لحمل راية الحريّة، إذ كان يصقل شخصيّته الصارمة ويقوّي جذعه القويّ منذ صغره الذي قضاه مع الإبل في حضان الطبيعة الواسعة والموماة القاسيّة، مستفيدًا منها أساسًا متينًا لتحقيق نجاحه فيما بعد، حيث إنّه تفرّد بفضل شظف العيش ومرارة الحرمان بأخلاق ساميّة تجعله يضبط نفسه ويمتنع عن الأشياء الماجنة والشهوات الفاسدة، مقتربًا من البطولة ولفروسيّة، الأمر الذي يؤدّي إلى تسجيله مآثر باهرة لا تُمحَى، وكونه شخصًا معجبًا في تاريخ الأدب العربيّ يطيب ذكره على ألسنة العرب إلى يومنا هذا.  

كانت قبيلة عبس التي ينتمي إليها عنترة تعاني من غزو قبيلة طيء حتى كادت أن تُسلب خيراتها وتدور عليها الدوائر، فطالب عنترة أبوه أن يخوض المعركة الدائرة بينهما، بيد أنّ الآخر رفض الطلب بالقول "لا يحسن العبد الكرّ إلا الحلاب والصرّ"، فما كان من أبيه إلاّ أن يمنحه اعتباره صائحًا به: "كُرّ وأنت حرّ!" فهاجم وقاتل في الحرب الطاحنة وهو ينشد:

              أنا الهجين  عنترة           كلّ امرئ يحمي حرّه

              أســوده  وأحمـره           والـشـعـرات  المـشعرة

 فيمكن القول بأنّ عنترة لم يحصل على حريّته إلاّ بعد شقّ النفس وبذل المجهودات والتضحيات، ممّا تخلّص من أصله الحقير وأصبح بطلاً ممدوح في عبس، بيد أنّ المدح لم يكن أمرًا وحيدًا الذي أتى إليه، إذ نزل به الحسد والنميمة والافتراء من أبناء قبيلته، فحسّ رائحة الازدراء والاحتقار والتذكير بأصله الوضيع، فشكّل كل ذلك إلى حدّ كبير مصدر مرارته على مدى حياته.

إنّ أصله الوضيع قد فرض عليه بالفعل الكثير من الهموم المزعجة، ولا سيّما على حياته العاطفية، حيث إنّه رأى ابنة عمّه عبلة بصدفة، فوقع في حبّها الملتهب، فطرح الخطب لأبيها الذي رفضه بدون أدنى تردّد، بسبب نسبه الدنيء، إلاّ أنّ الرفض القاسيّ لم يطفأ شغفه اللاهب بل حثّه على خوض المعارك بكلّ جسارة وبسالة لتغيير موقف عمّه العنيد، سعيًا لتحقيق أمنيّته المنشودة المتجلّية في التزوّج من عبلة، التي للأسف الشديد لم يلبّ وجده الخالص، ممّا صيّره إلى فريسة الغرام طول حياته.  

حسبما ورد من بعض المصادر التاريخيّة لقى عنترة مصرعه في السنة التسعين من عمره إثر سهم مسموم أطلقه فارس يدعى الليث الرهيص.

يعدّ عنترة في تاريخ الأدب العربيّ بطلاً يجمع بين العواطف الرقيقة والشجاعة الجليلة، وفي الوقت نفسه حارسًا مخلصًا للموبوئين، وشاعرًا موهوبًا وفارسًا مقدامًا، فما هو السبب الذي يجعله يتمتّع بكلّ هذه الصفات الحميدة في آن واحد؟ الجواب لهذا السؤال قد يرجع إلى روح المقاومة المكمونة فيه ضدّ أصله الدنيء والتحيّز اللاذع اللذين يحفّزانه على مواجهة مصير غير عادل وظروف غير يسيرة.

روح المقاومة في أشعار عنترة

في وجه ظلمة القدر لم يخضع عنترة لها بدون مقاومة بل وإنّه كافحها بكلّ قوّته وإرادته ولمّع ذكره بفروسيّته وبطولته، إذ تتجلّى روح المقاومة أيّ تجلّي في أشعاره التي تتناول البطولة الحربيّة والبطولة النفسيّة والمثل الخلقيّة الكريمة والغزل ووصف الأطلال والديار، وتبرز منها ظاهرتان بارزتان، أوليهما هي الافتخار بنفسه وتمجيد البطولة الفرديّة، والأخرى هي الاعتزاز بقبيلته وتبيين جلالتها، منها على سبيل المثال اختار عنترة في أشعاره التي تتمحور حول البطوليتين الشخصيّة والحربيّة أشياءً عظيمةً لتعكس فروسيّته ووصف مشهد الحرب الشرسة لتشكيل صورته المتمثّلة في أنّه بطل غير متغلّب عليه، وفي أشعاره الغزليّة اختار كلمات رقيقة لإظهار فتنة حبيبته عبلة وأناقتها ولباقتها. فلا يخفي على أحد أنّ أشعاره بأكملها تكمن فيها مكافحته ضدّ القدر المظلم. 

1 - تلميع ذكره بالغلبة ونيل حريّته بالمعركة

كان عنترة يلقّب بـ "الهجين" في قبيلته بسبب أصله الحقير وبـ "الغراب" بسبب طلعته القبيحة، فيبدو كأنّ كلّ ذلك يكتب له مصيرًا متقلّبًا وحياة متدنية، إلاّ أنّه لم ينكّس رأسه أمام النكسات والنكبات بل وإنّه حاربها بكلّ ما في وسعه، إذ صارع في صغره الذئب حمايةً ممتلكات القبيلة فأظهر شجاعة لا مثيل لها، وخاض المعركة بعد أن كبر ضدّ الغزاة مسترجعًا إبل قبيلته.

على الرغم من أنّ الأصل الحقير لا يمكن لأحد محوه، والآراء العنيدة لا يمكن لأحد إزالتها، بيد أنّ عنترة لم يقدّم زمام المبادرة إلى القدر المكتوب بل حاربه بشخصياته الساميّة وبسالته الباهرة، كما وصف الابتلاء الذي يفرض عليه في المعركة بين داحس والغبراء قائلاً:

إن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي 

                               فَوقَ  الثُرَيّا  وَالسِماكِ  الأَعزَلِ

أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي

                               فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ  لي

وَبِذابـِلـي  وَمُـهَـنَّــدي نِلتُ  العُل

                               لا  بِالــقَـرابَةِ  وَالـعَـديدِ الأَجزَلِ

وقيل إنّ عمارة بن زياد الذي كان من أحد سادة عبس، حسد عنترة فقال لأهله: "إنّكم أكثركم ذكره والله لوددت أني لقيته خاليًا حتى أعلمكم أنه عبد." الجدير بالذكر أنّه كان عمارة جوادًا كثير الإبل مضيعًا لماله مع جوده، وكان عنترة لا يكاد يمسك إبلاً يعطيها إخوته ويقسمها، فبلغه ما يقول عمارة، فقال:

أَحَوْلي تنفُضُ استُكَ  مِذْرَوَيْها

                               لِـيَـقْـتُـلَنِـي فها أَنـذا  عـمـارا

متى  ما نلتقي  فَـرْدَيْنِ تَرْجُفْ

                               روانِفُ  أَلْـيَـتَيْـكَ  وتُسْتَطارا

فتصوّر لنا تلك الأشعار المفعمة بالبطوليّة الحربيّة عنترة فارسًا شجاعًا لن يدخل عقله الخوفُ ولا الذعرُ، ولن يتسلّل إلى قلبه التردّد ولا الحيرة. علاوة على الفروسيّة والبطولة، تفرد عنترة أيضًا بصفّات كريمة منها على سبيل المثال، العفّة والكرم ورقّة وجلادة، وكان على أهبّة الاستعداد لإنشادها والدفاع عنها، لتغطية عقدة النقص، ولمعرفة كرمه يمكننا إلقاء نظرة على بيت من تلك الأبيات:

وإذا  شـربتُ  فـإنني  مـســتهـلك

                                 مالي وعرضي  وافر لم  يكلم

وإذا صحوت فما أقصر عن ندى

                                 وكما علمتِ  شمائلي وتكرّمي

سجّل عنترة مآثر باهرة في العديد من المعارك ففاز بحريتّه وصار بطلاً عظيمًا بمعنى الكلمة، وأكسى نفسه لونًا أسطوريًّا، وبفضل شخصيّاته اللامعة أثار حسد أهالي قبيلته، من ضمنهم عمّه وابن عمّه، حتى قاما بالنميمة بينه وبين عبلة، الأمر الذي يفسر عن ابتعادها عنه إلى أقصى حدّ، إذ كانت غير مريحة تجاه طلعته ونسبه، فانطلاقًا من ذلك، صار مسيره لطلب الحب وعرًا ومتعرّجًا.

2 - عدم الخوف من التمييز باسم الحب الصادق

كان عنترة يقع في الولع لابنة عمّه عبلة التي كان تعدّ أجمل نساء قومها وأبعدهم صيتًا في اكتمال العقل ونضرة الصبا، فنظّم العديد من الأشعار العذبة من صميم قلبه لمدحها ونيل قلبها، حتى كرّر طلب الزواج منها مرات من عمّه، إلاّ أنّ الآخر كان يكرّر الرفض لطلبه في كلّ مرّة بسبب أصله الدنيء وطلعته القبيحة، فتعرّض عنترة لتعذيب شديد ناشئ عن الحب الذي يمكنه التطلّع إليه ولن يستطيع الحصول عليه أبدًا، إلاّ أنّ ذلك لم يخيّبه ولم يقهره قطّ، بل شجّعه على بذل جهود دؤوبة على مدى حياته لنيل رضى عبلة، فخاض المعارك بكلّ بسالة تحت دوافع وجده الشديد، حمايةً حقوق قبيلته وكرامتها، وعبّر تعبيرًا مباشرًا عن عواطفه الملتهبة وقلبه الصادق بأبيات أشعاره، ممّا يجعلها مفعمةً بالمحبّة المؤثرة.   

حين رأى عنترة عبلة بقوّة الصدفة وقع من فوره في حبّ عميق لا يعرف من أين نشأ، حتى ارتفعت حماستّه الشعرية فقال: 

             رَمَتِ  الــفـُــؤَادَ مَـــــليـحَــةٌ عـــَذراءُ

                                               بِسِـهـامِ لَـحـظٍ مــا لَــهُــنَّ دَواءُ

             مَرَّت  أَوانَ  الــعــيدِ  بَينَ  نَــواهِــدٍ

                                               مِثلِ الـشُمـوسِ لِحاظُهُنَّ  ظُباءُ

             فَاِغتالَني سَقَمي الَّذي في باطِني

                                              أَخــفَــيـتــُهُ   فَــأَذاعــَهُ  الإِخـفاءُ

             خَطَرَت فَقُلتُ قَضيبُ بانٍ حَرَّكَت

                                              أَعـطـافَهُ   بَعدَ   الجَنوبِ   صَباءُ

             وَرَنَت  فَـقـُــلـتُ  غَزالَةٌ  مَـذعــورَةٌ

                                               قَد  راعَها  وَســطَ  الفَلاةِ  بَلاءُ

             وَبَدَت  فَـقُـلـتُ  الـبَـدرُ  لَـيـلَـةَ  تِمِّهِ

                                               قَد  قَـلَّدَتهُ   نُجـومَـها   الجَوزاءُ

             بَسَمَت  فَـلاحَ  ضِياءُ  لُـؤلُـؤِ  ثَـغـرِه

                                               فيهِ  لِـداءِ  العاشِـقـينَ  شِفـاءُ

             سَـجَـدَت  تُـعَـظِّـمُ  رَبَّها  فَـتَمـايَلَـت

                                               لِجَــلالِــهـا أَربـابُـنـا الـعُـظَـماءُ

             يا عَـبـلَ  مِثلُ  هَـواكِ  أَو  أَضعافُـهُ

                                               عِندي  إِذا و َقَعَ  الإِياسُ رَجاءُ

             إِن كانَ  يُـسعِـدُني الـزَمـانُ  فَإِنَّني

                                               في  هِـــمَّـتي بِصُـروفِـهِ إِزراءُ

 ولم تخل معلقّته الشهيرة من حبّه لعبلة:

             هَـل  غــادَرَ  الشُعَراءُ  مِن  مُتَرَدَّمِ

                                            أَم  هَل  عَرَفتَ  الدارَ بَعدَ  تَوَهُّمِ

             يا دارَ  عَـبلَــةَ  بِالـــجَـــواءِ  تَكَلَّـمــي

                                            وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي

             فَــوَقَـفـتُ  فـيـهـا  ناقَــتي  وَكَأَنَّـــــــه

                                            فَـــدَنٌ  لِأَقـضـِيَ حــاجَــةَ المُتَلَوِّمِ

             وَتَحُـــلُّ  عَــبلَــةُ  بِالــجَــواء ِ وَأَهـلُـن

                                            بِالحَـــزنِ  فَــالصَـــمّانِ  فَالمُتَثَلَّمِ

             حُيِّيتَ  مِن  طَلَلٍ  تَــقـادَمَ  عَـهـــدُهُ

                                            أَقـوى  وَأَقـفَـرَ  بَـعـدَ  أُمِّ  الـهـَيثَمِ

             حَلَـّت بِأَرضِ الـزائِـرينَ فَأَصبَحَت

                                            عَسِراً  عَلَيَّ طِلابُكِ  اِبنَةَ مَخرَمِ

من لافت النظر أنّ عنترة يرغب في ربط فكرة البطولة وفكرة الحبّ، يتّضح ذلك من أشعاره التي توحي بأنّه قدر على قهر الأعداء وعلى حماية النساء، وأيضًا في الحين الذي طلب فيه من عبلة أن تسأل عن صفاته إن لم تكن عارفة بذلك قائلاً:

هَلاَّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يَا اِبنَـةَ مَالِكِ

                             إِنْ كُنْتِ جَاهـِلَـةً بِمَا  لَمْ  تَعْلَمِي

إِذْ لاَ أَزَالُ عَلَى رِحْالَةِ سَابِحٍ

                             نَـهـدِ  تَـعَـاوَرَهُ  الكُـمَـاةُ  مَــكَلَّـــمِ

طورا يعرض للطعان وتارة

                            يَأوِي  إِلَى  حَصِدِ  ألقِسِيِّ  عَرمْرَمِ

يُخْبِرُكَ مَن شهِد الوقيعةَ أنّني

                             أَغْشَى الوَغَى وَأَعِفُّ عِندَ المَغْنَمِ

ولقد ذكرْتُكِ والرِّماحُ نواهلٌ مني

                             وبيْضُ  الـهِـنْدِ  تـقْطرُ  منْ  دمـي

فـوددتُ  تـقــبيل  السـيـوفِ  لأنــهــا

                               لمــعـت كبارق ثـغـركِ المـتبسِّم

ومــدَّجــجٍ  كــرِهَ  الكُــمــاة ُ  نِـزَالَـــهُ

                               لا مُمْـعـنٍ  هَـرَبـاً  ولا  مُسْتَسلم

جــادتْ  لـه  كـفـي  بعاجـل  طـعـنـة ٍ

                                بمـثَـقَـّفٍ  صَدْقِ  الكُعُوبِ  مُقَوَّم

في الكثير من الأحيان تلوي أشعار عنترة على الهدفين المزدوجين، أوّلهما هو تفريج الهموم المتراكمة في صدره وثانيهما هو مكافحة ألسنة الحاسدين عليه، حاجبَ نقصانه وطالب قلب عبلة، التي بدون منازع تسّد عنده مسّد المحرّك القويّ الذي يحثّه على اثبات وجوده، فما هو السبيل المؤّدي إلى ذلك؟ هو الانكباب في ساحة القتال وميدان الأبطال، من أجل تحقيق أمنيّته للتزوّج من عبلة ولتمجيد حريّته التي لم يحصل عليها بسهولة.

الأصداء الطويلة للمكافحة الشعريّة لدى عنترة

كان من أهمّ صفات العرب آنذاك البطولة ودخول المعارك والدفاع عن النفس والأمجاد، وتتجلّى كلّها في سيرة عنترة التي تعكس مفهوم العرب الذي يتمثّل في المكافحة والنضال في العصور القديمة، وفي وروح أشعاره التي تشجّع الموبوئين المظلومين، إذ تبثّ في قلوبهم الاتجاهات القيميّة الإيجابيّة، ممّا يجعلها صورة مصغرّة تتّضح منها البسالة والجسارة والصلابة والجلادة والبطوليّة الفروسيّة وغيرها من أخلاق العرب السامية.

لا يخفي على أحد أنّ أعمال عنترة من ناحية تصوّر لنا أحوال أبناء الجاهليّة في حياتهم السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، بمعنى أنّها تقدّم لنا مصادرًا نفيسة للاقتراب من الأساليب التاريخيّة والاجتماعيّة في ذلك العصر البعيد، ومن ناحية أخرى تسهم في تعليم الأجانب من ضمنهم الصينيين شخصيّات الأمّة العربية بصورة مباشرة وبدون التأثيرات المُفرَوضة من الإعلام الغربية الذي يعوّد نفسه على صبغ الأمّة العربيّة بألوان غريبة، الأمر الذي يساعدنا على معرفة الفضائل الممدوحة من قبل العرب، منها على سبيل المثال: السخاء والإخلاص والبطولة وما شابه ذلك، فإنّها في أمر الواقع من الأخلاق المجيدة لدى الأمّة الصينيّة أيضًا.

كما صدق في القول إنّ أهمّ شيء في التبادلات الدوليّة هو تحاب شعوبها، وأهمّ شيء في تحاب الشعوب هو تفاهم قلوبهم، ذلك هو ما يرسي أساسًا متينًا لبناء مجتمع المصير المشترك للبشريّة، بيد أنّه لن يتحقّق إلاّ بالاعتماد على المفاهيم القيميّة المتشابهة لدى الدول المختلفة. فبناء على ذلك، أنا على اليقين بأن قراءة القراء الصينيين أشعارَ عنترة، الشاعر الشهير في عصر الجاهليّة، بدون أدنى شكّ ستقلّص المسافة بين قلوب أبناء الصين وأبناء الدول العربيّة، الأمر الذي سينفع لبناء رابطة المصير المشترك للصين وللدول العربية ولخلق مستقبلاً مشرقًا لهما. 


عدد القراء: 4538

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-