آرماندو.. ونصوص شعريةالباب: مقالات الكتاب
ميادة خليل هولندا |
ترجمة: ميادة خليل
عن آرماندو
وُلد باسم هيرمان ديريك فان دودَفيرد 1929 في أمستردام، كان رسامًا ونحاتًا وشاعرًا وكاتبًا وعازف كمان وممثل وصحفي وسينمائي ومسرحي وإعلامي هولندي. آرماندو أصبح أسمه الرسمي، أما اسم ولادته؛ الاسم المستعار كما يطلق عليه، فلم يعد موجودًا بالنسبة له. فقد قام في وقت لاحق بتغيير أسمه الأصلي في مكتب التسجيل إلى Armando؛ النسخة الإيطالية لاسم هيرمان، والذي يدين به لجدته الإيطالية. نتاج آرماندو غزير جدًا وإصداراته متنوعة في الأدب والفنون. لآرماندو متحف في مدينة آمسفورت الهولندية تم افتتاحه العام 1997، وبعد تعرض المتحف للحريق عام 2007، نقل ما تبقى من معروضات إلى متحف Museum Oud Amelisweerd، وهذا المتحف أغلق ابوابه 2018 بسبب الإفلاس.
يتميز أسلوب آرماندو بالحداثة والتجريد في كل الأنواع الأدبية والفنية التي قدمها وأبدع فيها جميعًا. وفيما يخص نصوصه وقصائده فإنها أشبه بلوحة تجريدية من لوحاته، الإبداع بكل اشكاله بالنسبة له وحدة واحدة. يرى آرماندو نفسه أن أعماله تنتمي إلى ما يسمى بـ"Gesamtkunstwerk" أو الشكل الفني الشامل، حيث حرص على استخدام مواد متعددة وأساليب متعددة ليس في أعماله النحتية والتشكيلية فحسب، بل حرص على ذلك حتى في كتاباته. تأثرت أعمال آرماندو بتجربته في الحرب العالمية الثانية بالقرب من كامب آمسفورت بشكل أساسي.
توفي العام 2018 في پوتسدام الألمانية.
هنا مختارات من نصوصه الشعرية.
يوم آخر
ها هو يوم آخر؛
الصباح بعد ليلة سافرة
وعلم يرفرف بقداسة في ريح خفاقة،
كمثل زهور داخل قفص أبيض.
يوم آخر؛
اليوم الذي تم فيه إصدار حكم بالموت.
يأس
أمواج باكية، وشاطئ متأوه
والرياح ترطن بلغة غير مفهومة.
لا منحدر، ولا أرض تلوح على مرأى البصر،
وحتى اليأس لم يعد بالإمكان.
في زمن ما
الطريق نحو الظُلمة بعيد المنال،
ودرب الأمل أُحرق تماماً في زمن ما.
ومنذئذ نفدت الكلمات،
لأن الضوء لا يُرى.
حتى الموت
كان الأمر كمثل الولادة؛
محكوم عليه بالموت ألقي في قبر.
لذا تعال إلى هنا؛ إلى حيث المنزل الريفي المنسي،
وانتظر ما سيحصل بغتة.
انظر من جاء؛
مخلوق بلا صوت، كان حيًّا منذ زمن طويل جدًّا.
الأم
قالت المرأة الحزينة أن الأب قد مات؛
"ابني وزوجي"
بكى الناس ذلك الموت المرتدي ملابس رجالية.
وتلك الأم؛ المرأة الفخورة
التي تقف عند قاعدة التمثال.
وعندئذ سَمع الناسُ نواحًا حزينًا،
وضَحِك الناسُ حتى جفت الدموع.
فضة
أود لو تكون الأذنين من فضة،
والورود من فضة؛
الورود المزهرة من نباتات تزيح الأشجار بعيدًا.
والأشجار من فضة،
حتى تصبح غمضة العين صاخبة مشاغبة؛
أريدك أنت،
أريدك أن تكون من فضة.
جفاف
تململ البحر،
بعد أن غاص في أعماق أعماقه،
وتثاءب،
ثم ابتلع السفن والأسماك.
صار البحر مهدداً بالجفاف.
البحر ينتظر في مكان ما.
المصادر:
*Stemmen, Armando gedichten, atlas contact, 2013
** Armando, gedichten 2009 (Augustus)
تغريد
اكتب تعليقك