الوعي والسياقات الذهنيةالباب: مقالات الكتاب
د. ناديا محمد رتيب كلية التربية – جامعة دمشق |
الوعي هو حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس. كما يمثل الوعي عند العديد من علماء النفس الحالة العقلية التي يتميز بها الإنسان بملكات المحاكمة المنطقية، الذاتية (الإحساس بالذات)، والإدراك الذاتي، والحالة الشعورية والحكمة أو العقلانية، والقدرة على الإدراك الحسي للعلاقة بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي له.
أنواع الوعي:
1 - الوعي العفوي التلقائي: وهو ذلك النوع من الوعي الذي يكون أساس قيامنا بنشاط معين، دون أن يتطلب منا مجهودًا ذهنيًا كبيرًا، بحيث لا يمنعنا من مزاولة أنشطة ذهنية أخرى.
2 - الوعي التأملي: وهو على عكس الأول يتطلب حضورًا ذهنيًا قويًا، ويرتكز على قدرات عقلية عليا، كالذكاء، والإدراك، والذاكرة ....ومن ثمة فإنه يمنعنا من أن نزاول أي نشاط آخر.
3 - الوعي الحدسي: وهو الوعي المباشر والفجائي الذي يجعلنا ندرك أشياء أو علاقات، أو معرفة، دون أن نكون قادرين على الإتيان بأي استدلال.
السياقات الذهنية للوعي: غالبًا ما اعتبرت القشرة الدماغية بمثابة ركيزة للوعي البشري لأنها في صلب القدرات الإدراكية الأشد سموًا، كما أنها الأشد حداثة في الظهور عبر مراحل التطور.
هل يولد الوعي من التعقيد المتعضي؟
لقد اقترح بعض العلماء بأن التعقيد المتعضي هو الذي يولد السياقات الواعية. وقد بين أطباء الأعصاب الفيزيولوجيون أن الجهاز العصبي المركزي البشري يبدي درجة شديدة جدًا من التعقيد أعظم من أي جهاز منظم معروف في الكون.
إن التعقيد بحد ذاته هو رحم الوعي، حيث أن لحظات الحياة البشرية التي يغيب فيها الوعي بشكل مؤقت، هي تلك التي يصبح فيها نشاط المراكز العليا للدماغ مبسطًا من حيث المعلومات كما في حالة النوم العميق والغيبوبة. ففي هذه الحالات ترتاح عصبونات القشرة الدماغية وتتبع رسومات متزامنة على البطيء، وذلك بالتعارض مع الحالة النشطة التي تظهر عندما يجري تنبيه نفس المناطق من الدماغ أو عندما تكون أكثر تمايزًا.
ويمكننا أن نجد رابطة أخرى بين التعقيد والوعي في الوقائع النفسانية والفيزيولوجية للاعتياد والتلقائية، إذ أن التبدلات – في الانتباه الموجه لأمور البيئة (أو تعديلات الوعي المدرك)- تكون مرتبطة مع تعقيد تشغيل المحللات الدماغية المختصة، فعندما لا نسمع الطقة الثابتة لساعة الحائط، فقد يكون ذلك لأن الآليات الدماغية التي تعالج هذه المعلومة تعمل حسب نمط منتسخ.
وهناك دليل آخر يدعم التعقيد باعتباره عاملاً محددًا للوعي، وينشأ عن نتائج التحريض الكهربائي للدماغ، فعندما يمرر جراح مسبره الكهربائي على سطح الدماغ، ويلمس مناطق تتوافق مع أحاسيس بشرة الجسم، عندها يحدث انطباع واع من الوخز في مكان أو آخر – في مقدمة الذراع أو في الإبهام اليسرى للقدم حسب المنطقة الدماغية النوعية المنبهة، على أن الإحساس الواعي لا يتلو مباشرة التحريض الكهربائي الدماغي، بل تتواجد فترة قصيرة من التأخير بحوالي نصف ثانية قبل أن يتمكن المريض المستيقظ من تحديد انطباع الوخز.
الوعي بالذات:
للوهلة الأولى قد تظن أن الوعي بالذات هو صفة ملازمة للإنسان منذ ولادته، لكن في الحقيقة ليس الأمر كذلك. إن بداية الوعي تكون عند الأطفال في سن مبكرة، ولكنها غير موجودة في الأشهر الأولى.
كيف يتطور الوعي بالذات: يعتقد الباحثون أن هناك منطقة موجودة في الفص الأمامي للمخ تلعب دورًا هامًا في الوعي. وقد بينت الدراسات أن الوعي بالذات يبدأ عند 18 شهر من العمر، وهذا العمر يتوافق مع نمو سريع للخلايا المغزلية في تلك المنطقة الموجودة في الفص الأمامي للمخ. كذلك فقد وجد الباحثون باستخدام تصوير الدماغ أن هذه المنطقة تنشط عند البالغين الواعين بذاتهم.
المراجع:
- ويكبيديا الموسوعة الحرة.
-Spercy R .W:Amodified concept of consciousness . psychological review .
-Spercy R.W: Mental phenomena as casual determinants in Brain function .
تغريد
اكتب تعليقك