حاء .. وباء ...الباب: نصوص
عبد الواحد جاد سيد أحمد الرزيقي |
تَشُقُّ العَصَافيرُ بَحْرَ السُّكوْنِ بصوتٍ شَجيٍّ
وتنْفضُ عن أعْينِ الربعِ سِتْرَ النُّعَاسِ
أهشُّ قطيعَ الأماني أمامي،
أمرُّ إلى الغيطِ خلفَ الظباءِ اللواتي يُرتّلْنَ لي رحلةَ الوجدِ
في قفزتينِ إلى جنّةِ الحالمينَ بطِـيْبِ اللقاءْ
أعبّيءُ من ضحكةِ الصبحِ حِجْرِي،
وأنثرُ فوقَ الجداولِ عِطْرِي،
ألطّخُ بالطينِ ساقَ النخيلِ،
وأمْسَحُ كفَّ الفراشةِ بالآسِ
يغْسِلُ عينيَّ وِرْدُ البكاءْ
أفضُّ غشاءَ الدفاترِ
أرْسُمُ نهرينِ منْ دمْعِ حَقْلٍ يتيمٍ تُراودهُ عنْ شذاهُ الظباءْ
على مرْفأ الْـحُلْمِ أجلسُ
في ماءِ عيني انتظارُ الغديرِ المسافرِ خلف المساربِ في ساحةِ الشوقِ
عندَ سقوطِ الندى منْ عيونِ السماءْ
٭ ٭ ٭
أسافرُ خلف السهولِ إلى ضيعةِ العشقِ
مرّتْ عليَّ بلادٌ من العشبِ:
سَبْعٌ يُضمّدُ جُرْحَ الغزالِ
نعاجٌ تُرضّعُ طفلَ الذئابِ ...
وأخْرى من النورِ فيها:
صلاةٌ، ونخلٌ،
بيارقُ خُضْرٌ،
دراويشُ أحْيوا إلى الفجْـرِ عُرْسَ الصفاءْ
٭ ٭ ٭
بكاءٌ شفيفٌ يساور غاري
على عتبِ الوحْيِ من جانب الطوْدِ
ينسابُ في حِضْنِ بحرِي الضياءْ
من الْوَرْدِ والآسِ سوف أُعتّقُ كأسي،
يمرُّ على وجهِ يعقوبَ ريحي
فيعرفُ أنّي هنالِكَ ما زلْتُ حيًّا
ومازالت الأرْضُ حُبلى بمائي وطيني
وحينَ يُفاجئها الطلْقُ يسّاقَط النورُ بالْبِشْـرِ فوقَ الحقولِ
فتنجب للناسِ حاءً وباءْ
تغريد
اكتب تعليقك