الرهان الاجتماعي والفني في القصة القصيرة.. (دم ودخان) لمبارك ربيع نموذجًاالباب: مقالات الكتاب
د. سعيد بكور جامعة ابن طفيل - المغرب |
الكتاب: دم ودخان
المؤلف: مبارك ربيع
الناشر: مكتبة المعارف
سنة النشر: 01 يناير 1980
اللغة: العربية
عدد الصفحات: 138 صفحة
القصة القصيرة فنّ أدبي طارئ، دخل الأدب العربي عبر قناتي الترجمة والمثاقفة، وأسهمت في انتشاره الصحافة والطباعة، وكان للحاجة الاجتماعية دور كبير في نشأته، ولا نعدم للقصة وجودًا في التراث السردي العربي، بيد أنها تختلف في بنائها وفلسفتها الجمالية عن القصة الحديثة. وتقبض القصة القصيرة على الشعاع الخاطف واللقطة الهاربة، وتتميز بوحدة الانطباع والتكثيف واللحظة الزمنية، تختلف عن الرواية بتوغلها في الشخصية وقصر مساحتها التي تناسب عصر السرعة ووقت المتلقي الضيق.
وإذا كانت شرارة القصة القصيرة قد انطلقت في المشرق أول مرة، فقد نبغ في المغرب عدد كبير من الكتاب الذين استطاعوا أن ينقشوا تميزهم بمداد من إبداع واختلاف. ويعدُّ مبارك ربيع من جيلِ الرُّوادِ الأوائِلِ في الَمغرِب الذينَ أسْهَمُوا في تأسيسِ القصَّة الفنِّيَّةِ الحديثَةِ وجَعْلِها مُعَبِّرَةً عنِ الواقِعِ المَعِيشِ، لهُ عدَّةُ مؤَلَّفاتٍ تَتَنَوَّعُ بين المجموعات القصصيَّةِ والرَّوايات والنَّقدِ، منها: "سيدنا قدر" و" الطيِّبون". وقد أُخِذَ النَّصُّ موضوعُ الدِّراسةِ منْ مجموعَتِه القصصيَّةِ "دم ودخان".
يرمز العنوان (دم ودخان) إلى تبخر الأمل المرتبط بالألم، وبناء على هذا التأويل واتكاء على بعضِ المتوالياتِ السّرديّةِ منْ قَبِيلِ: "وانغرزت شوكة وصوت الطبيب يأمره بلطف، قطرات الدم تتساقط في الزُّجاجة، بدت له قطعُ الكبد الملفوف بالشحم... "، نفترضُ أنَّ النَّصَّ الذي بينَ أيدينا عبارةٌ عن قصّةٍ قصيرةٍ ذاتِ طابعٍ اجتماعِيٍّ، يُعالجُ فيها الكاتبُ قصّةَ رجلٍ يَنتمي إلى الطَّبقةِ المسحُوقَةِ، اضطرَّتْهُ ظروفُ الحياةِ إلى بيْعِ دمِه من أجلِ تلبيةِ طَلَبٍ بسيطٍ تافِهٍ يتمثَّلُ في شراء كبدٍ لزوجته المتوحّمة. فما الوسائلُ الفنّيّة الموظّفة؟ وما الرِّهانُ الذي راهَنَ عليهِ الكاتب؟.
يقدم السارد قصَّةَ رجُلٍ مغلوب علَى أمْرِه، يدعى دحمان، ينتمي إلى طبقةٍ مسحوقةٍ، يحاولُ أنْ يُلَبِّيَ رغبة زوجتهِ التِي تَتَوَّحم، وكانت وسيلتُه بيعَ دمِهِ مقابلَ ثمنٍ بَخْسٍ. تبدأُ القصَّةُ بِتوقُّفِ (دحمان) عنْد مِسْطَبَّة (المعلم علي) لِشِرَاءِ كبِدٍ على غيْرِ عادَتِه وهوَ مَا أثَارَ استغرابَ المعلّم، وبِمُجَرَّدِ وصولِه إلى البيتِ استقبَلَهُ أفرادُ أسرَتِه استقبالاً تاريخيّاً لأنه يوم مشهود، سيَنْعَمُونَ فيه بكبِدٍ مشوِيٍّ طالما حلُموا به، وفِي هذه الأثناءِ أخذَ من دحمان التَّعبُ وزادَتْهُ معاناتُه الدَّاخلية دُوارًا، وهنا بدأَ يسترجعُ ما حدث له ذلك اليوم داخلَ المستشفى حينَ اضطَرَّ إلى بيعِ دمه من أجلِ قطعةِ كبد، وهناك امتُهِنَت كرامتُه وتعرَّض للمُساومَةِ والاحتيالِ، وتنتهي القصَّةُ بمشهدِ الزَّوجةِ وهي تُوقِظُه من تأمُّلاتِه.
تعبّر القصة عن موضوعٍ اجتماعيٍّ كثيرِ الوقوع، بل لا يعدو أنْ يكونَ موضوعًا أقلَّ أهميَّةً من مواضيعَ كثيرة كبيعِ الأعضاءِ وبيع الجسدِ، ويظهرُ من النَّصِّ أنَّ الكاتب يرفُضُ ما تتعرَّضُ له الطَّبقاتُ الكَادِحة من استغلال، كما ينتقِدُ لُجُوء بعضِهِم إلى المُغامرةِ بحياتِه بُغْيَةَ تلبيةِ مطلبٍ من مطالبِ الحياةِ.
تتميز القصَّةَ بتَسلسُلِ أحداثِها وترابُطِ مكوِّناتِها، ويمكن الوقوفُ على خُطاطتها السَّرديَّةِ من خلالِ الوضعيَّاتِ الثَّلاثة:
* وضعيةُ الاستِهْلالِ: وقوفُ دحمان عنْدَ مِسْطبة المعلم عْلِي وشراؤُه الكبِدَ وفرَحُ أبنائِه بذلك. وهو استهلالٌ دينَامِيٌّ؛ أدّى وظيفته في قبول عالم القصّة، أما أثره الجمالي فتمثّل في تحديدِ أفق الانتظار (تخلّص دحمان من معاناته)؛
* وضعيةُ الوَسَطِ (العُقدَة): تذَكُّرُ دحمانَ ما وقَعَ له في المستشفى؛
* وضعيةُ النِّهايَةِ: إفاقَةُ دحمان من تأمُّلاتِه واستمرارُ مُعاناتِه. وهي نهاية فلسفيّة تأمّلية، يبرزُ أثرها الجماليّ في تخييبِ أفق الانتظار وخرقهِ (استمرار معاناة دحمان)،
وقد انتهتِ القصَّةُ بِخَللٍ كما ابتدأَتْ بِخللٍ، وعليْهِ فالعلاقَةُ بين البِدايةِ والنِّهايةِ قائمةٌ على التَّشابُه، وهكذا كانتِ النِّهايةُ تكريسًا لِلْأَزْمَةِ.
أسهمت الخطاطة السردية في جعل ما يحكى قابلا للفهم والتأويل، وتمثلت جماليتها في الإيهام بواقعية الأحداث.
تعدُّ الشَّخصياتُ باختلافِ أنواعِها ذات فاعليَّةٍ في تطويرِ الأحداثِ وتَحريكِ خُيوطِهَا، وتنقسم في النّصِّ إلى نوعين:
- شخصيَّات رئيسيّة: يمثلها "دحمان"، وهو رجلٌ فقيرٌ ينتمي إلى الطَّبقة الكادِحَة، ويظهر ذلك في امتلاكه لحُجْرة صغيرة، لهُ زوجةٌ وأطفال، يعيشُ حالةً من التَّعبِ والقلقِ وانعدامِ الرَّاحة، نحيفُ الجِسم، يمثِّلُ نموذجًا اجتماعيًّا مسحوقًا اقتصاديًّا وطبقيًّا، يُعانِي من الفقرِ المُدْقِع الذي اضطرَّه إلى بيْعِ دَمِهِ.
- شخصيَّات ثانويّة: وتتمثَّل في الزَّوجة المتوحِّمَة والأطفالِ، والرَّجل البشوشِ الذي يمثّلُ نموذجُ الطَّبقةِ الميسورة المستغلة، والطبيب، والجزّار، وتدورُ هذه الشَّخصيَّاتُ في فلَكِ الشَّخصيَّة الرَّئيسيَّة، كما تُساعدُ في تحريكِ الأحداث.
يدخُلُ دحمان باعتبارِه الشَّخصيَّةَ الرَّئيسيَّةَ فِي علاقاتٍ متنوِّعة مع الشَّخصيَّاتِ المذكورةِ، ونبرزُ ذلك فيما يلِي:
- دحمان وأسرته: علاقة تَضحيةٍ وحبٍّ.
- دحمان وموظَّفو المستشفى: علاقةُ عملٍ ومنفعة.
- دحمان والمستفيدون من دمه: علاقةُ استغلالٍ من طرفٍ، وحاجةٍ من طرفٍ ثانٍ، أو ما يمكن الاصطلاح عليه بالمنفعة المتبادلة.
- دحمان والجزار: علاقة اجتماعيَّة إنسانيّة.
إلى جانب هذه الشَّخصياتِ الإنسانيَّة نجدُ مجموعةً من القُوى الفاعلةِ التي أسهمت في تغيير مسار الأحداث والتأثير في الشّخوصِ ومواقفها وقناعاتها، نذكرُ منها: الحَاجَةُ، والوحم، والدّم، والإبرة، والمعاناة الداخلية...
وقد انتظمت القوى الفاعلة في بنية عاملية رئيسيّة أسهمت في تحقيق البرنامجِ السّرديّ، فالذات (دحمان) ترغب في تحقيق الموضوع (شراء الكبد)، يدفعها إلى ذلك المرسل (وحم الزوجة)، ويستفيد من تحقيق الموضوع المرسل إليه (دحمان) وهكذا يكون دحمان مؤديًا لدورين في القصة، ويساعد الذات في تحقيق الموضوع العامل المساعد (بيع الدم، الكذب، عشرة دراهم)، ويعاكسه المعارض (الفقر والرجل البشوش).
أسهمت هذه البنية في تنظيم أدوار القوى الفاعلة ووظائفها، ومن ثمّة الإسهام في تطوير الأحداث، إضافةً إلى انتقاد بعض القيمِ الهجينيةِ، أما أثرها الجمالي فيبرُزُ أساسًا في جعل القصّة قابلة للفهمِ والتّأويلِ.
يزخَرُ النَّصُّ بمجموعةٍ من القِيَمِ والأنساقِ الفكريَّةِ التي سعى الكاتبُ إلى التَّعبيرِ عنها، فاسم دحمان يرمُزُ إلى الطَّبقةِ الاجتماعيَّة الفقيرةِ التي تَقَعُ في الدَّرك الأسفلِ من المجتمع، كمَا يَرمُزُ إلى المُواطن الفقيرِ الذي لا يَمْلِكُ قوتَ يومه، أمَّا الرَّجُل البَشُوش فهُوَ يرْمُز إلى طبقةٍ ميسورةٍ تَمْتلك المال وتستغلُّ الفقراء. وقد تضمَّنَ النَّصُّ نوعين من القِيَمِ:
- قيمٌ خالصةٌ؛ كالتَّضحيَّة، والحُبِّ، وتمثِّلُها شخصيَّةُ البطل.
- قيمٌ هجِينَةٌ؛ كالاستِغلال والخِداع وامتهان كرامة الإنسانِ، وتمثّلها شخصية الرجل البشوش.
يقفُ الكاتبُ موقفَ المُسانِد للقِيَمِ الخالصة ويدعو ضمنيًّا إلى تحقِيقِها، فيما يستنكرُ القِيَمَ الهجينَة ويرفُضُها داعيًا إلى التخلِّي عنها ونبْذِهَا.
يُعدُّ الزَّمَان ذا أهميَّةٍ في البِنَاءِ القَصصيِّ، إذْ هو الفَضَاءُ الذي تَقَعُ فِيه الأحداثُ والمجالُ الذي تَتحرَّك فيه الشخصيات، وقد دارتِ القصَّةُ نَهَارًا باعتباره زمن العمل وزيارة المستشفى والتبرُّع بالدَّمِ، لكنَّ الكاتبَ ركَّزَ على لحظةِ بيْعِ الدَّمِ دونَ غيرِها لمَا لَهَا من دلالاتٍ وأبعادٍ ؛ فهيَ تُبرِزُ حاجةَ دحمان الْملحّة إلى المالِ، وحالتَه النَّفسيَّةَ التي يُهيْمِنُ عليْهَا القَلَقُ والتُّوَتُّرُ والضَّعف والإحباطُ، ونَجِدُ تداخلاً لزَمَنَيْنِ اثنيْنِ في مَجْرَى حياةِ دحمان: زمنٌ واقعيٌّ وهو الزَّمنُ العاديّ للأحداثِ أيْ نهارًا، وزمنُ نفسيٌّ ويتمثَّلُ في معاناتِه النَّفسِيَّة وتذكُّرِه ما حدثَ لهُ في المستشفَى، والمُلاحَظُ أنَّ الزَّمنَ في النَّصِّ جاءَ متَقَطِّعًا إذْ يتخلَّلُه استرجاعٌ للأحداثِ، ويُلقي هذا الاسترْجاعُ مزيدًا من الضوءِ على معاناة البطل النّفسيّة.
وقد دارتْ أحداثُ القِصّةِ مكانيًا بين المستشفى الذي يَرتَبِطُ بالاستغلالِ، والبيتِ الذي يرمز غيابِ الرَّاحةِ والفقر، ويدل على الدِّفءِ والحب، ومعلومٌ أنَّ مُعظمَ القصَّة دارت بالمستشفَى نَظرًا لكوْنِه يُبرزُ المعاناة النَّفسيَّةَ والاجتماعيَّةَ التي عاشتها الشَّخصيَّةُ البطلةُ.
- تضافَرَ كُلٌّ منَ الزَّمانِ والمكان في خلْقِ الأحداث وتناميها وتفاعُلِ الشَّخصيَّاتِ، والكشف عن النفسيات والتّعبيرِ عن المواقف والأفكار.
وإذا انتقلنا ناحية طُرِقِ الحَكْيِ الموظَّفةِ من قِبل الكاتبِ نجدُ أنَّه وظَّفَ السَّرْدَ الذي هيمنَ على كلٍّ منَ الحِوارِ والوَصْفِ، وتكمُن أهمِّيةُ السَّرد أساسًا في نقل الأحداث ووصف الشَّخصيات، والتعبير عن مواقفها، وتسلِيطِ الضَّوء على تحرُّكاتها وأفعالها ونفسيَّاتِها، وعليهِ هيمنتِ الرُّؤية السَّرديَّةُ من خلف نظرًا لأنَّ السَّاردَ متوارٍ وعارفٌ بكلِّ التَّفَاصيل، ومعرفتُه هاتِهِ تشمَلُ نفسيَّة البطل وحالته الاِجتماعيَّة وتحرُّكاته وأماكن تواجُدِه وعالمه الدّاخليّ، وهو موضوعيّ يراقب الأمور عن بعدٍ ولا يشارك في الأحداث، وقد أدَّى في النَّصّ وظيفتَيْن:
-الأولى سرديَّةٌ: تتمثَّلُ في سرْدِ الأَحداثِ ونَقْلِها.
-والثَّانِيةُ اجتماعيَّةٌ: تتمثَّلُ في تسْليطِ الضَّوءِ على الوَاقِع الاجتماعِيِّ لطبقةٍ اجتماعيةٍ تعانِي اقتصاديًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا. وعليه يكون السّاردُ قد قام بوظيفةِ المحلّلِ النفسيّ والاجتماعيّ.
ويَدخُل السَّاردُ في علاقةٍ مع "دحمان"، حيث يتعاطفُ معه تارةً وينتقدُه تارةً أخرى؛ يتعاطفُ معه نظرًا للوضعِ القاسِي الذي يعيشُه، وينتقدُه لكونِه اختارَ الحلَّ الأَسهل، إضافةً إلى ذلك فهو يصفُ نفسيتَه ووضعيَّتَهُ.
وإلى جانبِ السَّردِ الذي هيمَنَ على القصَّة نجدُ حضورًا بارزًا للحوارِ بنوعَيْهِ، حيثُ وظَّف الكاتب الحوارَ الخارجِيَّ، الذي دارَ أسَاسًا بينَ دحمان والمعلم عْلي، وبين دحمان والطبيب، وبين دحمان والرّجل البشوش، وكذا بين دحمان والمستفيدين من دمه، وبين دحمان وزوجته، ويعكس هذا الحوارُ ما يدُورُ في ذِهن الشَّخصياتِ من أفكارٍ ومواقِفَ، وتكمُنُ وظيفتُه في تَكْسير رتابةِ السَّرْدِ، ورَفْعِ الوِصايَةِ عن الشَّخصية، وتخلُّصِها من سلطةِ السَّارد.
إلى جانب الحوار الخارجيِّ نجِدُ حوارًا داخليًّا تمثَّل في حِوارِ دحمان معَ نفْسِه "إنهم فرحون، وإنّها تتلمَّظُ..."، ويُبرز حالة دحمان التي تتأرجح بين المعاناة والألم، ويعكس الفجوة بين عالمين متناقضين، والجديرُ بالذِّكْرِ أنَّ الكاتبَ يُوظِّفُ عباراتٍ من العامِّية قصْدَ الإِيهام بواقعيةِ الأَحدَاثِ، ويفصح الحوار الخارجيِّ عن أهدافٍ كثيرةٍ منها:
- السُّخرية والاحتقار: كما يظهر في قول أحدِهِمْ "يبيع حياته بعشرة".
- التَّعبيرُ عن رغبةٍ: في حوارِ دحمان مع المعلم علي في بداية القصة عندما طلب منه الكبد والشحم.
- التَّواصل: في حوارِ دحمانَ مع الطَّبيبِ؛ الثّاني يسأل والأوّل يجيبُ.
- الصِّراعُ: في حوارِ دَحْمان مع أهل المريض.
- التَّمويهُ: ويظهر في كذِبِ دحمان على الطَّبيب "أنا صائم".
حاوَل الكاتبُ في نصِّه أنْ ينقُلَ لنا في قالب قصصيٍّ معاناةَ طبقةٍ اجتماعية تعيشُ في الفقر والبُؤْسِ، وقد استغلَّ بحرَفِيَّةٍ موضوعَ بيْعِ الدَّمِ ليُبرزَ ما يُعانِيه الإنسانُ الفقِيرُ في حياته، حيثُ يَتكالبُ عليه الفقْرُ ومالكو المال والمجتمع، وكان الرِهان منصرفًا إلى انتقادِ القيَمِ الهجينةِ من استغلالِ وأنانيةِ، والدعوةَ إلى قيمٍ هادفةٍ خالصَةٍ كالتَّكافُلِ والإيثارِ، ويتَّضحُ من النَّصِّ أنَّ الرِّسالةَ التِي رامَ الكاتبُ إيصالَها اجتماعيةٌ بالأسَاسِ، ووظَّف لذلك السَّردَ والحوارَ واللُّغة القصصيَّةَ، إضافةً إلى الشَّخصياتِ التي حرَّكتِ الأحداثَ، ويمكن القول أنّ الكاتب نجحَ إلى حدٍّ بعيدٍ في كشفِ بعض الممارساتِ الهجينة في المجتمعِ، وتسليطِ الضَّوءِ على شَرِيحةٍ عريضةٍ تُعاني في صمْتٍ وتبِيعُ أغلى ما تَملكُ لِسَدِّ الرَّمَقِ، ويرمز النص إلى ما المسكوت عنه كبيع العرض والشرف والجسد وبيع الأعضاء وبيع أثاث المنزل، وبذلك يكون النص القصصي بشكل خاص والنص الأدبي بشكل عام معبرًا عن الواقع ومشخصًا نبض المجتمع.
تغريد
اكتب تعليقك