المظلةالباب: نصوص
الحسين خضيري الأقصر/ مصر |
المظلة
شعر: الحسين خضيري
المِظَلّاتُ ما أبقَتْ الغاباتُ في المُدُنِ الحَزينة
المِظَلّاتُ شَجَرٌ
يَحِنُّ إلى الغاباتِ ليلًا
حينَ يَنامُ أصحَابُه المتعبون
المِظَلّات نَخيلٌ عَتيقٌ
لا توائِمُهُ البيوتُ
ويَحرُسُ الوديان من قطعانِ السَّأم
المِظَلّاتُ فُرصةٌ للاختباءِ
إذا لاحَ حزنٌ أو تَسَلَّلَ فينا ضَجَر
تَجْمَعُ بَينَ خِلَّينِ
أو عاشِقَينِ وتَأخُذُ الغُرَباءَ
إلى أُلفةٍ في مَهَبِّ السَّفَر
المِظَلَّاتُ أكُفُّنا التي كُلَّما ارتفَعَتْ للسَّماءِ
بلَّلَها الخَدَر.
استباحَتْ الشُّموسُ خِدرَها
المِظَلّاتُ ليتَ تنسى كيفَ تُطوى
حِينَ يُشعِلُها الحَنينُ لِظِلِّ غابَة
المِظَلَّةُ أُختُ السَّحابَةِ
تَتوقُ للعلياءِ لكنْ تُكَبِّلُها المَحَبّة
تَبقى المَظَلَّةُ قُربَ بابِكِ
مِثلَ قطَّتِك الأليفَةِ
لا تُحسِنينَ قراءةَ أحزانِها
تَطوِينَها بيدَينِ باردَتينِ
تُشاطِرُكِ المِظَلَّةُ عَصْفَ الرِّياحِ
وقَيظَ الهَجيرِ
ولَهوَكِ تَحتَ المَطَر
المِظَلَّةُ مِثلُنا لا رِيحَ تَحنو عليها
المِظَلَّةُ قَلبٌ مِن حَرير
مَنْ ذا سيُصغي إلى شَكوى الحَرير؟
كانت هنا
كان المَكانُ مُهَيَّئًا ليَسِيلَ ماءً
وِفْقَ أحلامِ الغَزالَةِ
حِينَ ظِلَّينِ ارتمينا
تَسبَحُ في سمائينا المِظَلَّةُ كالقَمَر
تَبقى المِظَلَّةُ عِندَ بابِك
وأنا وقلبي للسَّفَر.
تغريد
اكتب تعليقك