أوقفوا الاستحواذ الرقمي! Stop Phubbingالباب: مقالات الكتاب
نورة سعد اليمني باحثة دكتوراه بجامعة الملك خالد - أبها |
مقدمة:
طرأت العديد من التغيرات الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع نتيجة ثورة المعلومات والاتصالات، وأفرزت معطيات جديدة انعكست بظلالها على أفراد المجتمع خُلقيًا وثقافيًا واجتماعيًا وأسريًا، واخترقت النسيج المجتمعي والأسري على وجه الخصوص، فتشكلت ثغرات في أنماط العلاقات الأسرية والزوجية والتربوية، فانصرف جل أفراد الأسرة كلٌ إلى هاتفه الجوال لإشباع احتياجاته المعرفية والاجتماعية والنفسية والمهنية، وحدث تراجع للعلاقات الأسرية، والأدوار التربوية للوالدين، والتواصل الدافئ بين الزوجين، فأصبحت البيوت أسوارًا تضم بين جوانبها أناسًا غرباء تجمعهم رابطة الدم والاسم فقط، كلٌ منهم يعيش عالمه الافتراضي الخاص منفردًا في طموحاته وأفكاره ومشاعره واحتياجاته، وقد انتشرت على أثر ذلك العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية والاجتماعية مثل إدمان الأنترنت، وإدمان استخدام الهاتف الجوال، وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وإدمان الألعاب الاليكترونية، ورهاب فقدان الجوال، ونشأت أيضًا مشكلة نفسية جديدة وهي"phubbing" فما هي هذه المشكلة؟ وكيف نشأ هذا المصطلح؟ وما آثارها على الفرد والأسرة والمجتمع؟ وكيف نعالجها؟
هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال بإذن الله.
كيف نشأ مصطلح "phubbing"؟
في شهر مايو عام 2012م، دعت وكالة الإعلانات الأسترالية "ماكان" McCann عددًا من مؤلفي المعاجم والمؤلفين والشعراء لصياغة مصطلح جديد لوصف سلوك تجاهل الآخرين بسبب استخدام الهاتف الجوال، ونتج عن هذه الحملة إدراج كلمة جديدة في اللغة الإنجليزية وهي كلمة "phubbing"، وهي عبارة عن كلمتين هما"phone and snubbing" وتعنيان على الترتيب: "الهاتف" و"الصدود" أو"التجاهل"، ونشأت هذه الكلمة لأول مرة بواسطة مدير حساب مجموعة "ماكان" أدريان مايلز Adrian Mills، حيث نشأ مصطلح Phubbing وتمت صياغته كجزء من تجربة لغوية بواسطة قاموس "ماكواري" Macquarie الاسترالي لوصف سلوك تجاهل الآخرين لصالح الهاتف المحمول، ثم انتشر المصطلح في وسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العالم وشاع من خلال حملة Stop Phubbing التي أنشأتها مجموعة McCann (McCann World group, 2013).
بعد ذلك تم تقديم موقع الويب وصفحة Facebook المصاحبة للحملة على يد أليكس هاي Alex Haigh البالغ من العمر 23 عامًا - وهو طالب دراسات عليا ومسؤول تنفيذي للحسابات- مما ساهم في تطوير وانتشار تطوير مفهوم الكلمة، وقد حدث بالتزامن مع الحملة أن نُشر مقالٌ عن آداب استخدام الهاتف الذكي، نشرته الصحِيفة الأسترالية "هيرالد صن" The Herald Sun واتصل أليكس بالصحَفية التي كتبت المقال لتزويدها بتفاصيل عن حملة Stop Phubbing، مما أدى إلى إطلاق سلسلة من المقالات العالمية حول سلوك تجاهل الآخرين عن طريق استخدام الهاتف الجوال phubbing (Holland, 2018).
وقد انتشرت الحملة من قبل العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما تلك الموجودة في المملكة المتحدة والمكسيك وألمانيا، كما قامت الصحف بعمل استطلاعات الرأي التي تظهر إحصائيات عن عدد الأشخاص الذين يمارسون سلوك الاستحواذ الرقمي "phubbing"، ونُشرت مقالات متعددة عن آداب سلوك استخدام الجوال الذكي، بعد ذلك ظهر استخدام phubbing على قناة CNN الإخبارية الأمريكية، وصحيفة ديلي ميل البريطانية الشهيرة، وتمت إضافة مصطلح phubbing إلى قاموس أوكسفورد الإنجليزي في عام 2016 (Zimmer, 2016).
لقد وصل مصطلح Phubbing الذي صِيغ لوصف ظاهرة القرن الحادي والعشرين الفريدة المتمثلة في تجاهل الآخرين لصالح الجوال، إلى أكثر من 300 مليون شخص، وتبلغ التغطية العالمية له حتى الآن أكثر من 600 منفذ إخباري تلفزيوني وراديو وصحافي وعبر الإنترنت، كما كُتبت عنه دراسات علمية وأبحاث أكاديمية، حيث أثارت نقاشًا عالميًا واسعًا حول آداب استخدام الهاتف المحمول وتأثيره على العلاقات الشخصية والاجتماعية والزوجية (Holland, 2018).
والآن لنتوقف معًا ونتساءل ما هو Phubbing وما الترجمة العربية المناسبة له؟
يشير مصطلح "Phubbing" إلى فعل تجاهل وانصراف جزئي أو كلي للشخص خلال الانتباه إلى هاتفه الجوال، بدلاً من التفاعل وجهًا لوجه في نشاط اجتماعي لشخصين أو أكثر، وتجاهل التفاعل مع الشخص أو الأشخاص بشكل مباشر. وبعبارة أخرى، يمكن أن يحدث الانقطاع في التواصل إما قبل أو أثناء المحادثات في الحياة الواقعية، وأنواع أخرى من النشاط الاجتماعي (Chotpitayasunondh, 2018).
ومصطلح "Phubbing" هو مزيج من مفردتين هما "phone and snubbing" وتعنيان على الترتيب: "الهاتف" و "الصدود" أو " التجاهل".
ويُعرف مصطلح "Phubbing" في قاموس "ماكواري" Macquarie الاسترالي بأنه: فعل تجاهل شخصٍ ما في بيئة اجتماعية من خلال نظر الفرد إلى هاتفه بدلاً من ذلك الانتباه الشخص الذي يتحدث معه.
كما يُطلق على "Phubbing" أحيانًا اسم "technoference" وهي مزيج من مفردتين هما "technology" and "interference" وتعنيان على الترتيب: "التكنولوجيا" و"التداخل" أو "التشوش" وهو المصطلح الذي يطلق على التداخلات والانقطاعات الاجتماعية الناجمة عن استخدام الأجهزة التكنولوجية، ومع ذلك، فإن هذا المصطلح لا يُستخدم حاليًا بشكل شائع كما هو الحال مع مصطلح "Phubbing" وذلك وفقًا بالنسبة إلى بيانات مؤشرات Google (Chotpitayasunondh, 2018).
السياق الذي يحدث فيه هذا السلوك سياق واسع، فقد يحصل في المقهى أثناء شرب القهوة مع الأصدقاء، أو في الصف الأكاديمي، أوفي اللقاءات، أو في العمل، أو في المنزل أثناء حضور الضيوف، أو أثناء القيادة أو في السفر أو قد يحدث أثناء قضاء الوقت مع الاطفال أو أثناء التسوق (Ergün et al, 2019).
ونظرًا لعدم وجود ترجمة عربية لمصطلح "Phubbing" لحداثته في الأدب السيكولوجي، فقد عرضت الباحثة هذا المصطلح "Phubbing" على مجموعة من الأساتذة المختصين في اللغة الإنجليزية والترجمة (ملحق 1)، وقد اقترح الأساتذة المختصين مجموعة من المصطلحات التي تعبر عن سلوك التجاهل والصدود بسبب استخدام الهاتف الجوال ومنها: (الاستحواذ الرقمي، التشوش الرقمي، التشتت الرقمي، الانقطاع الرقمي، الصدود الرقمي، التشاغل الرقمي، الانشغال الرقمي، الإلهاء الرقمي، العزلة الرقمية، التجاهل الرقمي) وقد اختارت الباحثة مصطلح "الاستحواذ الرقمي" ترجمةً لمصطلح "Phubbing"؛ وذلك لأنه يتضمن بُعدًا نفسيًا من خلال تركيز الشخص انتباهه على جهازه الجوال تركيزًا شديدًا دون أن يشعر بالآخرين من حوله، وكأن جهاز الجوال مستحوذ على انتباههِ تماماً، وهذه المفردة مذكورة بهذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ) (سورة المجادلة:19) وقد قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: استحوذ على قلوبهم الشيطان حتى أنساهم أن يذكروا الله عز وجل، وكذلك يُصنع بمن اُستحوذ عليه (تفسير ابن كثير، 1419).
ما الآثار النفسية والاجتماعية لاضطراب "phubbing"؟
طرأت العديد من التغيرات الثقافية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع نتيجة ثورة المعلومات والاتصالات، وأفرزت معطيات جديدة انعكست بظلالها على أفراد المجتمع خُلقيًا وثقافيًا واجتماعيًا وأسريًا، واخترقت النسيج المجتمعي والأسري على وجه الخصوص، فتشكلت ثغرات في أنماط العلاقات الأسرية والزوجية والتربوية، فانصرف جل أفراد الأسرة كلٌ إلى هاتفه الجوال لإشباع احتياجاته المعرفية والاجتماعية والنفسية والمهنية، وحدث تراجع للعلاقات الأسرية، والأدوار التربوية للوالدين، والتواصل الدافئ بين الزوجين، فأصبحت البيوت أسوارًا تضم بين جوانبها أناسًا غرباء تجمعهم رابطة الدم والاسم فقط، كلٌ منهم يعيش عالمه الافتراضي الخاص منفردًا في طموحاته وأفكاره ومشاعره واحتياجاته، وقد انتشرت على أثر ذلك العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية والاجتماعية مثل إدمان الأنترنت، وإدمان استخدام الهاتف الجوال، وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي، وإدمان الألعاب الاليكترونية، ورهاب فقدان الجوال (شكيرب، 2016)، وأخيراً ظهر سلوك الاستحواذ الرقمي الذي أحدث شرخاً في العلاقات الأسرية والوالدية والزوجية نتيجة انصراف كل فرد عن صاحبه والانتباه إلى هاتفه الجوال، بدلاً من التفاعل وجهًا لوجه في تبادل الحديث والحوار والتواصل، مما أدى إلى ارتفاع معدل الخلافات الأسرية والزوجية، لما تسببه هذه الوسائل من الانشغال التام بها الذي يصل في كثير من الأحيان إلى درجة الإدمان.
وفيما يلي ملخص لأبرز الآثار النفسية والأسرية والاجتماعية:
• الآثار النفسية:
1 - الشعور بالعزلة.
2 - تزايد النرجسية، فشبكات التواصل قائمة على عرض الذات والفردية، فهي منصة ممتازة للاستعراض.
3 - الإدمان، وهو الذي يمنع صاحبه من عيش حياة طبيعية خارج شاشة هاتفه، فيصبح الإنترنت وعالمه أهم عند المدمن من عائلته وأصدقائه وعمله؛ مما يؤثر سلبًا على نمط حياته، ويصنع نوعًا من التوتر والقلق.
4 - فقدان الإحساس بالمشاعر ومعايشتها.
5 - حدوث حالات القلق والاكتئاب خاصة عند الأطفال والمراهقين.
• الآثار الاجتماعية:
1 - ضعف التواصل والانسحاب الاجتماعي على أرض الواقع، والانخراط في هذا العالم الافتراضي.
2 - ارتفاع معدل الخلافات الأسرية والزوجية، لما تسببه هذه الوسائل من الانشغال التام بها الذي يصل في كثير من الأحيان إلى الإدمان.
3 - نشوء الخلافات التي تحدث بسبب المقارنات، والغيرة التي تسببها الصورة المتصدرة في هذه الوسائل من الكمال في كل شيء، فتحول الوهم إلى حقيقة، نقارن أنفسنا ومَن حولنا بها.
4 - تزايد مظاهر التفاخر والاستعراض الاجتماعي، كما تزيد من الأنانية والمغالاة في الاعتزاز بالنفس.
• الآثار الأسرية:
1. فقدان شعور أفراد الأسرة الواحدة بالأمان الأسري الذي يُعتبر مهمًّا لأيّ فردٍ فيها.
2. حدوث الخلافات والمشكلات العائلية والزوجية بشكلٍ خاص في بعض الأحيان؛ نتيجةً لما يحدث من مُقارنات بين الحياة الأسرية لأحد أفراد الأسرة وما يراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يؤدّي بدوره إلى مشاعر الاستياء والإحباط.
3. تقليد الأطفال لذويهم في استخدام تلك المواقع بشكل كبير، وهو ما قد يؤثّر عليهم ويجعلهم عرضةً لخطر التعرّض للعديد من الآثار السلبية لتلك المواقع مُستقبلاً.
4. شعور الأطفال بقلة دعم آبائهم لهم وذلك نتيجة قيام الآباء باستخدام تلك المواقع بشكل كبير يؤثّر على التواصل مع أطفالهم.
5. إمكانية وصول الأطفال أو المُراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى محتوى لا يُناسب أعمارهم.
6. احتمالية تعرّض المراهقين أو الأطفال إلى عمليات التنمّر الإلكتروني عبر تلك المواقع.
علاج الاستحواذ الرقمي:
بعد استعراض الباحثة للآثار السلبية للاستحواذ الرقمي وتأثيراته على الفرد والأسرة والمجتمع تقدم الباحثة مجموعة من الأساليب التي قد تساهم في علاج الاستحواذ الرقمي وهي:
أولاً: بالنسبة للفرد:
1. الوعي الذاتي والاقتناع بتأثير الافراط في استخدام الهاتف الجوال السلبي على حياة الفرد.
2. البدء بخطة تصحيح وتعديل السلوك الخاطئ في التعامل مع الجوال.
3. ملاحظة السلوك وتحديد الأوقات التي يكثر فيها استخدام الجوال.
4. استبدال الاستخدام المفرط للجوال بأنشطة أخرى مفيدة.
5. التدريب على مقاومة الحاجة الملحة لاستخدام الجوال والخوف من تفويت الأحداث الجديدة.
6. التدريب على الانتباه والاهتمام بحديث الآخرين وعدم الانشغال عنهم.
7. تحديد عدد ساعات معينة لاستخدام الجوال في اليوم.
8. استخدام أدوات مساعدة مثل الخرائط والآلة الحاسبة والمسجل والمفكرة والقلم، لتجنب الاستخدام المفرط للجوال.
9. عمل جدول يومي للمهام يتضمن الأنشطة الهامة وأنشطة وقت الفراغ بحيث لا يكون هناك وقت كبير لاستخدام الجوال.
10. إلغاء بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي غير الهامة، وإيقاف اشعاراتها.
11. إلغاء الاشتراك في المجموعات والقوائم غير الهامة في مجموعات التواصل الاجتماعي.
12. مشاركة آخرين ممن لديهم نفس المشكلة (الاستخدام المفرط للجوال) للاستفادة من تجاربهم الشخصية والتعاون على إيجاد حلول مبتكرة.
13. تقبل الضيق والانزعاج المؤقت الحاصل بعد التغيير في العادات اليومية، والخروج من دائرة الراحة.
14. البدء بعادات جيدة جديدة مثل تخصيص وقت للقراءة أو تعلم لغة جديدة أو حفظ القرآن الكريم.
15. كتابة التغيرات اليومية ومراقبة التحسن في ضبط الاستخدام المفرط للجوال.
16. مكافأة النفس والتعزيز الذاتي عند حدوث تحسن في استخدام الهاتف الجوال.
17. طلب مساعدة الأهل أو الزوج/ الزوجة عند الحاجة.
ختاماً، أنقذ نفسك من استحواذ الهاتف الجوال!
الخاتمة:
ختامًا.. تلعب تكنولوجيا المعلومات دورًا في إعادة تشكيل أسلوب الحياة في المجتمعات الحديثة، ولا سيما مجتمعاتنا العربية بشكل عام ومجتمعنا السعودي بشكل خاص؛ ولكن تبقى المعايير والضوابط الأخلاقية شرطًا ضروريًا في التعامل مع التقنية الحديثة، لذلك لا بدّ من فهم ظاهرة الاستحواذ الرقمي بشكل أوسع، فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى المحافظة على القيم الأسرية والاجتماعية والهوية الوطنية والقيم الإسلامية الأصيلة، وإنّ أفضل دور محوري يمكن لعبه إزاء هذا التحول الرقمي هو التركيز على الزوجين وحماية الأسرة من التفكك، من خلال اكتشاف وفهم أعمق لهذه الظاهرة الجديدة وفهم آثارها النفسية والاجتماعية والأسرية والزوجية والتربوية والأخلاقية بهدف الحفاظ على الحياة الزوجية الهانئة وحماية الأسرة وتحقيق الرفاه والازدهار والسعادة لجميع أفرادها.
المراجع:
- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر (1419). تفسير القرآن العظيم، المحقق: محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون، بيروت.
- شكيرب، آسيا (2016). أثر شبكات التواصل الاجتماعي في تغيير أنماط العلاقات الأسرية، ورقة عمل مقدمة إلى مؤتمر ضوابط استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإسلام بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في الفترة 22 - 23/11/2016، 4، (3) 1.
- Chotpitayasunondh, Varoth (2018) An investigation of the antecedents and consequences of "phubbing": how being snubbed in favour of a mobile phone permeates and affects social life. Doctor of Philosophy (PhD) thesis, University of Kent
- Ergün, N., Göksu, D., & Sakız, H. (2019). Effects of phubbing: Relationships with psychodemographic variables. Psychological Reports, 123(5), 1578–1613.
- Holland, Kimberly. (2018). How to Identify and Manage Phubbing.
https://www.healthline.com/health/phubbing
- McCann World group. (2013). Introducing "Phubbing".
https://www.prnewswire.com/news-releases/introducing-phubbing-227230861.html
- Zimmer, Ben. (2016). In ‘phubbing,’ a phone owner favors screen time over a conversation. The Wall Street Journal. Dec. 22, 2016.
تغريد
اكتب تعليقك