الأمانة العلمية في إعداد البحوث والدراسات الاجتماعية والنفسيةالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2018-10-11 23:26:48

نورة سعد اليمني

باحثة دكتوراه بجامعة الملك خالد - أبها

المقدمة:

لا تتقدم الأمم ولا ترتقي المجتمعات إلا بالتقدم في البحث العلمي، فالبحث العلمي هو مقياس لتقدم الأمم ودليل على رقيها، و البحوث الأصيلة المتكاملة بالإضافة إلى الحصول على النتائج العلمية الهامة هي معيار تقدم وتطور المجتمع .

و يوفر الانترنت فرصًا وتسهيلاتٍ كبيرة في كتابة البحث العلمي، وسهولة البحث عن المراجع، حيث تتواجد قواعد بيانات على الإنترنت مليئة بالكتب والمجلات  والأبحاث العلمية، وتتم عملية البحث بسهولة واحترافية نظرًا لسهولة استرجاع المعلومات بطرق بسيطة والحصول على المعلومات المطلوبة بطريقة سهلة وضمن فترة زمنية قصيرة ومحدودة مما يوفر وتقلل الجهد المبذول في كتابة البحث العلمي، كما أن وفرة قواعد البيانات يساعد الباحثين في مشاركة أبحاثهم وسهولة انتشارها. (المنارة،2017)

ولكن هذه الوفرة في مصادر المعلومات بالإضافة إلى ظاهرة التدافع الكبير من أفراد المجتمع نحو الدراسات العليا لمجرد الوجاهة الاجتماعية ونحو ذلك، أدت إلى نشوء العديد من الإفرازات الخطيرة في مجال التعليم لعل أبرزها "الفساد العلمي"، حيث أحدث وضعًا يستوجب التحرك العاجل عبر سن أنظمة وتشريعات صارمة تتصدى لظاهرة  انتحال الأبحاث والشهادات العلمية والسرقة الأدبية، لأن تفاقم المشكلة في مؤسسات التعليم يمسُ سلوك جيل كامل قد ينشأ على ممارسات خاطئة انعكاساتها لا حصر لها. (الغنيم،1436)

كما شهدت الأبحاث العلمية في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية - على وجه الخصوص- تراجعًا ملموسًا في السنوات الأخيرة نظرًا لانتشار ظاهرة الانتحال والسرقات العلمية، فأضحت أغلبية أبحاث التخرج أو مقالات الباحثين عبارة عن اجترار لما تم نشره سابقًا فلم تضف جديدًا كما أصبح جُلها لا يحترم أهم مقومات البحث العلمي والمتمثل في الأمانة العلمية التي تقتضي اسناد الأفكار لأصحابها وعدم نقل أو اقتباس أي فكرة دون الإحالة في الهامش إلى مصادرها الأساسية. (المل،2017)

ونظرًا لأن البحث العلمي يمثل ثمرة التفكير البشري في مختلف جوانب المعرفة الإنسانية، ولأن نتائجه تعد أساسًا يبني عليه المختصون أنشطتهم العلمية اللاحقة، فقد تم التعارف على مجموعة من المعايير الأخلاقية تضبط عمل الباحث وتوجهه وجهة سليمة، فالمعيار الأساس هو البحث عن الحقيقة.  فالبحث العلمي وسيلة  لإضافة الجديد إلى المعرفة الإنسانية، فمن غير المعقول أن تكون هذه الإضافة زائفة عن سبق إصرار وترصد!  وربما تكون هذه النتائج قد شكلت أساسًا أو منطلقًا لبحوث كثيرة أخرى، فضلاً عن تداولها في المحافل العلمية، وبذلك تضيع جهود كبيرة هباء! (غزلان،2012)

واعتقد أن الأمانة العلمية رغم أهميتها في جميع الدراسات والبحوث العلمية، إلا أنها تزداد أهمية في البحوث الانسانية والاجتماعية، لأنها تتعلق بشكل مباشر بالإنسان من جميع جوانب حياته العقلية والنفسية والتربوية والاجتماعية، والتعامل مع الانسان يتطلب المزيد من الاهتمام والعناية والخصوصية، وتضمن ذلك الاعتبارات الأخلاقية التي يلتزم بها الباحث، فالأخلاق قيمة إنسانية ومعيار يحكم الممارسات البحثية ويؤطرها، إضافة إلى ذلك فإن الظواهر النفسية غير ملموسة ولا يمكن قياسها بشكل مباشر، مما يتطلب المزيد من الحرص والدقة والأمانة عند تفسيرها وتحليلها. (مقاوسي،2015)

وتتنوع مناهج البحث العلمي حسب تنوع حقول المعرفة ولكنها تقوم وترتكز جميعها على الأمانة العلمية عند جمع البيانات أو المعلومات ونقلها وعند تحليلها و حتى عند طرحها،  فالأمانة العلمية من مقومات كتابة البحث العلمي وركن من أركان الاستعداد الشخصي للباحث في أية دراسة؛ فبالإضافة للقدرة العلمية، الرغبة النفسية، المهارات الشخصية، التواضع والموضوعية؛ تأتي الأمانة العلمية التي تتجلى في عدم أسناد الباحث لنفسه أفكار واجتهادات الغير، إذ يجب إسنادها لأصحابها الحقيقين. فكلما تقيد الباحث بقواعد الأمانة العلمية أضفى ذلك على بحثه أصالة وقيمة حقيقية. (المل،2017)

وإلى جانب النزاهة ينبغي للباحث، في بحثه عن الحقيقة، أن يكون موضوعيًا، أي متجردًا من الهوى الشخصي.  والموضوعية هي العنصر الأصعب في منظومة القيم التي تتوفر في الباحث الحقيقي؛ فالمشاعر الوطنية والقومية والدينية، والانتماءات السياسية والفكرية والمذهبية، جزء لا يتجزأ من شخصية الباحث، وبالتالي، يصعب جدًّا انتزاعها وتنحيتها والتخلص من تأثيرها تمامًا، لكن الباحث الحقيقي هو من  يستطيع أن يتجرد من عواطفه وميوله، وأن يأخذ في الحسبان كل ما يعثر عليه من أدلة، وأن يناقش هذه الأدلة ويوجهها حسبما يملي عليه ضميره العلمي، لا حسبما يقوده هواه الشخصي. (غزلان،2012)

كما أنوه أن سبب عدم التزام بعض الباحثين بأبجديات البحث العلمي قد يكون  بغير قصد نظرًا للجهل بقواعد وأخلاقيات البحث العلمي، نظرًا لاعتماد الطلبة والباحثين – وخاصة في مجال العلوم الانسانية والاجتماعية- عند القيام بإعداد بحوثهم العلمية على عدة أبحاث ودراسات سابقة، فإن هذا قد يعرضهم للوقوع في بعض الأخطاء البحثية التي تتنوع ما بين الأخطاء العفوية التي يمكن التغاضي عنها كونها لا تعتبر من قبيل المخالفات العلمية، وبين الأخطاء المتعمدة والتي تصنف في خانة الممارسات المخالفة للأمانة العلمية التي قد يترتب عليها عقوبات إدارية وقانونية ضد الباحث. وسواء تعمد الباحث ذلك أو لم يتعمد فإنّه يتعرض للمساءلة والمتابعة نظير مساسه بحقوق الملكية الفكرية التي تعتبر من أهم الحقوق الإنسانية.

وقد لاحظ عيساني (2015) أنّ هناك العديد من السرقات العلمية التي ترتكب بدون قصد من الباحث، ويُعزى سببها بشكل رئيسي إلى الجهل بتقنيات البحث العلمي سيما: التوثيق، الإسناد، الاقتباس، التلخيص، إعادة الصياغة وغيرها من المهارات الضرورية لكل باحث لتجنب الوقوع في هذه الممارسات المنافية لأدبيات البحث العلمي.

وقد كان لعلماء المسلمين السبق في العناية بمكارم الأخلاق وخاصة في مجال العلم والبحث العلمي، من خلال دقة نقل الأحاديث النبوية الشريفة وتدوينها، حيث ظهر ذلك جليًا في علم ميزان الرجال، والجرح والتعديل، وتمييز المقبول من المردود في الروايات، وقد أثمرت جهود علماء الحديث وإتباعهم الأساليب العلمية في النقل إلى إرساء قواعد متينة في البحث العلمي الجاد، وإثراء المكتبة الاسلامية. (أبو لبن، 2012)

والأمانة العلمية تندرج لدى الباحث المسلم تحت المفهوم العام للأمانة التي حملها الإنسان ليرفع الظلم والجهل عن نفسه، عملاً بإرشاد الحق تعالى في قوله: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب: 72. (مصري،2014).

ولقد لوحظ في الآونة الأخيرة حرص فئة كبيرة من أفراد المجتمع للحصول على الشهادات العلمية العليا، وأصبح "هوس" الحصول على شهادة الدكتوراه بأي شكل وبأي طريقة مرضًا لا يمكن تجاهله داخل مجتمعنا ،وقد حاول البعض أن يسلك أسهل الطرق ضاربين بالنزاهة العلمية والأدبية والفكرية والأخلاقية عرض الحائط، فظهرت لنا الشهادات المزورة والوهمية والمؤتمرات غير المعترف بها، والقائمة تمتد إلى السرقات الأدبية ومراكز خدمات الطلاب وغير ذلك. (الغنيم،1436)

وقد أكد الخصاونة (2018) على أهمية العمل البحثي في المؤسسات الجامعية والمراكز البحثية المتخصصة وأنه يشكل منطلقًا هامًا في مسعى المجتمعات نحو الرفعة والتقدم.  وبخاصة البحوث التي يتوفر فيها مقومات علمية رئيسية مثل الأصالة والمساهمة العلمية والسلامة المنهجية وخدمة المجتمع إضافة إلى الحيادية والموضوعية من قبل الباحثين. والبحث العلمي ليس نشاطًا موسميًا يقوم به الباحث فقط لأغراض الترقيات والرتب العلمية كما هو واقع الحال في الدول العربية والإسلامية، ولكنه مسار متواصل قد يصرف الباحث جل حياته في سبر أغوار المجهول والبحث عن حلول لمشكلات تؤرق المجتمع. وحتى يؤدي البحث العلمي رسالته ويحقق غاياته لا بد من توفر الأمانة العلمية والحصافة والدقة في النقل والتوثيق من المصادر وتوخي النزاهة في تلخيص وتأويل ونقل ما كتبه الكتاب الآخرين ممن سبق وأن تناولوا الموضوعات محور البحث.

كما تنبع أهمية الأمانة العلمية بما تحمله من مسؤولية رفيعة في تكوين المستقبل وصناعة الأجيال وتشكيل المنظومة القيمية والمعرفية لجميع أفراد المجتمع. وقد أبدعت الأمم المعاصرة طرائق متعددة وأساليب متباينة للحفاظ على الأمانة والنزاهة في جميع مؤسساتها.

إن أمتنا المسلمة - صاحبة الرصيد الحضاري الكبير- في أمس الحاجة الآن للانطلاق نحو استعادة آفاق النهضة والتقدم والريادة، كما انطلقت شعوب كثيرة، كانت فيما سبق قليلة الرصيد المادي والحضاري، مثل: اليابان التي دمرت عن بكرة أبيها (نفسيًّا ومعنويًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا)، بعد إلقاء القنابل الذرية على هيروشيما ونجازاكي. ومع ذلك أبهرت العالم بإرادتها وإدارتها ورغبتها الملحة في ترك بصماتها في جنبات الدنيا، عبر الالتزام بقيم الأمانة والإخلاص وأخلاقيات البحث العلمي، ولو قدر لنا أن نستثمر تراثنا الحضاري في شتى النواحي من خلال التربية والتعليم والبحث العلمي؛ لاستعادت أمتنا ريادتها وسيادتها، ولأصبحت عنصرًا فاعلاً في الحضارة الإنسانية المعاصرة، وليست مجرد مستورِدة ومنتفعة بإبداعات الآخرين، ولاشك أن ذلك مرهون بتطوير مؤسسات التربية والتعليم في بلادنا. (السلطان،2018)

تعريف المصطلحات:

أ‌. تعريف البحث العلمي:

• هو جهد علمي منهجي يبذل للتوصل إلى حقيقة علمية تسخر لمصلحة البشر. أو التعمق في معرفة أي موضوع والبحث عن الحقيقة، بهدف اكتشافها وعرضها بأسلوب منظم يساهم في إغناء معلوماتنا.

• هو وسيلة يمكن عن طريقها التوصل لحل المشكلات المختلفة عن طريق التحري والاستقصاء الدقيق لكافة المظاهر والمتغيرات والأدلة التي ترتبط بالبحث المراد القيام به.      

ب. تعريف العلوم الاجتماعية والإنسانية:

تعرف العلوم الاجتماعية والإنسانية بأنها  مجموعة من التخصصات العلمية التي تدرس النواحي الإنسانية للعالم والحياة، وهي دراسة الخبرات، والأنشطة، والبُنى، والصناعات المرتبطة بالبشر وتفسيرها. تسعى دراسة العلوم الإنسانية لتوسيع وتنوير معرفة الإنسان بوجوده، وعلاقته بالكائنات والأنظمة الأخرى، فهو المجال المعني بدراسة الظواهر البشرية.

وعادة ما يستخدم كمصطلح شامل للإشارة إلى علم الإنسان وعلم الاقتصاد وعلم النفس وعلم الاجتماع. وقد يشمل غالبًا بمعناه الأوسع جميع العلوم الإنسانية مثل علم الآثار والدراسات الإقليمية ودراسات الاتصالات والدراسات الثقافية والتاريخ والقانون وعلوم اللغة والعلوم السياسية. (موسوعة ويكيبيديا، 2018)

ت. تعريف الأمانة العلمية:

تعريف دليل عمادة التقويم والجودة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:

 بأنّ الطالب الأمين هو الذي: يظهر الاقتباس أو إعادة الصياغة المأخوذة من كاتب آخر، يعيد صياغة أعمال الكتاب الآخرين حتى يجعلها سهلة الفهم للقارئ، يظهر كيف استفاد من عمل الكتاب الآخرين في تكوين رأيه، يستشهد بأعمال الآخرين ويشير إليها كمراجع.

ث. تعريف السرقة الفكرية:

حسب وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الملك سعود:

حيث ذكرت أنّ ”السرقة العلمية في أبسط معانيها بأنّها استخدام غير معترف به لأفكار وأعمال الآخرين بقصد أو من غير قصد”.

ج. الانتحال:

الانتحال يعني في اللّغة يعني الادعاء، يقال  فلان انتحل شعر غيره أو قول غيره إذا ادعاه لنفسه أو ادعى أنّه قائله وتنحله وادعاه وهو لغيره، ونَحَلَهُ القَولَ أي نَسبَهُ إليه.

أمّا في الاصطلاح فمعناه أن يدعي الشاعر شعر غيره وأن ينسبه إلى نفسه على غير سبيل المثل. (عمادة تطوير المهارات،2012)

 وقد ورد في دليل تجنب الانتحال بجامعة كاليفورنيا التعريف التالي: “الانتحال هو استخدام غير معترف به وغير مناسب للأفكار أو صيغة من لشخص آخر”.

وهو يعني بمفهوم عام قيام شخص بتبني أفكار أو كتابات شخص آخر، واعتبارها ملكًا له، دون الإشارة إلى مصدرها بقصد أو من غير قصد. (عيساني، 2016)

أهداف البحث العلمي:

1. أن يسهم في إثراء المعرفة.

2. أن يكون له إثر إيجابي ملموس على مستوى تحسين حياة الإنسان.

3. أن تفوق الفوائد المرجوة من البحث العلمي الأضرار المتوقع حدوثها للإنسان أو المجتمع.

4. أن تتفق وسائل البحث العلمي مع مبادئ الأخلاق و ألا تكون الغاية النبيلة مبررة لوسيلة غير أخلاقية.

5. أن لا تتعارض فرضية البحث ومخرجاته مع الإطار الأخلاقي ومبادئ حماية الإنسان والمجتمع الذي يعيشه فيه. (الشوك،2012)

أخلاقيات الباحث العلمي:

تقتضي أخلاقيات البحث العلمي احترام حقوق الآخرين وآرائهم وكرامتهم، سواء أكانوا من الزملاء الباحثين، أم من المشاركين في البحث أم من المستهدفين من البحث، وتتبنى مبادئ أخلاقيات البحث العلمي عامة قيمتي "العمل الإيجابي" و "تجنب الضرر "، وهاتان القيمتان يجب أن تكونا ركيزتي الاعتبارات الأخلاقية خلال عملية البحث، وهناك بعض الاعتبارات بالنسبة للسلوك الأخلاقي تتضمن الآتي:

 الصدق

• الأمانة

• العدالة

• العفة

• العطاء

• المصداقية

• المهنية 

• السلامة

• الثقة

• الموافقة

• الدقة 

• المسؤولية

• الأمانة العلمية

• التعاون 

• سرية المعلومات

• الموضوعية

ضوابط وشروط إجراء البحوث العلمية في الدراسات الإنسانية:

• أن يكون الباحث مؤهلاً وعلى درجة عالية من الكفاءة والتخصص للقيام بالبحث الصحي وعلى معرفة تامة بالمادة العلمية في موضوع البحث المراد وأن يلتزم الباحث بالأسس العلمية والمنهجية في كافة مراحل البحث العلمي.

• أن يحترم الباحث حقوق الخاضعين للبحث وأن لا يهدر كرامتهم وأن يتم التعامل معهم بطريقة إنسانية دون انتقاص من قدرهم أو حقوقهم.

• أن لا يستغل حاجة الخاضعين للبحث أو المجتمع المالية أو الأدبية لإجراء البحث.

• أن تتوفر لدى الباحث دراسة وافية عن المخاطر والأعباء التي يتعرض لها الفرد أو الجماعة ومقارنتها بالفوائد المتوقع الحصول عليها من البحث.

• أن يتعهد فريق البحث بتقديم المعلومات المناسبة الكاملة عن طبيعة البحث وغايته والفوائد المرجوة والمخاطر المتوقعة إلى الجهات الرسمية والمبحوثين.

• أن يلتزم فريق البحث بكافة الأخلاقيات الإسلامية مثل الأمانة والصدق والشفافية والعدل.

• أن يلتزم فريق البحث في حفظ حق المساهمين في البحوث في حقهم الأدبي عند نشر البحوث أو حقهم المادي عند الاتفاق على مقابل مادي لإسهاماتهم.

• أن يلتزم الباحث بالمحافظة على سلامة الأفراد الذين يستعان بهم بالبحث (الخاضعين للبحث) وتأمين راحتهم وأمنهم وسلامتهم البدنية والنفسية وخصوصياتهم في كافة مراحل إجراء البحث.

 (شبكة فلسطين للحوار،2009) و(الشوك،2012) و (كلية التجارة، جامعة الأزهر، د.ت)

أبرز الممارسات الخاطئة المخالفة للأمانة العلمية المنتشرة في الأوساط الأكاديمية:

ساهمت شبكة الانترنت بشكل مباشر في توفير كم هائل من المعلومات وسهلت الاستفادة منها بشتى الطرق بفضل خصائص النسخ واللصق والقص، إلاّ أن ذلك ساهم أيضًا في العديد من الممارسات الخاطئة المخالفة للأمانة العلمية وهي:

1. الاستنساخ: ويتم فيه تقديم عمل الآخرين بكامله على أنه عمل للفرد.

2. النسخ: ويتم فيه نسخ أجزاء كبيرة من مصدر محدد دون ذكر المصدر.

3. الاستبدال: ويتم فيه نسخ قطعة نصية بعد تغيير بعض الكلمات الرئيسية مع الحفاظ على المعلومات الأساسية للمصدر وعدم الإشارة إليه.

4. المزج: وفيه يتم مزج أجزاء من مصادر عديدة دون ذكرها.

5. التكرار: نسخ من كتابات الفرد السابقة دون ذكرها.

6. المزيج: دمج مقاطع نصية ذُكر مصدرها بشكل صحيح من مقاطع أخرى لم يذكر مصدرها. (ويكيبيديا،2018)

وفي الحقيقة، إن موضوع الأمانة العلمية وكيفية الحفاظ عليها في حاجة إلى جهود ضخمة من قبل الباحث نفسه والمؤسسات العلمية ومحررو المجلات العلمية و وكلات التمويل والمنظمات، وفيما يلي تستعرض الباحثة أهم سبل المواجهة للمحافظة على الأمانة العلمية:

أ‌. مسؤولية الباحث في مراعاة الأخلاقيات في البحث العلمي:

يتحمل الباحث المسئولية الكاملة للمحافظة على الأمانة العلمية في البحوث والأوراق البحثية، وهذه بعض الوسائل التي ينبغي على الباحث مراعاتها عند القيام بالبحث العلمي:

- التخطيط الجيد للبحث: التخطيط للبحث بشكل جيد هو الخطوة المهمة الأولى نحو منع الانتحال، وإدراج خطة لاستخدام مصادر للمعلومات.

- التلخيص الجيد: إن من أفضل الطرق لإعداد ورقة بحثية تدوين ملاحظات شاملة لجميع المصادر؛ بحيث يكون لدى الباحث الكثير من المعلومات المنظمة قبل أن يبدأ الكتابة. وتساعد هذه الملاحظات على التقليل من الاستشهاد غير اللائق.

- ذكر المصدر: إذا رغب الباحث في إبراز أفكاره بحيث لا يظن الآخرون أنها أفكار غيره، فإن عليه أن يذكر المصدر دائمًا.

- معرفة أسلوب إعادة الصياغة: وتعني إعادة صياغة أفكار الآخرين بأسلوب الباحث الخاص ويجب أن يتذكر الباحث أن تغيير بعض الكلمات من الجمل الأصلية لا يعني أن إعادة صياغته أصبحت مشروعة، لذا يجب عليه تغيير كل من الكلمات والبناء الأصلي للجملة دون تغيير المعنى .(ويكيبيديا،2018)

ب‌. مسؤولية مؤسسات البحث العلمي ومحررو المجلات العلمية ووكالات التمويل والمنظمات:

 مؤسسات البحث العلمي مسؤولة عن البحوث التي تجرى بها ولابد من وجود لجان أخلاقيات بها للمراقبة، كما  لابد من أن يرفق بالبحث موافقة لجنة الأخلاقيات بالمؤسسات العلمية، كذلك فلا يجب التمويل إلا بعد تقديم ضمانات مراقبة المبادئ الأخلاقية للبحث. ( الشوك، 2012)

9 - توصيات البحث:

في ختام البحث توصي الباحثة بما يلي:

1 - توعية الأسر بالعمل على تنشئة الطفل على مبدأ  الأمانة  وأن تكون سلوكًا في حياة الفرد، بحيث تكون الأمانة سلوكاً للمجتمع ككل.

2 - تفعيل دور الإعلام  ووسائل التواصل الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني لبث الوعي داخل المجتمع بأهمية الأمانة العلمية وحفظ حقوق الآخرين.

3 - قيام الجامعات ومراكز الأبحاث بدورها في مجال الأمانة العلمية.

4 - الحرص على تطبيق الأنظمة المتعلقة بحفظ حقوق الملكية الفردية.

5 - إنشاء مركز الأخلاقيات العلمية في الجامعات العربية.

6 - ضبط مراكز خدمة الطالب ومراقبة خدمة تنفيذ الأبحاث العلمية.

7 - الاهتمام بإيضاح الجانب الشرعي في السرقات العلمية.

8 - تكثيف البرامج التوجيهيَّة في الجامعات من خلال التوعية بأساليب الانتحال العلمي حتى لا يقع فيها الباحث المبتدئ.

9 - إنشاء مراكز الأبحاث والدراسات المعنيَّة برصد السرقات العلمية، والتعقيب عليها، والتشهير بمن ارتكبها.

10 - عقد الدورات والمحاضرات لتعريف الطلبة والباحثين  بأبجديات وتقنيات البحث العلمي الضرورية، والتعرف على الأساليب والطرق الممكنة التي تجنبهم من الوقوع في السرقة العلمية قدر الإمكان.

11 - أهمية تأسيس مؤسسة وطنية تتابع حقوق الباحث العلمي، وتقاضي المعتدين على حقوقهم الفكرية.

 

المراجع:

- الغنيم، محمد (1436). النزاهة العلمية: تزوير الشهادات وسرقة الأبحاث «فساد بلا عقاب»!، مقال منشور بصحيفة الرياض ، بتاريخ الثلاثاء 16 رجب 1436، العدد 17116

- المنارة (2017). كيف تبحث عن المراجع العلمية في الانترنت، مقال منشور في موقع المنارة: https://www.manaraa.com/post/2433

- ويكيبيديا ( الموسوعة الحرة) (2018):  مقال بعنوان السرقة الفكرية، تاريخ الاطلاع: 25/2/2018

- عمادة التقويم والجودة . (2013 )، السرقة العلمية: ما هي؟ وكيف أتجنبها؟،جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة، متاح على الموقع:

https://units.imamu.edu.sa/colleges/science/FilesLibrary/Documents/08.pdf

- وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي (د.ت) . الاقتباس والسرقة العلمية في البحوث العلمية من منظور أخلاقي، جامعة الملك سعود، منشور على الموقع:

https://www.ut.edu.sa/documents/1583338/728984d3-1c76-40e8-9212-2f01d3d2db48

- عيساني، طه (2016). الممارسات الأكاديمية الصحيحة وأساليب تجنب السرقة العلمية، محاضرة بملتقى تمتين أدبيات البحث العلمي، من تنظيم مركز جيل البحث العلمي بالمكتبة الوطنية الجزائرية بتاريخ 29 ديسمبر 2015.

- بخولة، بن الدين (2017). أخلاقيات البحث العلمي وإشكاليات الأمانة العلمية، دراسة منشورة في كتاب أعمال ملتقى الأمانة العلمية، المنعقد بالجزائر العاصمة يوم 11/7/2017.

- طويل، نسيمة (2017).الضوابط الأخلاقية للبحوث العلمية بين الالتزام والخروق العملية، دراسة منشورة في كتاب أعمال ملتقى الأمانة العلمية، المنعقد بالجزائر العاصمة يوم 11/7/2017.

- عمادة تطوير المهارات، وكالة الجامعة للتطوير والجودة بجامعة الملك سعود. (2012). كيف تجنب طلابك خطأ الوقوع في السرقة العلمية، ورقة منشورة ضمن أعمال سلسلة نصائح في التدريس الجامعي.

- الشوك، منعم مكي (2012). أخلاقيات البحث العلمي، مقرر دراسي بكلية الطب، جامعة بابل، العراق.

- قنديل، صادق (2014). أخلاقيات البحث العلمي بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي، ورقة عمل مقدمة إلى بوم أخلاقيات البحث العلمي الموافق 2/4/2014 الذي نظمته عمادة شئون البحث العلمي والدراسات العليا، الجامعة الاسلامية، غزة.

- ممتاز، فضل الله (2012). أهمية الــصــــدق والأمانة في البحث العلمي، الملتقى الفقهي، منشور في موقع رسالة الاسلام http://fiqh.islammessage.com

- شبكة فلسطين للحوار (2009). دورة البحث العلمي، محور العلوم والتكنولوجيا، منشور  على الموقع https://www.paldf.net

- غزلان، يحيى محمد (2012). خطوات كتابة البحث العلمي، مركز الحاتم الثقافي، منشور في موقع كنانة أون لاين http://kenanaonline.com

- المل، سرور طالبي (2017). الأمانة العلمية، مقال منشور في بروشور الملتقى، ملتقى الأمانة العلمية المنعقد في الجزائر بتاريخ 11/7/2017.

- موسى، ريم محمد (2015). أخلاقيات البحث العلمي و دورها في ترقية البحوث العلمية الاجتماعية و الإنسانية، مجلة بحوث،  مركز لندن للاستشارات والبحوث، المجلد 6، (25-44).

- بركات، زياد (2011). أخلاقيات البحث العلمي و الإحصاء في البحوث التربوية و النفسية، مجلة جامعة، أكاديمية القاسمي، المجلد 15، (111 - 124).

- مقاوسي، صليحة (2015). الاعتبارات الأخلاقية للبحث العلمي في العلوم الاجتماعية       والإنسانية، مجلة بحوث، مركز لندن للاستشارات والبحوث، المجلد 3، (113 - 129).

- نعيمي، عبد المنعم (2016). إشكالية البلاجيا (الانتحال) في البحث العلمي في العلوم الشرعية و القانونية و سائر العلوم الإنسانية. مجلة الفقه والقانون، المجلد 46، (5-29).

- أبو لبن، نوزت (2012). أخلاقيات مجتمع المعرفة في التراث العربي الإسلامي  وضوابطه: المحدثون أنموذجًا. مجلة رسالة المكتبة، جمعية المكتبات و المعلومات الأردنية، المجلد 3، العدد 47،(83- 101). 

- غنيم، ريهام عاصم (2012). المعلومات الشخصية المتاحة على الويب: دراسة في إمكانية الوصول و أخلاقيات الاستخدام، مجلة الاتجاهات الحديثة في المكتبات و المعلومات، المكتبة الأكاديمية، المجلد 19، العدد37، (231 - 252).

- موسوعة ويكيبيديا (2018). تعريف العلوم الإنسانية والاجتماعية، منشور على الموقع https://ar.wikipedia.org

- الخصاونة، أنس (2018). السرقات البحثية واستكتاب البحوث والرسائل الجامعية، مقال منشور بصحيفة عمون الأردنية بتاريخ 25-02-2018.

- السلطان، فهد صالح (2018).  رسالة من القلب: قوتنا في هويتنا، مقال منشور في صحيفة الجزيرة، العدد 16563.

- مصري، محمود (2014). الأمانة العلمية: بين الضوابط الأخلاقية وورع العالِم الربّاني، مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة السلطان محمد الفاتح، العدد الرابع، خريف 2014.

- العواد، دلال عبدالعزيز (1434). الدور التربوي لأعضاء هيئة التدريس في تعزيز الأمانة العلمية في البحث العلمي لدى طالبات الدراسات العليا، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

- العبيكان، ريم عبد المحسن والسميري، لطيفة صالح (2016). اتجاهات طالبات الدراسات العليا في جامعة الملك سعود نحو الأمانة العلمية الرقمية، مجلة العلوم التربوية والنفسية، المجلد 17، العدد 1.

- الجندي، محمود عبد الكريم (2014). برامج اكتشاف الانتحال في البيئة الرقمية المتاحة عبر الويب: دراسة تقييمية، المجلة الدولية لعلوم المكتبات و المعلومات، الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات، المجلد 1، العدد 2، (34-93).

- Ardakany, Said H. (2012). The Status of Research Ethics in Persian Research Methodologies. Methodology Of  Social Sciences And  Humanities Journal, Vol.17, No.69, Winter 2012


عدد القراء: 42598

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

التعليقات 5

  • بواسطة نورة سعد اليمني من المملكة العربية السعودية
    بتاريخ 2020-07-20 12:15:44

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حياك الله أختي سارة.. وجزاك الله خيراً على دعواتك. للأسف لم يظهر لي الإيميل الخاص بك! بإمكانك التواصل مع إدارة المجلة لإعطائك الايميل الخاص بي، ومن ثم ارسال نسخة من المقال لك بإذن الله.

  • بواسطة سارة السيف من الكويت
    بتاريخ 2020-05-28 15:01:28

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يعطيك الصحة والعافية استاذة نورة على هذا المجهود الطيب أسأل الله أن يجعله في ميزان أعمالك يا رب أستأذنك بالحصول على نسخة PDF مكتملة البيانات حتى أستفيد منها في التوثيق لبحثي إن كان بالإمكان، فأرجو إرسالها على الإيميل الموجود أعلاه مع جزيل الشكر

  • بواسطة نورة سعد اليمني من المملكة العربية السعودية
    بتاريخ 2020-03-10 13:23:46

    الاستاذ الفاضل.. مختار الفرجاني حياكم الله.. بالنسبة للاقتباس من المراجع فهو نوعان: 1- التعريفات والمصطلحات العلمية تنقل نصا كما وردت في المرجع مع ذكر المرجع والتاريخ ورقم الصفحة. 2- وجهات النظر والأفكار الشخصية تنقل بتصرف مع ذكر المرجع والتاريخ. مع تمنياتي لكم بالتوفيق في بحثكم العلمي.

  • بواسطة مختار الفرجاني من ليبيا
    بتاريخ 2020-01-25 16:15:27

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أودّ أولا أن أُثني على هذا المقال الرائع والمهم جداً وإذا تفضلتم عليا أن تجيبوا على إستفساري وسأكون ممتن جداً لحضرتكم، وإستفساري هو كالتالي : أن قمت ببحث علمي من خلال تجربة علمية معنية بأمور الطاقة المتجددة وإن بحثي بعون الله لم يسبقني عليه أحد من حيث التصميم والتنفيذ إلى آخر أعمال التجربة ، ومن المعروف في أي بحث هو أن يقوم الباحث بالإستشهاد بالجانب النظري الذي يمس العديد من جوانب البحث ، وهنا يكمن السؤال حيث أنني قمت بكتابة ما تم الإستشهاد به من أمهات الكتب كما هو مكتوب نصاً في المراجع بالإضافة إلى أنه تمت الإشارة إلى كل نص برقم المرجع المأخود منه المعلومة أو الإستشهاد أو النص. فسؤالي هنا هل يلزمني تعديل النص المأخود من المراجع ؟ هل إن كتابتي للنص كما ورد في المرجع تجعلني ممن خان الأمانة العلمية؟ أو أنه يعتبر إلزاماً عليّا أن أكتبه كما ورد في المرجع ؟ شاكراً لكم سلفاً إجابتكم على إستفساري مختار الفرجاني

  • بواسطة أروى من المملكة العربية السعودية
    بتاريخ 2018-10-12 20:02:29

    مقالة رائعه ، شكرا لك

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-