ما أَدْراكِ ما عَيْناكِ؟ !الباب: نصوص
د. حسن كمال محمد محمد |
ما أَدْراكِ ما عَيْناكِ؟ !
شعر: د. حسن كمال
عَيْناكِ وَارْتَعَشَ النَّهارُ مُوَدِّعًــا
لَمّا بَـدا مِـنْـكِ الْمُحــَيّــا سـاطِـعــا
عَيْناكِ وَانْجابَ الدُّجَى مُـتَعَجِّلًا
لا يَلْتَقي قَـمَـرانِ فِي الدُّنْيا مَعـا
عَيْناكِ وَانْحَسَرَ الْمَدَى مُتَضائِلًا
زَرَعَ الْـفَـضـاءَ بَواكِــيًا وَدَوامِــعـا
عَيْناكِ وَانْزاحَتْ هُـمُومٌ لِلْوَرَى
أَنَّى لِـهَـمٍّ أَنْ يَــؤُوبَ مُـراجِـعـــا!
عَيْناكِ وَانْـشَـغَـلَ الْمُحِـبُّ صَبابَــةً
رُحْــمـاكِ مـــا يَأْتِـيـكِ إِلّا طــائِــعــا
عَيْناكِ وَانْداحَ الْمَـضِـيـقُ مُـرَحِّـــبًا
حَتَّى غَدا قَـصْـرًا بَدِيـعًا واسِـعـا
عَيْناكِ وَانْسَكَبَ الْعَبِيرُ مُفَضَّضًا
يَحْكِي حَـبِـيـبــًا بَعْدَ نَأْيٍ راجِـعـا
عَيْناكِ أَشْـواقٌ تَمُورُ مِنَ الْجَوَى
تَذَرُ الْمُـتَـيَّمَ ساجِــدًا أَوْ راكِـعـا
عَيْناكِ تَحْتَجِبُ الْغَوانِي فِي الْخُدُو (م)
رِ فَـجـاءَ حُسْنُكِ لِلْمَكارِمِ جامِـعا
عَيْناكِ رِيٌّ لِلْحَـبِـيبِ وَطُــعْـمَةٌ
مـا كانَ يَوْمًـا ظامِـئًا أَوْ جـائِـعا
عَيْناكِ مـا عَيْناكِ غَيْرُ سَـواحِـرٍ
أَسَـرَتْ فُـؤادًا ظَلَّ دَهْـرًا ضائِعا
عَيْناكِ لَـمْ تَرَ أَعْـيُنٌ مِـثْـلَيْهِـما
وَاللَّفْظُ فِي وَصْفٍ فَلَيْسَ مُطاوِعا
عَيْناكِ ظِلٌّ فِي الْهَـجِيرِ وَواحَــةٌ
حَـوــَتِ النَّعِيـمَ مُـــــذَلَّلًا وَرَوائِــعــا
عَيْناكِ لِلْعُـمْـيانِ عَـيْـنا مُبْصِـرٍ
وَهِـدايَـةٌ صــــــــارَتْ سِـــراجًــا رائِـــعـا
عَيْناكِ في الـظَّـــلْمـاءِ كُلُّ مَــنــارَةٍ
تَهْـدِي السَّفِينَ طَرائِقًا وَمَـطالِعا
عَيْناكِ مـــاءُ الْمُــزْنِ يَنْزِلُ رَقْــرَقًـا
غـــاثَ الْـعِـبــادَ بِبِرِّهِ و َمَـنـافِــعــا
عَيْناكِ تَسْكُنُ فِي الْجَوانِحِ وَالْحَشا
تَأْبَى عَلَى مَرِّ الزَّمـــانِ مُــدافِـعـا
عَيْناكِ تـــاجٌ لِلْــكَمــالِ وَمَــرْتَعٌ
وَالْحُسْنُ جاءَكِ خاضِعًا وَمُبايِـعا
عَيْناكِ بُرْءٌ لِلْمَــشُـوقِ وَبَلْـسَمٌ
فَيُرَى مِنَ الْإِشْـــراقِ وَرْدًا يانِـعـا
عَيْناكِ ما أَوْفـاهُــما حَــقًّا فَـقَـدْ
زادَ الْجَــمـــالُ وَلَيْسَ لَفْظٌ نافِـعا
تغريد
اكتب تعليقك