سَطْوَةٌالباب: نصوص
د. حسن كمال محمد محمد |
سَحَرَ القُلُوبَ فَما لَهُ مِنْ راقِي
أَسَــرَ العُـقُـولَ وَمـا لَـهُ مِـنْ واقِـي
وَسَـطا عَلَى مُـهَـج ِ الأَنـامِ يُذِيـبُـهـا
وَمُـداهُ قَـدْ غــارَتْ إِلَى الأَعْـمـاقِ
بَـلَــغَ المَـدَى بِــعَـذابِـهِ وَنَـعِـيـمـِــهِ
وَنِـــداؤُهُ يَـسْـمُـو إِلَـى الآفـــــــاقِ
كَـمْ مِنْ قَـتِـيـلٍ فِي دُرُوبِ عَــذابِـهِ
وَنَـعـِيـمُـهُ يَـحْـلُــو بِـطِـيـبِ مَـــــذاقِ
كُلُّ الْـعِــطـاشِ إِلَـيْـهِ شَــدَّتْ رَحْـلَها
وَسَـعَـتْ تَـلُـوذُ مَـشُـوقَـةً لِلـسّــاقِي
وَرَدُوا مِـيـاهَ وِصـــالِـه ِ فِي غِبْـطَـةٍ
وَصُــدُورُهُـمْ فِي حُـرْقَـةٍ لِـتَـلاقِـي
كُلُّ الْـعُـيُونِ إِلَـيْـهِ تَـرْنُـو فِي رِضًـا
قَـــدْ شَـــدَّهـــا لِإِســــارِهِ بِـوَثـــاقِ
فَـتَـرَى الْجُـمُـوعَ إِلَيْهِ تَشْـخَـصُ هَزَّها
أَلَــــقٌ يَـبُـثُّ مَـــواجِـــعَ الْمـُـشْـتـاقِ
هُـوَ ذا الْـجَـمـالُ عَـنَـتْ لِـسـَطْـوَتِـهِ الْبَرا
يا(1) كُــلُّــهــا وَعَـــدَتْ لَــهُ بِـــعِــنــاقِ
أَوَمــــــا رَأَيْـتَ مُــتَــيّــمــًا فِي حُـبّــِهِ
جـــابَ الْـقِــفـارَ يَهِـيـمُ فِي أَشْـــواقِ؟
أَوَمــا قَــرَأْتَ قَــصــائِـدًا فِي مَــدْحِــهِ
جـاءَتْ سَـبـائِـكَ عَــسْـجَـدٍ مِــهْـراقِ؟
أَوَمــا اسْـتَــمَــعْـتَ نِـداءَهُ مُـنْذُ الصِّبا
فَــعَــراكَ مَــسُّ الْــجــانِ بِالْإِحْـراقِ؟
أَوَمـا شَــعَــرْتَ بِـهِــزَّةٍ فِي ســاحِـهِ
أَرْضَـــتْـكَ فِي قَـــيْـدٍ وَفِي إِطْـــلاقِ؟
أَوَمـا أَنِـسْـتَ بِـقُــرْبِـهِ مُــتـَـمـَتِّـعـًا
حَـتَّى غَـــدَوْتَ مُــــلازِمَ الْإِيْــثــاقِ؟
أَوَما شَـمَـمْـتَ شَــذاهُ يَعْـبـِقُ ساحِرًا
فَــتَلَبَّــسَــتْـكَ شِـكايَـةُ الْــعُـشّــاقِ؟
ذاكَ الْجـَـمــالُ إِلَى أُفُـــولٍ عـاجِـلًا
أَمْ آجِــــلًا وَيُــصــابُ بـِالْإِرْهــــاقِ
أَمّــا الْـجَــمـالُ الـسّـَرْمَدِيُّ حَـقِـيـقَةً
فَـجَـمـالُ رَبِّـيَ دائِــــمُ الْإِشْــراقِ
فَـالْــزَمْ رِحـابَ جَـمـالِـهِ مُسْـتَمْتِعًا
نِـعْـمَ الْـجَـمـالُ هُـوَ الْجَـمالُ الْباقِي
وَاهْـــرَعْ لَـهُ إِنَّ الْحَــيــاةَ قَـصـِيرَةٌ
وَنَـصـِيـحَـتِي: ســـارِعْ لَــهُ بِـسـِبـاقِ
وَاللهِ إِنْ فــاتَـتْـكَ لَـــذَّةُ قُــرْبِــهِ
لكَأَنَّـــكَ الـْجُـلْـمُـودُ فِي الْإِخْــفاقِ
1- البرايا: كُتبت هكذا؛ لأن البيت مُدوَّر.
تغريد
اكتب تعليقك