ضحكة من مكان خفيّالباب: نصوص

نشر بتاريخ: 2023-09-30 00:29:37

مهدي سلمان

البحرين

ضحكة من مكان خفيّ

شعر: مهدي سلمان

 

1

من أعطاني هذي (الشنطةَ؟) من أوقعني فيها؟

لا أتذكرُ أين، ولا أبصر خلفي دربًا لأؤكدَ: منه أتيت.

رأيتُ دمي فيها فصرخت: بلادي

ورأيتُ القدرَ فقلتُ: .... 

وتحسستُ هديلَ حمامٍ فيها فعشقتُ

مددت يدي داخلها،

فسمعتُ ضجيج الموج

وساحت من عينيّ سماءٌ فكتبتُ بها.

من ورطني بتحمل عبء السفر وحيداً؟

من قال لي امشِ، ولا تنظر خلفك، فمشيت؟

من مثل الريح الغاضبة يسير ورائي، يدفعني

من؟!

من؟!

 

كتفي مثقلةٌ، وأمامي مدن من شمع الإسمنت،

وصوتي خيط عناكب يصطادُ صداه ويطلقه

لو أفتحها،

لو أعرف ما فيها غيري

لو أتجرأ يومًا ما

أتركها فوق رصيفٍ،

لو أنساها تحت أصابع عازف ناي منهمكٍ

لو أبكي فيها ثم بدعةٍ أقلبها،

أتركها تسبح نحو المجهول.

لو أجلس فيها منتظرًا من يحملنا

من يحملُها عني

من يفتحها عني،

ويخبّرني ما فيها،

ويقولُ: الشنطة فارغة إلا منك

ومن درب تمشيه ويمشيك

ولا خلف له إلا ماضيك

فحاول أن تنساه، لتنساها

حاول أن تمضي

وتحسس كتفيك.

 

2

 

ضحكة من مكانٍ خفيّ

وأسنانها لمعة الذكريات

لا تفاجئني، أتشاغل عنها

بحكّ الكلام الثقيل عن القلب

واللعب في ما يخلفه من فتات

لا أخمّن مَن خلفها

أو أحاول معرفة الصوت

لا أتلفت حولي لأقطعها بزجاجة خوفي

ماذا سأخسر حين سأسخر منها ومني؟

فلتعلُ ضحكتكَ المطمئنة حولي

فليعلُ فيّ صداها، وما بين عينيّ

فلتعلُ لمعتها

ضحكة كتفتت أغنية

ضحكة كتشقق وجه الحياة.


عدد القراء: 1923

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-