ما تنبأت أميالباب: نصوص
 | سعاد التوزاني المغرب |
.. ما تنبأت أمي أن أكون
هواء لا رئة له في جسم الأرض
أو حتى قشرة قمح تستفها شفاه الريح
جناح طاحونة يتشبه بكبير السرب
ريشة نورس تركها خلفه
ذكرى لأعز الناظرين
.. ما تنبأت أمي أن أكون
حبة غبار عزيزة النفس
لا تقبل أن تثقل على حصى
رفرفة فراشة
تحط على زهرة ثلج
على منحوتة ملح
على نيلوفر متطاير ، مل
الرقاد ، وسط البركة
.. ما تنبأت أمي أن أكون
ظل شجرة الأرز ، يتبرأ من
زينة المصابيح
و الأجراس
و الشرائط المذهبة
و علب الهدايا اللامعة
.. ما تنبأت أمي أن أكون
هبة حلم يسترخي فوق
هدأة نخلة
فجراً يزيح العمش عن نسمته
دعاء مناديل بيضاء
يلوح بها المودعون على سطح المراكب
.. ما تنبأت أمي أن أكون
غمزة امتنان من حبق
لسيد البستان
صدى ماء بارد في جرة الغجر
صلاة دومة في الرمال المتحركة
تنشد الخلاص من جذور
متشابكة
.. ما تنبأت أمي أن أكون
حفيفاً يستأنس بلغط الكتاكيت
صلح مد و جزر بخاتم زبدي
انسكاب غسق على شفاه شقائق النعمان
.. ما تنبأت أمي أن أكون
نفخة في بوق الصالحين
صيحة في - وادي الأوحال
بحق ضعفي الآدمي
لا يصبح فيه القوم جاثمين
.. ما تنبأت أمي أن أكون
رشة من عصارة عشب للظامئين
ريحاً غربية الخصب لمشتهى
الزيزفون
أو عطر بوح في جعبة قصب أخضر
.. ما تنبأت أمي أن أكون
هلاماً معلقاً في صومعة
لا يراه النساك
بلسماً من ربطة بابونج سماوية
شحنة رعد فوق غيم
يجري وراء البرق
أن أكون
همسة تشق الطريق
لسواقي الحقول
حيرة أقحوانة سامقة
لمن تحني الجانب الأيسر
.. ما تنبأت أمي
ما تنبأت
ما تنبأت
أن أكون
لو أكون
تغريد
اكتب تعليقك