معالم النهضة الأدبية في الجزيرة والخليج العربيالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2016-08-19 02:15:16

أ. د. مسعد بن عيد العطوي

أستاذ الأدب والنقد في جامعة تبوك

المملكة العربية السعودية:

كانت مدن الحجاز تتأثر بالحالة العامة للدولة العثمانية، وكذلك المنطقة الشرقية (الأحساء)، وأكثر الأثر في الحجاز لوجود المقدسات، وكانت الحجاز مطوقة بالقبائل العربية، التي لم تخضع للدولة التركية، وكانت مدن الحجاز مهاجَرًا للكثير من المسلمين لاسيما من الشام.

وقد تأسست بعض الصحف والمدارس فيما يقارب سنة 1330هـ، وكان من الشعراء إبراهيم الإسكوبي، وكان الحكم في الحجاز مزدوجًا من الأشراف ووالٍ من الأتراك، والتنافس موجود، وكانوا يعطون الناس أعطيات يرضونهم بها، فإذا انقطعت ولو زمنا يسيرًا ظهر الفقر، وممن تكلم في الدولة التركية (إبراهيم الإسكوبي)، حيث لامهم على هذه الأوضاع، وكان أول أمر الصحافة عام 1300هـ، حيث بدأت النشرات في الظهور.

ولم تقم حضارة شامخة ونهضة معروفة في الجزيرة العربية إلا بعد قيام الدولة السعودية عام 1351هـ.

وقد شارك أبناء الجزيرة الأحداث الإسلامية، وبرزت معالم النهضة من خلال الصحافة، وبرز عدد من الشعراء في الحجاز ونجد والأحساء وتلاحموا مع البلاد العربية، ومن الشعراء محمد آمين الزللي المتوفى سنة 1241هـ، وعمر بن إبراهيم البرّي، وإبراهيم الإسكوبي المتوفى سنة 1331هـ، وقد تلاحمت الثقافة الحجازية بالثقافة الشامية حين وفد عدد من الأدباء والشعراء من الشام وأنشئوا الصحافة، ونظموا الشعر، ومنهم فؤاد الخطيب، ومحيي الدين الخطيب والزركلي، وفؤاد شاكر وهم الذين مهدوا لبروز الشعراء المحدثين مثل: أحمد الغزاوي، ومحمد حسن عواد، محمد سرور الصبان، محمد حسن فقي، والأمير عبدالله الفيصل وغيرهم. وقد ظهر في نجد الشاعر ابن مشرف المتوفى سنة 1285هـ، والشاعر سليمان بن سحمان المتوفى سنة 1349هـ، والشاعر محمد بن عثيمين المتوفى سنة 1363هـ، والشاعر محمد ابن بليهد، ومن شعراء الأحساء، عبدالعزيز آل مبارك المتوفى سنة 1343هـ وعبدالرحمن الملا وغيرهم.

وبعد توحيد البلاد في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود عام 1351 هـ حدث التطور المذهل في سائر الاتجاهات، ومن المشاركات الشعرية القديمة قصيدة الإسكوبي في الخلافة العثمانية:

                  يا آل   عـثـمـان   فـالمـغـرور   من  غُرا 

                  بأهـــل أوربــة  أو عــهــدهــم   طـــــرَّا 

                  أتـــأمــنـون    لمــوتــوريــن    ديـنــهـم 

                  ألا   يروا  مـنكم  فــوق  الثرى  حــــرَّا 

                  تمالــؤوا    فـخـذوا    حــذرًا    فــإنـهم 

                  يرون   إبـقـاءكـم   بين   الـورى    ضرا 

                   فـهـذه  دولــة   الطـلـيـان   حين  رأت 

                  أسطولكم  ليس  يغني  فاجأت  غدرا 

                  وشـقـت   البحر   بالأسطول   معجبة 

                  تخـتـال   تيـهًـا   به   مـغـرورة  سكرى 

                  وأنـزلـت   بـطـرابـلس   عــسـاكـرهــا 

                  فهل   أُُربَّــــةُ  كــفـت  عــنـكـم الشرا؟ 

                  لا  تحسبون   أنهم   ناسون ما فعلت 

                  أسلافـكـم   بهموا   في  سالف  مرَّا1 

 

اليمن:

نهضتها تابعة للنهضة في مصر والشام، إذ بدأت في منتصف القرن الرابع عشر الهجري، فمن ذلك الوقت بدأت المطابع في الظهور، واتصلت بالحضارة، وقد ظهر منهم شعراء وكتاب بارزون مثل: محمد بن محمود الزبيري، إبراهيم الخطواني، وعلي باكثير، ومنهم الشاعر عبدالله البردّوني وأحمد الشامي، وعبدالعزيز المقالح، وغيرهم الكثير.

المغرب العربي:

أما المغرب فقد قام الاستعمار في الجزائر مبكرًا، مما أشغلها عن التطور، وحجزها هذا الاستعمار عن الاتصال بالنهضة في مصر والدول العربية الأخرى، وكانت المغرب حذرة من الاتصال بأوروبا، وقد ساعد المغاربة الجزائريين خلال الاستعمار الفرنسي، وتنبهت فرنسا لذلك فهاجمت المغرب وحاربته،، ثم جاء الإسبانيون إليها، وكان محمد الرابع ناشرًا للوعي فيها، حيث قامت النهضة هناك، وأنشئت المطابع وظهرت صحيفة المغرب عام 1889م، وأنشئت جامعة (القروين) التي تقوم على تدريس العلوم الشرعية واللغوية، ولها فروع في كل مكان، وقد قامت عندهم حركة إصلاحية كبيرة. ومن عوامل النهضة هناك وحدة الشعب ضد الاستعمار الفرنسي، وقد حاول الفرنسيون تشطير المغرب، فأوجدوا أنظمة خاصة بالعرب وأخرى بالبربر، ومن أشهر شعرائهم: محمد المختار السوسي، علال الفاسي، محمد القري.

تونس:

أما الأدب التونسي فهو قريب من المغرب، ففي عام 1903م ظهرت أول مجلة لهم لزين العابدين، وقد ظهرت حركة الاستقلال، ومن شعرائها (أبو القاسم الشابي) ومن الأدباء محمد المزالي ومحمد المسعدي.

ليبيا:

فظهر فيها من الشعراء: (أحمد رفيق المهدوي أحمد الشارف)، وكان لهم إسهام في محاربة الاحتلال الإيطالي.

ملامح عن الأدب في دولة الإمارات العربية:

ظهر عدد من الشعراء في دولة الإمارات العربية في ما يقارب منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وأشهرهم الشاعر خلفان بن مصبح (1946م)، والشاعر مبارك العقيلي المتوفى عام (1954م)، والشاعر سالم العويس (ت 1959م)، وأحمد بن سالم (ت 1986م)، والشاعر أحمد المناعي (1990).

وتقوم ثقافة هؤلاء على الثقافة الإسلامية، واعتمدوا في منهجهم الأدبي على التراث العربي، فهم شعراء اتبعوا أسلافهم من العربية، واستشرفوا عالم الثقافة المعاصر فكريًّا، فكانوا أميل إلى المحافظة الفنية غير أنهم شاركوا العالم الإسلامي أحداثه، ودعوا إلى قيام نهضة معاصرة، ونافحوا عن القضايا العربية والإسلامية، ولأن النهضة في مراحلها الأولى، فإن النشر يقتصر على الصحافة التي تتاح لهم بعض الأحيان، وقل وجود المطابع والمؤسسات التي تعنى بالأدباء، لذلك فإن جلّ نتاجهم ضاع ولم يدون.

بعض شعراء الأمارات:

أحمد المدني (1931)، أحمد راشد ثاني، أحمد محمد عبيد (1967)، ثاني السويدي، جعفر الجمري (1961)، حبيب الصايغ، حسن علي شمس الدين (1961) خالد بدر عبيد، خلفان بن مصبح (1921-1946) سالم بن علي العويس (1887- 1959)، سلطان العويس (1925)، سلطان خليفة (1942)، سيف المري (1962)، شهاب غانم (1940)، صالح غابشة، صقر بن سلطان القاسمي (1925)، ظاعن شاهين (1961)، ظبية خميس (1958)، عادل خزام، عارف الخاجة (1959)، عارف الشيخ (1952)، كريم معتوق (1959)، كلثم خلفان، مانع سعيد العتيبة، محمد العبودي (1955)، محمد المزروعي، مها خالد، ميسون صقر القاسمي، ناصر جبران (1953)، هاشم المسوي.

حركة الشعر في عُمان:

ظهرت حركة الإحياء في سلطنة عُمان في مستهل القرن الرابع عشر الهجري بتألق الشاعر العماني ناصر بن سالم بن عُديم الرواحي، المعروف بأبي مسلم البهلاني، المولود في عمان عام 1273هـ، وتعلم في موطنه ثم انتقل إلى زنجبار، وتوفي عام 1339هـ وهو شاعر عُمان وشاعر المهجر الإفريقي وشاعر السلاطين.

وقد قال مقصورة مطولة قوية النظم، استطاع من خلالها أن يكون رائدًا لبعث الشعر العُماني، وداعيًا لإبراز ملامح الأصالة والصدق فيه، فكان له أثر فيمن جاء بعده من الشعراء، حتى إنه ليعد – بحق باعث النهضة الأدبية في الشعر العُماني.

ومن الشعراء العُمانيين الذين لهم الريادة، الشاعر عبدالله بن علي الخليلي المولود عام 1339هـ، وقيل 1342هـ/ 1922م والمتوفى عام 1373هـ، وله ديوانان هما: وحي العبقرية وعلى ركاب الجمهور) والأخير شعر قصصي).

ومن الشعراء في سلطنة عُمان الشاعر ابن شيخان المتوفى عام 1346هـ، والشاعر عبدالرحمن الرياحي، والشاعر أبو سرور، والشاعر محمد الخصيبي، والشاعرة سعيدة خاطر، والشاعر سالم الكلباني، والشاعر هلال العامري، والشاعر محمد الحارث، والشاعر سعيد الصقلاوي، وسيف الرمضاني، وعلي بن شينين بن خلفان الكحالي، وهلال الحجري، وسهير فوده، ولها عدد من الدواوين.

الكويت:

بدأت الحركة الأدبية في الكويت على جهد بعض الشعراء وهم الذين كان لهم الدور الكبير في يقظة الحركة الفكرية في البلاد، ومن أشهرهم وأولهم الشاعر عبدالجليل الطباطبائي، وتلميذه الشيخ خالد بن عبدالله العدساني، والشيخ عبدالعزيز الرشيد، وتجسدت الحركة العلمية بافتتاح المدرسة المباركية عام 1911م، وتأسست الجمعية الخيرية عام 1321هـ، ثم المكتبة الأهلية عام 1341هـ، ثم وفدت بعوث التعليم للكويت فاستهلت بمجموعة من المعلمين من فلسطين 1936م، ثم من القاهرة 1939م.

وقد ظهرت في هذه الحقبة الحركة الصحافية مثل مجلة البعثة، وكاظمة، والكويت، البعث، والرند، والإيمان، وظهرت أكبر مجلة في الخليج العربي، وأكثر مجلة شيوعًا في العالم العربي هي مجلة (العربي) 1958م، وكنّا نحاول تجميع إعدادها ونحرص على شرائها وقراءة الأعداد الجديدة، ونحن في بداية المرحلة الجامعية في الرياض.

والحركة الشعرية ظهرت على عاتق رجال علماء تبحروا في العلوم الشرعية والتراث العربي، ثم أقبلوا على الكتب المترجمة، وعلى الاتجاهات المعاصرة من الفكر والأدب، فأُغرموا بها ولا سيما الشاعر فهد العسكر، والشاعر صقر الشبيب.

البحرين:

أشهر شعراء البحرين إبراهيم العوضي، ومن شعراء البحرين عبدالله الزائد شاعر وصحفي وكاتب أسس أول صحيفة في البحرين، وسماها باسم الجزيرة (البحرين) عام 1358هـ.

ومنهم الشاعر عبدالرحمن الباكر، والشاعر أحمد بن محمد الخليفة، وهو كاتب صحفي وله ملحمة شعرية (التماثيل الملونة) وديوان شعر (أغاني البحرين).

ومنهم ناصر بوحميد له شعر حر يميل إلى الولوج في الأحاسيس الداخلية للإنسان، وتارة يميل إلى الواقعية، ومن الشعراء عبدالرحمن المعاودة، وقاسم الشعراوي.

ومن أشهر الشعراء المعاصرين علي بن عبدالله خليفة، الذي صور الغوص وصيادي اللؤلؤ في ديوان  (أنين الصواري).

ومنهم الشاعر قاسم حداد، تواصل مع الإصدارات الصحفية في العالم العربي وهو دائم الحضور في المنتديات الأدبية وله أكثر من ثمانية دواوين.

ومن أشهر شعراء قطر المعاصرين:

أحمد الجابر (1903-1992م)، حسن نعمة (1943م)، حصة العوضي (1956)، زكية مال الله (1959)، عبدالرحمن المعاودة (1911م)، عبدالرحمن المناعي، (1948م)، عبدالرحمن بن درهم (1879-1943م)، عبدالرحمن بن صالح الخليفي (1899-1944م)، الشيخ علي بن سعود آل ثاني (1932م)، ماجد بن صالح الخليفي (1873-1905م)، الشيخ مبارك بن سيف آل ثاني (1950م)، محمد أحمد عبدالله المطوع (1953م)، محمد الأنصاري (1945م) محمد العطية (1962م)، محمد عبدالله قطبة (1955م).

 

الهوامش:

1 - د. عبدالعزيز الثنيان، الوحدة الإسلامية 60


عدد القراء: 4715

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-