بين ظلين ومنفىالباب: نصوص

نشر بتاريخ: 2016-11-25 10:07:12

حكمت العـاصي

سوريا

( 1 )

 

بينَ ظلّينِ ومنفى

أختارُ لنفسي خيمةَ لاجئٍ

وأنسى شكلَ روحي ..

مُبلَلٌ بالوجعِ .. أنا

لا أرضَ أسكنُها – يا أبي –

إلا وتمطرُها العواصفُ بالدموع

أجلسُ على صخرةِ الأحداثِ

عندَ كلِّ موت

أراقبُ الحربَ من بعيد

أصبغُ أفكاريَ الثوريّةَ بالحيادِ

وأنسجُ لجرحي العميقِ شالاً

.. شالاً لأمي

أمي التي تحاكي بخوفِها هذا الوطن ..

 

( 2 )

 

بينَ ظلّينِ ومنفى

رفاقُ السلاحِ يكسرونَ إيقاعَ النحيبِ بالرصاص

ويرقصونَ على إيقاعِ الكمنجا – الفاجعة

يرقصونَ بانتباه ..

أمٌّ تنازعُ بينَ لونينِ على النقيض

الأسودُ

إلهُ الحزنِ

ربيبُ ذاتِ الدمعِ

يعربدُ في طقوسِ الجنازةِ  .. ماجنًا

وينتشي ..

والأبيضُ رديفُ عرسِنا المفقود

يذرُّ نتفَ الثلجِ

علىطولِ المسافةِ بينَ صرختين ..

بينَ صيحةِ الميلادِ الأولى

وآخرِ خيطٍ أحكمَ نسجَ الكفن ..

 

 ( 3 )

 

بينَ ظلّينِ ومنفى

يمضي السوريُّ إلى حتفِهِ بكبرياء

 

وكأيِّ مدعوٍ إلى كرنفال

يصافحُ العطرَ .. ويمضي

نحنُ

نحنُ لا نشبهُ الموتى الآخرين

نموتُ جماعاتٍ لنحيا

ويموتونَ فرادى وهم على قيدِ الحياة

لم نعدْ نهابُ الموتَ .. أكيد

نزعنا عنهُ أشواكَ رهبتهِ

ومتْنا ضاحكين ..

يا موتُ

أيّها الماردُ الجبّار

ساذجٌ فينا من يسلّمُكَ زمامَ عمرهِ

ألا ترانا نموتُ كالجبالِ شامخين

 

 ( 4 )

 

بينَ ظلّينِ ومنفى

وحدنا ..

" نموتُ – كالأشجارِ – واقفين "


عدد القراء: 3772

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-