نصوص قصصيةالباب: نصوص
شيمة محمد الشمري حائل - السعودية |
عصافيري
في الشباك الصغير المرتفع .. في زاوية غرفتي .. في عشه الصغير ..
كان مزعجًا وكنت مترددة في إزالة عشه!
ومن الداخل ومن حيث لا يراني كنت أراقبه, وأتأمل جهده في ترتيب القش بطريقة رائعة .. لذا كنت مترددة في إزالة هذا الجمال وإهدار هذه الحياة الصغيرة!
مع مرور الوقت زاد عدد الأصوات الصغيرة ..
وبعد أن كانت العصافير تتجول في حديقتي .. حيث تعلمت الطيران، وبينما كنت أستمتع بمراقبتها .. طارت العصافير .. واختفت الأصوات ...
يا للفراغ الذي أشعر به الآن!
أصابع خضراء
وأنا أساعد والدي في تقطيع الخروف المسكين قطعت أصبعي ..
تناثرت دمائي .. واختلطت الدماء ..
فزع أهلي وسارعوا بي إلى أقرب مركز طبي ..
في زحمة الصراخ والدماء نسوا أصبعي الصغير!
بعد عام: أنا بأصبع مبتور ..
وفي حديقة منزلي نمت أصابع صغيرة!!
حياة عالقة
أستقبل الموت وأتنهد ..
فما زال هناك كثير من الكلمات لم أقلها ..
وكثيرة هي الحكايات التي لم أكتبها ...
وكثير من الحب لم أجد الشجاعة لأعيشه ..
لكن .. حان الوقت!
وكثيرة هي الأشياء العالقة!
أشلاء شاعر
وهو عائد من المدرسة كان يردد:
(الدودة قالت للأرض: إني أدميتك بالعض ...) (1)
في لحظة .. فتحت جهنم أبوابها على مدينته الصغيرة، علا الصراخ وتناثرت الدماء ..
ارتطم رأسه المهشم بالأرض ..
بينما هناك في الخفاء دودة تنتظر ..!
عصافير
يتسابقون إلى دكان العم أحمد ليشتروا الحلوى والفشار ..
ضحكاتهم تملأ المكان ..
يهبط عليهم الظلم والظلام .. تذوب الحلوى ..
ويتطاير الفشار مع بقايا أجسادهم الصغيرة!
ودماؤهم تملأ المكان ..!
قاع
كنت أحب تخيل الأمور الغريبة .. كالوقوع من قمة جبل .. أو الغرق!
في آخر مرة تخيلت أنني أقع في بئر عميق ..
اللحظات المرعبة والصادمة التي مررت بها جعلتني لا أتخيل تلك الأمور لاسيما وأنا في قاع البئر!
كائن ما
في ساعات السهر الطويلة التي أقضيها في سريري وأنا أتأمل سقف غرفتي ..
يخيل إليّ أن له عينين .. وربما يسمعني أيضًا ..!
وكأنه يحنو لحالي وأرقي .. أو ينتظر غفوتي ..!
كل ذلك تؤكده تلك اليد الدافئة التي تمسح على شعري وتلك الأنفاس التي أشعر بها قربي عندما أغط في نومي أخيرًا ..!
ــــــــــــ
(1) أحمد مطر .
تغريد
التعليقات 1
كاتبة واحساسها مرهف يدخل من القلب للقلب
اكتب تعليقك