وسائل الاتصال وأثرها علـى اللغة العربية الباب: مقالات الكتاب
سهام بنت عبدالله بن صالح الحربي الرياض |
اللغة الأم أو الجواز المتداول بين الشعوب هي اللغة العربية، فالدول تسن الضوابط لحماية الجواز من التزوير ومن باب أولى يجب ان نحافظ نحن العرب على وثيقة اللغة العربية وهويتها من كل من يستبدلها ويحاول إخفاءها حتى لا تتعرض في يومٍ ما إلى الاختلاس.
وتعتبر لغة الضاد جزء لا يتجزأ من مصادر الثقافة والادب، وقناة اتصال وتواصل بين مختلف الأجيال واللغة العربية عالم من خلاله يستطيع المرء ان يبدع في التعبير عن المعارف باعتبارها لغة معرفية وثقافية؛ والثقافة جزء من الحياة لقولة تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) (القلم: الآية:3-4)، وتستخدم في المحاسبة والعلوم الهندسية والتطبيقية والعلم في اللغة بحر لا يحاط به، وقد تستخدم أيضًا لإثارة العواطف والانفعالات في النفوس البشرية.
ومما لاشك فيه أن اللغة هي لباس العقل وسلاحها اللسان الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يتحدث بحرية الرأي والفكر وعليه فإنا نستطيع أن نعطي هذه اللغة أهمية بالغة وعناية لامثيل لها؛ كونها لغة القرآن الكريم، التي منحها الله للمسلمين على اختلاف ألسنتهم وأجناسهم، وخصهم بها كما جاء في قول الله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) (الروم: الآية: 22). ويمكننا وصف الاتصال بأنه: مفتاح للحياة ومن خلاله يحدث تطورها، ومع تنوع التعريفات لدى الباحثين، فإنه يمكننا القول بأن الاتصال: عملية يتم بمقتضاها تفاعل بين مرسل ومستقبل ورسالة في مضامين اجتماعية معينه، و في هذا التفاعل يتم تبادل ومشاركة الأفكار والمعلومات في قضية ما.
ويعتبر الإعلام (المرئي والمسموع ) قادرًا على بناء جيل لغوي متذوق إن كان ما يقدمه ويسعى إلى تحقيقه مستوى راقٍ وجميل، أما إذا كان الاعلام يسعى إلى ما هو دون المستوى فإن ذلك يؤدي إلى هجر اللغة، والثقافة، والقيم المرتبطة بها ؛ مما يتسبب في خلق فجوة سيستغل من قبل الثقافات الأجنبية.
واستعمال الفصحى في لغة الإعلام ليس بصعب، فهي لغة سهلة وتتمتع بالمرونة في مستواها العملي ومدركة من قبل أفراد المجتمع بتفاوت الأعمار، والبيئات المختلفة وتتسم بالعمق للمعاني والأفكار، وتعتبر اللغة العربية متجددة وقابلة للتكيف مع الاحداث وتطور الأجيال إلا أن وسائل التواصل الحالية أصبحت تركز على اللغات الأخرى على طبيعة اللغة العربية مما أدى ذلك إلى ضعف قابلية اللغة والأدب والثقافة العربية وعندما ننظر في بعض الأدلة ندرك علاقة اللغة بالفكر، فاللغة العربية لغة الرسل و تعد أغنى أمم الأرض حضارةً وثقافةً وعددًا، كما أنها اللغة الدينية الإسلامية التي تزيد عن المليار من البشر.
أما فيم يخص وسائل الإعلام المتنوعة في وقتنا الحالي فهي تعد من أهم مظاهر الحضارة حاليًا، وهي التي تصنع الرأي العام وتشكل معانيه في جميع أنحاء العالم، وبناء على ذلك فاللغة تعتبر متأثرةً بالإعلام أشد التأثير؛ لأنها هي الوعاء الذي يضع فيه صانع المحتوى فكرتة ومحتواه على جمهوره عبر شاشات الأجهزة الذكية، وأصبح الإعلام هو الذي يصنع اللغة، ويحدد الأذواق، ويصنع اختلافات الراي لذلك لابد من وقفة من وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والثقافية للمساهمة في صناعة اللغة وتشكيلها من جديد لتنوع مدركيها من قبل افراد المجتمع كافة من متعلمين وغير المتعلمين.
وإلى كل من يقرأ كلماتي أقول: لابد من العمل والتكاتف على تحسن علاقتنا بلغة القرآن وربط الصلة الوثيقة بين وسائل الإعلام التي لا حصر لها والمجامع اللغوية، وإنشاء جمعيات مختصة لحماية اللغة العربية؛ لأجل تطويرها والحفاظ على تاريخها بعيدا عن العامية والألفاظ النائية وإلزام صانعي المحتوى الالتحاق بها؛ كونهم مؤثرين في عالمنا العربي عبر برامج التواصل الاجتماعي وجعل اللغة وسيلة للإبداع والحضارة التي تصنع الأمم وتطورها؛ لتشهد نموًا في نفوس القراء والمثقفين وتصنع لنا جيلاً متذوقًا وفعالاً، كذلك ينبغي إقامة دورات متنوعة من خلال استقطاب نخبة من الاكفاء والمهتمين باللغة والآدب لاستخراج الطاقات الكامنة والمواهب الموجودة لديهم واستغلالها في الابداع العربي، وافتتاح مراكز خاصة باللغة العربية تغري عشاق اللغة والشعراء والموهوبين بالخط العربي الالتحاق بها، واستحداث مسرحيات وبرامج مخصصة للأطفال بالفصحى لتنمو معه هذه اللغة دون استنكارها وأن يستشعر المسلم العربي أهمية هذه اللغة واحترامها وتعظيم مكانة الفصحى ؛كونها لغة التاريخ والحاضر والمستقبل.
- إضاءة:
بصمة المسلم هي اللغة العربية فالواجب الحفاظ عليها كالهوية الوطنية بين الشعوب والأوطان العربية والإسلامية.
تغريد
اكتب تعليقك