باحث ألماني: الأدب العربي يختلف عن الأدب الغربي بتاريخه العميق

نشر بتاريخ: 2016-05-21

فكر – الرياض:

أكد المحاضر في الأدب العربي بجامعة برن وزيورخ بسويسرا، المترجم الألماني هارتموت فاندريش أن الأدب العربي يختلف عن الأدب الغربي بتاريخه العميق وامتداد أجناسه.

وأضاف الأدب العربي تميز بوجود هذا التاريخ وبانفتاحه أيضًا على الأجناس الأدبية العالمية مما ساعد على تبلوره وتفرده في بعض الإبداعات.

وقال خلال حوار معه في برنامج «الساحة الثقافية» الذي يُبث على قناة SF العمومية الأولى للتلفزيون السويسري بحسب -swiss info_ إن الأدب في العالم العربي يخضع مثله مثل الأدب الغربي لضغوطات متنوعة تحد من حريته.

حرية الأدب

وأوضح أن الأدب الحُر غير موجود في أي مكان من العالم، وليس ذلك مقصورًا على الأدب العربي، وقال: الأدب يخضع لصيغ مختلفة من الضغوط، كالمحظورات السياسية والاجتماعية، وهذه موجودة في العالم العربي أيضًا. إذن الأدب العربي بمفهوم الحُرية الكاملة غير موجود بالتأكيد. هناك محظورات مختلفة.

الرقابة في الأدب العربي

وفيما يخص المحظورات في الأدب العربي بين هارتموت فاندريش أنها لا تخص الأدب العربي وحده وأن الرقابة على الكتابة الإبداعية موجودة بكل العالم، وأضاف: لكن لا يمكن الذهاب إلى الجزم بوجود رقابة موحدة متشابهة، أو غياب موحد للحرية في الأدب العربي. هناك متغيرات تختلف باختلاف الدول العربية التي تتباين في تركيبتها.

عمق تاريخي للأدب العربي

هناك أنواع رئيسية مثل الرواية والقصة القصيرة والمسرح والشعر، وهي الأنواع الرئيسية للأدب في العالم العربي أيضاً. لكن هذه الأنواع تتصف بعمق تاريخي يفوق ذلك الموجود لدينا، لأن بوسع الكتّاب العرب العودة إلى أدب يعود تاريخه لعدة مئات من السنين، وهم يلجأون إلى ذلك أيضاً. ومن الناحية الأخرى، يتسم هذا الأدب بامتداد عالمي، لأن بوسعه توظيف إحتياجات التطور الحاصلة في أنواع الأدب الأخرى المستخدمة عالمياً. وهذا ما جعل الأدب العربي أدباً واسعاً وغنياً ومتنوعاً.

كيف نفهم الإبداع العربي

وعن كيفية فهم الإبداع العربي قال هناك عوامل مهمة لفهمه منها:

الرغبة في التعامل مع هذا الأدب والتعمق به.

الانخراط في المجتمع الذي ينتسب إليه.

التعامل مع الصعوبات المختلفة التي تظهر أثناء القراءة.

محاولة إدراك واستيعاب تلك الأشياء التي لا نجدها في مجتمعنا.

الاهتمام بالذات

وذكر هارتموت فاندريش أن الأدب العربي تراجعت اهتماماته في الكتابة عن السياسة وأن التزام المبدعين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بالأدب السياسي اختلف في الوضع الراهن، فالذي يلاحظه من خلال ترجماته وقراءته أن الأدباء العرب اهتموا أكثر بالأوضاع الاجتماعية والالتزام ، وأبرز ما يميز الرواية مثلاً عودتها إلى المواضيع الفردية الشخصية.

هارتموت فاندريش

كاتب ومترجم وأستاذ جامعي ألماني الأصل متخصص في الأدب العربي والدراسات الاستشراقية. تعلّم اللغة العربية في ألمانيا ثم في جامعة كاليفورنيا. يركّز جهوده منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي في مجال ترجمة الأدب العربي المعاصر. يقيم في العاصمة السويسرية برن منذ أزيد من 30 سنة، وحاصل على العديد من الجوائز القيمة في مجال الادب، كانت آخرها الجائزة السويسرية الكبرى لعام 2016 في مجال الترجمة الأدبية.


عدد القراء: 2731

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-