مدخل إلى المسألة الفلسفية .. كيف نواجه معضلة الفلسفة؟
فكر – المحرر الثقافي:
الكتاب: "مدخل إلى المسألة الفلسفية"
المؤلف: زكي الميلاد
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون/نادي جازان الأدبي
عدد الصفحات: 176 صفحة
يمثّل هذا الكتاب أكثر من مقاربة حول المسألة الفلسفية، فبالنسبة إلى المؤلف الأستاذ زكي الميلاد فإن الحاجة إلى الفلسفة تكمن من كونها لها علاقة بالتقدم والنهوض بالمجالات كافة، العلم والتربية والثقافة والتنمية والبيئة والصحة والسكان وغيرها من المجالات الأخرى، فكل هذه المجالات تقف وراءها فلسفة، تسهم في بلورة الرؤية الكلية والعامة الناظمة لجميع خطوات العمل، والرابطة لجميع المراحل، والكاشفة من وجه آخر عن مدى بعد النظر، وسعة الأفق، وخصوبة الخيال، وحيوية الفكر، وهذه الفلسفة تتصل بطرف مع الفلسفة التي هي علم العقل.
- انطلاقاً من هذا الهم المعرفي وما تشهده الفلسفة من تغير في مختلف وجوهها وأبعادها، سواء في المادة أو الموضوع، أو المنهج والطريقة، أو حتى في اللغة والكتابة؛ يأتي هذا الكتاب ليشكل مدخلاً إلى المسألة الفلسفية في بعض جوانبها المهمة، فالفصل الأول يقارب الفلسفة من جهة ما أصابها من أزمة في المجال العربي المعاصر، وضرورة تخطي هذه الأزمة عن طريق استعادة ما يسميه المؤلف بـ "الاجتهاد الفلسفي"، ويعني به الاجتهاد الذي ينقلنا من حالة التبعية إلى حالة الاستقلال، ومن حالة السكون إلى حالة الحركة، ومن حالة الجمود إلى حالة الإبداع. أما الفصل الثاني فيقارب الفلسفة من جهة استعادة الحديث عن ابن رشد في المجال العربي المعاصر، وذلك بوصفٍ من المؤلف يقول فيه: أن ابن رشد مثّل من جهة أولى وضعيةً فكريةً فريدةً في تاريخ تطور الفكر الفلسفي الإسلامي والإنساني معاً، الوسيط والحديث، ومثّل من جهة ثانية حالة من الجدل والانقسام الفكري المستمر قديماً وحديثاً، بين من يناصره بشدة، وبين من يقارعه بشدة...". وفي الفصل الثالث يقارب المؤلف الفلسفة من جهة البحث عن العلاقة بين فلاسفة المسلمين القدماء وفلاسفة أوروبا المحدثين، والبحث عن هذه العلاقة من البحوث الجادة التي ما زالت بحاجة إلى تدقيق وتحقيق، لاستجلاء الرؤية، وبيان الحقيقة. وكذلك الفصل الرابع الذي يقارب الفلسفة من جهة النظر في علاقة الفلسفة بالقرآن الكريم، القضية التي فتح الحديث عنها الدكتور محمد يوسف موسى في كتابه (القرآن والسُّنَّة)، وقدّم حولها مطالعة مهمة كانت بحاجة إلى مناقشة. أما الفصل الخامس والأخير، فهو يقارب الفلسفة من جهة العلاقة مع الدين، العلاقة التي ظلت في ساحة الفلسفة قديماً وحديثاً موضع جدل ونقاش.
- وعليه، يمثل هذا الكتاب إضافة مهمة إلى المشهد الفلسفي العربي اليوم في سياق تحولات وتحديات تواجهها المسألة الفلسفية بين مختلف التيارات الفكرية والفلسفات المنبثقة عنها مع الاعتراف للجميع بأنهم خلاّقين مبدعين، ولكن كل على طريقته. ولهذا قدّم المؤلف قراءات مختلفة، تحيي النص الفلسفي وتجدّد معرفتنا به أكثر.
تغريد
اكتب تعليقك