كريستوف غالفار: الكون في متناول الفهم
فكر- الرياض:
الكون الذي يحيط بنا هو مصدر رائع وثري للكثير من الأحلام والخيالات والتصورات. ولكننا لا نملك حوله سوى القليل من المعارف العلمية، والأغلبية الساحقة من عامّة البشر لا يملكون من المعارف سوى تلك التي تعود إلى عقود كثيرة سابقة وبتحديد أكثر إلى القرنين التاسع عشر والعشرين.
لكن هذا لا يمنع واقع أن العلماء المختصيّن يبذلون الكثير من الجهود ويقدّمون العديد من الدراسات من أجل جعل هذا العالم الذي نعيش فيه أكثر قربًا من الفهم. ذلك بالاعتماد على الاكتشافات والمعطيات العلمية التي يتوصلون لها.
ومن بين هؤلاء الباحث الفيزيائي الفرنسي الشاب «كريستوف غالفار» الحاصل على شهادة الدكتوراه في علوم الفيزياء النظريّة من جامعة كمبردج، حيث كان المشرف على أطروحته العالم الفيزيائي الكبير «ستيفن هاوكينغ».
وبعد أن قدّم «غاليفار» كتابًا مشتركًا مكرّسًا للأطفال مع أستاذه وزوجته «لوسي هاوكينغ» تحت عنوان «جورج وأسرار الكون» بدأ بمشروع كتابة ثلاثية حول نفس الموضوع المتعلّق بالكون والتي صدر المجلّد الثاني منها قبل أسابيع قليلة تحت عنوان «الكون بمتناول الفهم».
إن المؤلف ــ عالم الفيزياء الشاب يتوجّه في حديثه لقارئه وكأنه يروي قصصًا للأطفال. لكنه يحدد القول منذ البداية أنه يتوجه لـ«الكبار كما للصغار». ويحدد هدفه من هذا العمل في دفع العلم إلى ما هو أبعد بكثير من مجموعة المفاهيم العلمية القديمة التي يصفها بـ «التي غطاها الغبار». من هنا تبدو الشروحات التي يقدمها في «مادّة الفيزياء وكأنها دعوة لأسفار بعيدة ولمغامرات تقارب حدود الخيال».
ومن الطبيعي أن يجد الفيزيائي الشاب مرجعيته في العمل على «تعميم المعرفة العلمية» لدى أستاذه ستيفن هاوكينغ الذي جعل من نفسه أستاذا لنشر المعارف العلمية وصدر له عام 1988 كتاب شهير تحت عنوان تاريخ موجز للزمن وجهه بالتحديد لـ«غير الاختصاصيين».
ومن الأفكار التي يحاول المؤلف ــ عالم الفيزياء النظرية تأكيدها هو أن الفيزيائي والشاعر يمضيان جنبًا إلى جانب. ذلك أنه لا يمكن للمرء أن يعمل في حقل العلم دون حلم ، ودون مخيّلة. والتأكيد مع مقولة منقولة عن عالم الرياضيات الشهير البير انشتاين مفادها أن «المعرفة ليست أكثر أهمية من المخيّلة».
وبهذا المعنى يشير كريستوف غالفار أن أحد الأهداف الرئيسية من تأليف «الكون في متناول الفهم» يتم التعبير عنه بالجملة التالية: «الفكرة هي اصطحاب البشر في رحلة يعتريهم الإحساس في بعض لحظاتها أنهم يسبحون بين كوكبين».
والكتاب ــ دعوة للتعرّف بصحبة «فيزيائي» على عوالم الكوكب الأرضي والكواكب الأخرى بطريقة جديدة وبكثير من السلاسة التي تسمح لجميع القرّاء على مختلف مستوياتهم بفهم ما كان يبدو حتى الآن بمثابة «أحجية». ولعلّ الميزة الكبرى لهذا العمل أنه يبدو أحيانًا كـ«رواية بوليسية» ولكن دون أن يفقد المؤلف ــ الفيزيائي أبدًا «الصرامة العلمية».
المؤلف في سطور
كريستوف غالفار من مواليد عام 1976. درس الرياضيات والفيزياء في جامعة كمبردج البريطانية. وكان لمدّة خمس سنوات أحد طلبة العالم الكبير ستيفن هاوكينغ الذي يتم توصيفه غالبًا أنه وريث نيوتن وانشتاين. صدر له عام 2007 كتاب بالاشتراك مع أستاذه ستيفن هاوكينغ تحت عنوان «جورج وأسرار الكون» الذي كان عبارة عن «قصّة للأطفال» ترمي إلى شرح قوانين الكون. ثم كتب عملاً آخر للأطفال تحت عنوان «أمير الغيوم».
تغريد
اكتب تعليقك