الأدب في زمن الكوروناالباب: مقالات الكتاب
حسام حسني بدار كاتب ومترجم من الأردن |
سارة كولين
طالبة دكتوراه في الأدب الأمريكي
ترجمة: حسام حسني بدار
هل انتهيت بالفعل من قراءة "الموقف" The Stand (رواية فانتازيا/ رعب للمؤلف الأمريكي ستيفن كينغ، تدور أحداثها بعد نهاية العالم) و"حرب الزومبي العالمية" World War Z (رواية تحوّلت إلى فيلم كارثة ورعب من إخراج مارك فورستر)، وتبحث عن المزيد من الكتب لتشغل وقتك أثناء ملازمتك الإجبارية للبيت؟ ألقِ نظرةً على بعض الروايات الأقلّ شهرةً حول تفشّي الأوبئة التي قد تساعدك على قضاء الوقت - أو تدفعك إلى مزيدٍ من اليأس الوجودي.
"يوميّات عام الطاعون"
(A Journal of the Plague Year (1722
رواية خيالية عن وباء الطاعون الأسود الذي ضرب لندن عام 1655 للمؤلّف دانيال ديفو. Daniel Defo وهي كالكثير من كتاباته الأخرى، مثل "روبنسون كروزو" (1719)، تتميز باهتمامٍ مثيرٍ للدهشة بالتفاصيل. في الرواية ينتقل الرّاوي من منزلٍ إلى منزل ، ويسجّل الملاحظات المروّعة للطاعون على الحياة اليومية على طول الطريق. يُشار إلى "يوميّات عام الطاعون" في الحقيقة لكونها أكثر تفصيلًا من يومياّت طاعون صموئيل بيبيس Samuel Pepys الواقعيّة.
"أورموند؛ أو الشاهد السرّي"
(1799):Ormond; Or, The Secret Witness
تدور أحداث رواية تشارلز بروكدين براون Charles Brockden Brown خلال اندلاع الحمى الصفراء التاريخية المدمِّرة عام 1793، والتي أصابت سكّان فيلادلفيا. كان هذا حدثًا عاش فيه المؤلف، وفقَد أفضل صديقٍ له. تركّز الرّواية من الناحية الموضوعية على الطرق التي يتغير بها الأفراد كردّ فعْلٍ على بيئاتهم الاجتماعية، وتتابع بطلة الرّواية ’كونستانتيا‘ (وهي امرأة شابة تكافح من أجل إبقاء أسرتها في المنزل وإطعامها عندما يفقد والدها عمله أثناء تفشّي المرض) وعلاقتها بأورموند الغامض. إنّ بعض التفاصيل الدامية بشأن آثار الطاعون قد تزعج حتى القرّاء المعاصرين!
"الرجل الأخير"
(The Last Man (1826
تشتهر مؤلفة الرّواية ماري ولستونكرافت شيلي Mary Wollstonecraft Shelley باختراع رواية الخيال العلمي من خلال روايتها الأولى "فرانكنشتاين" Frankenstein (1818). كما كتبت رواية عن ما بعد نهاية العالم أثّرت بشدّة على روايات الطاعون – تدور أحداثها في نهاية القرن الحادي والعشرين، وتمثّل وجهة نظر رجلٍ وحيد "ليونيل فيرني" – والذي يشاهد زوال الجنس البشري. تعتمد الشخصيات التي تمّت مواجهتها على طول الطريق على أشخاصٍ من دائرة شيلي الاجتماعية، مثل بيرسي بيش وبايرون.
"الأرض تبقى"
(Earth Abides (1949
تتحدّث رواية الكاتب الأمريكي جورج ر. ستيوارت George R. Stewart عن أنه بعد التّعافي من مرضٍ غامضٍ يقتل غالبية سكاّن الولايات المتحدة، ينطلق "إيشروود ويلسون" في رحلةٍ عبْر أمريكا لاكتشاف من يوجد هناك أيضًا، محاولًا في نهاية المطاف بدء المجتمع من جديد. رواية ستيوارت لم تتطور بشكل جيد من حيث النوع والسياسة العرقية، لكنها لا تزال مثيرةً للاهتمام كمخطط لروايات ما بعد نهاية العالم في القرن العشرين. إنه فحصٌ مثيرٌ للاهتمام بمخاوف الولايات المتحدة بعد الحرب، والتي يمكن تتبّع الكثير منها حتى يومنا هذا.
"الكوميديا التهريجية! أو وحيد، ليس إلاّ"
Lonesome No More 1973
مثل كثيرٍ من مؤلّفات كورت فوننيجوت Kurt Vonnegut (الكاتب الأمريكي)، يعتبر عمله هذا من نوع الكوميديا السوداء الجدّية. تقع أحداث هذه الكوميديا في نيويورك حيث يعيش السكّان في عزلة، ويرويها من خلال السّرد الارتجاعي ملك مانهاتن البائد. من بين الكوارث الأخرى كانت هناك تجربةٌ وطنيةٌ خاطئة: بدأت الصين بتقليص مواطنيها من أجل توفير الموارد. والنتيجة أنهم يتقلصون في النهاية إلى الحجم الذي يتم استنشاقه من قِبل البشر من ذوي الحجم العادي، مما يؤدّي إلى تفشّي الطاعون الذي يهزّ العالم الغربي...
"العمى"
(Blindness (1995
تُفصّل رواية خوسيه ساراماغو José Saramago (الرّوائي البرتغالي) تفاصيل تفشٍّ وبائيّ مفجع في مدينة لم يُذكر اسمها يسْلب الناس من أبصارهم. ردًّا على تفشّي الوباء، تقوم الجهات المختصّة بجمْع المصابين والحجْر الصحي عليهم. تتحوّل الأمور بسرعةٍ إلى فوضى حيث أنّ المكفوفين يعاملون بقسوةٍ من قِبل المسؤولين. ربما يكون "العمى" هو الكتاب الأكثر خبْثًا في هذه القائمة والذي ربّما يقول شيئًا - الاقتراب بحذر!
"سنوات الأرز والملح"
(The Years of Rice and Salt (2002
قد يكون كيم ستانلي روبنسون Kim Stanley Robinson (الكاتب الأمريكي) معروفًا بشكلٍ أفضل لاهتمامه بالتنبؤ بالمستقبل في روايات الخيال العلمي – مثل "ثلاثية المريخ" (Mars trilogy (1993-1996 و"أورورا" (2015)، ولكنه في "سنوات الأرز والملح" ينظر إلى الماضي، متكهنًا بما كان سيحدث إذا جرى قتل 99٪ من سكان أوروبا بدلاً من ثلثهم بسبب الطاعون الأسود. تحكي الرّواية، التي تنقسم إلى عشرة أجزاء، قصّة عالَم غربي يتم بناؤه على مرّ العصور مع تأثيرات مختلفة إلى حدٍّ كبير.
"أوريكس وكريك"
(Oryx and Crake (2003
هذا الكتاب (الذي هو الجزء الأول من ثلاثية Madaddam التي قامت بتأليفها الرّوائية الكندية مارغريت أتوود Margaret Atwood ما بين عاميّ 2003 و 2013، هو من وجهة نظر شخصية تعاني من فقدان الذاكرة، يدعى "سنوومان"، والذي قد يكون آخر إنسان على قيد الحياة. ومن خلال السّرد الارتجاعي، نبدأ بالتعرّف على المزيد من حياته قبل نهاية العالم – حيث يكون في ذلك الوقت قد عمل جنبًا إلى جنب مع أفضل صديقٍ له "كريك" في مختبر لعلْم الوراثة حيث كانت تُجرى تجارب محفوفة بالمخاطر على كلٍّ من الحيوانات والبشر.
"عام الطاعون"
(Plague Year (2007
في جزءٍ أوّلٍ آخر من ثلاثية ألّفها جيف كارلسون Jeff Carlson ، تتخيل القصّة المثيرة عالَمًا خرجت فيه تقنية النانو عن السيطرة ، مما أدّى إلى "طاعونٍ آليّ" يقتل أيّ مخلوقٍ ثدييٍّ يصيبه. لكنّ الطاعون لا يستطيع البقاء على ارتفاعات عالية. ولهذا فرّ البشر الناجين إلى أماكنٍ مثل جبال روكي في كولورادو، للعيش على ارتفاعاتٍ تصل إلى أكثر من 10000 قدم. في هذه الأثناء، يحاول روّاد الفضاء العالقون في محطة الفضاء الدولية إيجاد حلٍّ للوباء – وينجحون في ذلك.
المصدر:
https://www.headstuff.org/culture/literature/pandemics-in-fiction/
تغريد
اكتب تعليقك