العقلانية الكانتية وتطبيقاتها جماليًا: دراسة في فلسفة "كانت" الجماليةالباب: مقالات الكتاب
د. سامي محمود إبراهيم رئيس قسم الفلسفة- كلية الآداب جامعة الموصل – العراق |
سأحاول في ورقتي هذه أن أرشف من عذوبة الجمال، التي رشف منها "كانت" كي اقترب من معاني الوجود وما ألذها من معاني تروي القلب المشتاق فيتحد العقل والقلب والجسد ليكون فلسفة الجمال في لقاء الحب الخالص.
فمن نعم الله تعالى على الإنسان أن وهبه شعورًا فياضًا، ورهافة حس تنزع به نحو الجمال والسعي إليه، فأصبح الجمال من مكونات حياته، حتى أصبح الجمال علمًا وفنًّا وصناعة، ودخل في الإبداع الأدبي بكل أجناسه وارتبط بجميع أنواع الفنون، وصار اللمسة الإنسانية الراقية في كل مرافق الحياة.
حققت آراء "كانت" الجمالية إنجازًا مهمًا في مجال النقد الفلسفي من خلال مجموع الظواهر المعرفية التي كشف عنها في آلية التعامل مع موضوعة الجمال وإزاحة الجميل من منطقة العلاقة الصميمية بالقيم الموضوعية وجعله نشاطًا حسيًا عقليًا لا علاقة له بالحقائق المطلقة، فالحقيقة نسبية بحد ذاتها، والإحساس بالجمال نسبي أيضًا لتباينه من فرد لآخر أو من جماعة أو جنس لآخر، وعلى مستوى الفرد الواحد أيضًا.
فبعد أن كان الجمال ملحقًا بمحمولات الحق وضرورات التطابق مع مظاهره المعرفية أو اليقينية، حظي الجمال باستقلالية نسبية ترحله من منطقة الغرضية والنفعية المادية، إلى منطقة اللذة الخالصة والمتعة الجمالية.
من هذا المنفذ المهم ولج "ايمانويل كانت" إلى صلب المشكلة الجمالية. إذا رأى أن كلا المذهبين: التجريبي والعقلي قد قدما تفسيرًا منقوصًا ومن جانب واحد لبناء المعرفة الإنسانية ومضمونها. ليفتح أبوابًا جديدة في الحكم الجمالي المستند إلى حقيقة راسخة مفادها: إن للإنسان غاية بذاته، وإن الذات لا تنظر للأشياء على أساس معياري، إنما تقديي، وبهذا قلب اليات اشتغال علم الجمال ليصبح تأمل الذات للموضوع ليس أكثر من تقديرات تخضع لعملية الذوق لما جعله يمضي قدمًا في وضع أسس منطقية لعملية التذوق هذه، التي تستبعد من أدائياتها القيم النظرية والعملية أي المعرفية والأخلاقية وفق الفهم الكلاسيكي لتأخذ مديات أكثر رحابة بتفعيل ملكات الذات الكامنة والمغيبة خلف أستار العقل.
إذ يعتبر "امانؤيل كانت"1 أهم من تحدث عن الجمال فقد أسس لعلم الجمال من خلال كتابه الشهير (نقد ملكة الحكم) الذي صدر عام 1790 فأثار مسألة الحكم الجمالي وعلاقة الشكل بالمضمون في الأثر الفني ثم مسألة علاقة الفن بالطبيعة وعلاقة الجميل بالجليل2.
ويحدد كانت الجمال بأنه وسيلة الاتفاق بين العقل والحس، كأنما العقل يجد في الجميل ضالته المنشودة دون أن تكون فيه صورة لماهية الجمال، والجميل كونه محسوسًا يمثل للعقل صورة اكتمال3. فهو لا يخضع لقاعدة وليس له وجود بالفعل.
نلاحظ هنا أن الحكم على الشيء الجميل فيه شمول ينطبق على الجميع، بحيث يتمتع بحرية الغاية النفعية أو العملية، وهذه الحرية قاعدة مسبقة يقاس عليها الجمال وهو التقارب أو الاتفاق بين ما يتخيل وما يرى، فالتوافق بين ما تخيله العقل من جمال، وبين ما شوهد أو سمع بحاستي السمع والبصر، ينتج عنه الإحساس بقيمة الجمال4.
كما يفرق كنت بين الجمال والجلال قائلاً: "إن الجمال الطبيعي يحمل غائيته في صورته مما يجعل الموضوع متلائمًا مع ملكة الحكم عندنا وهكذا يتحول إلى موضوع رضا5. أما الجليل فيبدو فيما يخص صورته بأنه ينافي الغاية بالنسبة إلى أحكامنا ويكون غير ملائم، بمعنى أن الصورة الغائية الموجودة في الجمال الطبيعي تجعله واضحًا لمخيلتنا لذلك فالحكم الجميل يكون متطابقًا مع ما تمدنا به المخيلة من تصور"6. ومن هنا فإننا نخطئ، لو أننا حاولنا أن نفهم الجمال من خلال إطاراتنا الذهنية العادية7. فحكم الجمال ينبغي أن يكون شيئًا عامًا وصادقًا بالضرورة، فإن الأساس الخاص به لابد أن يكون متطابقًا لدى جميع البشر، لكنه أشار أيضًا إلى أن المعرفة هي فقط القابلة للتوصيل، ومن ثم فإن الشيء الوحيد أو الجانب الوحيد في الخبرة الذي يمكن أن نفترض أنه مشترك أو عام بين جميع البشر هو الشكل وليس الإحساسات بالإدراكات العقلية. وقد اعتبر بعض الباحثين هذه الفكرة المبدأ الأول للمذهب الشكلي المعاصر في الفكر النقدي الجمالي المعاصر. بالإضافة إلى ذلك، يفهم كانت الجميل على أنه رمز للخير، كما أنه تصور النشاط الجمالي باعتباره نوعًا من اللعب الحر للخيال. ولكي نميز الشيء هل هو جميل أو غير جميل فإننا لا نعيد تمثل الشيء إلى الذهن من أجل المعرفة، بل إلى مخيلة الذات ومدى شعورها باللذة أو الألم8. فضلاً عن ذلك، فإن فلسفة "كانت" انتهت إلى أن الجميل الخالص، هو خير خالص، وهذا ليس ببعيد عن طروحات الروائي الروسي (تولستوي)9، باقتران مفهوم الجميل بمفهوم الخير.
ولهذا كان الجميل في رأي "كانت" هو فن العبقرية، والتي هي موهبة طبيعية فطرية خاصة، خاصة أنه يرى إن الجمال الطبيعي شيء جميل، في حين أن الجمال الفني تصوير جميل لشيء ما. من جانب آخر هنالك وجهة نظر ترفض هذه المواقف، وتؤكد على أن الجمال لا يمكن أن يوجد إلا بالاعتماد على الشخص المفكر والطبيعة الحيوية، وأن هذا الجمال الخارجي لا وجود له إلا فينا. إذا الجمال لا يرجع إلى الأشياء بل إلى الطريقة التي تتصور بها الأشياء والوقائع والألوان، إذا هي ليست قبيحة وليست جميلة بل هي والصفات الخارجية نحن الذين نضفي عليها مثال ذلك فكرة غروب الشمس. عند الريفي تشير في فكرة العشاء وعند عالم الطبيعة فكرة التحليل الطيفي وهما ليس لهما علاقة بالجمال، إذا غروب الشمس يكون جميلاً أو قبيحًا لمن نظر اليه بعين فنان متأمل عاشق. هذه هي نظرة الجمال الموضعي. يرى "كانت" أن جمال الشيء لا علاقة له بطبيعة الشيء وإنما هو نتيجة اللعب الحر للخيال والفهم يحدث لدى المشاهد وهو أمام الشيء، أيا كانت طبيعة هذا الشيء خارجًا عنه15.
يبدو لي أن انقسام المواقف إلى ذاتية وموضعية ناتج عن النظر إلى طرق المعرفة حسية تجريبية وعقلية تأملية. ونحن نذهب الى أن المعرفة والعارف لا يمكن أن يكون تجريبيًا حسيًا دون أن يكون عقليًا ولا يمكن أن يكون عقليًا تأمليًا دون أن يكون حسيًا تجريبيًا ومن هنا يبطل القول بوجود عقلي دون أن يكون حسي. لأن المعرفة هي تظاهر الحسي والعقل معًا في أبسط صورة، وهنا لا توجد جمالية ذاتية أو موضعية، فالجمالية ليست موضعية خالصة ولا عقلية خالصة، بل الجمالية هي عبارة عن صور للتفاعلات العديدة بين الجانبين.
فالفن إذن هو إبداع واع لأشياء تولد في متأمليها انطباعًا بأنها أبدعت بدون قصد، على منوال الطبيعة.
وتناقل تلاميذه هذا الفهم وعمقوه على نحو أفضى فيما بعد إلى مقولة "الفن للفن" وعزله نهائيًا عن واقع الحياة. هذا شيللر يقرر بأن الفن للفن نشاط لهوي، لعب وأن الجمال توفيق بين الفكرة والطبيعية أو بين المادة والصورة لأن الجمال هو الحياة لذا ينبغي في البناء الفني الجميل أن يكون الشكل كل شيء، والمضمون لا شيء إذ نؤثر في الإنسان ككل بواسطة الشكل، بينما لا نطال بواسطة المضمون إلا القوى المنفصلة عنه، وفي هذا يكمن السر الحق في الفن الجمالي، فهو يمحو الطبيعة ويغطيها بالصورة11.
إلى هذا الحد نجد أن العقل النظري لدى "كانت" يعمل على توحيد التجربة، حينما يعمل مع الحساسية والفهم، ويعمل في الفراغ حينما يقتصر في ذاته، وهذا يعني أن هناك نوعين من المعرفة:
1 – معرفة تنتج عن التقاء العقل بالموضوع في التجربة العملية.
2 – معرفة تحصل في الفراغ، فلا يلتقي العقل منها بأي موضوع في التجربة.
وهذه المنطقة العذرية هي منطقة الجمال الخالص المحض، لذا فقد اقر "كانت" بأن الحكم الجمالي يمتاز بخصائص تفرق ما بينه وبين الحكم العقلي والخلقي، واواى هذه الخصائص تتعلق به من حيث صفته ومصدره، وهو أنه حكم صادر عن الذوق. وان الذوق يصدر عن رضا لا تدفع إليه منفعة، أي ان المتعة الفنية لا تهتم بحقيقة موضوعها، بخلاف اللذة الحسية التي تتطلب التملك، وبخلاف الخلقي الذي يتطلب تحقيق موضوعة.
هكذا يرى "كانت" أن سلطة الحكم تمتلك موقفها إزاء الجمال في الطبيعة والذي لا يمكن ان نعثر فيه على الغاية. ذلك ان الاسس الموضوعية في الطبيعة لا تعدو كونها حاجة نفسية لدى الإنسان في حين أن سلطة الحكم الجمالية تخص الأشياء التي خلقها الإنسان. ففي فن الشعر يحلل كانط الحكم الجمالي على أنه ليس بحكم تعرفي بلهو أكثر من كونه متعة حسية وأقل من أن يكون حكمًا معتمدًا على المعرفة التي تخص خلق الفكرة أو المعنى. ذلك أن الانفعال أو المعاناة الجمالية ليس هدفها الوصول إلى غاية ما أي أنها تختلف عن أحوال المعاناة الأخرى كالإحساس بالعطش أو الإرادة. فمهمتها ليس كسب المعرفة عن العالم الموضوعي ولا تقييم السلوك البشري على ضوء مفهوم الخير والشر. وبهذا يصل "كانت" إلى تعريف مفاده12: ان الجمال هو شي يعجب المرء ليس من خلال الانطباع أو الفكرة بل بأسلوب لا نفعي ووفق الضرورة الذاتية وبأسلوب عام. ويستنتج من هذا التعريف إن مسألة الوجود الموضوعي للشيء لا تفيدنا في تكوين الحكم الجمالي بل ما يعنينا هو التصور المرتبط بالمتعة أو الكدر وما يمكن أن يحدثه الشيء من إثارة للأحاسيس، وهنا ينتفي الموقف التعريفي، فنحن لا نسعى من خلال هذا الإدراك إلى تحقيق هدف عملي ولا نتساءل هل أن هذا الشيء حسن أو نافع، ناهيك عن أننا لا نربط بفعل الإرادة التي هي نفعية فليس لوجود الرغبة في امتلاك الشيء علاقة بالموقف الجمالي بل التأمل الصرف والسبب هو المشاعر المتعلقة بهذا التأمل. إذ أن الحكم الجمالي هو حكم تأملي بحت. ومثل هذا الشيء يسرنا لأننا نحس بانسجامه الداخلي وليس بحالاته، والحقيقة الكامنة فيه لا تثيرنا.
أن هذه النتيجة الأخيرة تقود إلى استنتاج مهم على المستوى اللاغائي على الأقل، مفاده، أن الغائية التي يمكن تلمسها حسب هذه النتيجة هي غائية شكلية. ذاك أنها تشتغل على منظومة العلاقات الداخلية، لا على علاقة التماثل أو التناص أو التقابل وما إلى ذلك من العلاقات المرتبطة بالخرج على المستوى الدلالي، أي لا وجود لهدف آخر خارج حدود العمل الفني، بل يكون الهدف محض انسجام داخلي للذات يقنن بمقتضاه انسجام الشيء، وهنا تتجسد المقولة التي طرحها كانت والتي تصب في صالح اللاغائية من خلال نفي الغاية أو الهدف من الغائية ولهذا السبب فإن الشكل لدى كانت أهم من المحتوى ولو أن كانت لم يعني بالشكل وسائل التعبير الفنية، بل طريقة الإدراك ذاتها وبمعزل عن مضمون هذا الإدراك. ولكن الحال أن النتيجة الطبيعية لهذه الشكلية الجمالية أسفرت عن النزعة الشكلية في الخلق الفني وبالتالي فسرت مقولة الجمال الخالص في الشكل الخالص وهنا تقوض القوانين والمعايير الجمالية ذات الطابع الكلاسيكي لأن قواعد الإعجاب لا يمكن تحديدها. فالأفكار مستثناة تمامًا من المعاناة الجمالية. والحكم الجمالي لا يعتمد على أحوال المتعة أو الانفعال الاختياري بل تلك المرتبطة بالشيء موضوع التأمل.
وهكذا فالإعجاب بالجميل والجليل لا يشترط النفعية أو الفكرة ثم الضرورة الذاتية والشمولية ولكن ما يفرق الاثنين هو تغلغل الغائية إلى مفهوم الجليل حسب كانط. فالجميل عند كانط مرتبط بالنوع، بينما الجليل مرتبط بالكم، والجميل نابع من تأمل الشيء، أما الجليل فمتأتي من تحسس المرء. والجليل عند كانت نوعين13:
1 - الجليل الرياضي الفيزيائي: يتجلى في سمو الجبال والمحيطات والسماوات، وهي موجودات لا علاقة لها بكينونة الاشياء الموضوعية، فهي عظمة لا تقاس بل نشعر بها وتذكرنا بفكرة اللامحدودية.
2 - الجليل الدينامي الاخلاقي: يتجلى في إدراكنا لجبروت الطبيعة التي يفهم المرء بلا خوف امامها بضآلة حجمه إزاء الكون وصغره ونقصه بما يدفعه إلى تعويض في الوعي بكرامته الاخلاقية.
إذا فكانت لم يتنكر للغائية ولكنه الحقها بالجليل، نائيا بالجمال إلى الحرية التي تتحقق في الفنون الجميلة المتحررة من القيود الموضوعية. دون تجاهل الفنون المتسمة للجمال ولكنها مقيدة بارتباطها بفكرة ما أو بتقديم الحياة البشرية عن طريق الفن الهادف النافع.
بناءًا على ذلك قسم كانت الجمال إلى نوعين:
1 - جمال تابع: تتمثل فيه الغائية كونه يلحق الجميل بالنافع والخير. ويكون الابداع فيه منهجي وهادف.
2 - جمال حر: تتمثل فيه اللاغائية كونه يفرق بين الجميل والمنفعة. وفيه يبتعد الفنان عن المنهج والقصدية، فالجمال يتعارض مع فكرة الفائدة وفكرة الكمال والعملية الابداعية كنشاط ذاتي تتحول إلى نوع من اللعب الحر.
بضوء ما تقدم يتبين ان كانت قد صنف الغائية إلى صنفين:
1 - الغائية الذاتية أو الفردية، والتي من شأنها تقديم الارادة على الفعل، فهي نسبية ومتغيرة، لا تنطوي على اية قيمة كلية مطلقة ثابتة.
2 - الغائية الموضوعية، وتكون خاضعة لمبادئ قبلية وشروط مسبقة تراعى مسألة حضورها لتكوين حقائق ثابتة وضرورية ومطلقة.
وفي المقابل قسم نقد الحكم إلى قسمين14:
1 - نقد الحكم الجمالي.
2 - نقد الحكم الغائي.
والملاحظ أن كلا الحكمين مصحوبين بالشعور بلذة، مصدرها إن كلا الحكمين يتصف بالقصد والغائية.
الهوامش والمصادر:
1 - "كانت" يرفض المبدأ القائل بأن معرفة الإنسان لا تحدها حدود وأن العقل الإنساني بوسعه أن يصل في معارفه اليقينية إلى مالا نهاية له وأن بإمكانه تجاوز هذا العالم المحسوس ليصل في معارفه إلى ما وراء هذا العالم. لذلك نجد أن كانط في كتابه: "نقد العقل الخالص" قد كان الشغل الشاغل له يتمثل في البحث عن شروط المعرفة الإنسانية، وحدودها ومدى صحتها، فما الذي نستطيع أن نعرفه عن يقين؟ لقد كان ذلك سؤلاً أساسيًا، ولم يكن من حق المرء أن يطرح أسئلة أخرى عن الواقع قبل أن يجيب عليه. وكانط هنا يتساءل عن قضية حدود المعرفة اليقينية، وقد اهتم بتبيان ووضع الحدود للنظر العقلي، وهو هنا يؤكد على أن للعقل الإنساني حدود لا يجب أن يتجاوزها حتى لا يخوض فيما لا يستطيع بصدده الوصول إلى أية معرفة يقينية، وخلف هذه الحدود لا يمكننا الادعاء بأن حصيلة معرفتنا حقيقية ويقينية، ولذلك فإننا يجب أن نفهم في ظل هذا السياق التقسيم الكانطي للعقل إلى: عقل نظري، وعقل عملي، وفي مقابل هذا التقسيم ميزّ كانط بين "الشيء كما يبدو لنا" وبين "الشيء في ذاته"، حيث جعل حدود العقل النظري مقيدة بحدود العالم الطبيعي المحسوس أو عالم "الأشياء كما تبدو لنا"، ومن الناحية الأخرى جعل مهمة العقل العملي التسليم بموضوعات ما وراء العالم الطبيعي المحسوس، فموضوعات المعرفة المنتمية إلى عالم "الأشياء في ذاتها" لا يمكن للعقل النظري أن ينظر فيها لأنها تتعدى حدوده وبالتالي حدود المعرفة اليقينية، ولذلك يتوجب على العقل العملي أن يسلم بها.
2 - ينظر، أرمان كوفيليه. نصوص فلسفية "مقدمة في علم النفس وعلم الجمال"، ترجمة آلاء الفخري، بغداد: بيت الحكمة، 2006، ص363
3 - الجاف، زياد كمال. "الأسس الجمالية في الفلسفة النقدية عند عمانؤيل كانت"، (رسالة ماجستير، جامعة الكوفة، 2001)، ص97.
4 - راوية عبد المنعم عباس. الحس الجمالي وتاريخ الفن، دار النهضة العربية، بيروت، ط1، 1998، ص132.
5 - راضي حكيم. فلسفة الفن عند سوزان لانجر، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، ط1، 1986، ص100.
6 - إبراهيم، زكريا. كانت أو الفلسفة النقدية، القاهرة:1963، ص83.
7 - إبراهيم، زكريا. مشكلات فلسفية (مشكلة الفن)، القاهرة: مكتبة مصر، د.ت.، ص247.
8 - كانت، امانؤيل. نقد ملكة الحكم، ترجمة غانم هنا، بيروت: 2005، ط1، ص101.
9 - ينظر، غيورغي غاتشف. الوعي والفن، ترجمة نوفل نيوف، الكويت: عالم المعرفة، عدد 146، شباط، 1990، ص133.
10 - ستانلي هايمن. النقد الأدبي ومدارسه الحديثة، ترجمة: إحسان عباس ومحمد يوسف نجم، بيروت، 1958، ص264.
11 - راوية عبد المنعم عباس. الحس الجمالي وتاريخ الفن، دار النهضة العربية، بيروت، ط1، 1998، ص137.
12 - المصدر نفسه، ص43.
13 - كانت، ايمانويل: نقد العقل المحض، ترجمة، موسى وهبة، مركز الانماء القومي، بيروت، 1988 ، ص63 .
14 - اسماعيل، عز الدين: الأسس الجمالية في النقد العربي ، ص49 .
تغريد
اقرأ لهذا الكاتب أيضا
- المعنى ومنهج التحليل المعاصر فتجنشتاين أنموذجًا
- صورة الشرق بين سلطة المعرفة والاستشراق
- العقلانية الكانتية وتطبيقاتها جماليًا: دراسة في فلسفة "كانت" الجمالية
- إشكالـية العـقـل والإنسـان في فـكـر ابن بـاجـة
- من جماليات الوجود الإسلامي إلى مأزق أخلاقيات الفنون الغربية
- الفلسفة بمتعة الكينونة وقصدية الحياة
اكتب تعليقك