فلسفة التشاؤم بين أبي العلاء المعري وآرثر شوبنهاورالباب: مقالات الكتاب
د. سعيد سهمي المغرب |
لقد سبق العرب الأمم الأخرى إلى كثير من الأفكار وأشكال الحكمة، التي نجدها اليوم متجذرة في الفلسفة والفكر الحديثين، كما في الأدب والعلوم والسياسة والاجتماع، وفي غيرها من الفنون وأشكال المعرفة، التي غالبًا ما لا يذكرها الغرب ولا يعترفون فيها بسبْق العرب الذين كان لهم الفضل الكبير على الحضارة الغربية المعاصرة، باعتراف بعض المستشرقين وبعض مفكري الغرب أنفسهم الذين لم يكونوا متحيزين في فكرهم، أمثال المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون والمستشرق الألماني توماس أرنولد والمؤرخ الأمريكي جورج سارتون.
في هذا السياق يمكن الحديث عن أبي العلاء المعري فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة أبي العلاء المعري الذي ابتدع منهج الفلسفة التشاؤمية والعدمية، وسبق في ذلك الفيلسوف الألماني شوبنهاور الذي يمكن اعتباره من أبرز فلاسفة التشاؤم في العصر الحديث؛ والذي سنبرز في هذه الورقة بعض نقاط الالتقاء على مستوى الفكر بينه وبين شاعرنا العربي أبي العلاء.
المعاناة وبناء الفكر التشاؤمي عند الفيلسوفين
يعتبر أبو العلاء رهين المحبسين ولهذا فإن العمى كان له الأثر البالغ في فكره، فهو لم ير جمال العالم الذي قد يسمح له بأن يكون متفائلاً كما لم يشهد هذا الجمال في عصره، وهو لم يعرف من الألوان بعد أن أصيب بالجدري إلا اللون الأحمر الذي كان يسميه ملك الألوان، الذي ارتداه حين أصيب بالجدري. وقد ترك دراسته في الشام وهاجر إلى العراق. بعد وفاة والده مرضت أمه، ولما كان قادمًا من بغداد إلى الشام لزيارتها تلقى الخبر بأنها ماتت وهو في طريقه إليها. كل ذلك عمل على صناعة شخصية متشائمة لدى المعري، فضلاً عن الاضطرابات السياسية والحروب ببين الحمدانيين والفاطميين والحروب، وانتشار الفتن والفساد في عصر الشاعر، ولعل ذلك ما صنع منه فيلسوفًا وشاعرًا متشائمًا، ووسم فكره وفلسفه بالعدمية.
الشيء نفسه يمكن أن يقال على الفيلسوف آرثر شوبنهاور، فقد توفي والده منتحرًا (عام 1805) وهو صغير، كما أن أمه كانت تقسو عليه وتجافيه وتعيش حياة متحررة بعد وفاة والده، رفضها الابن الذي سيبتعد عنها إلى الأبد. وفضلاً عن هذه الإحباطات ذات الارتباط العائلي، ستزداد حدة المعاناة لدى شوبنهاور بعد إخفاقه في عمله كمدرس في جامعة برلين، حيث كانت علاقته مع طلابه تتسم بالتوتر والجفاء أيضًا، فكان طلابه يتركونه ويتجهون إلى القاعة التي يحاضر فيها معاصرُه هيجل، أضف إلى ذلك الظروف السياسية التي عاشتها ألمانيا، ومن أبرزها حملات نابوليون وآثارها الاجتماعية على الشعب الألماني.
لقد جمعت بين الفيلسوفين، على الرغم من بُعد الشقة بينهما، عدد من نقاط التشابه على مستوى الحياة الشخصية، ثم على مستوى التفكير، والتي ستصنع منهما فيلسوفين متشائمين.
جدلية الخير والشر
كان الفيلسوفان معًا ينظران إلى العالم نظرة سوداوية، ويريَانِ في الحياة أنها خالية من الخير والسعادة، فقد كان أبو العلاء يرى أن الحياة كلها تعب وشرور، يقول:
أَلا إِنَّما الدُنيا نُحوسٌ لِأَهلِها
فَما في زَمانٍ أَنتَ فيهِ سُعودُ
تَسيرُ بِنا الأَيّامُ وَهِيَ حَثيثَةٌ
وَنَحنُ قِيامٌ فَوقَها وَقُعــودُ
فَما خَشِيَت في السَيرِ زَلَّةَ عاثِرٍ
وَلَكِن تَساوى مَهبِطٌ وَصُعودُ
ويقول:
نـــزول كما زالَ آبـاؤنـا
ويبقى الزمانُ على ما ترى
ويرى المعري، بخصوص جدلية الخير والشر، أن الإنسان شرير بالطبع، يقول:
أَلَم تَرَ أَنَّ الخَيرَ يَكسِبُهُ الحِجى
طَريفًا وَأَنَّ الشَرَّ في الطَبعِ مُتلَدُ
بحيث يؤكد المعري على أن الإنسان شرير بالطبع، وهي فكرة قريبة من فكرة توماس هوبز الذي يرى أن "الإنسان ذئب لأخيه الإنسان"، ومن فكرة الشاعر العربي جبران خليل جبران الذي يقول:
الخير في الناس مصنوع إذا جبروا
والشر في الناس لا يفنى وإن قبروا
فأبو العلاء الشر طبيعي والخير مكتسب عن طريق العقل (الحجى) الذي يقود إلى نتيجة أن تحرُّرَ الإنسان من الشر يتم عبر الثقافة التي تجعل الإنسان ينتقل إلى الخير عبر العقل طبعا.
السعادة والشقاء
مع شوبنهاور صارت الفلسفة انعكاسًا لتشاؤمه لإحباطاته يقول: "من المُعزّي، حين يخذلنا الحب، أن نسمع أن السعادة لم تكن أصلاً جزءًا من الخُطّة".
يلخص شوبنهاور الحياة في الألم والضجر ويرى أن الحياة تتأرجح بين الأمل واليأس؛ ففي مقالة لشوبنهاور بعنوان "حكمة الحياة" (The Wisdom of Life)، نجده يقول:
“تُبين لنا التجربة الأكثر عمومية أن خصمَيّ السعادة البشرية هما الألم والضجر. قد نذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ونقول إننا نقترب من أحدهما بالدرجة التي نكون فيها محظوظين بالابتعاد عن الآخر. إن الحياة في الواقع تُأرجحنا بعنف بين الاثنين.
والسبب في ذلك هو أن كلًا من هذين القطبين يتناقض تناقضًا مزدوجًا مع الآخر؛ خارجي أو موضوعي، وداخلي أو ذاتي. فالفقر ومحيط المحتاجين يولِّدان الألم، في حين أن محيط الأغنياء والموسرين يُولّد الضجر".
ويبدو ان عنان فلسفة أبي العلاء قتوم على العدمية وعلى ما يمكن أن نسميه أيضًا عبثية الحياة:
يقول المعري:
في العُدم كنّا وحُكم الله أوجدنا
ثم اتّفقنا على ثانٍ من العَدم
حياةٌ كجسرٍ بين موتين أولٍ
وثانٍ وفقد الشخص أن يُعبَر الجسر
نمرُّ سراعا بين عُدمين مالنّا
لــبــاثٌ كأنّـــا عـــابرون على جــــســــرِ
مركزية العقل
رغم أنه يمكن تصنيف كل من أبي العلاء وشوبنهاور على أنهما فيلسوفان مثاليان، إلا أن المعري لكونه شاعرًا لم تكن لديه فكرة مستقلة تجاه العقل وحتى مسألة الخلود، في بعض مواقفه، عكس شوبنهاور الذي يبدو أن فكره ثابتًا، غير أنه يمكن اعتبار المعري أول من تحدث عن مركزية العقل وسبق في ذلك ديكارت الذي يرى أن "العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس".
فالمعري يرى أن العقل هو المركز والأساس في الوصول إلى الحقائق وإلى المعرفة، يقول:
يرْتجي الناسُ أن يقومَ إمامٌ
ناطقٌ، في الكتيبةِ الخرْساءِ
كَذَبَ الظنُّ، لا إمامَ سوى الـ
ـعقلِ، مشيرًا في صبْحه والمساءِ
فإذا ما أطعْتَهُ جلَب الـ
ـرحمةَ عند المسير والإرساءِ
إنما هذه المذاهِبُ أسبا
بٌ لجذبِ الدنيا إلى الرّؤساءِ
غرَضُ القوم مُتعةٌ، لا يَرِقّو
نَ لدمع الشّمّاءِ والخنساءِ
إن انتصار المعري للعقل، كانت بمثابة الرد على الفتن التي كان شاهدًا عليها في عصره، حيث كثرة المذاهب وكثرة الطوائف التي توظف الدين وتستغله لمصالح معينة، لهذا كان يرى أن الحرب تجسد حماقة الإنسان، يقول:
إذا رجع الحكيم إلى حجاه
تهاون بالمذاهب وازدراها
ويدعو إلى مشاورة العقل وحده واتباعه:
فشاور العقل واترك غيره هدرا
فالعقلُ خيرُ مشيٍر ضمّه النادي
هذا الجنوح إلى العقل أورد المعري بعض التناقضات بخصوص الدين، لكن هذه التناقضات تعكس موقفه من أهل الدين، وليس من الدين نفسه، يقول:
هَفَتِ الحَنيفَةُ وَالنَصارى ما اِهتَدَت
وَيَهودُ حارَت وَالمَجوسُ مُضَلَّلَه
اِثنانِ أَهلُ الأَرضِ ذو عَقلٍ بِلا
دينٍ وَآخَرُ دَيِّنٌ لا عَقلَ لَـــــه
فالشاعر الفيلسوف ينتقد الأباطيل والأضاليل التي تعتمدها بعض الفرق الدينية لقضاء مآربها والتي تجر الناس إلى المهالك باسم الدين، يقول:
دين وكفـر وأنباءٌ تُقَـصُّ وَفُـرْ
قَانٌ يَنُصُّ وتوراة وإنجيل
في كل جيل أباطيل يدان بها
فهل تفرد يَوْمًا بالهدى جيل
حيث يرى المعري أن الدماء تستباح والعقل الإنساني الذي يرشده على الهداية أياض يستباح بالدين، وباسم الدفاع عن الله تعالى الذي لا يحتاج إلى كل تلك الصراعات وكل تلك الطائفيات لكي يعرفه كل من له عقل، يقول:
إلـــه قـــادر وعــبيد ســــوء
وجـــبْر في المذاهب واعتزال
وبالكذب انسرى وَضَحٌ وليل
ولم تزل الخـــطــــوب ولا تــــــــزال
ولولا حاجة في الذئب تدعو
لصيد الوحش ما اقتُنِص الغزال
أما شوبنهاور فقد جعل منزلة العقل أعلى من منزلة المادة، بحيث يبقى العقل عنده هو الأساس وبقي يهاجم المادية كيف انها تفسر العقل بأنه مادة وليس فكرًا فيقول "كيف نفسر العقل ما دمنا لا نعرف ماهي المادة إلا بواسطة العقل". كما دعا إلى توجيه التفكير عكس التجريبيين وعكس الماديين من الداخل إلى الخارج، من العقل إلى المادة، وليس العكس.
كما يرى شوبنهاور أن الوجود قائم على الغائية وعلى والإرادة والدافع الذاتي، لهذا يؤمن أن من لم نقنعه بالعقل نقنعه عبر إرادته من خلال الرغبات، يقول:
" لا شيء أكثرُ إثارةً وتهييجًا للأعصابِ عندما نحاولُ إقناعَ إنسان ما عن طريقِ الأدلّة العقليّة والبراهين المنطقيّة، ونبذلُ جهودًا وألمًا في محاولةِ إقناعه، ثمّ يتضّح لنا أخيرًا أنّه لم يفهم ولن يفهم، وأنّنا ينبغي أنْ نخاطبَه عن طريقِ إثارة ما يريد ويرغب، أي عن طريقِ ارادته. فيؤكّد لنا عدم جدوى المنطق أمام المصلحة الشخصيّة والرغبات، التي باستطاعتها أن تحوّلَ عقلَ أغبى إنسان إلى ذكاءٍ مُرهفٍ، ذلك فقط عندما تكون المسألةُ المطروحة للبحثِ متماشيةً مع رغباتِه ".
يرى شوبنهاور أن العقل انتجته الطبيعة ليخدم إرادة الفرد، ويجعل بذلك العقل فوق الإرادة، فشخصية الإنسان تشكلها إرادته لا عقله، غير أن الإرادة بحسب شوبنهاور نفسه هي التي تجلب للإنسان الشقاء والألم الذي يعتبر أساس فلسفته المبنية على التشاؤم، يقول:
"إذا كان العالم في حقيقته إرادة، لا بد ان يكون مليئًا بالألم والعذاب، وذلك لان الإرادة نفسها تعني الرغبة، وهي دائمًا تطلب المزيد عما حصلت عليه، وفي اشباع رغبة يُطِل من ورائها عشرات الرغبات التي تطلب إشباعها وتحقيقها، إن الرغبة لا نهاية لها، ومن المتعذر اشباعها جميعها، إنها كالصدقة التي ندفعها للفقير تغنيه عن الجوع اليوم ليواجه البؤس والفقر غدًا، وما دامت الإرادة تطغى وتملأ شعورنا، وما دمنا خاضعين لتجمع الرغبات وآمالها ومخاوفها الدائمة، وما دمنا خاضعين للإرادة، فلن نبلغ السعادة الدائمة أو السلام إطلاقًا".
فالفرق بين أبي العلاء وشوبنهاور أن المعري لم يتأثر بمذهب فلسفي محدد، وإنما كانت أفكاره نابعة من تأملاته الفلسفية الممزوجة بالحالة الشعورية الشعرية، أما شوبنهاور فإن أفكاره اعتمد فيها على كانط وفكرة "الشيء في ذاته" والتي تعني أن "أي شيء أو حدث واقعي تكون خواصه بعيدة عن أي تجربة حسية (أو تجريبية)"، كما أفاد من هيجل الذي يعتبر الفكر "وحدة عضوية" وأن "الطبيعة ذاتها هي جزء من حياة العقل نفسه".
فكرة الموت عند أبي العلاء وشوبنهاور
لقد صنعت فلسفة التشاؤم والعدمية وكراهية الحياة فكرة مثيرة عن الموت عند الفيلسوفين بحيث صار الموت الشيء المحمود لديهما، بحيث إن ظلامية الحياة أدت بهما إلى حب الموت الذي يمكن اعتباره الأمل الوحيد الذي يوقف ألم الحياة، فالمعري يرى في الموت الراحة المأمولة:
المَوتُ حَـــظٌّ لِمَــن تَأَمَّــلَهُ
وَلَيسَ في العَيشِ أَن تُؤَمِّلَ حَظ
ويقول:
تَعَبُ كُلّها الحَياةُ فَما أعْـ
جَبُ إلاّ مِنْ راغبٍ في ازْديادِ
إنّ حُزْناً في ساعةِ المَوْتِ أضْعَا
فُ سُرُورٍ في ساعَةِ الميلادِ
ويأتي حب الموت انطلاقًا من فكرته عن شقاء الحياة وتجربته لهذا الشقاء، يقول:
مـــوت يسيرٌ معه رحـــمة
خير من اليسر وطول البقاء!
وقد بلونا العيش أطواره
فما وجــدنا فيه غير الشقاء!
فالموت عند أبي العلاء المعري يمثل النهاية غير انه بالمعنى الفلسفي لديه يمثل عبثية الوجود الإنساني، فالموت الأصل والحياة فرع، بل إن معاني الموت وآثارها في كل مكان، يقول:
صَاحِ هَذِي قُبُورُنا تَمْلأ الرُّحْ
بَ فأينَ القُبُورُ مِنْ عَهدِ عادِ
خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ ال
أرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْســـادِ
إن فكرة الموت تجر المعري دائمًا إلى فكرة العدمية، ولهذا سنجده يتمنى لو انقطع النسل، ولعل عدم زواجه كان ترجمة لهذا الفكر العدمي، يقول:
وَأَرَحتُ أَولادي فَهُم في نِعمَةِ ال
عَدَمِ الَّتي فَضَلَت نَعيمَ العاجِلِ
وَلَو أَنَّهُم ظَهَروا لَعانوا شِدَّةً
تَرميهُمُ في مُتلِفاتِ هَواجِلِ
بل يعتبر وجوده جناية جناها غيره وعليه ان لا يكررها، يقول:
هذا جناه أبي عليّ
وما جنيت على أحد.
هذا التصور الذي لدى أبي العلاء نحده أيضًا عند شوبنهاور الفيلسوف الذي قاده كرهه للحياة إلى الإعراض عن الزواج كما أعرض عنه أبو العلاء، واعتبر أن منع الزواج هو السبيل الوحيد لوقف استمرار النسل، بل إنه عرف بكرهه للنساء انطلاقًا من التجربة المرة التي نقلتها والدته، بحيث صار يرى أن المرأة منبع الشرور.
ومثل أبي العلاء، فقد أحب شوبنهاور الموت بل إنه يقول: "الموت والحياة سيان عندي، فهما متساويان"، فالموت لا يشكل بالنسبة إليه نهاية الإنسان، وعلى الرغم من كونه مهول ومروع إلا أنه يبقى من أعظم النعم البشرية لكونه، في نظره، يشكل نهاية عبثية الحياة.
هكذا يبقى كل من أبي العلاء وشوبنهاور فيلسوفا التشاؤم والعدمية بحيث نبعت فسلفتهما من تجربتهما المرة في الحياة، والتي وُسمت بالقسوة والألم، وعلى الرغم من أن طروحاتهما الفلسفية لم تؤدِّ إلى وضع حلول لمآسي الإنسان في هذه الحياة، ولم يقُدهما التشاؤم إلى نتائج دقيقة إزاء ما طرحوه من إشكالات حول الحياة والوجود والكوت وما بعد الموت، إلا أنه يمكن القول إن منهجهما الفلسفي سيكون له أثر بالغ في فلسفة القرن العشرين، فقد شوبنهاور معلم نيتشه الذي سيؤلف عنه في سنة 1873 كتابه "شوبنهاور مربيًا"، والحق أنه لا يمكن أن نفهم كثيرًا من التيارات الفلسفية والفكرية دون العودة إلى نيتشه وعبره إلى شوبنهاور.
أما أبو العلاء المعري فيمكن اعتباره الفيلسوف العربي الذي حاول أن ينقل الفكر العربي في وقت مبكر إلى الحداثة، بل إنه الشاعر والفيلسوف الذي سبق الغرب بقرون إلى الحداثة من خلال دعوته إلى تحرير العقل، وإلى الإيمان بالعقل أداة لتخليص الإنسان من أوهامه ومن حيرته.
تغريد
اكتب تعليقك