أوَ ليس لساقي أن تكون جناحَ يمامةٍ أو رغيفَ خبزٍ لطائرِ البطريق؟!الباب: نصوص
محمد حسني عليوة مصر |
أوَ ليس لساقي أن تكون جناحَ يمامةٍ أو رغيفَ خبزٍ لطائرِ البطريق؟!
شعر: محمد حسني عليوة
مطرٌ يتساقط
وأحذيةٌ
تصعد الدرجَ ببطءٍ شديد؛
ببطء دميةٍ،
لم تكد ترى الدرَجَ المكسور
حتى انتبهت للسقوطِ في الوحل.
هناك أبوابٌ تثير حفيظة العساكر الليليّن
وثمة مُشفق بالستائرِ
والأسرّةِ
والفوتيهاتِ المبطنةِ بوجع المنامات الطويلة.
*
شاشةٌ، هناك، على الجدار
تنعي قواربَ صيدٍ نسيتها الأمواجُ
على مزاجِ البحر
ومضتْ إلى الجُزر النائيةِ
تلاطفُ كالأمهاتِ،
أطفالَهن الرُّضّع.
*
إن ساقي تؤلمني
كلما مشيتُ برأسي
كلما ركلتُ بابَ الموتِ برأسي
كلما صعدتُ الطابق العاشر بعد الألف برأسي
كلما وجدتُ حجرًا في الطريق العام ظننتُه رأسي
*
أوَليس لساقي أن تكون جناحَ يمامةٍ
أو رغيفَ خبزٍ لطائرِ البطريق؟!
* *
طائر البطريق الحزين
حين تفقس بيضته الوحيدة
في السديمِ المترامي
ويخرج، باحثًا عن ثدي أمه،
ما يشبه جُرذًا، من فصيلةِ السناجب.
*
أوَليس لساقي
-أسوةً بالموتى الذين جرّدتهم الريحُ
من أسمال خيبتهم-
إن استطعتُ التحليق
في الفضاء/ السادر كالأقبية؛
أن تعيد الزمنَ إلى عافيته
إلى حاجةِ الأطفال ليقتلوه باللعب
ويشنقوه على الجدار للتصويب بلعبة السهام؟!
*
الحاويةُ لا تصرخ، حتى لا تبغض حزنها
الحاويةُ لا تضع زينتها عند كلِّ معتركٍ مع التيه اللائق بالحياة
الحاوية تلك، سيُسمع منها انفجارٌ وشيك.
*
كلّ الانفجارات تلك..
زبائن ليلٍ،
تحملها الشوارعُ، في جِرارِ الزيت،
إلى المحرقة
كلّ الانفجارات
أشرعةٌ تشق لها الفؤوس
عن أوديةٍ سحيقة؛
ليليقَ بساقي، الوحيدة،
أن تعوي
وتلد وراءها المدينةَ،
-أيًّا كانت-
في شراكِ الذئاب.
تغريد
اكتب تعليقك