أثر المركزية الغربية في تشكيل خطاب الكراهية بين الشعوبالباب: مقالات الكتاب

نشر بتاريخ: 2024-09-27 00:53:31

د. ربيع العايب

كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية جامعة قاصدي مرباح ورقلة/الجزائر

يشهد العالم اليوم تصاعدًا مقلقًا لخطاب الكراهية في جميع أنحاء العالم، مع احتمالات التحريض على العنف وتقويض التماسك الاجتماعي والتسامح والتسبب في أذى نفسي وعاطفي وجسدي للمتضررين. فخطاب الكراهية لا يؤثر على الأفراد والجماعات المستهدفة فحسب، بل يؤثر أيضًا على المجتمعات ككل، وإذا تُرك خطاب الكراهية دون رادع، يمكن أن يضر بالسلام والتنمية، لأنه يمهد للصراعات والتوترات، وانتهاكات حقوق الإنسان على نطاق واسع. لهذا ندرك ضرورة النبش في جذور هذا الخطاب، والبحث عن أصوله، لكي نحمل المسؤولية لمن كان باعثًا وسببًا في تشكيله وبثّه في نفوس ساكنة العالم.

مقدمة:

عرَفَت المجتمعات الغربية نوعًا من الوحدة والتجانس، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا، فانضمت الدول بعضها إلى بعض في معاهدات وأحلاف، وشكلت ما يعرف بالمجتمع الغربي أو مجتمعات الإنسان الأبيض، في مقابل المجتمعات التي انعزلت وخرجت عن النظام العالمي بداعي الحفاظ على التجانس العرقي والثقافي ووحدة لهوية، أو ما سمي في أدبيات النقد الثقافي بالمجتمعات الهامشية، وصار الغرب بعد ذلك يشكل مصدرًا لمدنية جديدة متمركزة حول نفسها تزعم الكونيّة؛ وقع بدوره في محظور المركزيّة الهويويّة، فجعل نفسه مركزًا تشعّ منه الأنوار وعدّ بقية العالم أطرافًا تابعة منفعلة، غير قادرة على إنتاج حداثات مخصوصة. والنتيجة هي تنامي مشاعر الظلم والتجاهل وعدم الاعتراف والرغبة في الانتقام وايقاد حرب الأعراق والأديان.

هذا النزوع ليس جديدًا، بل أن الحضارة الغربية الحديثة نبتت في بيئة متمركزة على نفسها منذ الحقبة اليونانية فأنتجت بذلك كل أشكال الأنانية والإذلال والاستبعاد، وتشكلت لديها أنساق تتألف من عقدة الغلبة وامتلاك الصواب المطلق، وفي غالب الأحيان لا تنبع النظرة الأحادية من فراغ، بقدر ما هي تجل صريح للاشعور ضمني بنزعة التفوق والاستعلاء؛ وإذا كانت هذه النزعة الإقصائية تجد مبررا علميا لها في الدراسات السيكولوجية، إلا أن زيادتها عن اللّزوم وارتفاع حدتها، يولد عقدة نفسية مقيتة، تصطدم بمقولات الحوار مع الآخر والتواصل الحضاري، وتدفع إلى تشكيل خطاب الكراهية بين الشعوب لأن التعددية الحضارية، ووحدة الأصل الإنساني هي لتحقيق التعارف والتواصل مع الآخر المتغاير أو التفاعلية التواصلية -بتعبير الفيلسوف يورغن هابرماس Jürgen Habermas - وهي رؤية تعني تجاوز ما يصطلح عليه بفلسفة الذات والعمل على الوصول إلى فلسفة الآخر، وهذا ما تسعى إليه مقولة التعارف كما يذكر "زكي الميلاد". المطلوب اليوم من حضارات العالم، هو أن تعمل ما بوسعها لتجاوز الذات الأنانية إلى الذات الجماعية، حتى تتعارف وتتعايش معًا في كنف الأمن والسلام، بعيدا عن عقدة المركز والهامش التي من شأنها أن تؤجج كل مشاعر الكره والعداء بين الأجناس والأعراق.

إن هذه الأنانية مصيرها الدفع إلى صراعات هويوية، وهنا ينبه الاقتصادي والفيلسوف البنغالي أمارتيا صن Amartya Sen في كتابه "الهوية والعنف" النخبة الأمريكية والغربية عمومًا إلى التريث وعدم الانسياق وراء إعادة إنتاج خطاب الكراهية والتمييز العنصري والثقافي والحضاري بين الشعوب، والعمل على التحرر من أوهام المركزية الغربية التي دفعت الغرب إلى تبرير عدوانه المتكرّر على بقية شعوب العالم. فما يشهده العالم منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، أي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وانفراد الولايات المتحدة بحكم العالم، معلنة ميلاد النظام العالمي الجديد أو ما عُرف بالهيمنة الأمريكية ثقافيًا واقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا؛ هو في الحقيقة من افرازات التمركز حول الأنا الغربية. وفق هذا المنظور، تتشكل ثقافة الطبقة الحاكمة في أذهان الناس (المهمشين)، إنها ثقافة نتاج هيمنة نموذج حضاري على حساب نموذج آخر.

وفق تلك المقاربة كذلك، نقول بأن المركزية الغربية تكون قد أفرزت واحدة من أسوأ الحالات الممكنة لتقويض إقامة العلاقات بين الشعوب عمومًا وبين الأمم على وجه الخصوص: إنها خطاب الكراهية، ولا نختلف في الرأي إذا قلنا إن ما تتفق حوله الإنسانية جمعاء ويجب النضال والمكافحة من أجله، هو أن الكراهية تجرد كل البشر من صفاتهم الإنسانية وتجعل حل كافة مشكلات الهوية بين الشرق والغرب أمرًا بالغ التعقيد. إذ أن الحرب على العراق وسعت الصدع بين الأمريكيين والأوروبيين الغربيين وأججت غضب العالم الإسلامي، ليس هذا فحسب، بل حتى اليابانيين والكوريين الجنوبيين بدأوا يشعرون بمشاعر معادية نحو الغرب الأمريكي... وبات من الجلي أن الناس الذين يملكون سببًا لكره الغرب، قد أصبحوا يشكلون حشودا هائلة.

نحاول في هذه الورقة، الكشف عن جذور هذا الخطاب في المركزية الغربية، والبحث عن الأسس العميقة الكامنة خلف تشكيل هذا الخطاب الإقصائي، المانع لكل سبل الحوار والعيش المشترك بين الأمم، في ظل الايمان بالاختلاف والتنوع بين ثقافات وهويات الشعوب، وقبول الآخر بغض النظر عن لونه أو عرقة أو انتمائه. على هذا الأساس نصيغ إشكالية الموضوع على النحو التالي: كيف دفعت أسس المركزية الغربية بمقولاتها العرقية والثقافية والاجتماعية...، إلى صعود مشاعر العداء والنفور بين الشرق والغرب؟ وإلى أي مدى أدت تلك المقولات إلى تقويض علاقة الحوار الحضاري بين الأمم؟

1 - تعريف خطاب الكراهية:

إن ضبط مصطلح "خطاب الكراهية Hate speech" في حد ذاته يعتبر اشكالية، لما له من أبعاد ومفاهيم نفسية واجتماعية وحقوقية قانونية. لقد تعددت تعريفاته وتنوعت مفاهيمه، فلا يوجد له تعريف موحد مقبول عالميًا لدى الجميع. غير أن لفظ الكراهية يحمل في سياقه اللغوي معاني القبح وإثارة الاشمئزاز ورفض الشيء وبغضه والنفور منه؛ إذ أن للفظة ذاتها توظيفات متعددة ومتدرجة، كقولك أكره أكل كذا، أو أكره سماع كذا، أو أكره الأحكام العنصرية المسبقة...فالمدلول على درجة من الوضوح ومعناه أن تُعارض شيئًا إلى أقصى الحدود، وتعتقد بأنه مكروه، وما كان يجب أن يوجد وأن وجوده لا يُحتمل، وتبغضه وتمقته بصدق، ومع ذلك تظل قادرا على التعايش السلمي معه في العالم الذي يتواجد فيه1.

أما عن مفهوم ومضامين "خطاب الكراهية" في المواثيق الدولية لحقوق الانسان، نقول إن مواد الإعلان العالمي لحقوق الانسان، لا سيما المواد: 2-3-7-18-19 29- والمادة 30، قد حملت مضامين عن الحريات والحقوق الفردية والجماعية، كما دعت تلك المواد إلى المساواة بين الجميع مهما كان لونهم أو عرقهم أو دينهم أو ثقافتهم...وهنا دعوة صريحة إلى نبذ خطاب الكراهية، وتحقيق التواصل والمحبة بين شعوب العالم. وتضمنت هذه المواد تأكيدًا على حرية التفكير والدين والضمير وحرية التعبير وابداء الرأي دون تدخل، ووجوب الاعتراف بحقوق الغير واحترامهم...وغيرها من الدلالات ضد الكره والاقصاء والتمييز. وبالوقوف برهة أمام الكلمات الواردة في الإعلان العالمي لحقوق الانسان نجد مفاهيم ذات مجالات تميزية واضحة على نحو: التمييز الجنسي، اللون، الدين، العرق، الرأي، الأصل، الثروة، الميلاد، المكانة الاجتماعية والمالية... قد تكون منطلقًا لبث خطاب الكراهية بين شعوب العالم. وكمثال عن ذلك ما جاء في المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الانسان أن: "لكلِّ إنسان حقُّ التمتُّع بجميع الحقوق والحرِّيات المذكورة في هذا الإعلان، دونما تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأي سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر. وفضلاً عن ذلك لا يجوز التمييز على أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي للبلد أو الإقليم الذي ينتمي إليه الشخص، سواء أكان مستقلاًّ أو موضوعًا تحت الوصاية أو غير متمتِّع بالحكم الذاتي أم خاضعًا لأيِّ قيد آخر على سيادته"2.

وقد جاء على لسان "ميشيل باشيليت Michelle Bachelet"، مفوّضة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان في سنة 2018: "علينا جميعنا أن نستنكر وندين بشكل علني جميع الرسائل، لا سيما الرسائل والخطابات السياسية، التي تنشر أفكارًا قائمة على التفوق العرقي أو الكراهية، أو تحرّض على العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب"3 . إذن بالنظر إلى التعريفات السابقة يمكن أن نقول إن الكلام الذي يحض على الكراهية هو كل نوع من التواصل في الكلام أو الكتابة أو السلوك، يهاجم أو يستخدم لغة تحقيرية أو تمييزية مع الإشارة إلى شخص أو مجموعة ما على أساس هويتهم، أو على أساس دينهم أو عرقهم.

2 -خطاب الكراهية ضمن المفهوم الغربي للحضارة:

عرف المفهوم الغربي للحضارة نوعًا من التحيز لمركزية الغربية أقصت باقي الحضارات والأقوام من المفهوم، مما دعا إلى تشكيل خطابات الازدراء والنكران في نفوس تلك الشعوب. حيث أن تعريفات الحضارة التي قدّمها علماء الاجتماع والمؤرخين الغربيين، تعني في جُلّها الرقي والرفعة والسمو، مما أدى إلى تشكل نطاقات عليا متحضرة، في مقابل أخرى متدنية، لتنشأ بعد ذلك مراكز للحضارة وأطرافها، وضعت الإنسان الغربي في مستوى أعلى أو لنَقُل متحضر، ووضعت الآخر الشرقي في مستوى متدني أو متخلف؛ وهنا تشكلت علاقة يحكمها الصراع العرقي والاثني بين المستويين (الأعلى والأدنى). أدى هذا الصراع إلى لجوء الحضارات المتقدمة إلى محاولات دمج الأعراق المتخلفة داخل نسيج العرق المهيمن، إما عن طريق الهجرة أو الغزو، فيتسيد الأعلى الأدنى بداعي الإدماج. من هذا المنطلق جُعلت الحضارة في مقابل البربرية، وصُنف عقل البرابرة من منظور غربي (ذو أصول اغريقية) إلى منحط ومتدني بالطبيعة، بالقياس إلى عقل المتحضر المتعالي والحر؛ لذا فإن كل نظرية أو تعريف للحضارة يُصاغ في إطار تحديد الأسس والشروط التي تحدد المتحضر من المتدني أو المتخلف، أي المركزي والهامشي، هذه هي الإيديولوجية التي قامت عليه النزعات الكولونيالية في العصر الحديث وكانت بداية لتشكيل حضارة كونية واحدة تطمس هوية وثقافة الآخر.

لقد لعب الفكر اليوناني دورًا حاسمًا في ظهور مصطلحي الهمجي والمتحضر؛ إذ يعد هوميروس أول من استخدم هذه الصفة استخدامًا فريدًا من نوعه، حيث تؤكد الدراسات التاريخية أن "النظرة اليونانية لثنائية (النحن/الهم) وثنائية (المتحضر/الهمجي) تأكدت نتيجة الانتصار في الحروب الفارسية خلال الفترة الممتدة ما بين 480-479 ق.م، وكانت تقوم هذه النظرة بشكل لافت للنظر، على مفهوم المدينة (polis)، التي كانت تمثل الفضاء الوحيد الذي ُيمكّن المرء من الكلام أمام الجمهور على نحو متحضر، عوض الغمغمة بلسان فظ أحمق"4. وقد استمرت نزعة الاستعلاء والتميز في التعمق والتوسع لدى اليونانيين، طيلة قرنين من الزمن، "وبذل في ذلك اليونانيون والرومان وأوربيو العصر الوسيط جهودًا استغرقت ألفيتين من الزمن لتمييز أنفسهم عن "الهمجيين"Barbarians، بواسطة أفعال وصفات تشير إلى "الكياسة"Civility وإلى المراعاة الأدبية Cultivation"5، قبل أن تظهر لفظة الاسم المجرد "الحضارة" كما هي عليه اليوم في المعاجم والقواميس.

إن المعنى القديم لمفهوم الحضارة ومعاييرها وصفاتها، من هذا المنظور نراه يعبر عن وجهة نظر أحادية اقصائية، وُضعت من قِبل مجتمع دون آخر، مجتمع حدد منذ الأزل من هو المتحضر، ومن هو المتخلف؟ وضبط صفات الحضارة على مقاسه، فأدخل ضمن دائرتها من تتطابق عليه صفات معينة، وأخرج إلى الهامش من كان مختلفًا، سواء في الفكر أو اللغة أو الثقافة أو الدين أو العادات...وغيرها، وأوهمه بأنه لا يرقى إلى تلك المنزلة، وسنده في ذلك هيمنة منطق الأسبق والأول.

هكذا فإن الشعور بالتفوق الروحي والديني والحضاري لدى الغربي يفترض مسألة تجاهل الآخر، هذا التجاهل من شأنه أن يدب في نفسه كل ألوان الكراهية، ولا يرى أي بدٍ لتفعيل سبل الحوار معه، خاصة إذا كان هذا الآخر يرى نفسه قادرًا على تبوء مكانة سامية بين الشعوب الغربية (مثل الصين)، مثل هذا التجاهل كان ممارسًا من قبل في المركزيات الحضارية القديمة أو ما يعرف بالإمبراطوريات، وحتى الأوروبية الحديثة، كما ذكر "بروس مازليش" في "الحضارة ومضامينها": "فإذا كانت حضارة ما تدعي أنها متفوقة ولا نظير لها، فسيكون من غير المرجح أن ترغب في الدخول في حوار مع المجتمعات الأخرى التي تدعي وضعًا مماثلاً؛ ومن ثم فإن الصين- إلى حدود القرن التاسع عشر- لم تكن لها حاجة أو رغبة في مقارنة نفسها بالمجتمعات التي لم تعترف بها باعتبارها مجتمعات مساوية لها، وقد تبنى الإسلام في العصر الوسيط بعد القرن الثاني عشر موقفًا مماثلاً، إذ كان مهتمًا في الأساس بحضارته الخاصة، ولم ير أي داع حقيقي للدخول في حوار مع الآخرين، وكانت أوروبا ترى حضارتها كما مر بحلول القرنين التاسع عشر والعشرين، منقطعة النظير بسبب التفوق العنصري الذي أضافته إلى الأساس المسيحي لتصورها الذاتي"6.

       يُشكل هذا الطرح في نظر "شبنجلر" وهم المركزية الذاتية بالنسبة للمؤرخين، إذ عند كتابتهم للتاريخ يُهملون كل الأحداث والوقائع التاريخية البعيدة عنهم والتي تدور رحاها خارج الجغرافيا الأوروبية، في حضارات ربما تفوق الحضارة الأوروبية في عدتها وعتادها، أو حتى في عظمتها الروحية والثقافية. إن التأصيل الإيديولوجي لخطاب الحضارة في خضم النزوع العقلاني المعاصر غرضه تكريس منطق المركزية الحضارية، يُستتبع بتأييد انطباعي قومي أو أممي لتفعيل أبجدية التمركز وضرورة الإقصاء، وبزوغ خطاب الكراهية بين الشعوب.

3 - مقولات المركزية الغربية وصناعة خطاب الكراهية:

3-1 مركزية الأنا الغربية واقصاء الآخر:

يكشف التمركز حول الذات الغربية، عن سيكولوجيا المجتمع الغربي الذي صار يشكل مصدرًا لمدنية جديدة متمركزة حول نفسها، فيما وُسم العالم الآخر (الشرق) بالتوحش والهمجية، أي أن الغرب صار لا يرى العالم إلا بمنظاره الخاص وبما يرغب فيه هو ويريده، فيُظهر نوعًا ملتبسًا من التفكير القائم على الغريزة الصبيانية التي تخلع الأهمية على ما يريده ويرغب فيه، لا على ما هو مفيد ونافع للجميع، لذا جاز لنا القول أن بعض المجتمعات في تقدميتها تصاب بإنية تصدها عن النمو السيكولوجي السوي الذي يصل إلى مرحلة الحوار الحضاري والثقافي مع الآخر.

ومن اللّافت للنظر، أن مسألة التمركز حول الذات، وجعلها أساسًا لبناء نظام ثقافي وعرقي وحضاري متين، يحيلنا إلى الاقتناع بتأثير البنية النفسية والغريزية في صناعة ذات كل حضارة وكل أمة، مهما كانت تختبئ وراء مقولات الانفتاح والحوار والعيش المشترك، وبهذا الطرح الناتج عن حقيقة أكدتها الدراسات النفسانية الحديثة، فإنه إذا وجدت الفرصة سانحة لأن تكون هي محور العالم والثقافة، لما تأخرت دقيقة واحدة عن أداء ذلك الدور، وإعلان اهتمامها بذاتها والدفع نحو متطلبات الهوية الواحدة، بهذا يظل التمركز حول الأنا في سجال لإثبات تعالي الذات؛ وما يشهده العالم منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، حين انهارت الإمبراطوريّة السوفياتيّة، وانفردت الولايات المتحدة بحكم العالم، معلنة ميلاد النظام العالمي الجديد أو ما عُرف بالهيمنة الأمريكية ثقافيًا، واقتصاديًا، وعسكريًا، وسياسيًا، هو من افرازات التمركز حول الذات. وفق هذا المنظور، تتشكل ثقافة الطبقة الحاكمة في أذهان الناس (المهمشين)، إنها ثقافة نتاج هيمنة نموذج حضاري على حساب نموذج آخر، وهذا ما حدث في الحرب الإيديولوجية والثقافية بين النظامين: الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي، إذ كان الهدف البارز هو إنتاج ثقافة بديلة لمواجهة ثقافة الهيمنة النابعة عن قيم وفلسفة الليبرالية، فإن الناتج هو الشعور بالخيبات والاستغلال، وصعود الفكر الإقصائي لباقي الثقافات والهويات، وكراهية الآخر.

3-2 المركزية الثقافية، ثقافة غربية في مواجهة الشرق:

تُلقي العبقرية اليونانية بظلالها على مفهوم المركزية الثقافية على اعتبار أنها منبع صدور الفلسفة والفكر العقلاني والوعي الخلاق بالمشكلات الإنسانية الوجودية والمعرفية والمعيارية، التي أنتجها العقل اليوناني القديم وأبدع في دراستها وتحليلها، لتعود للظهور بعد حقبة الباباوات إبان القرون الوسطى، ليستطيع بعد ذلك الفكر التنويري الفرنسي بالخصوص أن يبدأ مسيرة التحديث والحداثة، هذا ما دفع بفلاسفة المركزية الغربية مثل "هيجل" إلى تمجيد العرق الأبيض وإعلاء شأن هذه الناحية من العالم (الغرب) في مقابل عالم الشرق، مصدر الشعاع الأول. هذه المقولات أدت إلى صياغة مفهوم الحدود الثقافية، وهو مفهوم أتى مع التعليم الكلاسيكي للنخب الأوروبية وتقديرها للتراث الإغريقي اللاتيني؛ وتقسيم العالم إلى شرق وغرب هو جزء من الإرث الكلاسيكي الغربي"7، وأصبح الحديث عن الآخر غير الغربي يكشف بوضوح، تمركز الأنا الغربية حول جملة من الثوابت أو الطبائع المتناقضة، فيما يختزل الآخر سعة الثقافة الغربية الحديثة في كثير من معطياتها إلى الإعلاء من شأن الذات لمّا انصرفت لرسم صورة الآخر8.

إن معاني التمركز الثقافي تتعارض مع معاني التنوع الثقافي والحضاري الموجود في العالم، وتتجاوز بذلك فكرة الثقافة الموازية أو المساوية لها في القوة والشدة، بل إنها تمثل مركز الثقل والشدة ومبدأ القوة والفعل، ومصدر الإلهام والطاقة الفكرية التي تنتشر على نطاق واسع ويصل مداها إلى أبعد نقطة في العالم. وعلى هذا الأساس فإن الثقافة المركزية تشكل إمبراطورية فكرية ونموذج إمبريالي اقصائي تمييزي لشتى صنوف الثقافات في بقية العالم. فتُمثل المركزية الثقافية نسقًا ثقافيًا ما، مُحملاً بمعاني ثقافية، دينية، فكرية، وعرقية؛ تكونت تحت شروط تاريخية معينة، تعتبر تلك المضامين المعرفية أنها الأفضل على الاطلاق، بالاستناد إلى معنى محدد للهوية قوامه الاستمرارية وإنتاج ذات وهوية اجتماعية وثقافية متجانسة في مقابل الثقافات الأخرى أو الهامشية، فتقوم هوية الثقافة المتمركزة بطمس كل المعالم التي تتعارض مع مفهوم الهوية كما أنتجتها تلك الثقافة واستبعادها بحيث تجعل الهوية أسيرة شبكة من المفاهيم الخاصة بها، فتعمل على حمايتها من المتغيرات التاريخية. ما يدفع إلى تشكيل خطاب الكراهية بين شعوبها.

وبدلاً من أن يضع الإنسان الغربي الجنس البشري في مركز الكون، وضع الجنس الأبيض في هذا المركز، ووضع بقية البشر مع الطبيعة/‏‏المادة في الهامش؛ وبدلاً من أن يكون الهدف من الوجود في الكون هو تحقيق مصلحة الإنسان، أصبح الهدف هو تحقيق مصلحة الإنسان الأبيض فقط، وبدلاً من الإيمان بأسبقية الإنسان على الطبيعة أصبحت المسألة هي أسبقية الإنسان الأبيض على الطبيعة وبقية البشر.

ولذا، كانت عملية الغزو الاستعماري هي عملية غزو للطبيعة المادية والبشرية على السواء، أي بقية شعوب العالم. وقد دعَّم الإنسان الغربي، كما يقول "عبدالوهاب المسيري"، المركزية لنفسه بمجموعة من النظريات الخاصة بعالم الأخلاق والهوية والحضارة، تدور في إطار المرجعية المادية الكامنة وتؤكد تفوقه، وهذه النظريات هي ما يطلق عليها اليوم "النظرية العنصرية" التي شكَّلت إطاراً شاملاً لرؤية الذات والحضارة والسلوك.

3-3 المركزية العرقية والتمييز بين الأعراق:

يعتبر الفيلسوف الألماني هيجل ( 1770 - 1831) Hegel أحد أقطاب نظرية مركزية العرق الغربي، أسس لهذا التصور في كتابه "العقل في التاريخ"؛ يحاول فيه هيجل تقصي مواطن القوة والضعف لدى مختلف الأعراق البشرية المتنوعة قديمًا وحديثًا، شمالاً وجنوبًا وفي شرق العالم، حتى يستجلي نمط العرق المتعالي في نظره، أي المتفوق والذكي والرفيع والسامي، في مقابل نمط العرق الدوني والمنحط والوضيع والذي لا معنى لحياته، أو ذلك الهامشي الموجود خارج إطار التاريخ والزمان.

تتأسس رؤية هيجل العرقية على مقولتين أساسيتين هما: الزمان؛ أين يتجلى الروح المطلق ويصل العقل إلى كماله، والمكان أين يستقر هذا الروح في مكان ما من جغرافيا العالم، يقول هيجل في هذا السياق: "في تاريخ العالم تظهر فكرة الروح في تجسدها الفعلي على أنها سلسلة من الصور الخارجية، تنكشف كل منها بوصفها شعبًا موجودًا بالفعل، هذا الوجود يندرج تحت مقولة الزمان، كما يندرج تحت مقولة المكان، على طريقة وجود الأشياء الطبيعية"9، كما أن الجغرافيا عنده تعد عاملاً أساسيًا في تكوين الحضارة ودرجاتها، إذ تتراوح درجات تقدم الأعراق البشرية، بين مدى اختلاف طبيعة الأرض والعوامل الفيزيقية التي تميزها، أي المحيط الذي تنشأ فيه تلك الأقوام وتترعرع تلك الأعراق؛ لهذا يقسم هيجل العالم إلى منطقتين أو جزأين رئيسيين: الأول على أساس زمني؛ عالم قديم وآخر جديد، والآخر على أساس جغرافي: الشمال والجنوب، وحدد معالم وتضاريس ومناخ كل جزء، كما اعتبر هذه المؤثرات الطبيعية عامل أساسي في تجلي بوادر الفكر والعمل والتحرر، هكذا تجد الروح نفسها ضمن الجغرافيا المعتدلة والملائمة للانطلاق والسمو والتعالي، ويَعتبر هيجل أن "مسرح التاريخ الحقيقي هو المنطقة المعتدلة أو بالأحرى النصف الشمالي منها، لأن الأرض فيه تمثل شكلاً قاريًا ولها صدر واسع كما يقول اليونانيون"10، ألا وهي أوروبا، التي تمتد روحها وتنتشر إلى غاية العالم الجديد (أمريكا واستراليا)، الذي يتشكل من عرقين مختلفين: السكان الأصليين والسكان المستوطنين القادمين من أوروبا، وحسب هيجل، فإذا كان العالم الجديد يمثل عالم الأحلام وأرض المستقبل -كما قال- فالعالم القديم كان مسرح تاريخ العالم في الحاضر-في زمن هيجل طبعًا- قام على ضفاف المتوسط، أو قلب العالم القديم كما يسميه، وفيه كانت "بداية التاريخ ونهايته وظهوره وانهياره"11، فلا نجادل إذن، في أن القرن التاسع عشر آمن بتفوق العرق الأبيض الذي أخذ على عاتقه مهمة تمدين العالم من وجهة نظره واعتبر إمبراطورية العالم جائزته، وفي ثنايا هذا الاقصاء تنمو مشاعر الكراهية في نفوس شعوب المستعمرات القديمة.

في هذا السياق يُحمّل "أمارتيا سين" الغرب مسؤوليّة تقسيم العالم إلى قطبين: شرقي/غربي، ومتقدّم/متخلف، ما انجرّ عنه تبرير الحركات الاستعماريّة وما خلّفته اليوم من مشاعر الدونيّة والاضطهاد، دفعت بالبعض إلى استثمارها لتأجيج الصراعات الهويويّة بين الحضارات خدمة لأجندات غير دينيّة وغير حضاريةّ. كتب يقول: "إنَّ إنسانيتنا المشتركة تتعرّض لتحدّيات وحشيّة عندما توحّد التقسيمات المتنوّعة في العالم في نظام تصنيف واحد مهيمن مزعوم، يعتمد على الدين أو الجالية أو الثقافة أو الأمّة أو الحضارة"12.

هكذا فإن مبررات الهيمنة الغربية بداعي عرقي، أومن خلال تسويغ فكرة أحقية عرق ما من الأعراق أن يحتل مكان المجموعات الاثنية الأخرى وبذلك يقضي على وجودها الطبيعي، كانت ولاتزال محل انتقاد واسع، لأن هذه النزعة (المركزية العرقية) هي الوجه الآخر لحركات الاستعمارية في العالم، فتبحث عن مبرر لانتهاكاتها واقصاءاتها لباقي المجموعات العرقية، وتصادر حقها المشروع في صنع حضاراتها ونشر ثقافتها وممارسة حقها في الاستقلالية والتميز، بعيدًا عن تلك الأنماط والتصنيفات الجامدة التي وضعها فيها العرق الأبيض، ومن حقها تطوير مهاراتها وذكائها وصفاتها، فتلك الخصال المتدنية التي وُسمت بها، ليست حتمية طبيعية كما يُعتقد ويُروج له من طرف واحد، مثلما فعل الاستعمار الاستيطاني التقليدي، لما اعتبر بأن الشعوب المستعمَرة، شعوب بدائية وهمجية، جاء الرجل الأبيض ليُمدِنها، ولهذا واجهت رفضًا صريحًا لأنها عبّرت عن ممارسات استعمارية وحشية مدفوعة بهاجس التفوق العرقي، هذا الرفض الصارخ لكل أشكال التمييز العرقي والتعصب الشديد لجنس من الأجناس على حساب آخر، أخذ مساحة واسعة من كتابات أصحاب التيارات اليسارية والماركسية المدافعون عن حقوق السكان الأصليين المستعمرة بلدانهم في العالم الحديث، عندما أخذت النزعات الكولونيالية تنتشر شرقًا وغربًا، وتبرر ممارساتها القمعية بتصنيفات عرقية وعنصرية مشينة، ومن تلك الانتقادات، نذكر ما كتبه الطبيب النفسي والثائر، فرانتز فانون Frantz Fanon في مصنفه "معذبو الأرض" سنة 1961، حينما برّر تلك الصورة النمطية عن المجموعات الاثنية الأخرى، التي تشكلت بمخيال الرجل الأبيض والتي تنطوي على مغالطة مصدرها تحايل بيولوجي للذات، كما يقول "فانون": "كم من مرة رأينا، في باريس أو في أي مكان، في مدينة الجزائر أو في الأرض الواطئة، أناسًا مستعمَرين يحتجون احتجاجًا شديدًا على الادعاء بأن الزنجي أو الجزائري أو الفيتنامي إنسان كسول. ونحن لا ندّعي على حال أن الفلاح الذي يتحمس في العمل والزنجي الذي يرفض أن يستريح في ظل النظام الاستعماري، إنما هما شخصان شاذّان مريضان. ولكننا نقول إن كسل المستعمَر إنما هو تخريب مقصود للآلة الاستعمارية. إنه على المستوى البيولوجي، نوع واضح من حماية الذات، وهو على كل حال تأخير أكيد لسيطرة المحتل على البلاد بكاملها"13.

الخاتمة:

مما سبق لا يتوان دعاة المركزيّة الغربيّة عن تصنيف شعوب العالم اعتمادًا على نظرة عنصريّة ودونيّة، تعتبر الحضارة الغربيّة والرجل الأبيض تحديدًا، أرقى ما توصّلت البشريّة إلى إبداعه، وأنَّه على بقيّة العالم أو "الشعوب الهامشية" -بتعبير (سمير أمين) -، الاقتداء بحضارة "الغالب" وتقليد منوالها إذا رامت الالتحاق بركب "التقدّم"، بل بلغ الأمر بفرنسيس فوكاياما (اقتداءً بهيجل) الادعاء بأنَّ حضارة الرجل الغربي الأبيض هي آخر محطّات التاريخ البشري، وبعد ذلك سيبدأ عصر الانحطاط والزوال.

بفعل عناصر السيطرة الغربية بدءًا من القرن التاسع عشر ظل أضحى الغرب يمثل قوى رمزية، أكثر منها واقعية، فبالرغم من أن سيطرته أصبحت معنوية إلا أنها كانت أكثر ضررًا على الهويات الثقافية للأمم، فامتلاك الغرب مقومات التمركز سوغت له مختلف صنوف الاستغلال والإقصاء باسم رفعة الجنس ومقدرته الفائقة على التفكير والإبداع، وبالتالي امتلاك أحقية قيادة العالم، والسيطرة على الأجناس الدنيا. هذا ساهم في تكريس النزعة الفوقية الاقصائية الغربية للحركة الاستعمارية الواسعة التي قادها الرجل الأبيض، ما أدى إلى نشوء مشاعر الكراهية والبغض لدى شعوب المستعمرات الغربية.

إن خطاب الكراهية اليوم يظل من أسوأ الأسس الممكنة لإقامة العلاقات بين الشعوب عمومًا وبين الأمم على وجه الخصوص. والرأي الذي يجب النضال والمكافحة من أجله هو أن الكراهية تجرد كل البشر من صفاتهم الإنسانية وتجعل حل كافة المشكلات أشد صعوبة. خطاب الكراهية لا يكون أبدًا طريقًا بسيطًا أحادي الاتجاه. إنها علاقة تفاعل، إذ أنها تؤثر في كيفية تشكل الأحكام المنطقية المتعلقة بماهية التصرفات والأفعال المناسبة، والمسوغة والمسموح بها من قبل الطرفين اللّذين يباعد بينهما جدار الشك والارتياب وانعدام الثقة المتبادلة. ويمكن أن تصبح حلقة مفرغة مستدامة من ردّات الفعل الدفاعية، نبوءة تشبع ذاتها وتؤكد نفسها باستمرار14. واليوم نشهد في جميع أنحاء العالم تصاعدًا مقلقًا لكره الأجانب والعنصرية والتعصب، بما في ذلك تزايد معاداة السامية والإسلام واضطهاد المسيحيين. أين يتم استغلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أشكال الاتصالات كمنصات لبثّ التعصب الأعمى. واستخدام الخطاب العام كسلاح لتحقيق مكاسب سياسية عبر اعتماد خطابات تحريضية تثير الفتنة تصم بالعار الأقليات والمهاجرين واللاجئين والنساء وكلّ من يُعتَبَر من "الآخرين"، وتجردهم من إنسانيتهم. وهذه ليست بظاهرة معزولة أو مجرّد أصوات عالية لحفنة من الناس على هامش المجتمع. فالكراهية في طريقها إلى أن تصبح جزءًا من الديمقراطيات الليبرالية تمامًا كما الأنظمة الاستبدادية، وهي تلقي بظلالها على إنسانيتنا المشتركة. كما أنّها تقوض التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة، وترسي الأسس للعنف وتعيق عملية السلام وتهدّد الاستقرار والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية15.

الهوامش:

1 - ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز، لماذا يكره العالم أمريكا، تر معين الأمام، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2005، ص 117.

2 - الإعلان العالمي لحقوق الانسان، موقع الأمم المتحدة https://www.un.org/ar

3 - خطاب الكراهية

https://www.ohchr.org/ar/get-involved/campaign/fight-racism/hate-speech

4 - بروس مازليش: الحضارة ومضامينها، ترجمة عبد النور خراقي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط1، 2014، ص ص 20-21.

5 - المرجع نفسه، ص 22.

6 - المرجع نفسه، ص ص 115-116.

7 - جان نيفين بيترس، العولمة والثقافة المزيج الكوني، ترجمة خالد كسروى، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط1، 2015، ص 174.

8 - عبدالله إبراهيم: مرجع سابق، ص 241

9 - هيجل: محاضرات في فلسفة التاريخ (العقل في التاريخ)، ترجمة إمام عبدالفتاح إمام، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2008، ط3، ص 157.

10 - هيجل: محاضرات في فلسفة التاريخ (العقل في التاريخ)، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط3، 2007، ص 158.

11 - المرجع نفسه، ص 168.

12 - أماريتا سين: الهويّة والعنف (وهم المصير الحتمي)، ترجمة سحر توفيق، سلسلة عالم المعرفة (المركز الوطني للثقافة والفنون والآداب)، الكويت، 2008، ص 18.

13 - فرانتز فانون: معذبو الأرض، ترجمة سامي الدروبي، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، ط 2، 2015، ص ص 236-237

14 - ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز، لماذا يكره العالم أمريكا، تر معين الأمام، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2005، ص ص23،24.

15 - خطاب الكراهية

 https://www.ohchr.org/ar/get-involved/campaign/fight-racism/hate-speech

قائمة المصادر والمراجع:

1 - أماريتا سين: الهويّة والعنف (وهم المصير الحتمي)، ترجمة سحر توفيق، سلسلة عالم المعرفة (المركز الوطني للثقافة والفنون والآداب)، الكويت، 2008

2 - بروس مازليش: الحضارة ومضامينها، ترجمة عبد النور خراقي، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، ط1، 2014

3 - جان نيفين بيترس، العولمة والثقافة المزيج الكوني، ترجمة خالد كسروى، المركز القومي للترجمة، القاهرة، ط1، 2015

4 - سيرج لاتوش: تغريب العالم، ترجمة خليل كلفت، دار العالم الثالث، القاهرة، ط1، 1992

5 - صامويل هنتنغتون: صدام الحضارات (إعادة صنع النظام العالمي)، ترجمة طلعت الشايب، مكتبة سطور، ط2، 1999

6 - ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز، لماذا يكره العالم أمريكا، تر معين الأمام، مكتبة العبيكان، الرياض، ط1، 2005

7 - عبدالله إبراهيم: المركزية الغربية (إشكالية التكون والتمركز حول الذات)، المركز الثقافي العربي، بيروت، ط1، 1997

8 - فرانتز فانون: معذبو الأرض، ترجمة سامي الدروبي، مدارات للأبحاث والنشر، القاهرة، ط 2، 2015

9 - هيجل: محاضرات في فلسفة التاريخ (العقل في التاريخ)، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط3، 2008

المواقع الالكترونية:

10 - الإعلان العالمي لحقوق الانسان، موقع الأمم المتحدة https://www.un.org/ar

11 - خطاب الكراهية

 https://www.ohchr.org/ar/get-involved/campaign/fight-racism/hate-speech


عدد القراء: 934

اقرأ لهذا الكاتب أيضا

اكتب تعليقك

شروط التعليق: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.
-